نشرت مجلتان عالميتان في مجال التقنيات والعلوم الطبية، حديثاً ورقتين لعميد كلية الدراسات العليا وأستاذ كرسي الملك فهد للتقنيات الحيوية الطبية بجامعة الخليج العربي د.محمد الدهماني فتح الله، طرح فيهما تصوراً يحمل رؤية جديدة لما ستكون عليه اتجاهات العلوم الطبية في القرن الواحد والعشرين ومدى تأثير ذلك في مجالات البحوث والخدمات الصحية وكذلك التعليم وبناء القدرات .
وتطرق الدهماني في الورقة الأولى التي نشرت في مجلة "Current trends in Biomedical Engineering and Biosciences" إلى أحدث وأهم هذه العلوم والتقنيات مركزاً على ثلاثة منها وهي: علوم وتقنيات الجينوم، وتطوير الأدوية البيولوجية، ثم تقنيات تحرير الجينات وإعادة هندستها.
وأكدت الورقة أن هذه الطفرة العلمية والتكنولوجية التي تعتمد على الابتكار الفعال بصدد إدخال تغييرات جذرية في الممارسات الطبية لتصبح العلوم الطبية والطب الجزيئي الركائز للكشف المبكر عن الأمراض، والعلاج القائم على تشخيص الخصائص الجينية لكل حالة، سياسة متبعة عالمياً في مجال الخدمات الصحية.
أما الورقة الثانية والتي نشرت في (Advances in Biotechnology & Microbiology ) (AIBM)، تناول خلالها نموذجاً جديداً وصفه بالشامل يتعلق ببناء القدرات على الصعيد الاكاديمي في مجال العلوم الطبية الجديدة – المشار إليها في الورقة الأولى - والتي سيتكفل بتطويرها وطرحها الشامل الجيل الجديد من خبراء العلوم الطبية.
ويعتبر هذا النموذج الذي يطرحه الدهماني منظومة تعليمية رائدة للقرن الواحد والعشرين الذي سوف نشهد خلاله وفقاً لما تنبأت به الورقة تغيراً جذرياً لمفهوم التعليم ككل، والتعليم العالي بالخصوص.
وركز الدهماني عند تصوره لهذه المنظومة الجديدة على دمج مجموعة من المبادئ التعليمية القديمة والحديثة كالتعلم بالممارسة، والتعليم المتكامل، والانسجام بين المتطلبات التقنية والعلمية مع حاجيات المجتمع الصحية والاقتصادية وكذلك خصوصياته الثقافية.
وقال عميد كلية الدراسات العليا، إن هذه المنظومة التعليمية تتميز عن غيرها من المنظومات لأنها تحرص على التداخل والتكامل بين كل المجالات العلمية الحديثة، تحت إدارة موحدة تتميز بالمرونة والتركيز على الربط الفعال بين القطاعين التعليمي والصناعي.
وأضاف أنه لو قدر لهذه المنظومة أن ترى النور، فستكون منارة تعليمية ونموذج لجامعات القرن الواحد والعشرين، علاوة على أن هذه المنظومة صممت لتكون كفيلة بدفع كل القطاعات الصحية للبلدان النامية التي تتبناها إلى أرفع المستويات، إضافة إلى الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي ستحقق بالمحصلة.