أكد وزير الدفاع بالمملكة المتحدة غافين ويليامسون أنه يجب علينا أن نواجه الإرهابيين في العالم الافتراضي كما هو تماما في العالم الحقيقي وأن نتغلغل في قنوات الاتصال الخاصة بهم.وأعرب وزير الدفاع بالمملكة المتحدة عن اعتزاز بلاده بالعلاقات الوثيقة والتاريخية مع دول الخليج العربي، مشددا في الوقت ذاته على أهمية بناء الشراكات بين الدول في كافة انحاء العالم، واصفا إياها بالمهمة والحيوية.وقال "إن المملكة المتحدة فخورة بعلاقاتها الوثيقة والتاريخية مع كل أصدقائنا في الخليج.. إن أمن الخليج هو أمننا فمن دون خليج آمن فإن العالم سيكون أقل أمانا، لذلك نجدد تأكيدنا على التزامنا بهذا. ونؤمن أيضا بالدور الذي يؤديه مجلس التعاون الخليجي وهو دور حيوي لا بد أن نستند إليه ونعززه".وتقدم وزير الدفاع بالمملكة المتحدة غافين ويليامسون بالشكر الخاص إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ومملكة البحرين من خلال العمل المشترك مع المملكة المتحدة ورؤية جلالته لتقوية هذا التحالف قديم الأمد بين البحرين والمملكة المتحدة، ونحن مدينون له بهذه الرؤية.ولفت ويليامسون إلى أن الأمر لا يتمحور فقط في أمن البحرين ولكن أيضا أمن الخليج لأنه بدون هذا الأمن والسلام والازدهار سيصبح العالم أكثر غموضا وقتامة.جاء ذلك خلال انعقاد الجلسة العامة الثانية من منتدى حوار المنامة تحت عنوان "الردود السياسية والعسكرية حيال التطرف في الشرق الأوسط" بمشاركة غافين ويليامسون وزير الدفاع بالمملكة المتحدة ، ود.انور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفالح فياض مستشار الأمن الوطني بجمهورية العراق.وأكد ويليامسن خلال كلمة له في الجلسة على أن التركيز يتمحور حول كيفية مجابهة التطرف، متطرقا إلى العمل الشائن الذي وقع في مصر منذ عدة أسابيع من خلال تفجير أحد المساجد وإطلاق النار على أبرياء، واصفا هذا العمل بالبربري والتطرف الشرير الذي تواجهه دولنا كلها، قائلا "علينا أيضا ألا ننسى الإرهاب الذي تواجهه البحرين وآخرها مقتل رجل شرطة وهو يقوم بواجبه جراء عملية إرهابية".وتابع: "هذا التطرف يذكرنا أنه حتى بعد دحر داعش في العراق فإن الخطر لم ينته بعد فداعش ليست بحاجة إلى السيطرة على مناطق محددة من أجل نشر الذعر في مجتمعاتنا، فهي ستسعى إلى السيطرة على أماكن أخرى لتنشر فيها التعذيب والانحراف واليأس"، لافتا إلى أن تهديد الإرهاب والتطرف نجده في شوارعنا ويمارس ضغوط على النظام الدولي ويهدد الأمن الإقليمي.وأضاف وزير الدفاع البريطاني: حملتنا ضد داعش علمتنا ضرورة محاربة التطرف على كل الجهات، فالأمر لا يتعلق فقط بالقوى العسكرية ولا منع المقاتلين من اجتياز الحدود أو وضع حد لوسائل الدعم المالي التي تستفيد منه تلك القوى المتطرفة، ولكن علينا أيضا نواجه الإرهابيين في العالم الافتراضي وأن نغلق وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمونها وأن نعمل مع مزودي خدمة الإنترنت لإزالة المضمون الإرهابي وتوقيف مواقعهم، وعلينا أيضا أن نعرف أنهم يحاولون التأثير على الشباب في مجتمعاتنا".وأشار إلى أن علينا ان نربح معركة الأفكار والقضاء على فيروس التطرف الذي لا يقف عند الحدود الوطنية ولا يهتم بشأن الأشخاص الذين يصابون بالعدوى ،مبينا أننا حققنا النجاح من خلال تقليص دعاية داعش بنسبة 85%، من خلال وضع حد للخطاب الطائفي الذي يتمتعون بها، والتحدي الآن بهزيمة أصحاب الأيديولوجيات المتطرفة أينما وجدوا من خلال محاربة رواياتهم المتطرفة والتنديد بأيدولوجياتهم المتطرفة .وقال "نريد أن نقوم بالمزيد ولا نكتفي بالوقاية من التطرف ونريد ان نروج لأسلوب حياتنا على أنه بديل أفضل، وأن نظهر أننا بالفعل ندافع عن قيم الاعتدال والتسامح والعدالة للجميع. إن المملكة المتحدة لا تتراجع بل على العكس .. نحن نمضي قدما ونعمل على تعزيز الشراكات".وأضاف "فخورون بالدور الذي قامت به المملكة المتحدة في حرب داعش من خلال شن أكثر من 1600 ضربة جوية وتدريب أكثر من 60 ألف عضو من قوى الأمن العراقية، وأكدنا استعدادنا لدعم العراق طالما هم محتاجون لذلك ونحن نستثمر 10 ملايين جنية إسترليني خلال الثلاث سنوات الماضية من أجل تعزيز مكافحة الإرهاب في العراق".ولفت إلى أنه من أجل هزيمة الإرهاب العالمي فنحن بحاجة الى شراكات عالمية أقوى، ورأينا النجاح الذي حققه التحالف الدولي ضد داعش على المستوى العسكري، ونحن بحاجة إلى نفس النجاح على المستوى السياسي، لذلك ندعم جهود ولي العهد السعودي في مكافحة التطرف من خلال التحالف الإسلامي ضد الإرهاب او المركز العالمي لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة ولهذا السبب أيضا ندعم الحكومة العراقية.كما طالب ويليامسون بحل سياسي دائم في سوريا من أجل وضع حد للتهديد الإرهابي، قائلا إن بشار الأسد يمثل عائقا أمام السلام، فهو استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه وأتاح لداعش فرصة للنمو، فهو يمثل الماضي وليس المستقبل.بدوره تطرق مستشار الأمن الوطني العراقي فالح فياض في مداخلته إلى القرار الأمريكي بشأن القدس، قائلا ان القدس هي بقعة مقدسة لنا جميعا وتمثل بالنسبة لليهود والمسيحيين والمسلمين نقطة يجب العمل والتحرك فيها بكامل الحرص والحساسية.وأشار إلى أن القرار لم يراع كل هذا الأمور، وأخطر ما فيه هو انه ينقل الصراع ليس فقط من ضمن الحضارة الواحدة وإظهاره على انه صراع بين حضارتين، وهذا الأمر سيكون في صالح الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة.وأشار إلى أن الإرهاب فكر متأصل يتجلى بأنماط مختلفة، فالصراعات السياسية بين الدول تمثل البيئة الأساسية لترعرع هذا الإرهاب، والأمثلة التاريخية القريبة مهمة وأساسية، كما إن المشاكل الداخلية أيضا لها دور في توفير بيئة خصبة لانتشار الإرهاب، ونحن نريد دائما أن نقفز على مشاكلنا الداخلية .وقال فياض "نحن في العراق نعترف بأن قسماً من أخطائنا قد أسهمت في توفير بيئة لانتشار الإرهاب استفاد منها كثيرا ،داعيا الدول إلى التعامل مع القضايا الداخلية على أنها حقائق لا يجب القفز عليها، وضرورة الالتفات إليها لكي نوفر بيئة مقوضة وغير داعمة للإرهاب".وتابع "نحن في العراق نقر بأن هناك مشاكل وتقصير وفي حكومة العراق اعترفنا بتقصيرنا وبدأنا في مراجعة تلك المشاكل، وما حققنا من نصر على داعش كان جزءا كبيرا منه بسبب مواجهتنا لمشاكلنا الداخلية".وأشار إلى أن الأمة العراقية أثبتت أنها أمة حية تستطيع تجاوز المحن، واستطعنا أن ندير منظومة تعاون من أكثر دول العالم في حربنا ضد داعش ومن خلالها تحدثنا مع الجميع وان نكون على مستوى واحد من المشاكل الدولية، ونحن مع كل من يحارب الإرهاب ،فهي حرب لابد منها ويجب ان يخوضها الجميع ولا نستثني أحدا وسنكون شركاء مخلصين في أي مشروع يدحض الإرهاب ويحقق الامن الإقليمي والسلامة والاستقرار والتنمية في هذه المنطقة لاعتقادنا الجازم بأننا قد خضنا العديد من الحروب غير المبررة.وأشاد فياض بمنتدى حوار المنامة لما يوفره من توفير أجواء إقليمية للسلام وللتنمية والاستقرار ومواجهة الإرهاب .بدوره أشار وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الامارات العربية المتحدة د.انور قرقاش إلى أن هناك 3 مواضيع أساسية يود التحدث فيها ،الأولى اننا نعمل بجد تجاه العودة الى الاستقرار بعد اكثر من عقد من الفوضى والتحديات حيث اننا رأينا تلك التحديات تؤثر على الوضع بشكل عام على ضوء الإرهاب والتطرف ونحن في الامارات نعمل على عودة الاستقرار .واضاف : نرى ان بعض الثغرات سمحت لبعض المتطرفين الهيمنة على بعض المناطق ،لاسيما داعش في العراق وسوريا ،وهذه الثغرات تنبهنا اليها ،وان منع المنظمات الإرهابية من السيطرة على بعض المناطق والأقاليم هي درس كبير وعلينا ان نقوم بذلك ، مثل ما حدث في مواجهة داعش في العراق الذي نهنئه على ما حققه من نجاح.وأضاف "في اليمن لدينا منظمة إرهابية أخرى، ونرى أن هناك سيناريو مماثل لسيناريو داعش، وكل هذه الأمور مهمة للغاية فالعودة الى الاستقرار مهمة لنا ولباقي دول العالم من اجل منع الإرهاب ،فالشرق الأوسط في أوروبا وأوروبا في الشرق الأوسط ولا يمكن فصل المنطقتين .وأكد على ان العودة الى الاستقرار مهمة للغاية وتدعم الدول، لافتا إلى أن الامارات تعمل يوميا وجود وضع مستقر في المنطقة، مما سيمنع ظهور منظمات مثل داعش وغيرها من السيطرة على أراض وتمويل أنشطتها.وقال إن الأمر الثاني هو اإران التي تؤدي دورا تعطيليا في المنطقة من خلال نشر فن النعرات الطائفية، والاتباع التي تشكلها، وهذا ما نواجهه يوميا سواء مع حزب الله الذي يعمل على زعزعة الاستقرار سواء في لبنان او التي تطال بلدان أخرى مثل البحرين والكويت ونرى بصماته أيضا في اليمن.وأضاف أنه علينا أيضا ان نقر بما يوجد من رسائل مذهبية وطائفية، فالإمارات تعتبر نفسها دولة قومية وإذا ما كنا نسعى الى تحقيق الاستقرار والتعاطي مع فن الخطاب الطائفي سواء سني او شيعي الذي ربما هيمن على النقاشات السياسية في هذه المنطقة، والذي يقوض وضع المجموعات الأخرى.وقال: "أما المسألة الثالثة التي تثير اهتمامنا فهي الربط ما بين التطرف والإرهاب، فلا يمكن ان نهزم الإرهاب دون هزيمة الخطاب المتطرف، وهذه من المجالات التي يرى البعض ان الامارات لديها موقف صارم منها".وأكد أن كل المؤشرات تقول إن الاخوان المسلمين مستعدون أن يستخدموا الدعوة إلى العمل العنيف من أجل زعزعة الاستقرار في مصر، وهذه مسألة رأيناها بشكل متكرر من هذه المنظمة ولهذا فهناك رابط واضح بالنسبة إلينا ولابد من التعاطي مع التطرف والإرهاب.وتابع : دائما نسمع عن المقاربة المتكاملة التي تجمع ما بين السرديات والتمويل والشأن العسكري وعلينا أن نواجه هذ الخطاب المتطرف التي تبرر وتحشد وتستحدث هذا الاستقطاب ولم نعد نشعر اننا وحيدين مع هذا الامر وما حدث طوال السنوات الست الماضية اكدت اننا على صواب .وأكد أن مجلس التعاون الخليجي يضم دولة كبيرة وخمس دول صغيرة، ولذلك فإن كل دول المجلس لديها سياسة مستقلة ولدينا منتدى سياسي مستقل ضمن اطار مجلس التعاون الخليجي، ولكن المسألة مع قطر هي اننا نتحدث عن دولة صغيرة ولكنها غنية للغاية وتستخدم بعضا من ثروتها الطائلة كمنصة لدعم المجموعات الجهادية وهذا ما شهدناه منذ بداية الربيع العربي من خلال مراهناتهم على جدول الاعمال الجهادي.وقال قرقاش "لذلك اعتقد ان الاستجابة لمطالبنا الثلاثة عشر ستكون اطار لنقاشات بناءة،وقطر تحت ضغطنا تقوم ببعض الأمور التي كان من المفترض ان تقوم بها سابقا ،فقد قامت بتوقيع اتفاقات لكبح تمويل الإرهاب وتقوم بسن القوانين، واعتقد ان هذه الامور مسالة أساسية في مقاربتنا الشاملة.وبشأن قرار الرئيس ترامب بشأن القدس قال د.قرقاش إن هذه مساءل بمثابة هبة للراديكاليين والمتطرفين الذين سيستخدمون هذا الامر لتعزيز خطاب الكراهية ليس لاهتمامهم بقضية القدس وإنما لاهتمامهم بالاستقطاب الحالي الذي نشهده حاليا.وأشار الى انه كان يجب على الأمريكيين ان يكونوا موجودين في حوار المنامة لشرح هذا القرار لنا ،مشيرا انه كانت فرصة أخرى قد تم تضييعها وما سنراه هو محاولة لاستخدام هذا القرار من اجل تسجيل النقاط.ولفت الى ان جزءا من دحر التطرف يقضى بإعادة تعزيز الامة واستحداث المصداقية للدول العربية، معتبرا دور المملكة العربية السعودية ومصر والعراق كبير في مقاربتنا ،مشيدا بتقرب العراق من الكثير من الدول العربية، مبينا ان والإمارات تؤدي دورا كبيرا في هذا الصدد والأردن أيضا لها دورا مهما.وقال: "رأينا بلدان مثل ايران وتركيا تؤدي دورا اكبر في ظل ضعف الدور العربي، فعلينا ان نكون جزءا من البلدان التي تحمل هذا العبء ولا يمكننا ان نكون فقط ممولين للحصول على امننا، بل علينا ان نكون في الصفوف الأولى من ذلك".