صدر العدد الجديد (40)، من "مجلة الثقافة الشعبية"، الصادرة في مملكة البحرين، بالتعاون مع "المنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV)"، إذ افتتح العدد بمقالة "فن إيقاد الشموع"، لرئيس التحرير علي عبدالله خليفة، الذي تناول فيها مشاركة البحرين، ممثلة برئيس المنظمة، في المؤتمر العلمي الرابع عشر للدول الأوروبية، الذي أقمته المنظمة بمدينة (أندورف) النمساوية، مبيناً أن "مجلة الثقافة الشعبية"، حظيت في هذا المؤتمر باهتمام كونها "المطبوعة العربية الوحيدة التي تصل ورقياً بثلاث لغات إلى القراء في (161) بلداً، وبملخصات على الموقع الإلكتروني بست لغات".
إلى جانب ذلك تصدر العدد، مقال بعنوان "الأدب الشعبي حيّ" للأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، الذي تساءل "هل من مهام الباحث في الأدب الشعبي تشريح جثث أو تحنيطها، والبكاء عليها وتشييعها إلى مثواها الأخير؟ وهل من مهام الدراسات الشعبية تقديم بكائيات على الأدب الشعبي، والايحاء لهذا الجيل والأجيال القادمة، أن الأدب الشعبي هو أدب (ماضٍ)، و(زائل) و(مندثر)، أدب قد انتهى؟"، مؤكداً عبر هذا التصدير "إن الأدب الشعبي حي، وهو يتجدد باستمرار، وينتجه الناس ماداموا يستيقظون كل صباح على هذه الأرض، فمنهم من يستعيد جزءاً منه، أمام حادثة، أو موقف، أو مشهد ما، ومنهم من يعيد تركيب أجزائره، بما يلائم ما وقع معه، فيعيد تغيير بعض التفاصيل من أسماء وأماكن، مع حفاظه على روح المثال أو الحكاية، أو البيت الشعري، أو الأغنية، أو العبرة، أو الحكمة، أو الطرفة..".
من جانبه تناول الأكاديمي البحريني عبد القادر المرزوقي، "الحوارية النصية في أغاني الأطفال الشعبية"، مؤكداً أن "العناية بالأطفال لم تقتصر على حضارة أو شعب أو دين دون آخر، فالجميع يجمع على مبادئ أساسية في التكون الفكري والثقافي والاجتماعي والبيئي للطفل"، دارساً عبر هذه الدراسة، "الحكاية الخرافية"، وأغاني الأطفال من حيثُ الخصائص والدلالات، والحوارية، إذ "تتميز لغة الأغاني والحكايات الشعبية الحزواية عند الأطفال بأنها نتاج أدبي يتسم بالعفوية المعبرة عن مكونات خيالهم، وهي في الوقت ذاته فن شعبي شفوي انتقل من جيل إلى جيل". كما استعرض وشرح عدداً من الأغاني الشعبية البحرينية.
إلى ذلك، كتبت الباحثة المصرية، سوزان يوسف، عن الفولكلور بوصفه لغة لتواصل الحضارات، لتمر من خلال دراستها على أهم المصادر المكتوبة للحكايات، مثل قصة أحيقار في المجموعات الشرقية والغربية، ومجموعة حكايات لقمان العربية، وكتاب كليلة ودمنة، وألف ليلة وليلة، وقصص سفرطوبيا، وأدب الحكمة القديمة، وغير ذلك.
وجاء باب (أدب شعبي)، غنياً في هذا العدد، إذ احتوى على سبع دراسات، تناولت أولاها "الحكاية الشعبية في البنية والدلالة"، للباحث المغربي رشيد وديجي، فيما كتب فرج قدري الفخراني، عن "العناصر اليهودية في كتاب (منبع أصول الحكمة) المنسوب للبوني (أهياشراهيا) نموذجاً"، أما الكاتب الإماراتي الدكتور شهاب غانم، فكتب عن ديوان (ياهو الوردة)، لعلي محمد لقمان باللهجة العدنية العامية، وكتبت الباحثة الهندية سليمة ناندا، عن "صورة المرأة في الحكايات الشعبية"، من جهتها كتبت الدكتورة سامية الدريدي، عن "ملامح الثقافة الشعبية في أشعار بشار بن برد"، واختتم الباب، بمقال مترجم لعالم الفلكلور الفرنسي أ.ج. غريماس، بعنوان "الأمثال والأقوال المأثورة".
وتضمن باب (عادات وتقاليد) هو الآخر دراستين، جاءت الأولى متناولةً "العواشر، والفأل، والعولة.. دراسة ميدانية في دلالة الأنشطة الفلاحية في منطقة تبسه الجزائرية"، للباحث إبراهيم بن عرفة، وتناولت الدراسة الثانية ألعاب الطفولة في واحدة من قرى اليمن، للباحثة نهلة شجاع الدين.
وفي سياق (الموسيقى والأداء الحركي)، كتب الباحث التونسي قاسم الباجي، عن "ماهية التطويع مفهومها الموسيقي ومرجعيتها في الميدان الموسيقي"، شارحاً من خلال هذا البحث، "المعايير الموسيقية والسوسويولوجية الأدائية الخاضعة للتطويع الأدائي"، بينما تقدمت الباحثة فاطيمة ديلمي ببحث عن "رقصة هوبي؛ طقس عبور واسترجاع الزمن الأسطوري".
أما باب (ثقافة مادية) فتضمن دراستين وافيتين، الأولى عن "القلاع والقصبات في المغرب"، قدمها محمد القاضي، والثانية حول "المعارف والتقنيات التقليدية في زراعة النخيل بمنطقة مروي شمال السودان"، قدمها د.أسعد عبدالرحمن عوض الله.
يذكر أن مجلة "الثقافة الشعبية" مجلة فصلية علمية محكمة من قبل خبراء علم الفولكلور والعلوم الإنسانية، وتصدر بالتعاون مع "المنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV)"، إذ تصدر بنسختين، مطبوعة وإلكترونية، إلى جانب كونها تترجم إلى ست لغات عالمية على موقعها الإلكتروني.
{{ article.visit_count }}
إلى جانب ذلك تصدر العدد، مقال بعنوان "الأدب الشعبي حيّ" للأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، الذي تساءل "هل من مهام الباحث في الأدب الشعبي تشريح جثث أو تحنيطها، والبكاء عليها وتشييعها إلى مثواها الأخير؟ وهل من مهام الدراسات الشعبية تقديم بكائيات على الأدب الشعبي، والايحاء لهذا الجيل والأجيال القادمة، أن الأدب الشعبي هو أدب (ماضٍ)، و(زائل) و(مندثر)، أدب قد انتهى؟"، مؤكداً عبر هذا التصدير "إن الأدب الشعبي حي، وهو يتجدد باستمرار، وينتجه الناس ماداموا يستيقظون كل صباح على هذه الأرض، فمنهم من يستعيد جزءاً منه، أمام حادثة، أو موقف، أو مشهد ما، ومنهم من يعيد تركيب أجزائره، بما يلائم ما وقع معه، فيعيد تغيير بعض التفاصيل من أسماء وأماكن، مع حفاظه على روح المثال أو الحكاية، أو البيت الشعري، أو الأغنية، أو العبرة، أو الحكمة، أو الطرفة..".
من جانبه تناول الأكاديمي البحريني عبد القادر المرزوقي، "الحوارية النصية في أغاني الأطفال الشعبية"، مؤكداً أن "العناية بالأطفال لم تقتصر على حضارة أو شعب أو دين دون آخر، فالجميع يجمع على مبادئ أساسية في التكون الفكري والثقافي والاجتماعي والبيئي للطفل"، دارساً عبر هذه الدراسة، "الحكاية الخرافية"، وأغاني الأطفال من حيثُ الخصائص والدلالات، والحوارية، إذ "تتميز لغة الأغاني والحكايات الشعبية الحزواية عند الأطفال بأنها نتاج أدبي يتسم بالعفوية المعبرة عن مكونات خيالهم، وهي في الوقت ذاته فن شعبي شفوي انتقل من جيل إلى جيل". كما استعرض وشرح عدداً من الأغاني الشعبية البحرينية.
إلى ذلك، كتبت الباحثة المصرية، سوزان يوسف، عن الفولكلور بوصفه لغة لتواصل الحضارات، لتمر من خلال دراستها على أهم المصادر المكتوبة للحكايات، مثل قصة أحيقار في المجموعات الشرقية والغربية، ومجموعة حكايات لقمان العربية، وكتاب كليلة ودمنة، وألف ليلة وليلة، وقصص سفرطوبيا، وأدب الحكمة القديمة، وغير ذلك.
وجاء باب (أدب شعبي)، غنياً في هذا العدد، إذ احتوى على سبع دراسات، تناولت أولاها "الحكاية الشعبية في البنية والدلالة"، للباحث المغربي رشيد وديجي، فيما كتب فرج قدري الفخراني، عن "العناصر اليهودية في كتاب (منبع أصول الحكمة) المنسوب للبوني (أهياشراهيا) نموذجاً"، أما الكاتب الإماراتي الدكتور شهاب غانم، فكتب عن ديوان (ياهو الوردة)، لعلي محمد لقمان باللهجة العدنية العامية، وكتبت الباحثة الهندية سليمة ناندا، عن "صورة المرأة في الحكايات الشعبية"، من جهتها كتبت الدكتورة سامية الدريدي، عن "ملامح الثقافة الشعبية في أشعار بشار بن برد"، واختتم الباب، بمقال مترجم لعالم الفلكلور الفرنسي أ.ج. غريماس، بعنوان "الأمثال والأقوال المأثورة".
وتضمن باب (عادات وتقاليد) هو الآخر دراستين، جاءت الأولى متناولةً "العواشر، والفأل، والعولة.. دراسة ميدانية في دلالة الأنشطة الفلاحية في منطقة تبسه الجزائرية"، للباحث إبراهيم بن عرفة، وتناولت الدراسة الثانية ألعاب الطفولة في واحدة من قرى اليمن، للباحثة نهلة شجاع الدين.
وفي سياق (الموسيقى والأداء الحركي)، كتب الباحث التونسي قاسم الباجي، عن "ماهية التطويع مفهومها الموسيقي ومرجعيتها في الميدان الموسيقي"، شارحاً من خلال هذا البحث، "المعايير الموسيقية والسوسويولوجية الأدائية الخاضعة للتطويع الأدائي"، بينما تقدمت الباحثة فاطيمة ديلمي ببحث عن "رقصة هوبي؛ طقس عبور واسترجاع الزمن الأسطوري".
أما باب (ثقافة مادية) فتضمن دراستين وافيتين، الأولى عن "القلاع والقصبات في المغرب"، قدمها محمد القاضي، والثانية حول "المعارف والتقنيات التقليدية في زراعة النخيل بمنطقة مروي شمال السودان"، قدمها د.أسعد عبدالرحمن عوض الله.
يذكر أن مجلة "الثقافة الشعبية" مجلة فصلية علمية محكمة من قبل خبراء علم الفولكلور والعلوم الإنسانية، وتصدر بالتعاون مع "المنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV)"، إذ تصدر بنسختين، مطبوعة وإلكترونية، إلى جانب كونها تترجم إلى ست لغات عالمية على موقعها الإلكتروني.