كشف وكيل الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة أن عدد البيوت المحمية بلغ حوالي 6 آلاف بيت محمي في مختلف أنحاء المملكة، موضحاً أن هذه التقنية تساهم في خفض إهدار المياه والأسمدة المستخدمة بالزراعة من خلال خفض الكميات المستخدمة، وتوقع أن يبلغ إجمالي المحميات الزراعية مع انتهاء برنامج عمل الحكومة 2015-2018 إلى 8 آلاف بيت محمي.
وأشار إلي أهمية تجاوب القطاع الخاص للاستثمار في المجالات الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي النسبي، مشيراً إلى أن مركز الحاضنات الزراعية بهورة عالي لعب دوراً كبيراً في زيادة عدد البيوت المحمية.
جاء ذلك خلال افتتاحه، الثلاثاء، 45 بيتاً محمياً بهورة عالي، وبمساحة إجمالية تبلغ 20 ألف متر مربع بحضور الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة وإبراهيم يوسف القائم بأعمال الوكيل المساعد للزراعة، ومدير إدارة الثروة النباتية المهندس حسين الليث والمستشار الزراعي بالوزارة البروفسور محمد فودة ومدير مركز الحاضنات الزراعية عصام مصطفى.
وخلال الجولة التي قام بها، استمع الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة وكيل الزراعة والثروة البحرية إلى شرح عن مكونات المشروع الذي سيتم تخصيصها لإنتاج الخضار بكافة أنواعها وأصنافها وفق أحدث التقنيات الزراعية، مشيدا في الوقت ذاته بجهود القائمين على المزرعة، ومؤكداً أن المزرعة تشهد تطوراً ملحوظاً وتنوعاً في الإنتاج وهي أحد المشاريع الاستثمارية داخل القرية الزراعية النموذجية التابعة لوكالة الزراعة والثروة البحرية.
وشدد وكيل الزراعة والثروة البحرية على ضرورة العمل على تطوير القطاع الزراعي من جانب القطاع الخاص دعما لتوجهات حكومة مملكة البحرين بضرورة مساهمة القطاع الخاص في زيادة الإنتاج المحلي تحقيقاً للأمن الغذائي النسبي في انتاج الخضر بالمملكة.
وأكد وكيل الزراعة والثروة البحرية على هامش الافتتاح حرص وكالة الزراعة والثروة البحرية على "تجسيد رؤية الحكومة الحكيمة بقيادة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى، نحو النهوض بالقطاع الزراعي وتنميته لمواكبة العملية التنموية التي تشهدها مملكة البحرين في كافة المجالات"، مضيفا "أن الاستراتيجية الزراعية لوكالة الزراعة استهدفت تشجيع المزارعين للتوسع في استخدام البيوت المحمية في الإنتاج الزراعي".
ولفت إلى أن البيوت المحمية تعطي أقصى إنتاجية لوحدة المساحة وتقلل كمية المياه المستخدمة، موضحاً أن البيوت المحمية تلعب دوراً مهماً في تزويد السوق بالمنتجات الطازجة والصحية، والتي لا يمكن إنتاجها في الظروف العادية، وباستخدام هذه التقنية يمكن خفض كمية المياه والأسمدة المستخدمة للزراعة.
وقال إنه في إطار دعم الإنتاج المحلي في ظل تزايد تجارة الخضار والفاكهة في مملكة البحرين وبحلول عام 2017 استطاع المنتج البحريني تغطية 25% من احتياجات السوق المحلي من خلال زيادة الإنتاج لأكثر من 900 مزرعة في البلاد من ناحية، والخطة التسويقية التي وضعتها وكالة الزراعة منذ 4 سنوات (سوق المزارعين) للمنتج المحلي من ناحية أخرى، مضيفاً أن استراتيجية وكالة الزراعة للنهوض بالقطاع الزراعي في المملكة حققت زيادة إسهام الزراعة في تنويع مصادر الدخل وتوسيع القاعدة الإنتاجية لـ 270 مزرعة استطاعت رفع إنتاجيتها إلى ما يزيد عن 23 ألف طن من الخضروات بكافة أنواعها خلال الموسم الحالي 2017 .
وأشار وكيل الزراعة إلى أن مركز الحاضنات الزراعية بهورة عالي لعب دورا كبيرا في زيادة عدد البيوت المحمية وترغيب المزارعين في استخدامها لزيادة الإنتاج المحلي من الخضروات باعتباره منصة تدريبة متكاملة تهدف إلى تدريب وبلورة أفكار المزارعين لخلق مشاريع زراعية إنتاجية باستخدام أعلى التقنيات الحديثة لتحقيق إنتاجية أعلى، لافتا إلى أن مشروع الحاضنات الزراعية بهورة عالي يأتي ترجمة لرؤية وتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، إذ أن المشروع يعد ضمن البرامج الاساسية للمبادرة، وتنفذه وكالة الزراعة والثروة البحرية وفقا لأحدث التقنيات الزراعية الحديثة التي أثبتت نجاحا كبيرا في مستوى النتائج التي تم تحقيقها بالمركز.
وأضاف وكيل الزراعة: "أن الحاضنات الزراعية حققت طفرة نوعية من حيث كفاءة المنتج الزراعي البحريني، إذ نجح المركز في زراعة 7 أصناف مختلفة من الخضروات و7 أصناف أخرى من زهور القطف و4 أصناف من الفراولة خلال الموسم الزراعي المنصرم ".
وأوضح وكيل الزراعة أن وكالة الزراعة والثروة البحرية ضاعفت خلال الفترة الماضية من الدورات التدريبية للمزارعين لرفع معدلات الإنتاج وتحسين نوعيته وإدخال الأساليب والتقنيات الحديثة في النشاطات الزراعية، فضلا عن النشرات الإرشادية والتوعوية التي تقوم بها إدارة الثروة النباتية.
وتابع الشيخ خليفة بن عيسى قائلا "إننا بوكالة الزراعة والثروة البحرية نضع ضمن خطتنا الرامية لتطوير ودفع عجلة الإنتاج الزراعي بالبلاد إلى الانتهاء من تأسيس القرية الزراعية النموذجية بهورة عالي التي تحتوي على مقومات الإنتاج الزراعي المتميز بأحدث النظم الزراعية مع ضمان تقديم الدعم اللوجستي العلمي والبحثي وبرامج التدريب والإرشاد لضمان زيادة الانتاج لوحدتي المساحة والمياه والاستغلال الأمثل للموارد الزراعية المتوفرة".
وأشاد الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة بتجاوب القطاع الخاص للاستثمار في المجالات الزراعية المختلفة ومساهمته في انتقال هذا القطاع من تقليدي إلى قطاع متطور تستخدم فيه التقنيات الحديثة في الإنتاج مما حقق طفرة إنتاجية شاملة، مبينا أن المشاريع الزراعية الاستثمارية شهدت طفرة كبيرة في الآونة الأخيرة مقارنة بالفترات السابقة وهو الأمر الذي يعزز من تطوير القطاع الزراعي ويسهم في تحقيق الأمن الغذائي النسبي، وعدم الاعتماد الكلي على المصادر الخارجية للغذاء، وبالتالي المحافظة على مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي.
ورأى وكيل الزراعة أن إقامة مزارع حديثة بتقنيات الزراعة بدون تربة تساهم كثيرا في الإنتاج الزراعي وتوفر حوالي 22% من الاستهلاك المحلي مع منتج عالي الجودة وخال من المبيدات الحشرية.
وحول الخطط المستقبلية أكد وجود خطط تطوير وتجديد لمواكبة المستويات العالمية، مشيراً إلى إجراء أبحاث في هورة عالي لإنتاج أنواع وأصناف مختلفة من أجل تنويع المنتج وتحسينه.
ونوه وكيل الزراعة بضرورة الخروج من النمط التقليدي والتوجه إلى الأساليب المبتكرة والحديثة في جميع المجالات الزراعية من أجل التطوير الكامل لكافة القطاعات الزراعية لافتا الى ان الممارسات الزراعية التي يتم القيام بها داخل مركز الحاضنات الزراعية بهورة عالي سيتم الاعتماد عليها في الوصول إلى أفضل الوسائل الزراعية وأكثرها كفاءة فيما يتعلق بتقنية البيوت المحمية لحل مشكلات جودة التربة.