أكد المشاركون في الجلسة الثالثة والأخيرة من منتدى حوار المنامة في يومه الثاني السبت، أن الخطر الذي يهدد الازدهار المشترك هو النزاع من خلال الإرهاب، موضحين أن القضاء على الإرهاب يعد بمثابة خدمة كبيرة لحقوق الإنسان.
وعقدت الجلسة الثالثة بتقديم رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون شيبمان، حيث قدم شكره إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل عاهل البلاد المفدى على لقاء جلالته بالوفود السبت، فيما نوه بتنامي الشراكة مع الهند في الآونة الأخيرة وما يربطها بعلاقات وطيدة بالشرق الأوسط .
وأشار إلى الاهتمام الكبير من قبل أمريكا بالشراكة مع دول منطقة المحيط الهادئ والهند ومنطقة الشرق الأوسط، وقال: نجحنا هذه السنة في إشراك مسؤولين كبار في حوار المنامة، ومن أبرزهم السيد أم جي أكبر وزير الدولة للشؤون الخارجية في جمهورية الهند المتحدث الأول والسيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي ووزير خارجية اليابان السيد تارو كونو.
وأعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية في جمهورية الهند أم جي أكبر عن شكره إلى جلالة الملك على حسن الضيافة، مشيرا إلى أن حوار المنامة اكتسب أهمية كبيرة في ظل الجهود المبذولة لمحاولة فهم العالم المعقد والوصول لحلول أو خيارات للقضايا الأمنية، وتطرق إلى تعريف الجوار بالنسبة للدول في العالم وما تعنيه الكلمة قياسا بمعيار المسافات.
وقال إن هذا المعيار ليس كافيا الآن، ويجب أن نستبدلها بكلمة "القدرة على الوصول إلى الجار" والعلاقة بينهما، والتشارك في القيم نفسها أو مدى التشابه في تلك القيم بين الشعوب، مؤكدا أن تحسن علاقات الجوار يعتمد على تقريب الفوارق بينهما، فالأمم اصبحت متساوية وفي الحقوق والمسؤوليات ولديها قدرات مختلفة ويجب إيجاد السبل لبناء الشراكة.
وأضاف إن سياسة الهند الخارجية تحدد بتبادل القيم والمصير المشترك، مشددا على أن أهم هذه القيم هي القومية والتعددية، أما الهدف الأساسي من الحديث عن المصير المشترك، فيجب أن نشير إلى الرغبة في الازدهار، وأكد أن التهديد الأكبر للازدهار المشترك هو النزاعات، وما يرافقها الآن من ظاهرة الإرهاب .
وأوضح وزير الخارجية الهندي أن الهدف الأول للإرهابيين هو تدمير الدولة ولديهم أيديولوجية الرغبة في التدمير، وقال "أصر على القول أن القضاء على الإرهاب هو أهم حقوق الإنسان".
وقال إم جي، أنا كمسلم فخور بأن خير مثال على التعددية كان نموذج المدينة المنورة في عهد الرسول "ص" حيث كانت كل الطوائف تعيش وئام وسلام، ويجب علينا إعادة التأكيد على التعددية من خلال نموذج المدينة المنورة، لأن المعركة الآن ليست في ساحات القتال وإنما معركة العقول.
وأشار إلى العلاقات التاريخية بين الهند ودول الخليج العربي وقال إن هناك مئات الرحلات تسير بين الهند والخليج أسبوعيا، ولدى الهند 9 ملايين مواطن يعملون في الخليج بسلام، مشددا على أن الهند تقف إلى جانب الخليج بشأن التهديدات الأمنية والتدخل في شؤونها.
وأضاف: "حققنا مصالح متبادلة في ميادين السياسة والعمال، ويجب أن نشارك في مكافحة الإرهاب الدولي والقرصنة البحرية وغيرها بتشكيل شراكات أمنية مع دول الخليج باتفاقات إطارية لمكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات والبشر والجرائم المعلوماتية التي تتطور كثيرا، وهو ما حدث مع المملكة العربية السعودية في مجال التعاون الدفاعي ضمن نطاق التدريب".
وأشار إلى أن الإرهابي ليس لديه أهداف واضحة كونه يتمتع برغبة في الفوضى لمجرد الفوضى، فيما يعود هدفهم إلى تدمير الدولة الام، ومن خلالها يريدون استبدالها بحيز فارغ مثل داعش وبوكو حرام والتنظيمات الأخرى ويرغبون بتحقيق ذلك من خلال زرع رغبة الإرهابيين في تدمير التعددية والتناغم في المجتمعات.
وأعرب وزير الخارجية بسلطنة عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي عن فائق الشكر والامتنان إلى جلالة الملك وحكومة مملكة البحرين على حسن الوفادة والضيافة،
ونوه بالتبادل التجاري والثقافي عبر التاريخ بين منطقة شرق آسيا وبخاصة الهند، وقال إن هذا النشاط يشهد نموا متسارعا بالتزامن مع نمو الاقتصادات الآسيوية وذلك يتطلب الارتقاء لمستوى جديد.
وتطرق البوسعيدي إلى حجم البنية التحتية الاقتصادية التي تتطور على مستوى العالم والتوسع في وسائل النقل الحديثة ودور سلطنة عمان في الربط بين التبادل التجاري والاقتصادي مع كل من الهند وأوروبا.
وقال إن عمان أصبحت مشاركا في رسم البنية التحتية الجديدة للقرن 21، وتسعى لأن تكون جزءا في تلك الشبكة، وأكثر المشروعات التي تركز عليها السلطنة هو تطوير المرافئ بما يساهم في تخفيف أوقات الانتظار والكلفة للحجم الكبير في التجارة العالمية مؤكدا أن كل المنطقة ستستفيد من نجاح كافة المرافئ.
فيما أعرب وزير خارجية اليابان تارو كونو عن تشرفه بكونه أول وزير خارجية ياباني يحضر حوار المنامة، وقال: "أعلنت عند تولي المنصب أننا سنولي اهتماما للعلاقات مع الشرق الأوسط نظرا لأهمية الاستقرار في المنطقة بالنسبة لكل العالم، والبعض قد يتساءل لماذا اليابان تشارك في الشرق الأوسط المعقد، وأود القول إن هناك بعض الأمور التي لا يمكن لأي دولة القيام بها سوى اليابان التي انتهجت مبدأ الحياد وكانت دائما دولة مسالمة وتعمل وفق دبلوماسية السلام وبعيدا عن القوة وهو ما يمكن لليابان لأن تسهم في استقرار الشرق الأوسط.
وحول كيفية مساهمة اليابان في استقرار الشرق الأوسط، أوضح الوزير تارو كونو، أن المساهمات الفكرية والإنسانية والاستثمار البشري هم أبرز مساهمات الدولة في الشرق الأوسط عبر اعتماد تدابير لتشجيع التعايش في الشرق الأوسط.
وقال إن محاربة داعش في سوريا والعراق ستنتهي عسكرياً، لكن يجب أن نضمن عدم عودتها من خلال تضميد الجروح التي أحدثتها الصراعات هناك وسنزيد التعاون في مجال التعليم بدعوة معلمين مسلمين لليابان للتعرف على كيف طورت اليابان نفسها وهذا كجزء من جهودنا من محاربة التطرف.
وأشار إلى الدعم الذي ستقدمه اليابان للعراق في مجال جمع الأسلحة وإيجاد فرص العمل والتدريب ودعم المشروعات الناشئة، وقال "سنستمر في جهودنا بكافة الدول التي تشارك في محاربة داعش، ففيما يتعلق بسوريا فقد وفرنا مساعدات إنسانية بقيمة 21 مليون دولار وفي هذا العام ستتجاوز مبلغ 100 دولار، وبإجمالي 300 مليون موزرعة بين سوريا والعراق والنازحين في البلدين".
ولفت إلى مشاركة القطاعين العام والخاص في اليابان في الإصلاحات في الإصلاحات في عدد من الدول عن طريق العمل على تطوير الموارد البشرية والتخفيف من الكوارث وتعزيز العدالة الجنائية ومنع انتشار الأسلحة النووية، والعمل على إيجاد تعاون اقتصادي مع الدول التي لديها دخل عال.
وأكد وزير الخارجية الياباني على جهود الدولة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، وقال إن اليابان ستواصل دعم السلام عبر بناء الثقة والتطوير في فلسطين وندعم حل الدولتين بناء على قرارات الأمم المتحدة واتفاقات الأطراف.
وأكد وزير الخارجية الياباني على أن كوريا الشمالية تمثل تهديدا واضحا للسلام العالمي، وقال نحن نحتاج لتعاون للضغط على كوريا الشمالية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة.