انطلق في جامعة البحرين الأحد، برنامج "التنمية الصناعية الخضراء: نحو اقتصاد دائري" الذي يهدف إلى نشر المعرفة المتعلقة بالصناعة الخضراء وبيان دورها في التنمية المستدامة، وذلك بمشاركة باحثين وخبراء من نحو عشرين دولة.
وتنظم الفعالية جامعة البحرين بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو"، ومعهد تنمية القدرات بالأمم المتحدة، إلى جانب المجلس الأعلى للبيئة، ومركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، والمركز العربي لريادة الأعمال والاستثمار.
ويبحث البرنامج الذي يحاضر فيه 9 خبراء خلال 5 أيام إزالة المخلفات، وإزالة السموم، وكفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، ومكافحة الانبعاثات، وإدارة المخلفات، وسبل مكافحة التلوث، والاقتصاد الدائري.
وقال رئيس جامعة البحرين د.رياض حمزة: "إن الاقتصاد الدائري بات محور الاهتمام العالمي حالياً، بوصفه الاقتصاد الذي يسعى لإعادة بناء رأس المال، سواء أكان مالياً أم تصنيعياً أم بشرياً أم اجتماعياً"، مشيراً إلى أن "هذا الاقتصاد يسعى لتحسين عوائد الموارد من خلال تدوير المنتجات والمكونات والخامات المستخدمة في جميع الأوقات بما يضمن تعزيز التدفق المستمر للمواد والسلع التقنية".
وأكد أن إعادة تدوير المنتجات وتصنيعها مجدداً بما يجعلها ذات قيمة وفائدة هو جزء من الاستثمار، الأمر الذي يصب في جوهر الاستدامة، خصوصاً أن 90% من المواد الخام المستخدمة في التصنيع تتحول إلى نفايات قبل أن يخرج المنتج من المصنع وسرعان ما يتم التخلص من 80% من هذه النفايات خلال الشهور الأولى من الاستخدام بحسب الدراسات.
وأعرب رئيس الجامعة عن اعتقاده بأن البحرين ودول المنطقة لديهم القدرة على الاستفادة من تقنيات الصناعة الخضراء في تحفيز التنمية المستدامة وإيجاد حلول مبتكرة لتأمين احتياجاتها من الطاقة، خصوصاً أنها تمتلك البنية التحتية والتقنية المؤاتية، داعياً إلى استكمال المنظومة التشريعية التي من شأنها تنظيم الصناعة وتشجيع الشركات على الاستثمار فيها.
ويشارك في البرنامج المكثف في الصناعة الخضراء 22 مشاركاً يمثلون، أوغندا، ومصر، وكينيا، وأثيوبيا، وتونس، ونيجيريا، والسودان، وجنوب أفريقيا، وغانا، وزمبابوي، والأردن، والبحرين، علماً بأن معظم المشاركين هم من المديرين، والباحثين الرئيسين، بينما يحاضر في البرنامج تسعة متحدثين من: إيطاليا، وتركيا، ومصر، وبريطانيا، والبحرين.
ورأى عضو هيئة التدريس في الجامعة الأردنية د.فؤاد حمدان، أن الصناعة الخضراء يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في النهوض باقتصادات دول المنطقة، ذلك أن جزءاً كبيراً من ميزانيتها يتجه نحو توليد الطاقة، في حين يمكن الاعتماد بحسب الصناعة الخضراء على الطاقة المتجددة.
وأعرب على هامش اليوم الأول للبرنامج عن اعتقاده بأن إيجاد تمويل دولي لهذه المشروعات من شأنه مساعدة الدول على التوسع في مجالات الصناعة الخضراء، منوهاً إلى مبادرة البنك الدولي لتمويل مشروعات التقنيات الخضراء في الدول النامية.
أما أستاذ علم القياسات الأرضية في كلية الهندسة بجامعة البحرين د.خليل الجبوري، رأى أهمية إفشاء ثقافة الاستغلال الأمثل للموارد، وإعادة تدوير النفايات، وإيقاف جميع أوجه الهدر والتبذير.
وقال "إن المواد والتقنيات الخضراء التي توفر الطاقة متاحة إلى حد ما لكننا بحاجة إلى ثقافة تساعد على الاستثمار في هذا المجال لحفظ البيئة، وإيجاد حلول مستدامة ومبتكرة لتحفيز التنمية الشاملة".
في حين أكد عضو الوكالة الوطنية للمصادر الإلكترونية في تونس د.أنيس الدحامنة أن مشروعات الصناعة الخضراء تتطلب بحوثاً يقوم بها خبراء، وخططاً إستراتيجية، وتعاوناً مع المنظمات الدولية سواء المعنية بالأمور الفنية أم التمويلية، لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية أن يعي الناس أهمية الصناعة الخضراء وفوائدها لتحظى منتجاتها بالرواج المأمول.