نظم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وبالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة ورشة عمل ما بين 13 و17 يناير الجاري بعنوان "برنامج الإنسان والمحيط الحيوي" بحضور عدد من الخبراء من البحرين والعالم، واختتمت الورشة أعمالها مع جولة ميدانية في جزر حوار لدراسة سبل تنميتها بشكل مستدام والحفاظ على مقوّماتها بما يعود بالنفع على سكّان مملكة البحرين، حيث تمتد جزر حوار على مساحة تصل إلى 50 كيلو متر مربّع، لتشكل بذلك واحدة من أهم المحميّات الطبيعية في مملكة البحرين، ولها قيمتها الطبيعية النادرة والهامة عالمياً.
وسعت الورشة من خلال جلساتها المتعدد إلى عرض أهمية برنامج "الإنسان والمحيط الحيوي" التابع لمنظمة اليونيسكو، والذي يعد مبادرة دولة حكومية وضعت من أجل تحسين علاقة الإنسان بطبيعته والربط ما بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية، كما استعرضت عدداً من المحميّات الطبيعية في البحرين، حيث قام المشاركون بوضع تصوّر لكيفية تطبيق برنامج الإنسان والمحيط الحيوي فيها، إضافة إلى بحث إمكانية تسجيل جزر حوار كموقع طبيعي على قائمة التراث العالمي لليونيسكو.
وتطرّق المجتمعون في الورشة إلى سبل تطوير قدرات الفريق الوطني البحريني ومساعدة المجلس الأعلى للبيئة في تطوير استراتيجية لإدارة المحميات الطبيعية آخذة بالإعتبار التنمية المتسدامة والنفع المادي للسكان المحليين في هذه المناطق.
ومن بعد جلسات ورشة العمل التي عقدت في مقر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، انطلق الفريق الذي ضم عدداً من خبراء التراث الطبيعي والثقافي إلى جزر حوار في رحلة تمتد لمسافة تصل إلى 15 كيلومتر بحراً، حيث تمت زيارة مناطق مختلفة من الجزر ذات أهمية طبيعية وأثرية وذلك بتسهيل ومساعدة من قوة دفاع البحرين، وتم بحث إمكانية تأسيس تخطيط إداري لعملية التنمية المستدامة في الجزر من دون التأثير على المحمية وملامحها الطبيعية الهامة عالمياً.
جدير بالذكر أن جزر حوار تعتبر من أحد أهم الموائل الطبيعية لبقر البحر (الأطوم) في العالم، كما تضم أيضاً أكبر تجمع لطائر الغراب (الغاق) السقطري حيث تقدم الجزيرة موئلاً هاماً لتكاثرها، إضافة إلى عدد لا يستهان به من الطيور والكائنات البحرية الهامة عالمياً. وتعد جزر حوار واحدة من 6 محميات طبيعية معلنة في مملكة البحرين يقوم المجلس الأعلى على حمايتها وإدارتها.