حوار زين اليافعي:
قال نائب السفير اليمني في البحرين حسن بن مجلي إن حزب المؤتمر الشعبي الذي كان يرأسه علي عبدالله صالح سيشهد تفريخات حزبية بعد مقتل صالح ينضم بعضها للقيادات التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي، متوقعاً أن تنطلق دعوات الأيام المقبلة لإعادة البناء التنظيمي الحزبي للمؤتمر مع أهمية وجوده لاستحقاقات المراحل القادمة في اليمن.
وأضاف بن مجلي في حوار لـ"الوطن" أن "الحوثيين وصالح تحالفا ضد مشروع متقدم أقره الإجماع الوطني، مع ما بينهما من تناقضات واسعة. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة ظهرت بينهما التناقضات وتمكنت القوى الحوثية من سحب البساط العسكري والقبلي رويداً رويداً. وعندما شعر صالح بخطورة ذلك بدأ البحث عن مخرج لإنقاذ نفسه وأقربائه فبدأ إرسال رسائل سياسية للشرعية والتحالف العربي بأنه قد حان الوقت للتخلص من المد الحوثي المرتبط سياسياً بالأطماع الإيرانية في اليمن والمنطقة. لكن خطوته كانت متأخرة في وقت وجد نفسه في حصار شديد من حلفائه الحوثيين الذين أدركوا خطورة الخطوة على مستقبلهم السياسي والعسكري، كما أدركوا تدهور الأوضاع الميدانية بالنسبة إليهم. واعتقدوا أن تغييب الرجل قتلاً سيؤجل واقع التدهور الذي سيطرأ على وضعهم داخل المناطق التي يسيطرون عليها"، لافتاً إلى أن إقدام الحوثيين على هذه الخطوة "وضعهم في مواجهة الجميع وحدد المسار لتوجههم السياسي في إيجاد دولة متحالفة مع إيران وغير مقبولة وطنياً وإقليمياً، بل تشكل تهديداً كبيراً لليمن والمنطقة والأمن القومي العربي".
- كيف تنظر لواقع اليمن اليوم؟
واقعنا اليوم ليس اليمني فقط وإنما الإقليمي والعربي يمر في مرحلة تاريخية صعبة تسودها الغيوم السوداء والعواصف السياسية والأمنية لاشتداد تراكم رياح الفتن الداخلية والخارجية. واليمن في قلب هذه العواصف يصارع للخروج منها بأقل الخسائر والتكاليف. فالأزمات السياسية والأمنية التي تسببت بها عوامل الصراع واشتداد المؤامرات وتشابكها وصلت إلى سطح الأحداث وتجلت بالحروب التي فجرها تحالف الانقلاب المدعوم داخلياً من قبل الرئيس المعزول وأنصاره الذي تحالف مع الحوثيين المدعومين من إيران الطامعة في استعادة أمجاد فارس القديمة فأوجدوا واقعاً جديداً مضطرباً حاربوا فيه كل من يقف أمام تلك التوجهات الرعناء. ما أدى إلى حروب ومعارك مؤسفة أودت بالشرعية وبالسلم الاجتماعي والدولة التي أجمع اليمنيون على إيجادها ونقلها إلى مراحل متطورة من دولة مركزية فاسدة إلى دولة اتحادية يتقاسم فيها الجميع السلطة والثروة. وبذلك دشنوا الأزمة اليمنية الساخنة التي قوضت الأمن والاستقرار ليس في اليمن فحسب بل أيضا في كل الإقليم واضرت بالأمن العربي والقومي والسلم الدولي.
- كيف تنظر للخطوة التي أقدم عليها الحوثيون بقتل علي عبدالله صالح؟
إن التحالف المصلحي ربط بين قوى متناقضة جمعها الخوف من انحسار دورها السياسي والاقتصادي والأمني الكبير وسيطرتها الجغرافية الكبيرة على كل ربوع اليمن فاعتبرت أن تحول اليمن من دولة مركزية شديدة مرتبطة بمركز مقدس واحد هو صنعاء إلى دولة اتحادية تشارك بها كل أقاليم اليمن ويتم فيها تقاسم السلطة والثروة سيفقدها كثيراً من تلك الهيمنة والسطوة العسكرية والاقتصادية والسياسية. فتحالف الطرفان للقضاء على مشروع متقدم أقره الإجماع الوطني، مع ما بينهما من تناقضات واسعة. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة ظهرت بينهما التناقضات وتمكنت القوى الحوثية من سحب البساط العسكري والقبلي رويداً رويداً. وعندما شعر صالح بخطورة ذلك بدأ البحث عن مخرج ليس للحرب ولا للسلام وإنما لإنقاذ نفسه وأقربائه فبدأ إرسال رسائل سياسية للشرعية والتحالف العربي بأنه قد حان الوقت للتخلص من المد الحوثي المرتبط سياسياً بالأطماع الإيرانية في اليمن والمنطقة. لكن خطوة عفاش كانت متأخرة وفي وقت وجد نفسه في حصار شديد من حلفائه الحوثيين الذين أدركوا خطورة الخطوة التي أقدم عليها صالح على مستقبلهم السياسي والعسكري، كما أدركوا تدهور الأوضاع الميدانية بالنسبة إليهم. واعتقدوا أن تغييب الرجل قتلاً سيؤجل واقع التدهور الذي سيطرأ على وضعهم داخل المناطق التي يسيطرون عليها.
إن أقدامهم على هذه الخطوة الخطيرة وضعهم في مواجهة الجميع وحدد المسار لتوجههم السياسي في إيجاد دولة متحالفة مع إيران وغير مقبولة وطنياً وإقليمياً، بل تشكل تهديداً كبيراً لليمن والمنطقة والأمن القومي العربي.
3- بم تفسر حالة سقوط المؤتمر الشعبي العام بعد ثلاث سنوات من التحالف مع الحوثيين؟
المؤتمر الشعبي العام ارتبط تأسيسه بالرئيس صالح وهو الحزب الحاكم وأطلقت عليه صفة حزب الرئيس الذي تجمعت حوله كل القوى السياسية والمصلحية والمنفعية والوصولية ومراكز القوى المتنفذة بكل مفاصل السلطة، العسكرية والأمنية السياسية والقوى القبلية والدينية. وهذا التحالف الواسع كان المسيطر والحاكم في اليمن خلال العقود الأخيرة. وتركزت فيه أكثر ثلاث قوى مصلحية هي كبار القيادات العسكرية، ورؤساء القبائل، والإسلام السياسي. وبحكم سيطرته على كل مفاصل السلطة كان جاذباً لبقية القوى الأخرى بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية. وهذا التحالف الواسع الذي يمسك كل خيوطه الرئيس السابق صالح جعل مصير المؤتمر مربوطاً به وبمصيره أكثر من مصير الوطن.
حتى جاءات ثورة الشباب وسحبت جزءاً من الأطراف السياسية الوطنية منه. وشهد المؤتمر أول انقسام لكنه لم يكن واسعاً.
وباغتيال صالح انفرط المؤتمر الباقي تحت إمرته وهو الأكبر وتشتت واستطاع الحوثيون اختراقه وانضم كثير منه إلى الحركة الحوثية بعضهم بدافع الخوف والبعض بحكم تقارب المذهب، والمصالح القبلية، والبعض للمصالح الخاصة والمنفعية.
ولهذا أرى أن المؤتمر كحزب سيشهد تفريخات حزبية ينضم بعضها للقيادات التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي وخاصة الأفراد المرتبطين بالسلطة والقيادات التابعة للشرعية للحفاظ على مكاسبها ووجودها. وستشهد الأيام القادمة دعوات لإعادة البناء التنظيمي الحزبي للمؤتمر خاصة مع أهمية وجوده لاستحقاقات في المراحل القادمة. ومن جهة أخرى فإن القوى الوطنية اليمنية والتوجهات العربية والخليجية تفضل أن يبقى وجود للمؤتمر الشعبي العام خوفاً من توسع وجود الإسلام السياسي الإخواني المرتبطة بعض أطرافه قطرياً وتركياً. وكذلك لجذب مراكز قبلية وأمنية بقيت متذبذبة خائفة بشأن وضعها في ظل السيطرة الحوثية.
- ماذا يجب على الشعب اليمني أن يفعل لوقف الحوثيين المدعومين إيرانياً. وماذا على الشرعية أن تقدم لدعم الانتفاضة ضد الحوثيين؟
الحوثيون الآن تمكنوا من الانفراد وأصبحوا الأقوى في المناطق التي يسيطرون عليها وهذا له جانبان إذا استغلته الشرعية والتحالف العربي لصالحهما. فمن جهة أصبح تحالفهم بإيران واضحاً وعلنياً بل وتكوينياً كامتداد طائفي مرتبط بسلطة ولاية الفقيه وهذا توجه غير مقبول من قبل جهات يمنية واسعة. وهذا يعني أنهم يعملون بالقوة والترهيب على فرض هذا التوجه الذي يتناقض حتى مع المذهب الزيدي نفسه وفي بيئة ما زالت غير مواتية لهم بشكل كاف. ومن جهة أخرى، العمل المخلص والجاد لإعادة ترتيب وتنظيم القوى المناهضة للانقلاب والتوجه الإيراني في اليمن والذي يتوقع أن يشهد تحالفات أوسع وخروج وتمرد مناطق تخضع لسطوتهم فيما إذا أحسن التحالف العربي والشرعية جذبهم وحمايتهم.
ويتطلب الأمر السير في قطع خيوط الارتباط مع عمليات التهريب للسلاح من خلال عمليات عسكرية ناجحة للسيطرة على كل الموانئ وخاصة في الساحل الغربي. إضافة إلى تعزيز القوة العسكرية ومواصلة زحفها لإيجاد طوق محكم وقوي من الحصار على صنعاء.
- كيف يمكن إيقاف الحرب في اليمن وما الحلول؟
لن تقف الحرب في اليمن إلا بمسارين متلازمين، المسار العسكري مع الحوار، إذ لا بد أن يكونا مترابطين ببعض خاصة مع المستجدات التي أوجدتها تغييرات موازين القوى في ساحات الصراع سواء بين أطراف الانقلاب أنفسهم أو بين الشرعية والانقلابيين بعد مقتل صالح. ولوقف الحرب وإعادة السلام لليمن فإن المسارين المذكورين مهمان مع شرط استمرار الدعم الخارجي والإجماع الدولي لدعم الشرعية والتحالف العربي. لكي يتحقق الانتصار العسكري والسلمي معاً وبوجود عمل مكثف ومتواصل لخلق تحالفات شعبية واسعة في المناطق الشمالية وخاصة المناطق التي يحكمها الحوثيون بهدف تعزيز المقاومة الشعبية والمواجهة للحوثيين وعدم إعطائهم الفرصة الكافية للاستقرار. وبالتالي سحب أوراق قوية من الحوثيين في الحوار وإجبارهم على تسليم مؤسسات الدولة والسلاح والأموال والإفراج عن السجناء والتحول إلى قوة سياسية كغيرها من القوى السياسية في اليمن والعودة إلى تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن الدولي، وأهمها 2216 وإلى مخرجات الحوار الوطني بشأن الدولة الاتحادية والأقاليم واستكمال العملية الانتقالية السياسية والدستور والانتخابات كما كان مرسوماً له على أن يتم الأخذ بالمستجدات التي افرزتها الحرب وبروز قوى جديدة مؤثرة وقوية مثل المجلس الانتقالي بالجنوب والمقاومة الجنوبية التي يفترض أن تنال وضعاً أكبر لحل القضية الجنوبية وفقاً لما يرغب فيه أبناء الجنوب.
قال نائب السفير اليمني في البحرين حسن بن مجلي إن حزب المؤتمر الشعبي الذي كان يرأسه علي عبدالله صالح سيشهد تفريخات حزبية بعد مقتل صالح ينضم بعضها للقيادات التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي، متوقعاً أن تنطلق دعوات الأيام المقبلة لإعادة البناء التنظيمي الحزبي للمؤتمر مع أهمية وجوده لاستحقاقات المراحل القادمة في اليمن.
وأضاف بن مجلي في حوار لـ"الوطن" أن "الحوثيين وصالح تحالفا ضد مشروع متقدم أقره الإجماع الوطني، مع ما بينهما من تناقضات واسعة. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة ظهرت بينهما التناقضات وتمكنت القوى الحوثية من سحب البساط العسكري والقبلي رويداً رويداً. وعندما شعر صالح بخطورة ذلك بدأ البحث عن مخرج لإنقاذ نفسه وأقربائه فبدأ إرسال رسائل سياسية للشرعية والتحالف العربي بأنه قد حان الوقت للتخلص من المد الحوثي المرتبط سياسياً بالأطماع الإيرانية في اليمن والمنطقة. لكن خطوته كانت متأخرة في وقت وجد نفسه في حصار شديد من حلفائه الحوثيين الذين أدركوا خطورة الخطوة على مستقبلهم السياسي والعسكري، كما أدركوا تدهور الأوضاع الميدانية بالنسبة إليهم. واعتقدوا أن تغييب الرجل قتلاً سيؤجل واقع التدهور الذي سيطرأ على وضعهم داخل المناطق التي يسيطرون عليها"، لافتاً إلى أن إقدام الحوثيين على هذه الخطوة "وضعهم في مواجهة الجميع وحدد المسار لتوجههم السياسي في إيجاد دولة متحالفة مع إيران وغير مقبولة وطنياً وإقليمياً، بل تشكل تهديداً كبيراً لليمن والمنطقة والأمن القومي العربي".
- كيف تنظر لواقع اليمن اليوم؟
واقعنا اليوم ليس اليمني فقط وإنما الإقليمي والعربي يمر في مرحلة تاريخية صعبة تسودها الغيوم السوداء والعواصف السياسية والأمنية لاشتداد تراكم رياح الفتن الداخلية والخارجية. واليمن في قلب هذه العواصف يصارع للخروج منها بأقل الخسائر والتكاليف. فالأزمات السياسية والأمنية التي تسببت بها عوامل الصراع واشتداد المؤامرات وتشابكها وصلت إلى سطح الأحداث وتجلت بالحروب التي فجرها تحالف الانقلاب المدعوم داخلياً من قبل الرئيس المعزول وأنصاره الذي تحالف مع الحوثيين المدعومين من إيران الطامعة في استعادة أمجاد فارس القديمة فأوجدوا واقعاً جديداً مضطرباً حاربوا فيه كل من يقف أمام تلك التوجهات الرعناء. ما أدى إلى حروب ومعارك مؤسفة أودت بالشرعية وبالسلم الاجتماعي والدولة التي أجمع اليمنيون على إيجادها ونقلها إلى مراحل متطورة من دولة مركزية فاسدة إلى دولة اتحادية يتقاسم فيها الجميع السلطة والثروة. وبذلك دشنوا الأزمة اليمنية الساخنة التي قوضت الأمن والاستقرار ليس في اليمن فحسب بل أيضا في كل الإقليم واضرت بالأمن العربي والقومي والسلم الدولي.
- كيف تنظر للخطوة التي أقدم عليها الحوثيون بقتل علي عبدالله صالح؟
إن التحالف المصلحي ربط بين قوى متناقضة جمعها الخوف من انحسار دورها السياسي والاقتصادي والأمني الكبير وسيطرتها الجغرافية الكبيرة على كل ربوع اليمن فاعتبرت أن تحول اليمن من دولة مركزية شديدة مرتبطة بمركز مقدس واحد هو صنعاء إلى دولة اتحادية تشارك بها كل أقاليم اليمن ويتم فيها تقاسم السلطة والثروة سيفقدها كثيراً من تلك الهيمنة والسطوة العسكرية والاقتصادية والسياسية. فتحالف الطرفان للقضاء على مشروع متقدم أقره الإجماع الوطني، مع ما بينهما من تناقضات واسعة. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة ظهرت بينهما التناقضات وتمكنت القوى الحوثية من سحب البساط العسكري والقبلي رويداً رويداً. وعندما شعر صالح بخطورة ذلك بدأ البحث عن مخرج ليس للحرب ولا للسلام وإنما لإنقاذ نفسه وأقربائه فبدأ إرسال رسائل سياسية للشرعية والتحالف العربي بأنه قد حان الوقت للتخلص من المد الحوثي المرتبط سياسياً بالأطماع الإيرانية في اليمن والمنطقة. لكن خطوة عفاش كانت متأخرة وفي وقت وجد نفسه في حصار شديد من حلفائه الحوثيين الذين أدركوا خطورة الخطوة التي أقدم عليها صالح على مستقبلهم السياسي والعسكري، كما أدركوا تدهور الأوضاع الميدانية بالنسبة إليهم. واعتقدوا أن تغييب الرجل قتلاً سيؤجل واقع التدهور الذي سيطرأ على وضعهم داخل المناطق التي يسيطرون عليها.
إن أقدامهم على هذه الخطوة الخطيرة وضعهم في مواجهة الجميع وحدد المسار لتوجههم السياسي في إيجاد دولة متحالفة مع إيران وغير مقبولة وطنياً وإقليمياً، بل تشكل تهديداً كبيراً لليمن والمنطقة والأمن القومي العربي.
3- بم تفسر حالة سقوط المؤتمر الشعبي العام بعد ثلاث سنوات من التحالف مع الحوثيين؟
المؤتمر الشعبي العام ارتبط تأسيسه بالرئيس صالح وهو الحزب الحاكم وأطلقت عليه صفة حزب الرئيس الذي تجمعت حوله كل القوى السياسية والمصلحية والمنفعية والوصولية ومراكز القوى المتنفذة بكل مفاصل السلطة، العسكرية والأمنية السياسية والقوى القبلية والدينية. وهذا التحالف الواسع كان المسيطر والحاكم في اليمن خلال العقود الأخيرة. وتركزت فيه أكثر ثلاث قوى مصلحية هي كبار القيادات العسكرية، ورؤساء القبائل، والإسلام السياسي. وبحكم سيطرته على كل مفاصل السلطة كان جاذباً لبقية القوى الأخرى بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية. وهذا التحالف الواسع الذي يمسك كل خيوطه الرئيس السابق صالح جعل مصير المؤتمر مربوطاً به وبمصيره أكثر من مصير الوطن.
حتى جاءات ثورة الشباب وسحبت جزءاً من الأطراف السياسية الوطنية منه. وشهد المؤتمر أول انقسام لكنه لم يكن واسعاً.
وباغتيال صالح انفرط المؤتمر الباقي تحت إمرته وهو الأكبر وتشتت واستطاع الحوثيون اختراقه وانضم كثير منه إلى الحركة الحوثية بعضهم بدافع الخوف والبعض بحكم تقارب المذهب، والمصالح القبلية، والبعض للمصالح الخاصة والمنفعية.
ولهذا أرى أن المؤتمر كحزب سيشهد تفريخات حزبية ينضم بعضها للقيادات التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي وخاصة الأفراد المرتبطين بالسلطة والقيادات التابعة للشرعية للحفاظ على مكاسبها ووجودها. وستشهد الأيام القادمة دعوات لإعادة البناء التنظيمي الحزبي للمؤتمر خاصة مع أهمية وجوده لاستحقاقات في المراحل القادمة. ومن جهة أخرى فإن القوى الوطنية اليمنية والتوجهات العربية والخليجية تفضل أن يبقى وجود للمؤتمر الشعبي العام خوفاً من توسع وجود الإسلام السياسي الإخواني المرتبطة بعض أطرافه قطرياً وتركياً. وكذلك لجذب مراكز قبلية وأمنية بقيت متذبذبة خائفة بشأن وضعها في ظل السيطرة الحوثية.
- ماذا يجب على الشعب اليمني أن يفعل لوقف الحوثيين المدعومين إيرانياً. وماذا على الشرعية أن تقدم لدعم الانتفاضة ضد الحوثيين؟
الحوثيون الآن تمكنوا من الانفراد وأصبحوا الأقوى في المناطق التي يسيطرون عليها وهذا له جانبان إذا استغلته الشرعية والتحالف العربي لصالحهما. فمن جهة أصبح تحالفهم بإيران واضحاً وعلنياً بل وتكوينياً كامتداد طائفي مرتبط بسلطة ولاية الفقيه وهذا توجه غير مقبول من قبل جهات يمنية واسعة. وهذا يعني أنهم يعملون بالقوة والترهيب على فرض هذا التوجه الذي يتناقض حتى مع المذهب الزيدي نفسه وفي بيئة ما زالت غير مواتية لهم بشكل كاف. ومن جهة أخرى، العمل المخلص والجاد لإعادة ترتيب وتنظيم القوى المناهضة للانقلاب والتوجه الإيراني في اليمن والذي يتوقع أن يشهد تحالفات أوسع وخروج وتمرد مناطق تخضع لسطوتهم فيما إذا أحسن التحالف العربي والشرعية جذبهم وحمايتهم.
ويتطلب الأمر السير في قطع خيوط الارتباط مع عمليات التهريب للسلاح من خلال عمليات عسكرية ناجحة للسيطرة على كل الموانئ وخاصة في الساحل الغربي. إضافة إلى تعزيز القوة العسكرية ومواصلة زحفها لإيجاد طوق محكم وقوي من الحصار على صنعاء.
- كيف يمكن إيقاف الحرب في اليمن وما الحلول؟
لن تقف الحرب في اليمن إلا بمسارين متلازمين، المسار العسكري مع الحوار، إذ لا بد أن يكونا مترابطين ببعض خاصة مع المستجدات التي أوجدتها تغييرات موازين القوى في ساحات الصراع سواء بين أطراف الانقلاب أنفسهم أو بين الشرعية والانقلابيين بعد مقتل صالح. ولوقف الحرب وإعادة السلام لليمن فإن المسارين المذكورين مهمان مع شرط استمرار الدعم الخارجي والإجماع الدولي لدعم الشرعية والتحالف العربي. لكي يتحقق الانتصار العسكري والسلمي معاً وبوجود عمل مكثف ومتواصل لخلق تحالفات شعبية واسعة في المناطق الشمالية وخاصة المناطق التي يحكمها الحوثيون بهدف تعزيز المقاومة الشعبية والمواجهة للحوثيين وعدم إعطائهم الفرصة الكافية للاستقرار. وبالتالي سحب أوراق قوية من الحوثيين في الحوار وإجبارهم على تسليم مؤسسات الدولة والسلاح والأموال والإفراج عن السجناء والتحول إلى قوة سياسية كغيرها من القوى السياسية في اليمن والعودة إلى تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن الدولي، وأهمها 2216 وإلى مخرجات الحوار الوطني بشأن الدولة الاتحادية والأقاليم واستكمال العملية الانتقالية السياسية والدستور والانتخابات كما كان مرسوماً له على أن يتم الأخذ بالمستجدات التي افرزتها الحرب وبروز قوى جديدة مؤثرة وقوية مثل المجلس الانتقالي بالجنوب والمقاومة الجنوبية التي يفترض أن تنال وضعاً أكبر لحل القضية الجنوبية وفقاً لما يرغب فيه أبناء الجنوب.