أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن التصدي لآفة الارهاب واقتلاعها من جذورها يحتاج إلى نظرة دولية أكثر شمولا لا تركز فقط على الجانب الأمني والعسكري وإنما أيضا تتبنى آليات لحماية الشباب والأجيال القادمة من الانسياق خلف الأفكار المغلوطة التي تُلصق ظُلمًا بالأديان.
وأضاف سموه أن القيم النبيلة التي جاء بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان شكلت ـ ولا تزال ـ تعبيراً عن تطور الحضارة البشرية وسعيها للارتقاء بالسلوك الإنساني من أجل عالم يسوده السلام.
وشدد سموه على أن التحديات الراهنة التي يواجهها العالم وفي مقدمتها خطر الإرهاب والأفكار المتطرفة، تمثل انتهاكا صارخا لفلسفة وجوهر حقوق الانسان لأنها تمس بشكل مباشر حق الناس في الحياة بطمأنينة وأمان.
وقال سموه: "علينا أن نفهم حقيقة الأوضاع التي يمر بها العالم في ظل المخاطر الجمة تحيط به، وأن نعمل سوياً على تعزيز وشيوع احترام حقوق الإنسان باعتبارها ضمانة أساسية لتحقيق السلم والأمن الدوليين".
وأكد سموه في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف يوم الأحد ويقام هذا العام تحت شعار "لنقف جميعا من أجل حقوق الانسان"، أن مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، تشاطر العالم جهوده في مجال حماية وصيانة حقوق الانسان وتحرص على الوفاء بالتزاماتها الدولية ادراكا منها بأهمية صون الكرامة الإنسانية وتحقيق التعايش بين البشر في كل مكان.
وأشار سموه إلى أن الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان لهذا العام يكتسب أهمية خاصة، لأنه يتزامن مع الاحتفال بمرور سبعين عاماً على اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كوثيقة دولية هامة عبرت عن إرادة الضمير الانساني في عالم تسوده أسس الحرية والعدل والسلام.
ونوه سموه إلى أن مملكة البحرين تفتخر بأنها تمتلك سجلاً متميزاً في حقوق الإنسان يقوم على مرتكزات دستورية وقانونية تعلي من قيمة هذه الحقوق وترسخها داخل المجتمع في إطار يعزز من الوحدة الوطنية ويحفظ للوطن أمنه واستقراره وتماسك نسيجه الاجتماعي.
وأشار سموه إلى أن مملكة البحرين عضو فاعل في كل تجمع أممي يسعى إلى نشر وترسيخ التعاون بين الحضارات والثقافات، ولا تتوانى عن القيام بأي دور إقليمي أو دولي من شأنه أن يسهم في توفير مقومات الحياة الآمنة التي تعزز من قدرة الشعوب على تحقيق التنمية المستدامة.
وأكد سموه أن البحرين في احترامها لحقوق الإنسان ترتكز على مرجعية قوية تستمدها من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يشدد على أهمية التواصل بين بنى البشر من أجل عمران الأرض وتطورها.
وقال سموه: "إننا نفتخر بأننا مجتمع يتسم بالغنى في مكونه الثقافي والفكري والديني استطاع عبر العصور أن يقدم للعالم نموذجا في التعايش والتآخي القائم على الولاء للوطن والرغبة في تطوره وازدهاره".
وأثنى سموه بهذه المناسبة على الجهود التي تقوم بها المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة في ترسيخ ونشر ثقافة حقوق الانسان داخل المجتمع وما تقوم به من جهود في تعريف العالم بحقيقة السجل المشرف لمملكة البحرين في مجال حقوق الانسان".
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، أن عالمية حقوق الإنسان يجب أن تكون دافعاً للبدء في دعم المبادرات الهادفة لتوفير متطلبات الحياة والنهوض بالشعوب وتنمية المجتمعات للقضاء على المسببات الحقيقية للصراعات التي تولد العنف والإرهاب.
وجدد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء تحذيره من محاولات البعض استخدام المبادىء الرفيعة لحقوق الانسان واتخاذها ذريعة للعبث بحاضر الشعوب ومستقبلها.
وشدد سموه على أن تكريس العدالة والمساواة ونشر ثقافة السلام وحقوق الإنسان وغرس قيم التسامح ونبذ ومحاربة الإرهاب والعنف تشكل الطريق الأسلم لتحقيق التنمية المستدامة والأمن والسلام في العالم.
ودعا سموه المجتمع الدولي إلى وقفة جادة من أجل الحفاظ على الرسالة السامية لحقوق الإنسان بعيدا أن تسييس أو استغلال يهدد حياديتها ويجعلها أداة للتدخل في شئون الدول.
وأشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في ختام رساله بالجهود الكبيرة التي تقوم بها منظمة الأمم المتحدة على صعيد تثبيت دعائم الأمن والاستقرار الدوليين وترسيخ حقوق الإنسان من أجل الوصول إلى مجتمع دولي يسوده الوئام والاحترام بين جميع أطرافه.