حوار رئيس التحرير - اعداد حسن عبد النبي:
توقع رئيس جامعة الخليج العربي د.خالد بن عبدالرحمن العوهلي تشغيل مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية مطلع العام 2020، مؤكداً أن الخطط الإنشائية تسير وفق التوقيت الزمني المحدد مع وجود جميع متطلبات الإنشاءات.
وقال د.العوهلي، في حوار لـ"الوطن"، إن المدينة الطبية تدعم السياحة الصحية والعلاجية في البحرين، مشيراً إلى تشييد فندق بجانب المدينة الطبية لخدمة السكان ومرافقي المرضى، تصل عدد غرفه إلى 100 غرفة، بحيث يكون مشروعاً استثمارياً يخدم الجامعة.
وعلل د.العوهلي الاهتمام بتشييد الفندق بالقول إن التعليم والصحة والسياحة ستكون جزءاً مهماً من القاعدة الاقتصادية في البحرين.
وعبر د.العوهلي عن اعتزازه وتقديره بمتابعة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للمشروع، وقال إن جلالته "وجه بالتعاون معنا لتشييد الجامعة، حيث تم طرح أكثر من خيار لمكان إقامة الجامعة، وكان هذا الخيار الاستراتيجي بجانب "درة البحرين"، فالمنطقة جديدة وسنكون أول من يستثمر فيها، لذا جرى اختيار الموقع بعناية، بواجهة طولها 2 كيلومتر على الشارع وعمق 500 متر".
وعما إذا كانت المدينة الطبية مشمولة بمشروع الضمان الصحي في البحرين، قال د.العوهلي "نعمل جنباً إلى جنب مع الـمجلس الأعلى للصحة حتى تكون المدينة الطبية ضمن الخدمات الصحية الـمشمولة بالتأمين الصحي في المملكة لتتاح خدماتها لجميع سكان البحرين، وبستفيد منها أكبر عدد. فالمدينة ستحتوي على 300 سرير قابلة للتوسعة إلى 500 سرير ومجموعة متكاملة من العيادات الخارجية، إضافة إلى 15 غرفة عمليات وخدمات طبية مساندة نوعية مثل مختبرات متقدمة، وصيدلية متطورة لتكون المدينة جزءاً فاعلاً ضمن منظومة الخدمات الصحية في البحرين".
وأضاف د.العوهلي "هنالك عدد من الطرق لإدارة المدينة، قد تكون الإدارة من قبل القطاع الخاص، أو قد يكون التشغيل من جهة جامعة الخليج العربي كجامعة تعليمية، أو شراكة بينهما. ووقعت الجامعة باكورة عقود إنشاء المدينة مع الصندوق السعودي للتنمية. وباشر مقاول المشروع فعلياً تنفيذ أعمال البناء. ويعتبر التوقيع البداية الفعلية والانطلاقة الحقيقية لأعمال بناء مشروع المدينة الطبية التي تمثل هدية من الشعب السعودي للشعب البحريني لخدمة المجتمع الخليجي كافة، بتكلفة مليار ريال سعودي على أرض مساحتها مليون متر مربع".
................وفي ما يلي نص الحوار:
- لا شك أن مدينة الملك عبدالله الطبية إنجاز كبير ينتظره البحرينيون بشغف، فكيف ستكون هذه المدينة وما مراحل إنشائها؟
ستكون أعمال البناء والتشييد على مراحل متواصلة، بحيث تنهي المرحلة الأولى المستشفى بكامل خدماته وجزء من سكن موظفيه إضافة إلى الطرق والخدمات المساندة كمحطات الكهرباء والغاز والمستودعات ومهبط الطائرات المروحية لنقل الحالات الطارئة.
وتنقسم المدينة الطبية إلى 3 أقسام؛ الأول في الجانب الشمالي للمدينة وسيكون عبارة عن مباني الطلبة والمدرسين والمنتسبين والموظفين (سكن)، وسيضم شققاً وفلل، والثاني في وسط المدينة الطبية هو "المستشفى"، والقسم الأخير سيضم مشاريع تتعلق بالجانب الطبي كالمراكز البحثية". فالتقدم في مجال التنمية مرتبط بمجالين هما التقنية الالكترونية والواقع المعزز، وسيكون ميدان هذه التقنيات الحديثة ومجالها العملي إقامة مراكز بحثية (مراكز التميز) نوعية متخصصة تتعلق بالصناعة والبيئة والزراعة والصحة، وستهتم بدراسة الأمراض المنتشرة في الدول العربية وبحث سبل علاجها.
وفي هذا المجال، أطلقت جامعة الخليج العربي منذ سنتين برنامج ماجستير "الطب الشخصي" الذي يدرس علاج المجتمعات بناء على خلفيتها الجينية فيكون للبيئة والجو دور في علاج كل الأمراض، وخلال السنة المقبلة ستخرج الجامعة أول دفعة من البرنامج على مستوى دول المنطقة العربية.
كما ستدعم مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية السياحة الصحية والعلاجية في البحرين، عبر تشييد فندق بجانب المدينة الطبية لخدمة السكان ومرافقي المرضى، تصل عدد غرفه إلى 100 غرفة، بحيث يكون مشروعاً استثمارياً يخدم الجامعة، لأن التعليم والصحة والسياحة ستكون جزءاً مهماً من القاعدة الاقتصادية في البحرين.
- من المعروف أن المدينة الطبية مرتبطة بجامعة الخليج العربي، فهل سيكون المشروع طبياً بحتاً أم تعليمياً أيضاً؟
المستشفى سيكون أكاديمي وجامعي في نفس الوقت، حيث ستنتقل كلية الطب التابعة لجامعة الخليج العربي من "السلمانية" إلى مقر مدينة الملك عبدالله الطبية، على أن تبقى كلية الدراسات العليا مكانها، مع البدء بأعمال زيادة برامج الدراسات العليا، على اعتبار أن الجامعة عليها مسؤولية استحداث برامج دراسات عليات نادرة ومهمة يحتاجها المجتمع. فالجامعة مستمرة في التعاون مع المراكز البحثية في دول مجلس التعاون، في السعودية مع جامعة الملك عبدالعزيز، والكويت مع مركز كسر البحثي، وفي عمان مع المركز العلمي، وفي الإمارات مع مركز مصدر. وحققت الجامعة المركز السادس على مستوى جامعات الخليج، إضافة إلى المستوى الأول بين جامعات البحرين.
وستكون المدينة الطبية مفتوحة دون حواجز، لتكون أكثر تفاعلية مع المجتمع.
- كيف سيتم تشغيل المشروع وإلى أين وصلت خطواته الإجرائية؟
هنالك عدد من الطرق لإدارته، قد تكون إدارة المركز من القطاع الخاص، أو قد يكون التشغيل من جهة الجامعة نفسها كجامعة تعليمية، أو شراكة بينهما.
وقعت جامعة الخليج العربي باكورة عقود إنشاء مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية مع الصندوق السعودي للتنمية. وباشر مقاول المشروع فعلياً تنفيذ أعمال بناء المدينة الطبية على أرض المشروع. ويعتبر التوقيع البداية الفعلية والانطلاقة الحقيقية لأعمال بناء مشروع المدينة الطبية التي تمثل هدية من الشعب السعودي للشعب البحريني لخدمة المجتمع الخليجي كافة. وتعادل كلفة المدينة مليار ريال سعودي على أرض مساحتها مليون متر مربع في موقع استراتيجي ومميز لبناء المشروع. ومن المنتظر تشغيل المدينة مطلع العام 2020، لأن الخطط الإنشائية تسير وفق التوقيت الزمني المحدد مع وجود جميع متطلبات الإنشاءات.
وعقدت في الفترة الماضية أكثر من 60 ورشة عمل، شارك فيها أكثر من 100 خبير لتصميم المدينة الطبية. وتم العمل بشكل لصيق مع هيئة تنظيم المهن والتخصصات الصحية لتكون المدينة الطبية بمواصفات عالية، حيث صممت بخبرات وكفايات خليجية من مختلف التخصصات الطبية من جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وهنا يجب أن أرفع جزيل الشكر والامتنان لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على ما تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية من دعم ومساندة للجامعة وتمويل مشروع المدينة الطبية من خلال الصندوق السعودي للتنمية. كما أرفع الشكر والتقدير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لرعايته الكريمة للجامعة ولاستضافة البحرين جامعة الخليج العربي وتوفير كل ما تحتاج إليه والشكر والامتنان على تفضله بهبة الأرض لبناء مشروع الـمدينة الطبية. وقد وجه جلالته بالتعاون معنا لتشييد الجامعة، حيث تم طرح أكثر من خيار لمكان إقامة الجامعة، وكان هذا الخيار الاستراتيجي بجانب "درة البحرين"، فالمنطقة جديدة وسنكون أول من يستثمر في هذه المنطقة، لذا جرى اختيار الموقع بعناية، بواجهة طولها 2 كيلومتر على الشارع وعمق 500 متر.
إن مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية يحمل اسماً غالياً ومعنى سامياً وهدفاً نبيلاً يعكس مكانة البحرين في قلوب ملوك المملكة العربية السعودية، ويترجم التعاون البحريني السعودي النموذجي، ويبين الإيثار المتبادل بينهما في الخير والذي لا يحصل إلا بين أشقاء. ففي العهد الميمون للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود شهدت المملكة طفرة إنسانية كبيرة، خصوصاً في المجال العلمي والصحي، حيث أولى المغفور له اهماماً خاصاً بهذين القطاعين، وجاء مشروع الـمدينة الطبية ثمرة التعاون التي تطلع لها الملك عبدالله للانتقال إلى مرحلة الاتحاد بين الأشقاء في الخليج. كما أن المشروع أحد العلامات الفارقة التي تٌبرز القيم العالية للصرح النموذجي الذي تمثله العلاقات البحرينية السعودية.
كما أود أن أثمن جهود الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس الوزراء الداعمة والمساندة لمشروع المدينة الطبية الذي يعتبر مشروعاً استراتيجياً، وجهود الصندوق السعودي للتنمية على متابعة المشروع، مقدراً في الوقت ذاته تعاون الشركاء وهم الـمجلس الأعلى للصحة، ووزارة الصحة، ووزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، وهيئة تنظيم المهن والخدمات الصحية، وهيئة الكهرباء والماء، وشاكراً جهود الزملاء في الجامعة وعلى رأسهم نائب الرئيس د.خالد طبارة لجهودهم الحثيثة للوصول بمشروع الـمدينة الطبية إلى مرحلة التنفيذ.
- هل ستكون المدينة الطبية مشمولة بالضمان الصحي الذي تطبقه البحرين حديثاً؟
نعمل جنباً إلى جنب مع الـمجلس الأعلى للصحة حتى تكون المدينة الطبية ضمن الخدمات الصحية الـمشمولة بالتأمين الصحي في المملكة لتتاح خدماتها لجميع سكان البحرين، وبستفيد منها أكبر عدد. فالمدينة ستحتوي على 300 سرير قابلة للتوسعة إلى 500 سرير ومجموعة متكاملة من العيادات الخارجية، إضافة إلى 15 غرفة عمليات وخدمات طبية مساندة نوعية مثل مختبرات متقدمة، وصيدلية متطورة لتكون المدينة الطبية جزءاً فاعلاً ضمن منظومة الخدمات الصحية في البحرين. وستكون إضافة مميزة لخدمة سكان مدينة خليفة والمحافظة الجنوبية وجميع سكان البحرين ومجتمع دول الخليج.
إن مستوى الخدمات التي تقدمها المدينة الطبية يضاهي مستوى الخدمات الصحية العالمية، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على رفع مستوى خدمات القطاع الصحي في مملكة البحرين الذي يشهد بطبيعة الحال تطوراً رائداً ومتميزاً. والاهتمام بمشروع المدينة الطبية ينبثق من اهتمام القادة في المملكة العربية السعودية بهذا المشروع الحيوي الهام، الذي يهدف إلى تمكين ودعم التعليم الطبي، إضافة إلى تعزيز خدمات صحية مميزة للمواطنين في مملكة البحرين.
- ما الأهداف الأكاديمية التي تسعى مدينة الملك عبدالله الطبية إلى تحقيقها؟
للمدينة الطبية أهداف أكاديمية تصب في 3 محاور أساسية، تتمثل في تعليم وتدريب طلبة كلية الطب في الجامعة، وهم نخبة من طلبة دول مجلس التعاون، ليعم نفع هذه الـمدينة الطبية على جميع الخدمات الصحية بدول المجلس، إلى جانب توفير الفرص لأعضاء هيئة التدريس الأطباء بكلية الطب بالجامعة لممارسة مهنتهم الطبية، وتأسيس مراكز تميز للأبحاث الإكلينيكية للتصدي للقضايا الصحية السائدة بدول الخليـج العربي مثل أمـراض السكر والسمنة والسرطان وأمراض القلب والشرايين.
ورُوعي في تصميم المدينة الطبية أن تكون بمقاييس عالية وعالمية لخدمة مملكة البحرين ودول مجلس التعاون، فالمشروع ينبغي أن يكون بالمستوى الذي يليق باسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وامتداداً لما قدمه رحمه الله في خدمة البشرية والإنسانية.
إن الطب الحديث صار بعيداً كل البعد عن الطب التقليدي، بسبب التكنولوجيا الرقمية والأجهزة الحديثة في عصر المعلومات والابتكارات التقنية الحديثة التي صارت تلهم الأطباء الجدد وتزودهم بتطبيقات وأدوات تقنية متطورة جدّاً تعين على تشخيص وعلاج الأمراض بدقة وبسرعة فائقة، وهو الأمر الذي يدفع القائمين على مشروع مدينة الملك عبدالله الطبية إلى الاجتهاد والتسلح بالمهارات التقنية الحديثة لمواكبة متطلبات التنمية الشاملة في دول مجلس التعاون.
توقع رئيس جامعة الخليج العربي د.خالد بن عبدالرحمن العوهلي تشغيل مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية مطلع العام 2020، مؤكداً أن الخطط الإنشائية تسير وفق التوقيت الزمني المحدد مع وجود جميع متطلبات الإنشاءات.
وقال د.العوهلي، في حوار لـ"الوطن"، إن المدينة الطبية تدعم السياحة الصحية والعلاجية في البحرين، مشيراً إلى تشييد فندق بجانب المدينة الطبية لخدمة السكان ومرافقي المرضى، تصل عدد غرفه إلى 100 غرفة، بحيث يكون مشروعاً استثمارياً يخدم الجامعة.
وعلل د.العوهلي الاهتمام بتشييد الفندق بالقول إن التعليم والصحة والسياحة ستكون جزءاً مهماً من القاعدة الاقتصادية في البحرين.
وعبر د.العوهلي عن اعتزازه وتقديره بمتابعة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للمشروع، وقال إن جلالته "وجه بالتعاون معنا لتشييد الجامعة، حيث تم طرح أكثر من خيار لمكان إقامة الجامعة، وكان هذا الخيار الاستراتيجي بجانب "درة البحرين"، فالمنطقة جديدة وسنكون أول من يستثمر فيها، لذا جرى اختيار الموقع بعناية، بواجهة طولها 2 كيلومتر على الشارع وعمق 500 متر".
وعما إذا كانت المدينة الطبية مشمولة بمشروع الضمان الصحي في البحرين، قال د.العوهلي "نعمل جنباً إلى جنب مع الـمجلس الأعلى للصحة حتى تكون المدينة الطبية ضمن الخدمات الصحية الـمشمولة بالتأمين الصحي في المملكة لتتاح خدماتها لجميع سكان البحرين، وبستفيد منها أكبر عدد. فالمدينة ستحتوي على 300 سرير قابلة للتوسعة إلى 500 سرير ومجموعة متكاملة من العيادات الخارجية، إضافة إلى 15 غرفة عمليات وخدمات طبية مساندة نوعية مثل مختبرات متقدمة، وصيدلية متطورة لتكون المدينة جزءاً فاعلاً ضمن منظومة الخدمات الصحية في البحرين".
وأضاف د.العوهلي "هنالك عدد من الطرق لإدارة المدينة، قد تكون الإدارة من قبل القطاع الخاص، أو قد يكون التشغيل من جهة جامعة الخليج العربي كجامعة تعليمية، أو شراكة بينهما. ووقعت الجامعة باكورة عقود إنشاء المدينة مع الصندوق السعودي للتنمية. وباشر مقاول المشروع فعلياً تنفيذ أعمال البناء. ويعتبر التوقيع البداية الفعلية والانطلاقة الحقيقية لأعمال بناء مشروع المدينة الطبية التي تمثل هدية من الشعب السعودي للشعب البحريني لخدمة المجتمع الخليجي كافة، بتكلفة مليار ريال سعودي على أرض مساحتها مليون متر مربع".
................وفي ما يلي نص الحوار:
- لا شك أن مدينة الملك عبدالله الطبية إنجاز كبير ينتظره البحرينيون بشغف، فكيف ستكون هذه المدينة وما مراحل إنشائها؟
ستكون أعمال البناء والتشييد على مراحل متواصلة، بحيث تنهي المرحلة الأولى المستشفى بكامل خدماته وجزء من سكن موظفيه إضافة إلى الطرق والخدمات المساندة كمحطات الكهرباء والغاز والمستودعات ومهبط الطائرات المروحية لنقل الحالات الطارئة.
وتنقسم المدينة الطبية إلى 3 أقسام؛ الأول في الجانب الشمالي للمدينة وسيكون عبارة عن مباني الطلبة والمدرسين والمنتسبين والموظفين (سكن)، وسيضم شققاً وفلل، والثاني في وسط المدينة الطبية هو "المستشفى"، والقسم الأخير سيضم مشاريع تتعلق بالجانب الطبي كالمراكز البحثية". فالتقدم في مجال التنمية مرتبط بمجالين هما التقنية الالكترونية والواقع المعزز، وسيكون ميدان هذه التقنيات الحديثة ومجالها العملي إقامة مراكز بحثية (مراكز التميز) نوعية متخصصة تتعلق بالصناعة والبيئة والزراعة والصحة، وستهتم بدراسة الأمراض المنتشرة في الدول العربية وبحث سبل علاجها.
وفي هذا المجال، أطلقت جامعة الخليج العربي منذ سنتين برنامج ماجستير "الطب الشخصي" الذي يدرس علاج المجتمعات بناء على خلفيتها الجينية فيكون للبيئة والجو دور في علاج كل الأمراض، وخلال السنة المقبلة ستخرج الجامعة أول دفعة من البرنامج على مستوى دول المنطقة العربية.
كما ستدعم مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية السياحة الصحية والعلاجية في البحرين، عبر تشييد فندق بجانب المدينة الطبية لخدمة السكان ومرافقي المرضى، تصل عدد غرفه إلى 100 غرفة، بحيث يكون مشروعاً استثمارياً يخدم الجامعة، لأن التعليم والصحة والسياحة ستكون جزءاً مهماً من القاعدة الاقتصادية في البحرين.
- من المعروف أن المدينة الطبية مرتبطة بجامعة الخليج العربي، فهل سيكون المشروع طبياً بحتاً أم تعليمياً أيضاً؟
المستشفى سيكون أكاديمي وجامعي في نفس الوقت، حيث ستنتقل كلية الطب التابعة لجامعة الخليج العربي من "السلمانية" إلى مقر مدينة الملك عبدالله الطبية، على أن تبقى كلية الدراسات العليا مكانها، مع البدء بأعمال زيادة برامج الدراسات العليا، على اعتبار أن الجامعة عليها مسؤولية استحداث برامج دراسات عليات نادرة ومهمة يحتاجها المجتمع. فالجامعة مستمرة في التعاون مع المراكز البحثية في دول مجلس التعاون، في السعودية مع جامعة الملك عبدالعزيز، والكويت مع مركز كسر البحثي، وفي عمان مع المركز العلمي، وفي الإمارات مع مركز مصدر. وحققت الجامعة المركز السادس على مستوى جامعات الخليج، إضافة إلى المستوى الأول بين جامعات البحرين.
وستكون المدينة الطبية مفتوحة دون حواجز، لتكون أكثر تفاعلية مع المجتمع.
- كيف سيتم تشغيل المشروع وإلى أين وصلت خطواته الإجرائية؟
هنالك عدد من الطرق لإدارته، قد تكون إدارة المركز من القطاع الخاص، أو قد يكون التشغيل من جهة الجامعة نفسها كجامعة تعليمية، أو شراكة بينهما.
وقعت جامعة الخليج العربي باكورة عقود إنشاء مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية مع الصندوق السعودي للتنمية. وباشر مقاول المشروع فعلياً تنفيذ أعمال بناء المدينة الطبية على أرض المشروع. ويعتبر التوقيع البداية الفعلية والانطلاقة الحقيقية لأعمال بناء مشروع المدينة الطبية التي تمثل هدية من الشعب السعودي للشعب البحريني لخدمة المجتمع الخليجي كافة. وتعادل كلفة المدينة مليار ريال سعودي على أرض مساحتها مليون متر مربع في موقع استراتيجي ومميز لبناء المشروع. ومن المنتظر تشغيل المدينة مطلع العام 2020، لأن الخطط الإنشائية تسير وفق التوقيت الزمني المحدد مع وجود جميع متطلبات الإنشاءات.
وعقدت في الفترة الماضية أكثر من 60 ورشة عمل، شارك فيها أكثر من 100 خبير لتصميم المدينة الطبية. وتم العمل بشكل لصيق مع هيئة تنظيم المهن والتخصصات الصحية لتكون المدينة الطبية بمواصفات عالية، حيث صممت بخبرات وكفايات خليجية من مختلف التخصصات الطبية من جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وهنا يجب أن أرفع جزيل الشكر والامتنان لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على ما تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية من دعم ومساندة للجامعة وتمويل مشروع المدينة الطبية من خلال الصندوق السعودي للتنمية. كما أرفع الشكر والتقدير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لرعايته الكريمة للجامعة ولاستضافة البحرين جامعة الخليج العربي وتوفير كل ما تحتاج إليه والشكر والامتنان على تفضله بهبة الأرض لبناء مشروع الـمدينة الطبية. وقد وجه جلالته بالتعاون معنا لتشييد الجامعة، حيث تم طرح أكثر من خيار لمكان إقامة الجامعة، وكان هذا الخيار الاستراتيجي بجانب "درة البحرين"، فالمنطقة جديدة وسنكون أول من يستثمر في هذه المنطقة، لذا جرى اختيار الموقع بعناية، بواجهة طولها 2 كيلومتر على الشارع وعمق 500 متر.
إن مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية يحمل اسماً غالياً ومعنى سامياً وهدفاً نبيلاً يعكس مكانة البحرين في قلوب ملوك المملكة العربية السعودية، ويترجم التعاون البحريني السعودي النموذجي، ويبين الإيثار المتبادل بينهما في الخير والذي لا يحصل إلا بين أشقاء. ففي العهد الميمون للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود شهدت المملكة طفرة إنسانية كبيرة، خصوصاً في المجال العلمي والصحي، حيث أولى المغفور له اهماماً خاصاً بهذين القطاعين، وجاء مشروع الـمدينة الطبية ثمرة التعاون التي تطلع لها الملك عبدالله للانتقال إلى مرحلة الاتحاد بين الأشقاء في الخليج. كما أن المشروع أحد العلامات الفارقة التي تٌبرز القيم العالية للصرح النموذجي الذي تمثله العلاقات البحرينية السعودية.
كما أود أن أثمن جهود الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس الوزراء الداعمة والمساندة لمشروع المدينة الطبية الذي يعتبر مشروعاً استراتيجياً، وجهود الصندوق السعودي للتنمية على متابعة المشروع، مقدراً في الوقت ذاته تعاون الشركاء وهم الـمجلس الأعلى للصحة، ووزارة الصحة، ووزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، وهيئة تنظيم المهن والخدمات الصحية، وهيئة الكهرباء والماء، وشاكراً جهود الزملاء في الجامعة وعلى رأسهم نائب الرئيس د.خالد طبارة لجهودهم الحثيثة للوصول بمشروع الـمدينة الطبية إلى مرحلة التنفيذ.
- هل ستكون المدينة الطبية مشمولة بالضمان الصحي الذي تطبقه البحرين حديثاً؟
نعمل جنباً إلى جنب مع الـمجلس الأعلى للصحة حتى تكون المدينة الطبية ضمن الخدمات الصحية الـمشمولة بالتأمين الصحي في المملكة لتتاح خدماتها لجميع سكان البحرين، وبستفيد منها أكبر عدد. فالمدينة ستحتوي على 300 سرير قابلة للتوسعة إلى 500 سرير ومجموعة متكاملة من العيادات الخارجية، إضافة إلى 15 غرفة عمليات وخدمات طبية مساندة نوعية مثل مختبرات متقدمة، وصيدلية متطورة لتكون المدينة الطبية جزءاً فاعلاً ضمن منظومة الخدمات الصحية في البحرين. وستكون إضافة مميزة لخدمة سكان مدينة خليفة والمحافظة الجنوبية وجميع سكان البحرين ومجتمع دول الخليج.
إن مستوى الخدمات التي تقدمها المدينة الطبية يضاهي مستوى الخدمات الصحية العالمية، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على رفع مستوى خدمات القطاع الصحي في مملكة البحرين الذي يشهد بطبيعة الحال تطوراً رائداً ومتميزاً. والاهتمام بمشروع المدينة الطبية ينبثق من اهتمام القادة في المملكة العربية السعودية بهذا المشروع الحيوي الهام، الذي يهدف إلى تمكين ودعم التعليم الطبي، إضافة إلى تعزيز خدمات صحية مميزة للمواطنين في مملكة البحرين.
- ما الأهداف الأكاديمية التي تسعى مدينة الملك عبدالله الطبية إلى تحقيقها؟
للمدينة الطبية أهداف أكاديمية تصب في 3 محاور أساسية، تتمثل في تعليم وتدريب طلبة كلية الطب في الجامعة، وهم نخبة من طلبة دول مجلس التعاون، ليعم نفع هذه الـمدينة الطبية على جميع الخدمات الصحية بدول المجلس، إلى جانب توفير الفرص لأعضاء هيئة التدريس الأطباء بكلية الطب بالجامعة لممارسة مهنتهم الطبية، وتأسيس مراكز تميز للأبحاث الإكلينيكية للتصدي للقضايا الصحية السائدة بدول الخليـج العربي مثل أمـراض السكر والسمنة والسرطان وأمراض القلب والشرايين.
ورُوعي في تصميم المدينة الطبية أن تكون بمقاييس عالية وعالمية لخدمة مملكة البحرين ودول مجلس التعاون، فالمشروع ينبغي أن يكون بالمستوى الذي يليق باسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وامتداداً لما قدمه رحمه الله في خدمة البشرية والإنسانية.
إن الطب الحديث صار بعيداً كل البعد عن الطب التقليدي، بسبب التكنولوجيا الرقمية والأجهزة الحديثة في عصر المعلومات والابتكارات التقنية الحديثة التي صارت تلهم الأطباء الجدد وتزودهم بتطبيقات وأدوات تقنية متطورة جدّاً تعين على تشخيص وعلاج الأمراض بدقة وبسرعة فائقة، وهو الأمر الذي يدفع القائمين على مشروع مدينة الملك عبدالله الطبية إلى الاجتهاد والتسلح بالمهارات التقنية الحديثة لمواكبة متطلبات التنمية الشاملة في دول مجلس التعاون.