أكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن مدينة القدس هي جزء لا يتجزأ من التراث العربي والإسلامي الأصيل بكل ملامحها الثقافية والعمرانية، مشيرة إلى "نحتفي بمدينة القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية".
وأضافت خلال احتفالية المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي صباح الاثنين بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية كرّسها لمدينة القدس بشعار "يا قدس". "في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي نحافظ على مدننا القديمة ونؤكد على تمسكنا بهويتنا وإرثنا التاريخي"، معربة عن شكرها إلى السفير الفلسطيني لحضوره الدائم في الفعاليات الثقافية في مملكة البحرين ولمساهمته الفاعلة في إثراء المسيرة الثقافية والحضارية للمملكة.
وشهدت الاحتفالية حضور السفير الفلسطيني طه عبد القادر، وممثلين عن سفارات عربية والعديد من المهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين.
وأوضحت الشيخة مي بنت محمد أن المركز الإقليمي يسعى إلى حفظ وصون كافة المواقع التراثية في الوطن العربي، مشيرة إلى أنه يحضّر لإدراج مدينة المنامة القديمة على قائمة التراث العالمي الإنساني لليونيسكو.
وأردفت "مدينة المنامة تحمل هوية البحرين وتاريخها ورسالتها في التعايش، على هذه المساحة الجغرافية الصغيرة تجتمع الأديان رغم اختلافها فنجد المسجد والكنيسة والمعبد متجاورة بكل محبة وسلام".
ويأتي احتفال المركز باليوم العالمي للغة العربية ضمن برنامج احتفالات هيئة البحرين للثقافة والآثار بالأعياد الوطنية، والتي تضم 17 فعالية خلال شهر ديسمبر الجاري.
بدوره عبر السفير الفلسطيني عن شكره للشيخة مي بنت محمد آل خليفة لجهودها في تعزيز الهوية العربية والإسلامية في مدينة القدس وفلسطين.
وقال إن مملكة البحرين لم تتردد في الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة قيادة وشعباً، مشيراً إلى أن مواقف حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، خير شاهد على قوة الروابط التاريخية ما بين شعبي البلدين الشقيقين.
وأوضح أن مدينة القدس ستبقى "مفتاح السلام"، متمنياً أن تعود قريباً إلى حضنها العربي والفلسطيني بكل ملامحها الثقافية والدينية الأصيلة.
واحتفالية يوم اللغة العربية بالمركز الإقليمي لم تبتعد عن شعار اليوم العالمي للغة العربية والذي أقرته منظمة اليونيسكو هذا العام ليكون "اللغة العربية والتقنيات الحديثة"، حيث بثّ المركز بالصوت والصورة كلمة مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الدكتورة شادية طوقان، والتي تغيّبت عن الاحتفالية لظروف السفر، حيث تكلّمت الدكتورة طوقان عن مدينة القدس وثقافتها وعمرانها، وأوضحت دور برنامج إعمار البلدة القديمة في مدينة القدس، والذي تمكّن من حفظ التراث المادي للقدس المتمثل في المباني العمرانية، والتراث غير المادي المتمثل في المخطوطات القديمة والتي تحتوي على نصوص عربية ذات قيمة استثنائية.
يذكر أنه قد تقرر الاحتفال بيوم اللغة العربية يوم 18 ديسمبر من كل عام، والذي يوافق يوم إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.