أقام مجلس الدوي احتفالا بمناسبة بيوم المرأة المهندسة في ندوة بعنوان المرأة في ظل المشروع الإصلاحي تحدث فيها كل من الكاتبة الصحافية والأكاديمية بثينة قاسم، وليلى جناحي، وليماء السعيد، وعبدالرحمن السيد، وحظيت الفعالية بحضور كبير وتفاعل أكبر، حيث تطرقت الندوة إلى دور المجلس الأعلى للمرأة في ما وصلت إلي البحرين، والتجارب الشخصية في مجال دراسة الهندسة والعمل في هذا المجال.وفي مستهل الندورة تحدثت بثينة خليفة قاسم مقدمة الندوة حول إسهامات المرأة البحرينية قائلة " إن المرأة البحرينية تمثل نموذجا صارخا للتحدي والمثابرة والعطاء، وقد أثبتت جدارتها في العديد من المواقع القيادية حيث لعبت دورا جسورا في بناء النهضة البحرينية ليس من اليوم بل منذ أزمان سحيقة لكن في فترة الغوص كانت المرأة عندما ينزل زوجها إلى البحر في رحلات الغوص التي تمتد لشهورا عديدة تتولى إدارة الأسرة نيابة عن زوجها".ثم تطرق المتحدثة إلى دور المرأة السياسي والوطني ضد الاستعمار البريطاني وكانت تشارك في المسيرات والاجتماعات آنذاك، وفي مرحلة متقدمة أيضا كانت لها مساهمات في تأسيس الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، مشيرة إلى المرحلة الحديثة في تاريخ البحرين المعاصر وتأسيس المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قريبنة عاهل البلاد المفدى، المجلس الذي لعب دورا مكملا ومساندا لمسيرة المرأة البحرينية، مشيدة باللفتة الإنسانية لصاحبة السمو الاميرة سبيكة في ابتدار الاحتفاء بالمرأة البحرينية في الأول من ديسمبر من كل عام، وفي هذا العام كانت الاحتفال بيوم المهندسة البحرينية.وأشارت مقدمة الندوة إلى أن المرأة البحرينية دخلت في المجال الهندسي منذ السبعينات من القرن الماضي، تحديدا في مجال الهندسة الكيمائية والمدنية عام 1977م، الهندسة المعمارية في 1978م، والهندسة الزراعية والكهربائية عام 1979م، واستطاعت مواكبة كافة أنواع الهندسة في العصر الحديث مثل هندسة اهلكبيروتر والطيران وأثبتت حضورا كبيرا وفاعلا فيها.المتحدثة الأولى ليلى جناحي اتحفت الحضور بحديثها الشيق حول تجربتها الناجحة في العمل بمجال هندسة البترول، وتجربة اول مهندسة بحرينية في هذا المجال، إذا ابتدرت حديثها حول دراستها للهندسة والظروف الصعبة التي أحاطت بها ومرحلة التدريب ومشقتها، ثم صورت بعبارات قوية ساعات العمل في مجال النفط والغاز والعمل، وحكت عن تلك اللحظات حيث تواجدها في الليل مع الرجال في دوام طويل واحيانا في شهر رمضان.ولفتت جناحي إلى أن ظروف العمل في آبار النفط والعيون في البر بعيدا عن المدينة مع زملاءها في مكان بلا مرافق صحية ولا مكاتب واحيانا في ظروف طقس صعبة وأحيانا في ظلام الليل، هذه كلها عناصر قد اصقلت شخصيتها، ومن خلالها أدركت أن الوصول إلى الهدف الكبير لا بد أن يمر بمعاناة وصعوبات شديدة تأخذ من الانسان الكثير لكن تعطيه الكثير من التجارب الناجحة التي يستفيد منها شخصيا ويفيد بها أسرته ومجتمعه.المتحدثة الثانية الشابة لمياء السعيد تحدثت أيضا عن تجربتها في مجال الهندسة مسلطة الضوء على حياة الشابة البحرينية في العمل بهذا المجال الحيوي والظروف المحيطة به، وتراكم الخبرات التي يستفيد منها الانسان في حياته، حيث تحدثت عن التحديات الجسيمة التي تقابل المهندسة في عملها، مشيدة بدور المرأة البحرينية على مر العصور، وقالت أن " البحرين فيها الكثير من نماذج النساء الناجحات اللائي اصبحنا نموذج يقتدى به، وان البحرين تزخر بالكثير من المهندسات الناجحات اللائي هن مدعاة للفخر والاعتزاز، مقدمة شكرها الجزيل للمجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الاميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله على جهودها المتواصلة في الارتقاء بالمرأة البحرينية.وأشارت السعيد إلى العديد من الأدوار المهمة في تطور البحرين التي لعبت فيها المهندسة البحرينية الدور الكبير من خلال تنفيذ المشروعات من خلال عملها بوزارة الاشغال والكفاءاة والخبرة والقدرة على قيادة العمل الهندسي، ولم تنسى ان تتحدث عن دراستها للهندسة ومرحلة التدريب والتأهيل للوظيفة العملية، ثم سلطت الضوء على التحديات التي تواجه الطالب الجامعي في مجال الهندسة والسبل التي يسلكها حتى ينخرط في العمل ومن ثم يسهم في تطور البحرين وازدهارها.المتحدث الثالث والآخير المهندس عبدالرحمن السيد عبدالجليل الأستاذ بجامعة البحرين كلية الهندسة تحدث حول طبيعة عمله مع الطلاب في الكلية والاشكالات التي تحيط بهم، إذ ركز على الارشادات التي ينبغي على طلاب كلية الهندسة العمل بها ومن صمنها المثابرة في الحضور، والتركيز على عدم الغياب عن المحاضرات لأنها عملية وليس نظرية مما تفقد الطالب الكثير من الدرجات، داعيا الطلاب إلى العمل على تسجيل الملاحظات أثناء المحاضرات، مشيرا في ذلك إلى بعض العقبات التي تواجه (الطالبة) بكلية الهندسة في سنواتها الأولى في عدم تواصلها مع الأساتذة.حديث عبدالرحمن السيد تناول العديد من العلاقات التي تربط بين الدراسة والتوجيه الأكاديمي والمهني والوظيفة ومخرجات سوق العمل، والمتطلبات المُحلة في الوقت الراهن، وأهمية وجود المهندسين في سوق العمل لكن في سائر المجالات وليس في مجال واحد، مؤكدا على أن الأسرة وأولياء الأمور بشكل خاص يلعبوا الدور الأساسي والمهم في رفد البلاد بالكفاءات الهندسية التي تسهم في عملية التطوير والازدهار.وفي ختام الندوة فتحت أبواب الحوار، وكان النقاش حماسيا خاصة في ما يتعلق باغراق سوق العمل بخريجيين بأعداد كبيرة جدا في مجالات عملها حدود، مثل المحاماة وغيرها والسوق لا يستوعب كل هؤلاء الخريجيين مما يؤكد الحاجة إلى دراسة متأنية من القائمين على الأمر، وفي نهاية الفعالية كرم صاحب المجلس الوجيه إبراهيم يوسف الدوي كل المتحدثين في الندوة ومقدمة الندوة، شاكرا لهم ما قدموه من معرفة وتوثيق تاريخي في مجال المرأة البحرينية المهندسة.