حسن الستري
دعا مدير قناة المغربية عبدالصمد بن شريف إلى الإحساس بالمسؤولية وتوفير الجهد لبناء نظام إعلامي عربي جديد، يكون مهنياً نزيهاً، خارج الاحتراب المذهبي والأيديولوجي وتصفية الحسابات، لافتاً إلى أنه قد تقع الكثير من الأخطاء والأزمات، ولكن تمر فترة ويدرك من استخدم خطاباً معيناً بأنه على خطأ وكان يجب توفير الجهد والمال من أجل ترسيخ دولة المؤسسات والقانون والرعاية.
وقال في محاضرة نظمتها السفارة المغربية مع جمعية الصحفيين البحرينية، إن إعلام المواطن الذي يساهم في بناء المجتمع وتأطيره، هو لا يقدم حلولاً ولكنه من خلال النقاش والتغطيات الإخبارية وطريقة المعالجة وزاوية النظر يمكن إقناع المواطن تدريجياً، يجب أن نخرج مقتنعين جميعاً بأنه ليس في صالح أحد أن نؤجل العاجل، وأحسن طريقة لكي لا يصاب الجسد بالاعتلال هو الوقاية، نحن في مواجهة آلاف القنوات من كل أنواع الطيف، من كل الحساسيات والمذاهب، أحسن وسيلة لتحصين المجتمع هو بناء إعلام مستقل ومعني، لماذا نترك القنوات تتحدث عنا ولا نتحدث عن أنفسنا.
وتناول بن شريف المشروع الإعلامي المغرب مشيراً إلى التعددية في المجتمع المغربي وأثرها على الإعلام وتطرق إلى قرار جلالة الملك الحسن الثاني بإنشاء القناة المغربية التي تزامنت مع انهيار جدار برلين وما نتج عن ذلك من خلق حالة إعلامية وظهور النخب الثقافية وإرساء دعائم انتقال سياسي وقد ساهمت القناة في لعب دور أساسي في التحول الديمقراطي.
وأكد بن شريف أن الإعلام لم يوجد للدعاية أو لخلق صور نمطية، بل ليكون فاعلاً ويصنع الرأي العام، وقال إن وضوح الرؤية السياسية تختصر المسافات في الوصول إلى الديمقراطية وكذلك لتجاوز التحديات الاقتصادية والاجتماعية والوصول للأفضل، وذلك بتوفير البيئة الملائمة من النواحي التشريعية والتربوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية فلا يمكن إيجاد الإنصاف في المجتمع بتكامل هذه المكونات، ولكي تجعل في النهاية من الإعلام عنصراً من عناصر البناء الديمقراطي.
وتساءل الإعلامي المغربي قائلاً: كيف يمكن للصحفي أن يكون نزيهاً وموضوعياً، وكيف يمكن أن نؤسس إعلاماً مهنياً ينقل الواقع ويقدم الخبر بما تقتضيه أخلاقيات المهنة وبما تقتضيه التعاقدات، منوهاً بالاختلافات في كل بلد وخصوصياته، مؤكداً أن الاستقرار هو الدعامة والركيزة الأساسية للنهوض الاقتصادي والمجتمعي والتنموي، ويمكن للإعلام أن يساهم في إيجاد توازن مجتمعي، لأن الإعلام يساهم في خلق التسامح والسلام المجتمعي ويبني الوطن والمواطن.
وربط بن شريف بين وجود الإعلام الوطني القوي والأحزاب القوية في المجتمع وأثرها على وعي المجتمع وشدد على التلازم بين السياسة والإعلام، ونوه بالتدرج في التصالح بين السياسة والإعلام في المغرب بدء من 93 وحتى 97 حتى وصل إلى الحوار الوطني في 2010 الذي كان مقدمة لدستور 2011، وقال إنه وعلى مدى 20 عاماً تمكنوا من صياغة وثيقة دستورية، تم إشراك كل الفاعلين من مجتمع مدني ومنظمات حقوقية ونخب ومثقفين ونقابات وإعلام لبلورة وثيقة ترقى لتطلعات الجميع وعاكسة للمرحلة التي أسماها بـ"الاستثناء المغربي"، ثم ما تبعها من ظهور مدونة الصحافة في 2016 والتي أدخلت الصحافة الإلكترونية ضمن إطار الرقابة لأنها الأكثر حضوراً الآن والأعلى في صناعة الرأي العام، حيث تم التنصيص في مدونة الصحافة على أن الصحافة الإلكترونية يجب أن تكون مقننة ومؤطرة بوجود آليات قانونية ومسؤولية في نشر الخبر، وعندها صدر الكتاب الأبيض حول الصحافة الإلكترونية وتوفير بيئة مهنية لها، والتنصيص على المجلس الوطني للصحافة كآلية للتنظيم الذاتي لتأطير أخلاقيات الصحافة.
وفي كلمته له قبل المحاضرة، لفت السفير المغربي رشيد خطابي إلى العلاقة التفاعلية بين الإعلام والديموقراطية والتقاطع في مقاصدها وغايتها مع نماذج أخرى في المحيط الإقليمي مستحضرا على الخصوص التجربة البحرينية المتقدمة التي شكل فيها الإعلام منذ وضع الميثاق الوطني ودستور المملكة دعامة محورية في بلورة المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من أجل تعزيز دولة القانون و ثقافة المواطنة وترسيخ القيم الأصيلة لأهل البحرين القائمة على التنوع والتآلف والتساكن.
وأعرب عن أمله أن تكون مثل هذه الفعاليات رافدا لتطوير التعاون المتميز بين المغرب والبحرين الذي يتطلب -فيما وراء التعاون الحكومي الوثيق- مزيداً من الانفتاح بين النخب البرلمانية والفاعلين الاقتصاديين والمثقفين والإعلاميين والجامعيين.
وقال "إن إصلاح المشهد الإعلامي في المغرب يستمد راهنيته من حيوية المسار الديموقراطي و ترسيخ الحريات العامة بما فيها حرية الصحافة في تلازم محكم وترابط متسق بين الأداء المهني المسؤول و الالتزام بأخلاقيات المهنة وضوابطها القانونية، حيث شهد المغرب تحولات عميقة، مع بداية الألفية الجديدة،بفضل الإرادة الملكية الداعمة والمحفزة للنهوض بالإعلام الذي جعله جلالة الملك محمد السادس في صلب الاختيار التعددي والتشاركي و رافعة لتطوير البناء المجتمعي و الديموقراطي، حيث أكد جلالته أنه لا يمكن للإعلام أن يكتسب المصداقية الضرورية وأن ينهض بالدور المنوط به ويتبوأ المكانة الجديرة به في حياتنا العامة ما لم تمارس هذه الحرية في نطاق المسؤولية".
من جهتها، قالت وزيرة الإعلام السابقة سميرة رجب: "كنت متابعة للإعلام المغربي وتجربته ناجحة جداً بالنسبة للوطن العربي، إعلام ذكي ويتقدم ويعمل بمنهجية سليمة، المشكلة العربية أننا نتحدث عن إعلام بداية القرن العشرين، لا نتحدث عن إعلام القرن 21، فالعصر الذي نعيشه حرباً إعلامية، جميع أنواع الحروب تخاض في المنطقة والأخطر هي الحرب الإعلامية، ولكن الحرب الإعلامية التي نعيشها لا نملك أدواتها العلمية والتقنية ولا مفاهيمها السياسية".
وأوضحت أن الإعلام شريك في صناعة الاستراتيجيات الاستمارية الجديدة، وهذا ما تفعله الدول المتقدمة عندما يخططون لأي عمل كان، فهم يعتمدون على إعلام ذكي وعقول، ولا يعتمدون على قلم كاتب ووعي متدني للجمهور، وكتاب يصنعون الرأي وهم لا يملكون الوعي اللازم لصناعة الوعي، مؤكدة أن الإعلام العربي لا يملك القوة التي تنقله من قرن إلى قرن، بينما الإعلام الغربي يعمل على شيطنة دولنا للدخول في حروب.
وقالت: "الإعلام العربي لا يعطي الخبر قدسيته وغير قادر على الوصول للمعومة ومفاهيم الوصول للمعلومة خاطئة لدى الدولة والإعلامي، هناك إجراءات للوصول للمعلومات، هناك دول تضعها وشعوب تنفذ، ونحن نفقد الاثنين، لذلك ترانا نتحدث اليوم عن أمور كان كان يجب التحدث عنها بداية القرن العشرين، نبتز من الداخل ونخوض حروب ليست حروبنا ونعمل للدفاع عن مصالح ليست هي مصالحنا".
دعا مدير قناة المغربية عبدالصمد بن شريف إلى الإحساس بالمسؤولية وتوفير الجهد لبناء نظام إعلامي عربي جديد، يكون مهنياً نزيهاً، خارج الاحتراب المذهبي والأيديولوجي وتصفية الحسابات، لافتاً إلى أنه قد تقع الكثير من الأخطاء والأزمات، ولكن تمر فترة ويدرك من استخدم خطاباً معيناً بأنه على خطأ وكان يجب توفير الجهد والمال من أجل ترسيخ دولة المؤسسات والقانون والرعاية.
وقال في محاضرة نظمتها السفارة المغربية مع جمعية الصحفيين البحرينية، إن إعلام المواطن الذي يساهم في بناء المجتمع وتأطيره، هو لا يقدم حلولاً ولكنه من خلال النقاش والتغطيات الإخبارية وطريقة المعالجة وزاوية النظر يمكن إقناع المواطن تدريجياً، يجب أن نخرج مقتنعين جميعاً بأنه ليس في صالح أحد أن نؤجل العاجل، وأحسن طريقة لكي لا يصاب الجسد بالاعتلال هو الوقاية، نحن في مواجهة آلاف القنوات من كل أنواع الطيف، من كل الحساسيات والمذاهب، أحسن وسيلة لتحصين المجتمع هو بناء إعلام مستقل ومعني، لماذا نترك القنوات تتحدث عنا ولا نتحدث عن أنفسنا.
وتناول بن شريف المشروع الإعلامي المغرب مشيراً إلى التعددية في المجتمع المغربي وأثرها على الإعلام وتطرق إلى قرار جلالة الملك الحسن الثاني بإنشاء القناة المغربية التي تزامنت مع انهيار جدار برلين وما نتج عن ذلك من خلق حالة إعلامية وظهور النخب الثقافية وإرساء دعائم انتقال سياسي وقد ساهمت القناة في لعب دور أساسي في التحول الديمقراطي.
وأكد بن شريف أن الإعلام لم يوجد للدعاية أو لخلق صور نمطية، بل ليكون فاعلاً ويصنع الرأي العام، وقال إن وضوح الرؤية السياسية تختصر المسافات في الوصول إلى الديمقراطية وكذلك لتجاوز التحديات الاقتصادية والاجتماعية والوصول للأفضل، وذلك بتوفير البيئة الملائمة من النواحي التشريعية والتربوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية فلا يمكن إيجاد الإنصاف في المجتمع بتكامل هذه المكونات، ولكي تجعل في النهاية من الإعلام عنصراً من عناصر البناء الديمقراطي.
وتساءل الإعلامي المغربي قائلاً: كيف يمكن للصحفي أن يكون نزيهاً وموضوعياً، وكيف يمكن أن نؤسس إعلاماً مهنياً ينقل الواقع ويقدم الخبر بما تقتضيه أخلاقيات المهنة وبما تقتضيه التعاقدات، منوهاً بالاختلافات في كل بلد وخصوصياته، مؤكداً أن الاستقرار هو الدعامة والركيزة الأساسية للنهوض الاقتصادي والمجتمعي والتنموي، ويمكن للإعلام أن يساهم في إيجاد توازن مجتمعي، لأن الإعلام يساهم في خلق التسامح والسلام المجتمعي ويبني الوطن والمواطن.
وربط بن شريف بين وجود الإعلام الوطني القوي والأحزاب القوية في المجتمع وأثرها على وعي المجتمع وشدد على التلازم بين السياسة والإعلام، ونوه بالتدرج في التصالح بين السياسة والإعلام في المغرب بدء من 93 وحتى 97 حتى وصل إلى الحوار الوطني في 2010 الذي كان مقدمة لدستور 2011، وقال إنه وعلى مدى 20 عاماً تمكنوا من صياغة وثيقة دستورية، تم إشراك كل الفاعلين من مجتمع مدني ومنظمات حقوقية ونخب ومثقفين ونقابات وإعلام لبلورة وثيقة ترقى لتطلعات الجميع وعاكسة للمرحلة التي أسماها بـ"الاستثناء المغربي"، ثم ما تبعها من ظهور مدونة الصحافة في 2016 والتي أدخلت الصحافة الإلكترونية ضمن إطار الرقابة لأنها الأكثر حضوراً الآن والأعلى في صناعة الرأي العام، حيث تم التنصيص في مدونة الصحافة على أن الصحافة الإلكترونية يجب أن تكون مقننة ومؤطرة بوجود آليات قانونية ومسؤولية في نشر الخبر، وعندها صدر الكتاب الأبيض حول الصحافة الإلكترونية وتوفير بيئة مهنية لها، والتنصيص على المجلس الوطني للصحافة كآلية للتنظيم الذاتي لتأطير أخلاقيات الصحافة.
وفي كلمته له قبل المحاضرة، لفت السفير المغربي رشيد خطابي إلى العلاقة التفاعلية بين الإعلام والديموقراطية والتقاطع في مقاصدها وغايتها مع نماذج أخرى في المحيط الإقليمي مستحضرا على الخصوص التجربة البحرينية المتقدمة التي شكل فيها الإعلام منذ وضع الميثاق الوطني ودستور المملكة دعامة محورية في بلورة المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من أجل تعزيز دولة القانون و ثقافة المواطنة وترسيخ القيم الأصيلة لأهل البحرين القائمة على التنوع والتآلف والتساكن.
وأعرب عن أمله أن تكون مثل هذه الفعاليات رافدا لتطوير التعاون المتميز بين المغرب والبحرين الذي يتطلب -فيما وراء التعاون الحكومي الوثيق- مزيداً من الانفتاح بين النخب البرلمانية والفاعلين الاقتصاديين والمثقفين والإعلاميين والجامعيين.
وقال "إن إصلاح المشهد الإعلامي في المغرب يستمد راهنيته من حيوية المسار الديموقراطي و ترسيخ الحريات العامة بما فيها حرية الصحافة في تلازم محكم وترابط متسق بين الأداء المهني المسؤول و الالتزام بأخلاقيات المهنة وضوابطها القانونية، حيث شهد المغرب تحولات عميقة، مع بداية الألفية الجديدة،بفضل الإرادة الملكية الداعمة والمحفزة للنهوض بالإعلام الذي جعله جلالة الملك محمد السادس في صلب الاختيار التعددي والتشاركي و رافعة لتطوير البناء المجتمعي و الديموقراطي، حيث أكد جلالته أنه لا يمكن للإعلام أن يكتسب المصداقية الضرورية وأن ينهض بالدور المنوط به ويتبوأ المكانة الجديرة به في حياتنا العامة ما لم تمارس هذه الحرية في نطاق المسؤولية".
من جهتها، قالت وزيرة الإعلام السابقة سميرة رجب: "كنت متابعة للإعلام المغربي وتجربته ناجحة جداً بالنسبة للوطن العربي، إعلام ذكي ويتقدم ويعمل بمنهجية سليمة، المشكلة العربية أننا نتحدث عن إعلام بداية القرن العشرين، لا نتحدث عن إعلام القرن 21، فالعصر الذي نعيشه حرباً إعلامية، جميع أنواع الحروب تخاض في المنطقة والأخطر هي الحرب الإعلامية، ولكن الحرب الإعلامية التي نعيشها لا نملك أدواتها العلمية والتقنية ولا مفاهيمها السياسية".
وأوضحت أن الإعلام شريك في صناعة الاستراتيجيات الاستمارية الجديدة، وهذا ما تفعله الدول المتقدمة عندما يخططون لأي عمل كان، فهم يعتمدون على إعلام ذكي وعقول، ولا يعتمدون على قلم كاتب ووعي متدني للجمهور، وكتاب يصنعون الرأي وهم لا يملكون الوعي اللازم لصناعة الوعي، مؤكدة أن الإعلام العربي لا يملك القوة التي تنقله من قرن إلى قرن، بينما الإعلام الغربي يعمل على شيطنة دولنا للدخول في حروب.
وقالت: "الإعلام العربي لا يعطي الخبر قدسيته وغير قادر على الوصول للمعومة ومفاهيم الوصول للمعلومة خاطئة لدى الدولة والإعلامي، هناك إجراءات للوصول للمعلومات، هناك دول تضعها وشعوب تنفذ، ونحن نفقد الاثنين، لذلك ترانا نتحدث اليوم عن أمور كان كان يجب التحدث عنها بداية القرن العشرين، نبتز من الداخل ونخوض حروب ليست حروبنا ونعمل للدفاع عن مصالح ليست هي مصالحنا".