فيما يلفت خطاطون إلى عودة اهتمام الجمهور بالخط العربي يشكو آخرون من إهمال شديد لتعليمه والتشجيع عليه، خصوصاً بعد ظهور التكنولوجيا الحديثة في الكتابة.

ويقول مدرس الخط العربي في مركز خاص عزيز قاسم إن "الخط ليس مجرد مهنة يتربح منها المرء بل فن وعلم له أصوله وقواعده وقصصه التي أحفظها عن ظهر قلب".

ويمارس قاسم الخط منذ كان عمره ست سنوات، وبدأ مسيرته التعليمية لتعلم الخط العربي بعد تخرجه من الجامعة لكنه اصطدم بواقع المجتمع البحريني واهتمامه بالخط العربي، فلم ير إلا التحطيم بدل التشجيع، حسب ما يقول، ويضيف "لم تقدر الجهات المعنية الموهوبين في البحرين ولم تحاول أن تتبنى هذه المواهب من خلال تنظيم دورات تعليمية أو إرسال أصحابها الى البلدان المشهورة بالخطوط العربية. ما دفعني للسفر على حسابي الخاص إلى بلدان كثيرة مثل سوريا وتركيا وإيران لدراسة فن الخط وأساليبه".

ويقول "من المحزن اليوم أن نرى المناهج الدراسية وقد كثرت فيها الأخطاء الإملائية، ولا يدرس فيها الخط العربي بشكل ممنهج، وإن وجد ذلك فهو يحتوي على أساليب كثيرة الأخطاء. لذلك من الأفضل أن توظف وزارة التربية خطاطين وأساتذة ذوي خبرة في اللغة والخط للإشراف على التدريس".

خطوط سيئة في المدارس

عبدالرحمن محمد يدرس الخط العربي منذ 4 سنوات، يقول "بدأت أنمي موهبتي بتقليد الخطاطين، والحديث معهم عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، والتسجيل في دورات للخط. وأستفيد من هذه الموهبة في إعداد الوسائل التعليمية والشهادات وبطاقات الدعوة".

فيما يدرس سلمان الحمادي الخط منذ 8 سنوات. ويقول إلى أنه تعلم الخط عندما حضر دورة لتعليم الخط في عمله، فبدأ يمارس ما تعلمه في كتابة الشعر والمقولات المشهوره وزخرفتها على الكرتون والزجاج. ويضيف أنه يطمح في الاستفادة من موهبته في فتح مركز لتعليم الخط لتأمين مصدر دخل آخر.

في حين كانت حوراء علي تدرس الخط العربي ثم انقطعت عنه بعد زواجها. تقول حوراء "بدأت ممارسة الخط العربي بالحناء وصياغة الأسماء بالذهب، لكني لم أستطع متابعة الدراسة بعد الزواج".

"س.أ" أستاذ للغة العربية في إحدى المدراس الإعدادية، يقول "نواجه خطوطاً سيئة منذ قل الاهتمام بحصص الإملاء والتعبير، والأسوأ من ذلك انتشار الكمبيوتر والبرامج المتنوعة للخطوط الجاهزة. لذلك لا بد من إضافة منهج لتعليم الخط العربي في جميع المراحل الدراسية".