اختتمت هيئة البحرين للثقافة والآثارالسبت الموافق 16 ديسمبر برنامج فعالياتها الحافل لعام 2017م والذي جاء بشعار "آثارنا إن حكت" محتفلة بالعيد الوطني المجيد. حيث قدّمت ثلاث فعاليات بدأت مع محاضرة د. زاهي حواس حول الآثار المصرية في متحف موقع قلعة البحرين، تبعها تدشين مشروع الصوت والضوء في قلعة البحرين ومن ثم حفل الألحان البحرينية الأوركسترالية في مسرح البحرين الوطني.
وشهدت محاضرة زاهي حوّاس حضور وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار والعديد من المهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين.
ونقلت الهيئة المحاضرة عبر البث المباشر إلى خارج القاعة المخصصة لها، حيث كانت شاشة بانتظار الجمهور في مقهى دارسين بمتحف القلعة.
وبهذه المناسبة قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "نحتفل بأعياد الوطن على طريقتنا الخاصة ونحتفي بقدوم أحد أبرز علماء الآثار في وطننا العربي، الدكتور زاهي حوّاس، والذي يشاركنا تدشين مشروع الصوت الضوء في قلعة البحرين، والذي يعكس عمل عام كامل سميناه (آثارنا إن حكت)".
وأضافت الشيخة مي أن مملكة البحرين تستمد إلهامها في الحفاظ على آثارها وتراثها من جمهورية مصر العربية، موضحة أن مشروع الصوت الضوء يحاكي المشروع المقام حالياً في موقع أهرامات الجيزة.
وذكرت الشيخة مي: "نرحّب بتواجد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية الذي يدعم الثقافة ويروّج لحضارة البحرين وصورتها الجميلة"، مشيرة إلى أن الآثار هي أهم ما تملكه الأوطان، موضحة أنها من أهم عناصر صناعة السياحة الثقافية.
وسلط د. زاهي حوّاس في محاضرته الضوء على أهم المكتشفات التي تمت في موقع الأهرامات المصرية، كاشفا للجمهور أسرار بنائها وما يتعلق بذلك من ممارسات دينية واجتماعية، شارحا النقوش والرسومات الفرعونية التي وجدت في داخل الأهرامات والمقابر الملكية، موضحا أنها تمثل سجلاً تاريخياً نقل إلى الجيل الحاضر ثقافة تلك الحضارات الغابرة.
وتطرق د. حواس إلى الاكتشافات الحديثة في وادي المومياءات الذهبية، وادي الملوك، مقبرة توت غنخ آمون ومقبرة الملكة كليوباترا. كما بيّن بعض أعمال التنقيب في معابد أخرى، موضحاً أهمية أعمال الترميم الملازم للاكتشافات الأثرية.
وتطرق الدكتور زاهي حوّاس إلى البعثات الأثرية الدولية التي قدمت من كافة أنحاء العالم إلى موقع الأهرامات للمساهمة في الكشوف التاريخية، موضحاً أنهم استخدموا أحدث التقنيات وأدوات التصوير والمسح للكشف عن أسرار الأهرامات.
وانتقلت الفعاليات إلى قلعة البحرين، حيث تم تدشين مشروع الصوت والضوء. المشروع هو عبارة عن عرض مرئي ومسموع يقام في قلعة البحرين ويقدّم حكاية باللغتين العربية والإنجليزية متكاملة عن المكان منذ عصر حضارة دلمون وحتى العصر الحديث. وخلال العرض سيكون الجمهور على موعد مع أبطال الحكاية الذين قام بأداء أصواتهم العربية نخبة من الإعلاميين البحرينيين. والشخصية الرئيسية في هذا العرض هي "التل" الذي يقوم عليه قلعة البحرين، ويؤدي صوته الأستاذ حسن كمال.
وتعلن هيئة البحرين للثقافة والآثار عن برنامج عرض الصوت والضوء في قلعة البحرين قريباً.
وفي مسرح البحرين الوطني، قدّمت هيئة البحرين للثقافة والآثار أمسية وطنية مفعمة بالألحان الأوركسترالية ، حيث أحيت أوركسترا بلغاريا السمفونية بقيادة الفنان مبارك نجم وقائد الأوركسترا ديان بافلوف مجموعة من الأغاني البحرينية الوطنية والعاطفية بأسلوب مختلف لم يتطرق له أحد من قبل. ومن بين الأغاني الوطنية التي تم عزفها: "تبين عيني"، "في العالي"، أما الأغنيات العاطفية فتضمنت: "كو كو"، "تو النهار"، "جروح قلبي وتر“، "كم سنة وشهور "، وغيرها. ويذكر أن المعالجة الأوركسترالية للأغنيات قام بها الفنان المايسترو مبارك نجم.