أنزلت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى عقوبة السجن المؤبد بحق العامل الآسيوي "نجار" طعن شقيق كفيله "بالمنقر" حتى الموت بعد 20 يوماً من قدومه للعمل في ورشة بعالي، دون أن تظهر أسباب ارتكاب المدان لتلك الجريمة سواء ما أكده بأنه كان بمزاج سيء بذلك اليوم، وأمرت المحكمة بإبعاده نهائياً عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة.
ووقف شقيق المجني عليه "كفيل" العامل أمام المحكمة ليسرد وقائع مقتل شقيقة على يد العامل بكل حزن، مؤكداً أنه مازال يجهل سبب إقدامه على هذا الفعل فإنه رجل يشهد له بحسن الخلق والسلوك منذ اليوم الأول لقدومه للبحرين.
واستطرد في شهادته أمام المحكمة لتفاصيل تلك الجريمة البشعة، عندما فوجئ بجري العامل نحو شقيقه ونحوه وهو حامل "المنقر" فحاولا الهرب لكن لكبر سنهما استطاع الإمساك بالمجني عليه وتوجيه الطعنات في الخاصرة والرأس حتى سقط على الأرض، ولم يكتف بذلك فقلبه على بطنه وطعنه في ظهره مرة واحدة بذات الإدارة، وكان الشاهد يسترجع شريط الذكريات وهو يحاول السيطرة على نفسه ودموعه.
وشدد على أنه يجهل سبب إقدام العامل على هذا العمل، فلم يكن هناك أي خلافات بينهما وبينه، سواء أنه كان يرغب بالعودة لموطنه بعد 20 يوماً من قدومه للعمل.
ولفت إلى أن المتهم توجه نحو "الصباغ" لكنه لصغر سنه استطاع الهرب، فأمسك بشقيقة وانهال عليه طعنا، فحاول الدفاع عن المجني عليه فتعرض للطعن من قبل العامل.
وأنهى الاعتداء عدد من العمال المتواجدين بالمكان الذين ضربوا المتهم بالألواح الخشبية حتى فر المتهم من مكان الجريمة، تاركاً المجني عليه يسبح ببركة من دمائه.
الحادثة وقعت في 16 نوفمبر 2016 عندما أقدم المتهم بالقتل عمدا المجني عليه بأن قام بطعنه بأداة النجار "منقر" في أماكن متفرقة من جسمه قاصدا من ذلك إزهاق روحه فأحدث به الإصابة الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي اودت بحياته والشروع في قتل شقيق المقتول، والاعتداء على سلامة شخص جسم آخر وهو عامل بالمحل.
واعترف المتهم "37 سنة" في تحقيقات النيابة العامة بأنه طلب من شقيق كفيله السفر لموطنه بعد مرور 20 يوماً على قدومه للبحرين والعمل في ورشة نجارة، فطلب منه الانتظار لحين قدوم شقيقه "صاحب الورشة" والتشاور معه بالأمر، فتوجه لغرفته كونه في مزاج سيء.
وبعد فترة وجيزة، زاره شخص آسيوي يتردد على الورشة وسأله عن سبب جلوسه بالغرفة، فأخبره بأنه يرغب بالسفر وهو يمر بمزاج غير جيد ولا رغبه له بالعمل اليوم.
ثم خرج المتهم من غرفته ودخن سيجارة وشرب كأسا من الشأي، وكان يشعر بحالة عصبية ويرغب في ضرب أي شخص أمامه، فأخذ المنقر وشاهد كفيله وشقيقه أمام ناظريه فركض نحوهما وهو حامل الأداة الحادة، وعندما شاهدها بهذه الحالة حاولا الهروب لكنه تمكن من الإمساك بالمجني عليه وطعنه عدة طعنات من البطن والظهر، حتى سقط على الأرض، ثم اعتدى على شقيقة بذات السلاح، وشخص آخر.
وأكد المتهم في اعترافاته بأن كان في مزاج سيء ويرغب بضرب أي شخص أمام في ذلك اليوم. وأكدت المحكمة في حيثيات الحكم بأنه نظراً لملابسات وظروف الدعوى أخذت المتهم بقسط من الرأفة.