أكد النائب عادل العسومي نائب رئيس البرلمان العربي، الرفض التام والإدانة الشديدة التي أصدرها البرلمان العربي في جلسته الطارئة لقرار الإدارة الأمريكية الذي صدر يوم الأربعاء 6 ديسمبر بشأن الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمةً للقوة القائمة بالاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، محمّلاً الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية تبعات القرار، وما ستؤول إليه الأوضاع على المستوى الإقليمي والدولي، وما يشكله من تهديد للسلم والأمن الدوليين.
جاء ذلك خلال مشاركة النائب عادل العسومي نائب رئيس البرلمان العربي في أعمال الجلسة الطارئة التي عقدها البرلمان العربي، الاثنين، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، برئاسة مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي، لبحث تداعيات قرار الإدارة الأمريكية بالاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال "الكيان الصهيوني"، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وقد ترأس جانباً من الجلسة الطارئة النائب عادل العسومي، وحضرها رياض المالكي وزير خارجية دولة فلسطين- ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وبلال قاسم نائب رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط.
وأضاف العسومي أن جلسة الاثنين أكدت على الموقف الثابت للبرلمان العربي، بحق دولة فلسطين المطلق في السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م، والحفاظ على الوضعية القانونية لمدينة القدس، استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وقواعد القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية لعام 2002م، مطالباً المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، الاضطلاع بمسئولياته تجاه إبطال هذا القرار، واتخاذ كافة الإجراءات لرفض سياسة الأمر الواقع، والالتزام بالقرارات الأممية والإجماع الدولي بشأن الوضعية القانونية لمدينة القدس، وإلزام القوة القائمة بالاحتلال بتنفيذ قرارات مجلس الأمن بهذا الصدد.
وأشار العسومي إلى أن البرلمان العربي يطالب الأمم المتحدة بقيادة عملية السلام بعد أن أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية وسيطاً غير نزيه وغير مقبول، في تحقيق السلام الدائم والشامل، وأصبحت طرفاً في النزاع باتخاذها موقفاً منحازاً للقوة القائمة بالاحتلال، وكذلك يطالب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بالتصدي للقرار الأمريكي، في إطار قرار المنظمة بشأن الجوانب التاريخية والتراثية والحضارية، التي تربط القدس المحتلة بالمسلمين والمسيحيين الصادر في 2 مايو 2017م، وكذا القرار التاريخي للمجلس التنفيذي لليونيسكو في أكتوبر 2016م، والذي أكد أن المسجد الأقصى مكان عبادة خاص بالمسلمين ولا علاقة دينية لليهود به.
وقال العسومي إن بيان البرلمان العربي، أشاد بالموقف التاريخي للدول في كافة أنحاء العالم، العربية والإسلامية والأوروبية والأفريقية والآسيوية وفي أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي الرافضة للقرار الأمريكي، ومحاصرته دولياً، مشيراً إلى أن البرلمان العربي يدعم تنقية الأجواء العربية العربية، ومساندة كافة المبادرات في هذا الشأن، والتأكيد على كافة مبادرات وحدة الصف الفلسطيني، وتثمين مبادرة جمهورية مصر العربية، ونبذ أية خلافات بين كافة الفصائل الفلسطينية، تقويةً للجبهة الداخلية الفلسطينية دعماً لقضية القدس، مؤكداً استمرار الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وتأييدها في كافة المحافل الإقليمية والدولية باعتبارها من أحد أهم ضمانات الوجود العربي الرسمي في محيط الحرم القدسي.