أكد وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة أن اعتراف الإدارة الأمريكية بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل من شأنه أن يؤثر على السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع، مؤكداً أن ذلك لن يغير أو يمس الحقوق المصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولن تتمكن من فرض واقع جديد عليها، إلا أنها ستؤثر على جهود إحلال السلام في المنطقة وتتعارض مع الالتزام الأمريكي في هذا الشأن، الأمر الذي سيضفي مزيداً من التعقيدات على النزاع العربي الإسرائيلي، والمفاوضات المتعلقة بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وشارك الشيخ خالد بن علي آل خليفة في الدورة الاستثنائية لمؤتمر القمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان "العمل الموحد في التضامن مع القدس" لبحث الوضع في أعقاب اعتراف الإدارة الأمريكية بمدينة القدس الشريف عاصمةً مزعومةً لإسرائيل "السلطة القائمة بالاحتلال وقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس" والذي عقد في إسطنبول بالجمهورية التركية، الأربعاء، بحضور فخامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، رئيس الدورة الثالثة عشر لمؤتمر القمة الإسلامية، وعدد من رؤساء الدول والوزراء.
وألقى الوزير كلمة مملكة البحرين في القمة، حيث أعرب عن قلق مملكة البحرين بشأن التطورات في القدس الشريف، مؤكداً على موقف المملكة الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين وفق حل الدولتين استناداً إلى ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مشيراً إلى أن مملكة البحرين تحث المجتمع الدولي على ضرورة العمل على الزام اسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء احتلالها لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عبر حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وطالب بأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه تنفيذ القرارات الدولية بشأن قضية فلسطين، والقدس الشريف، فقد أعتمد مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة عدة قرارات هامة في هذا الصدد، وهي قرارات تؤكد على أن جميع الاجراءات والقرارات الاحادية لتغيير الوضع القانوني والتاريخي للقدس، أو فرض واقع جديد، لاغية ولن تنشأ حقا أو التزاماً وهي خرق للاتفاقيات الموقعة والتي أكدت على عدم اتخاذ اي اجراءات من شانها الاجحاف بالوضع النهائي بالقدس الشريف وعلى أن قضية القدس هي من المواضيع الخاصة بالوضع النهائي في عملية السلام.
واختتم كلمته بالشكر لرئيس الجمهورية التركية وللأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د. يوسف العثيمين وإلى جميع العاملين بالأمانة العامة بالمنظمة على جهودهم الطيبة في الاعداد والترتيب لانعقاد هذه القمة.
وصدر عن المؤتمر البيان الختامي، الذي أكد على رفض بيان الادارة الامريكية غير القانوني بشأن وضع القدس حيث يعتبر هذا القرار باطل ولاغ من وجهة نظر الضمير والعدالة والتاريخ.
وشدد البيان على انه لن يكون هناك تنازل عن طموح اقامة دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة على اساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية داعيا ادارة الرئيس الأمريكي ترامب الى مراجعة قرارها الغير قانوني الذي من شانه ان يفجر الفوضى في المنطقة.