تصوير: سهيل أحمدقالت الشيخة د.مي بنت سليمان العتيبي إن المتطوعين كانوا هم الجنود المجهولين للتعليم في البحرين منذ العام 1982 حتى الآن إذ أطلقوا بجهودهم الفردية التعليم الخاص الوطني في المملكة.والشيخة العتيبي نفسها متطوعة في التعليم منذ تأسيس التعليم الخاص بالبحرين وإطلاقها مدرسة بيان البحرين النموذجية في 1982 التي بدأت من حضانة صغيرة في منزل بمنطقة العدلية حتى وصلت إلى مدرسة خاصة وطنية نالت جائزة الشيخ زايد لطاقة المستقبل في يناير الماضي 2018.وقالت العتيبي في حوار لـ"الوطن" "في ذلك الوقت لم يكن هناك وجود للتعليم الخاص الوطني وإنما الأغلب كان مدارس أجنبية، وأتت فكرة إنشاء المدرسة من خلال فتح رياض أطفال من ثلاثة فصول فقط، وحين أردنا أن نتحول إلى مدرسة خاصة لم يكن هناك وجود لنظام للمدارس الخاصة في المملكة وبالتالي لم يكن هناك قانون ينظم عملها لذلك أصبحت المدرسة تتبع نظام الجمعيات تحت مظلة "وزارة العمل والشؤون الاجتماعية"كما كان يطلق عليها في ذلك الوقت .واعتبرت العتيبي جائزة الشيخ زايد لطاقة المستقبل "فوزاً للمملكة وليس للمدرسة وحدها باعتبارها جائزة عالمية تثبت أن البحرين لديها طاقات شبابية وقدرات علمية عالية تؤهلها للفوز في أي محفل".وعن دورها في مجلس إدارة مدرسة البيان اليوم، أوضحت العتيبي "اليوم أنا دوري تطوعي بحت كرئيس مجلس إدارة منتخب ، أساهم في الإشراف على سير العملية التربوية في المدرسة مثلي كمثل أعضاء مجلس الإدارة، وذلك نظراً لشغفي بالتربية والتعليم والتوعية المجتمعية. ودوري يتلخص في متابعة وتطبيق إستراتيجية ورؤية مجلس الإدارة لتطبيقه على أرض الواقع بما يسهم في تطور المدرسة بشكل خاص وتطوير التعليم بشكل عام وخاصة ارتباطه بالثقافة البحرينية والمواطنة وتكريس تعليم اللغة العربية والانجليزية بصورة متوازنه وهو ما حصلنا عليه كجائزة عالمية منذ سنتين في دبي ".وكانت العتيبي درست بكالوريوس التربية في الجامعة الأمريكية ببيروت وحصلت على الماجستير في الإعلام التلفزيوني في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ثم الدكتوراه في الاستراتيجية الإعلامية في التواصل (إعلام الانتخابات) في جامعة ماسترخت بهولندا.وعن رأيها في التجربة الانتخابية البحرينية، قالت العتيبي إن التجربة "تفتقر للوعي في أهمية التمكين السياسي وما يعنيه وتفتقر إلى التوعية في أهمية العمل المجتمعي المستمر وليس في العمل المرحلي المرتبط بالدورات الانتخابية وأهمية تطوير فرق العمل ومفهوم ومعنى وأهمية فرق العمل"،وفي ما يلي نص الحوار:ماذا يعني للشيخة د.مي العتيبي حصول مدرسة بيان البحرين على جائزة زايد لطاقة المستقبل؟الجائزة هي ليست لي أو للمدرسة شخصياً وإنما للبحرين، هو فوز للمملكة باعتبارها جائزة عالمية تثبت أن البحرين لديها طاقات شبابية وقدرات علمية عالية تؤهلها للفوز في أي محفل.نعاني من خلل في الإدارة في بعض المواقع. باعتبارك متخصصة في استراتيجيات التواصل، أين يكمن الخلل وأوجه القصور رغم معرفة المسؤول بوجوده؟الفساد المقنع يكمن في الإدارة الوسطى في أي مؤسسة أو وزارة أو هيئة، ولا يكمن في القيادة العليا كما يتم تكراره في وسائل التواصل، وأعني بالإدارة الوسطي العديد المدراء ورؤساء أقسام أو المتسلطين في مكاتب الموارد البشرية، بسبب الخلل والتكاسل في متابعة المسؤول للموظفين الذين يديرهم وعدم اكتراثه بالنتائج المترتبة عن ذلك وبالتالي يعطي معلومات غير صحيحة للإدارة العليا. ووجهة نظري استمددتها من صلب دراستي لاستراتيجيات التواصل باعتبار تلك العملية تعتبر خللاً واضحاً في التواصل أو في نقل المعلومة او في تطبيق وتنفيذ السياسات العليا بين الأطراف المعنية.كيف ترين تطور التجربة الانتخابية في البحرين من 2002 حتى اليوم؟من ناحية توعوية أرى أن التجربة الانتخابية في المملكة تفتقر للوعي في التمكين السياسي ، وهناك فهم غير واضح للتمكين السياسي باعتباره لا يعني أن يكون التمكين السياسي للشخص لتأهيله بالضرورة فقط ليكون نائباً أو مترشحاً. وأنما التأهيل يكون لنجاحه في أي موقع يمثل فيه المملكة بالطريقة الأفضل . شخصيا أري أن البحرين هي الأفضل في قيادتها لمواطنيها من الكثير من الدول العربية والعالمية, حيث أن النظام السياسي في البحرين نظام أستمراري لديه رؤية حكيمة ونظام قيادي متمكن من عمله ومترابط في داخل بيته, ,لكن هناك خلط في المفاهيم من خلال تركيز الرأي العام على زاوية واحدة ضيقة في مفهومها للانتخابات ودور المرشح وخطة عمله ودور الناخب فمما يؤدي الي عدم فهم للعملية الانتخابية بمفهومها الشامل. وهناك خلط في الوعي الجماهيري بسبب النقص التوعوي من جهات عدة مسؤولة في المجتمع.حدثينا عن استراتيجية التواصل وكيف يمكن أن تسهم في تطور العملية الانتخابية بالمملكة؟من خلال دراستي للدكتوراه خرجت بنموذج انتخابي خاص يمثل العملية الانتخابية في العالم العربي (العتيبي مودل)، ودراستي كما هي موضحة في كتابي، شملت التحليل الكمي والنوعي وتحليل التغطية الصحافية للحملات الانتخابية للبحرين عام 2006 . ويعتبر العتيبي مودل أو النموذج" أن العملية الانتخابية هي دائرة تبدأ من فهم المترشحين لمتطلبات الناخبين ثم يبدأ المرشح بدراسة الناخب عن طريق تنظيم الحملات إضافة للخطة الاستراتيجية والاتصال على ذلك الأساس وبالتالي تعود الخطة موضحة للناخب الطرق المتعددة لإيصال رسالته للناخب بما يريده تحديداً ليضع خطته وخطة عمله للتواصل مع الناخب .لكننا في البحرين نفتقر لإعداد الناخب والمرشح بطريقة علمية لعدة أسباب : أستعجال المرشح في الاندماج بالدور دون محاولته الاستفادة من الورش التعليمية، ضعف الورش التعليمية، الخبراء لا يؤمنون بقيمة التخصص في التدريب، عدم وجود فرق مدربة لمساندة المرشح، عدم دراسة المرشح لمنطقته دراسة علمية، عدم وعي المرشح وفريقه بأهمية التوعية والإعلام، عدم وجود خطة نموذجية لتطوير مناطق المرشح بما يرضي الناخب، إلخ .. لذلك جميع الخطط التي وضعت حتي اليوم للتدريب علي تطوير الناخبين والمرشحين لم تنجح بالدرجة المطلوبة وذلك يعود إلى ضعف التوعية المجتمعية .كيف نستطيع تحسين ذلك المفهوم الخاطئ؟اختيار طريقة توصيل الرسالة بشكل صحيح والابتعاد عن التقليد مع دراسة ما يريده المواطن بشكل واقعي، إضافةً إلى الابتعاد عن مبدأ المجاملة، والتركيز على مبدأ فريق العمل لتنظيم العملية الانتخابية إذ يجب الاهتمام في كيفية توصيل الرسالة للناخب مع التركيز الكامل على الإيمان بتخصص كل فرد في الفريق وبناء الاستراتيجية الإعلامية بطريقة صحيحة، ففريق العمل مساند للمرشح بأداء أعماله. وتنقصنا المؤسسات التوعوية والتخصصية للمرشح.الانتخابات هي وضع سياسي مميز يعمل فيه المواطن قبل المرشح، المشكلة الأساسية أن الجمعيات السياسية تعمل فقط لمصالحها الخاصة ولها أجندة معينة خاصة بها وهنا يكمن دور المواطن في تحديد مستوى تلك الجمعيات في ريادة العملية الانتخابية من عدمها. للأسف لا يوجد لدينا مؤسسات توعوية والشخصنة هي آفة تفتك بالعملية الانتخابية إذ تعتبر أن الوطن وجد لخدمتي كشخص وليس العكس.اعتبر تأسيس مدرسة بيان البحرين في 1982 تجربة جديدة على المجتمع البحريني رغم الظروف والتحديات، ما رؤيتك لنظامين تعليميين مختلفين في المملكة؟ وهل بالإمكان رؤية خليط بينهما في المستقبل؟في ذلك الوقت لم يكن هناك وجود للتعليم الخاص الوطني، وأتت فكرة إنشاء المدرسة من خلال فتح رياض أطفال وبدأنا بـ3 صفوف للحضانه من خلال استئجار منزل في العدلية. وكانت الفكرة تتلخص في كونها مشروعاً تجارياً. وتم التواصل معي من مدرسة بيان الكويت وأحب أن أستذكر هنا صديقتي المرحومة فوزية السلطان التي ساعدتنا برفقة معالي الشيخة حصة صباح السالم الصباح. ومن هنا بدأنا الاستثمار في المدرسة التي كانت في ذلك الحين مشروعاً علميا بسيطاً. وحينما أردنا أن نتحول إلى مدرسة خاصة لم يكن هناك وجود للمدارس الخاصة وطنية في المملكة وبالتالي لم يكن هناك قانون ينظم عملها فأصبح تباعا أن تتبع المدرسة نظام الجمعيات تحت مظلة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك برئاسة زوجي المرحوم الشيخ خليفة بن سلمان بن محمد آل خليفة وزير العمل والشؤون الاجتماعية. بعدها تقدمنا بطلب أرض لبناء المدرسة فاشترط علينا أن تكون المدرسة غير ربحية، وكان هذا يعتبر أول تعاون بين الدولة والمواطن في التعليم النظامي، تحت رعاية من صاحب السمو المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وبدعم من رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، حيث كانت تلك الحقبة بداية رسم المنطقة التعليمية وتقسيمها. بدأنا في أول 3 سنوات وفتحنا صفاً للأول ابتدائي وكنا كل سنة نفتح صفاً جديداً وحصلنا على الترخيص. وكنت متخوفة في البداية من فتح جميع الصفوف باعتبارنا جمعية عمومية ولا نملك ميزانية. وكوننا جمعية فمن الضروري إرجاع نقود المساهمين الذين بدؤوا معي فيها كمشروع ربحي , وبدأ بناء المدرسة في مدينة عيسى في عام 1984 في المنطقة التعليمية بإشراف ومتابعة من قبل المهندس البحريني المرحوم حسن الأنصاري ومهندسة يونانية أقامت في البحرين مدة شهرين لمعرفة حركة الشمس تجنبا لحرارة الشمس على أطفال المدرسة، وصممت البناء والنوافذ على طريقة البيوت الأندلسية القديمة بالتعاون مع مستشار أمريكي لتعيين كم متر مربع سيحتاج كل طالب في الصف وعلى هذا الأساس تم بناء الصفوف. والمدرسة كما يعلم الجميع مدرسة غير ربحية منذ ذلك التاريخ، مما يعني أن أعضاء مجلس الإدارة لا يحصلون على مكافآت وحاولت أن أقنعهم بتحديد مكافآت عينية لكنهم رفضوها معتبرين أن عملهم لأبنائهم حتى إلى درجة أنه لا يشملهم أي تخفيض لأبنائهم الدارسين في المدرسة كما هو الحال مع موظفي المدرسة ومعلميها. هؤلاء هم جنود البيان المجهولون في التعليم في البحرين منذ العام 1982 إلى الآن وبجهودهم الفردية أطلقوا التعليم الخاص الوطني في المملكة. وأعتقد أن هذا يسري على جميع مجالس إدارات المدارس الوطنية في البحرين ولا تختص به البيان فقط لأمانة النقل وللتوثيق التاريخي.هل مازالت مدرسة بيان البحرين جمعية عمومية؟في العام 1999 أصبحت المدارس الخاصة تتبع وزارة التربية والتعليم، حيث كان بعد نظر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء قوياً لقيمة التعليم إضافة لوجود وزراء متنورين علمياً في تلك الحقبة أمثال سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وسعادة السيد محمد المطوع الذين كانوا خريجي جامعات أمريكية أو عربية وطنية وكانوا جنباً إلى جنب مع التجار أمثال أحمد يوسف كانو ومحمد جلال ومحمد الزامل وأعتبرهم وغيرهم الكثير ركيزة تطور البحرين في زمن قياسي باعتبارهم الجيل الذهبي الذي أسس لنهضة البحرين من خلال إيمانهم بوجود المدارس الخاصة باعتبار أن توجه الطبقة المتوسطة العليا والمتوسطة من رجالات التكنوقراط الذي يهدفون إلى توفير تعليم خاص لأبناؤهم. ولكن منذ تأسست مدرسة البيان واجهت مشكلة الجمعية العمومية حيث أن المدارس الأخرى جعلت من فكرة الجمعية العمومية مفتوحة لكل ولي أمر طالب في المدرسة بحيث يصبح عضواً فيها، وكانت الفكرة مطروحة في بيان البحرين لكنني رفضتها بإصرار عودة إلى أن طبيعة أولياء الأمور في تلك الفترة كانت خليطاً من الجنسيات والاتجاهات وصعوبة استضافتهم جميعا في جمعية عمومية فيها انتخابات كل 4 سنوات مما سيؤدي حتما إلى تغيير في توجهات وسياسات المدرسة كل فترة زمنية انتخابية وهذا لا يصح في بناء تعليمي وسيؤدي حتما إلى خلل في الاستمرارية. ومن ثم تم التوصل إلى أن الجمعية العمومية تتكون فقط من 40 شخصا من أولياء الأمور المؤسسين وهم أوائل من أدخل أبناءه المدرسة. وتحولت من مؤسس ورئيس مجلس إدارة للمدرسة منذ عام 1982 إلى عضو فعال في مجلس الإدارة في عام 1984. لهذا أعتبر عملي في مدرسة بيان البحرين تطوعياً بحتاً، لا أبحث عن المنصب ولا أسعى لمصلحة إنما أعمل ذلك كوني أؤمن بأن النجاح يأتي من الرضا الداخلي عن النفس مهما كان منصب الإنسان أو موقعه.وفي عام 2010 تم اختياري رئيس مجلس إدارة البيان بالانتخاب حتي اليوم خلفا للمغفور له الوجيه محمد الزامل .ماهو دور الشيخة د.مي العتيبي في مجلس إدارة مدرسة بيان البحرين؟اليوم أنا دوري تطوعي بحت كرئيس مجلس إدارة منتخب، أساهم في الإشراف على سير العملية التربوية في المدرسة دون مقابل مادي كغيري من أعضاء مجلس الإدارة، نظراً لشغفي بالتربية والتعليم. ودوري يتلخص في متابعة وتطبيق إستراتيجية ورؤية مجلس الإدارة لتطبيقه على أرض الواقع بما يسهم في تطور المدرسة بشكل خاص وتطوير التعليم بشكل عام وخاصة ارتباطه بالثقافة البحرينية والمواطنة وتكريس تعليم اللغة العربية والانجليزية بصورة متوازنه وهو ما حصلنا عليه كجائزه عالمية منذ سنتين في دبي..ما الخطط التطويرية المستقبلية للمدرسة؟نحن في طور الانتهاء من بناء مبنى متكامل منفصل عن المبنى الحالي للمدرسة مخصص لرياض الأطفال بتكلفة 2.55 مليون دينار تشمل كلفة البناء و التصميم و الأثاث. ويعد المبنى فريداً من نوعه متميزاً هندسياً لتمثيل البحرين عالمياً، فاستراتيجية المدرسة تهتم بالاستثمار في أبنائها الطلبة باعتبار أن المبنى سيوفر جميع احتياجات الطالب من مكتبة متخصصة وقاعة متعددة الاستخدام وعيادة صغيرة مزودة بطبيبة وممرضة وملاعب داخلية وخارجية للأطفال. وسيحتوي المبنى صفوفاً أكثر للمرحلتين التمهيدية الأولى والثانية. ويعتبر المبنى من المباني الخضراء بتصميم وإشراف مهندسين بحرينيين. ويحتوي المبنى 8 صفوف دراسية فيما يستطيع الأطفال الزراعة في الطابق العلوي من المدرسة ضمن مشروع جائزة زايد لطاقة المستقبل باستخدام الأسمدة العضوية المنتجة في المدرسة. وسيتم افتتاحه في سبتمبر المقبل إن شاء لله.وتحتوي مدرسة البيان حاليا على 6 مسارح لتعليم الطلبة فن الخطابة، وتم بناء مبنى العلوم والتكنولوجيا المزود بأحدث المختبرات العلمية المتطورة ومختبر الروبوتات وقسم متخصص للتدبير المنزلي وورشة لتصليح السيارات إلى جانب إذاعة يومية باللغة العربية، فمدرسة البيان تسعى لدمج المهارات الحياتية وإدماج الثقافة العربية البحرينية مع التطور الحديث في المناهج . إضافة إلى عدد ثلاث ملاعب رياضية متخصصة.إضافة إلى إنشاء مكتبة للدراسات العالمية وستكون مركز بحريني للبحوث الطلابية مع وجود فريق بحريني مختص يسهم في مساعدة الباحثين مع وجود مكتبة تكنولوجية إلكترونية تساعد على تطوير العملية البحثية لتصبح بيان البحرين الرافد الأول للبحث العلمي في البحرين والمنطقة.ما طموح د.مي العتيبي لرسالتها التعليمية من خلال مؤسسة البيان التعليمية ؟أريد أن تكون مدرسة البيان نموذجاً للتعليم في الشرق الأوسط. هناك متغيرات حديثه في التعليم حدثت بسبب التطور المجتمعي من حيث أزدياد عدد السكان، التوسع في المناطق، تعدد المدارس وطبعا دخول التكنولوجيا في حياتنا اليومية. أنا شخصيا أرفض التهاون وقصر النظر في التعامل مع الواقع ومستلزمات التطور الحياتية، ومن خلال رسالتي التوعوية أفضل المرونة في التعامل مع التغيير والاستفادة منه لصالح المجتمع وليس محاولة رفضه ومهاجمته، لذلك أحاول يوميا متابعة الأحداث السياسية، التعليمية، العلمية والتنموية المجتمعية، ومن ثم أحاول أن أرسم رسالتي التعليمية. ويجب أن أذكر أن الطفل يتأثر حاليا 75 % بمدرسته ومعلميه وأصدقائه والباقي هو تأثير التكنولوجيا في حياتنا، وتأثير الأبوين والعائلة يأتي اليوم امتدادا لتأثير المدرسة على الطفل، حيث إن الأهل في اختيارهم لمدرسة أبنائهم يمثل امتدادا لرؤيتهم الشخصية لما يرونه ويتمنونه مستقبلا لأبنائهم وكذلك أؤمن بأن التكنولوجيا تعزل ولي الأمر عن الطفل وتعزل الطفل عن أصدقائه لذلك انتهجنا سياسة التعليم الكلاسيكية من خلال إدخال مقرر تعليم الحاسوب لمدة ساعة واحدة في اليوم فقط لطلبة الصفوف الابتدائية الأولي حتى يتسنى للطالب مهارة استخدام الكتابة باليد لجميع المواد الدراسية لتحسين خطه وللكتابة الإملائية الصحيحة باللغتين، ومن ثم يتم إدخال التكنولوجيا متكاملة في المراحل المتقدمة من التعليم. كذلك يجب التنويه بأن إدارة المدرسة المكونة من طاقم بحريني متكامل بامتياز تدرس من خلال قسم "مركزالتطور المهني المستقبلي" لديها احتياجات سوق العمل لتحديد النواقص التي يفتقر إليها حيث بدأنا من الصف السابع بتوجيه الطلبة بحسب لاحتياجات سوق العمل في المملكة واكتشفنا أننا مثلا بحاجة إلى مهندسين في تخصص البترول توافقاً مع الرؤية الاقتصادية للبحرين 2030. وبالتالي فإن مدرسة بيان البحرين تسعى لتطبيق مبادئ الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030 القائمة على الاستدامة والعدالة والتنافسية بين أسوارها.ولذلك فإن مشاركة الطلبة والمدرسين في مسابقات عالمية للروبوتات في كوستاريكا وماليزيا لرفع اسم البحرين في المحافل الدولية إضافة إلى فوز المدرسة بالمركز الأول في مسابقة الشيخ زايد لطاقة المستقبل ورعاية برنامج نموذج الأمم المتحدة واستضافة طلبة ومدرسين من داخل وخارج البحرين ما هو إلا بداية في طريق تحقيق مزيد من النجاحات.هل لك أمنيه في مجال عملك ودراستك لم تتحقق حتي اليوم رغم جهدك الجبار كما يعلم به الجميع للتطوير في مجالات تخصصك ؟لي العديد من الأمنيات في مجال تخصصي أولا: كثيرا ما أتمني لو تسمح لي الظروف لتسجيل نجاح العملية السياسية التنموية في البحرين من زاوية جديدة لم يتطرق لها أحد من قبل، وكل يوم أعد نفسي لأن أجلس وأكتب لتأريخ مراحل من العمل الوطني المميز لتطور ونمو البحرين الحديث علي يد رجالاتها كما عشتها شخصيا ويوميا منذ عام 1972 حتي اليوم، وأتمني (كما يطلب مني دائما) أن أسجل لجميع نجاحات التطور المجتمعي بالعمل الصادق لرجال ونساء تابعتهم في حياتي على مدى هذه السنوات إلى اليوم وعملهم الدؤوب في خدمة بلدهم والتطور السياسي وذكاء القيادة في التعامل مع كل الأحداث بمختلف الظروف، وسيكون تناولي من زاوية شخصية كمراقب لأحداث ونجاحات كجزء يومي من تواصلي مع الآخرين . كم أتمنى أن يتاح لي الوقت للكتابة، وأعرف أن الكل سيقفز لتنفيذ هذه الفكرة اليوم بعد قراءة هذا الحديث وكالعادة سيقول إنها كانت في باله من زمان، ولكن زاويتي مختلفة جدا لأنها ارتبطت بوجود أبطال البحرين في حياتي اليومية وتقديري الخاص النابع من ارتباطي الشخصي بهم وبعائلاتهمكذلك أتمني لو يتم التركيز على الجانب التوعوي المجتمعي في العديد من المجالات لما أتابعه وأراه من عدم وضوح رؤية عند المواطن في العديد من الأمور، والمشكلة أن جميع من يستلم الجوانب التوعوية اليوم هو أصلا محدود العلم في هذا المجال سواء من ضعف في التعليم أو ضعف في الرؤيا أو عدم الاعتراف بالمتخصصين في هذا المجال .أخيرا، أتمنى ألا تنسى الدولة والمواطنين أن وراء هذه الأجيال المميزة في العمل والتعليم نساء ورجالات هم جنود البحرين المجهولون منذ عام 1982 حتى اليوم وخاصة بالنسبة للمدارس غير الربحية، حيث يعملون بلا كلل، ولا انتظار لمكافأة ودون حتى ذكر لأسمائهم، وكل ما يرتجونه هو تعليم أبنائهم تعليما سليما وأجر من الله .أخيرا شاكرة لجريدة الوطن هذا اللقاء وشاكرة للأستاذ يوسف البنخليل وفريق عمله على هذه الاستضافة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90