أكد أحمد رشيد خطابي سفير المملكة المغربية بالمنامة أن الذكرى 74 لرفع عريضة الاستقلال من طرف نخبة من الوطنيين المغاربة، بتنسيق مع جلالة المغفور له الملك محمد الخامس للمقيم العام الفرنسي، "مبعث فخر وإكبار للأجيال الجديدة وحدث حاسم في مسار الكفاح لتحقيق الاستقلال"، معتبرا أن "تقديم هذه الوثيقة تجسيد قوي لمدى تعلق الشعب المغربي الراسخ بالسيادة الوطنية بكل حمولاتها الرمزية ممثلة في عرش البلاد".
وقال السفير المغربي: "إن عريضة 11 يناير 1944 التي طالبت بالاستقلال مع اعتراف دولي بسيادة المغرب في إطار النظام الملكي العريق وقعت في سياق داخلي دقيق مع لجوء الاحتلال لفرض أسلوب الحكم المباشر في انتهاك لمقتضيات معاهدة الحماية لسنة 1912، وفي ظل أوضاع دولية معقدة مع قرب انتهاء الحرب العالمية الثانية"، مشيرا إلى "أهمية لقاء "أنفا" سنة 1943 بين الملك الراحل مرفوقا بجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني وليا للعهد آنذاك والرئيس الأمريكي روزفلت في الدفاع عن المطالب السيادية الوطنية المشروعة".
وأوضح السفير المغربي أن "المطالبة بالاستقلال شكلت خطوة مقدامة ومتماثلة مع مختلف القوى والتيارات السياسية من أجل الانتقال من منطق الإصلاح إلى المطالبة بالاستقلال وهو التوجه الوطني الذي تعزز بمضامين الخطاب التاريخي بطنجة في 1947 ومطالبة الملك محمد الخامس بالاستقلال، ومباشرة بعد ذلك، بضرورة فتح مفاوضات لإنهاء الحماية وهي الروح الوطنية التي صاحبتها حركة مقاومة بطولية على امتداد التراب المغربي دفعت بالمحتل لنفي الملك وأفراد الأسرة الملكية الشريفة إلى مدغشقر في 1953 مما فجر غضب الشعب المغربي ضد هذا التطاول الخطير".
وخلص السفير المغربي في تصريحه بالتأكيد على أن "هذا المسار التاريخي توج بإعلان استقلال المغرب الذي يواصل اليوم في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بخطوات واثقة ومبادرات ثابتة مسيرته المتجددة على طريق توطيد الوحدة الترابية الشاملة وتحقيق مزيد من المكتسبات التنموية والوطنية".