دعا مدير عام بلدية المنطقة الشمالية يوسف الغتم إلى ضرورة الإسراع بتوظيف التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في مجال إدارة وتدوير المخلفات، مؤكداً وصول تقنيات وتكنولوجيا حديثة لمعالجات النفايات يمكن الإستفادة منها في ظل وجود الحاجة المضطردة للتخلص من النفايات.

وأوضح أن من ضمن هذه التقنيات الحديثة هي تقنية النانو التي تم توظيفها لتحويل الإطارات والمطاط الى ألواح يمكن الإستفادة منها في صناعة الألواح الخشبية وصناعة الأبواب وغيرها من الصناعات التي تدخل في مجال الإنشاءات.

وأكد الغتم على هامش مشاركته في القمة العالمية لطاقة المستقبل المنعقدة في أبو ظبي من "14 حتى 18" يناير الجاري أن المعرض المصاحب للقمة عرض عدة تجارب مهمة من مختلف دول العالم في مجال تدوير النفايات والمخالفات وكيفية الإستفادة منها وفق أحدث التقنيات وبما يحقق عوائد إيجابية عالية لدى الدول التي قامت بالإستفادة منها.

وقال "إننا اليوم بحاجة ماسة الى معالجة هذا الملف بصورة جادة وعملية، ووفق رؤية متكاملة حيث إن هذه الصناعة في العالم بلغت مراحل متقدمة في الوقت الذي نعاني فيه نحن في البحرين من مشكلة عمر المدفن القصير ومشاكل التدوير وثقافة المجتمع في التعامل مع المخلفات والنفايات".

وتابع "يوجد عندنا في البحرين أكثر من مليون إطار من إطارات السيارات، وهذه الكمية بحاجة إلى معالجة إذ إن وجودها ودفنها بطريقة بدائية تسبب مشكلة بيئية، وعلى هامش المعرض تم الإطلاع على تجارب شركات تتعامل مع الإطارات وتحويلها لطاقة خاصة لتشغيل مصانع الإسمنت، كما تم عرض تجارب لبعض الشركات التي توظف تقنية النانو وتحويل هذه الإطارات إلى ألواح خشبية تدخل في صناعة الأبواب وصناعات أخرى تستفيد منها في الأعمال الإنشائية".

وأردف "من التجارب التي نجدها مهمة في هذه المعرض الذي خصص في جزء مهم منه لعمليات تدوير المخلفات والنفايات هو موضوع المخلفات العضوية، حيث يوجد أجهزة متفاوتة الحجم، منها ذات الحجم الصغير الذي يوضع في البيوت للتخلص من الأطعمة الزائدة وتحويلها الى أسمدة والتي تبدأ طاقتها من "كيلو حتى 15 طناً" وهي آلات يمكن الاستفادة منها بصورة كبيرة جداً للتخلص من المواد العضوية وتحويلها إلى أسمدة ،وهي بأسعار جداً مناسبة ومن شأنها بث ثقافة التدوير " مشيرا الى أنه يمكن من خلال إستصدار بعض القوانين والأنظمة إلزام المجمعات الكبيرة أو المطاعم بتوفير هذه الأجهزة".

وأوضح أن من هذه الأجهزة ما يمكن إستخدامه للبيوت وهي بأحجام صغيرة وبأسعار تنافسية حيث تبلغ ما بين "200 حتى 300" دينار بحريني وتعمل بطاقة عادية جداً ويمكنها تحويل الأطعمة الزائدة الى اسمدة خلال 3 إلى 4 ساعات، وهي أوتوماتيكية تقوم بعملية التنظيف الذاتي ولا تنتج روائح.

وقال "تتخلص من 90% من بقايا الأطعمة، والبقية يتم تحويله إلى أسمدة طبيعية"

وشدد الغتم على ضرورة الإسراع باستغلال هذه التقنيات والتجارب التي تسهم في تطوير صناعة المدافن وتحويل موضوع النفايات والمخلفات الى صناعات تعود بعوائد إيجابية على البلد، مشيراً إلى أننا نعاني في البحرين من محدودية العمر الزمني للمدفن، وأن التجارب العالمية تقدمت كثيراً في هذه الصناعات في حين أننا في البحرين مازلنا نراوح مكاننا في معالجة هذا الملف الهام".

كما شدد الغتم على ضرورة إشراك القطاع الخاص في إنشاء المدفن الجديد والذي يجب أن يصمم على أحدث الطرق الهندسية، وقال "لقد تم عقد اجتماعات مع عدد من الشركات المتخصصة في إنشاء المدافن الهندسية منها شركات عربية ومنها شركات عالمية، وقد تم الاطلاع على أحدث التقنيات في مجال هذه الصناعة من حيث الإستفادة من الغازات وتحويلها لطاقة كهربائية".

وأضاف "كما تم الإطلاع على تقنية تبطين الأرضيات في الدافن بطرق هندسية حديثة لمنع أي تسربات مضرة بالبيئة وتمنع تسربها الى باطن الأرض".

وفي إطار الحفاظ على البيئة من المخلفات البلاستيكية تم الاجتماع مع إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج الأكياس والصحون والأكواب البلاستيكية والورقية والتي تستخدم تقنية في هذه المنتوجات من خلال الذرة والمواد النباتية قابلة للتحلل والذوبان عند التخلص منها بما لا يضر البيئة.

وأكد الغتم أنه سيتم التنسيق بهذا الشأن والدفع بالمشروع وتحويل المواد العضوية إلى أسمدة عبر استصدار تشريعات وقرارات للحفاظ على البيئة.