- وفاة أليمة بحادث غيب طبيبة أثناء تنقلها لمزاولة عملها
- د.عبدالرحمن: نفخر بأختنا سمية كسبت حب الناس بتفانيها في العمل
- د.نادية: دعاء الناس ومحبتهم خفف عنا ألم فقد أختنا
- د.بوجيري: د.سمية متفردة في عطائها ولا كلمات توفيها حقها
- د.الجلاهمة: الفقيدة اشتهرت بقربها من المرضى وتفانيها في العمل
- د.موسى: عرفتها زميلة دراسة مجتهدة ودكتورة فريدة في تخصصها
- د.العيد: كانت أستاذة مخلصة لا تبخل بعلمها على طلبتها
...
سماح علام:
صاحبة عطاء إنساني متفرد يترجم تحويل مهنة الطب إلى خدمة إنسانية راقية.. لتعبر عن رسالة سامية تمحورت حول التخفيف من معاناة مرضى الكلى.. لم تسلط الأضواء عليها بالقدر الذي تستحق.. فهي من أولئك الذين يعملون في صمت، ليتحدث عنهم العمل وليبقى الأثر مخلداً في الذاكرة المجتمعية.. د.سمية الغريب.. طبيبة بحرينية حملت رسالتها الطبية وتنقلت بين البحرين والمملكة العربية السعودية، لتنشر علمها وتباشر مرضاها.. وبين تنقلاتها أثناء العمل.. جاءت نهايتها الأليمة بقضاء الله وقدرة في حادث مروع في حفر الباطن، لتترجل الحياة أثناء تنقلها لمعاينة المرضى ومتابعة حالتهم.. "الوطن" تشارك أهلها وزملاءها وجع الفقد.. وألم الفراق.. بشهادات عن إنسانة معطاءة سيخلد اسمها في ذاكرة الوطن بحروف من نور..
بصوت حزين وبقلب أخ محب ينعى د.عبدالرحمن الغريب شقيقته د.سمية التي يعتبرها أمه الثانية، وعنها يقول: "كان خبر وفاتها كالصاعقة، فلقد وافتها المنية وهي في قمة عطائها، فقد كانت في زيارة ميدانية للمملكة العربية السعودية، وتفاجأنا في المنزل باتصالات من نساء كريمات من المملكة العربية السعودية يبينون رغبتهن في غسل جثماناها الطاهر.. نساء لا نعرفهم (يتعنون) من السعودية لغسل فقيدتنا الغالية، وهذا إن دل فإنما يدل على قيمة الدكتورة لديهم. ومدى تقدريهم لعطائها وعملها".
يصمت قليلاً وسط غمرة مشاعر الحزن ثم يضيف: "نفخر كعائلة بابنتنا.. ويكفي وجود آلاف المشيعين من مختلف مناطق البحرين ومختلف المستويات أثناء دفنها.. فهذا الحب وهذا الأثر هو ثمرة عمل الفقيدة لسنوات.. فقد قضت حياتها من أجل مرضى الكلى".
وعن ملامح شخصيتها داخل عائلتها يقول د.عبدالرحمن: "كانت أكثر الإخوة حرصاً على تنظيم الأسرة وجمع أفرادها في لقاءات أسرية حميمية، كان بيتها مفتوحاً لنا ولأبنائنا، كانت كالأم الثانية تهتم بالأشخاص فرداً فرداً، تسأل عن الغائب، وتتابع الكبير والصغير.. كانت تهتم بديكورات البيت وتفاصيله دائماً.. بعد وفاتها وقفت أمام جدارية كبيرة صفت فيها بيدها صوراً لأفراد أسرتنا في مراحل عمرية مختلفة، هي لمساتها التي ستظل خالدة في بيتنا وفي قلوبنا".
ويزيد قائلاً: "د.سمية هي زوجة د.عبدالقادر المرزوقي، لديها ولدان الأكبر عمار تخرج من كندا حيث درس الاقتصاد والمحاسبة، أما ابنها الثاني حازم فقد درس الاقتصاد ويعمل في المملكة المتحدة.. هذه عائلتها الصغيرة التي عشقتها.. كانت المرحومة تحب الحياة.. تعشق الموسيقى الهادئة، كانت ترسل تحياتها الصباحية في قروب العائلة مصحوبة بمقاطع موسيقى عالمية... عيادتها ومركزها يمتازان بالموسيقى والألوان الهادئة.. هي صاحبة مشاعر عالية... عنيدة في العمل، وصاحبة إصرار كبير.. انشغالاتها كثيرة ولكنها صاحبة عطاء لا مثيل له".
طريق الكفاح والعمل
يسترسل د.عبدالرحمن في حديثه معبراً عن حب أخته وتقديره لها قائلاً: "احتلت صدارة المشهد الاجتماعي الآن بعد رحيلها.. ولكن كل هذا جاء كثمرة ونتيجة لعملها ولكفاحها.. استحقت تقدير زملائها ومحبة مرضاها عن جدارة، لم يكن طريقها مفروشاً بالورود، فقد عملت ودرست ونجحت بكفاحها ونالت ما نالته بجدارتها وكفاءتها".
ويختم قائلاً: "هي مفخرة للعائلة.. كانت إنسانة دقيقة في تنظيم أبسط شؤون بيتها.. تحرص على الكمال، تهتم بالتفاصيل.. ذات لمسات فنية.. تذكرنا بعيد ميلاد بعضنا البعض نحن وأبناؤنا... تقاعدت قبل 6 أشهر فقط والتحقت بمؤسسة طبية عالمية تقدم خدمات غسيل الكلى في الشرق الأوسط، وكانت مديراً إقليمياً لهذه المؤسسة، كانت تشرف على مراكز في السعودية، وقد وافتها المنية أثناء انتقالها في لحظة العطاء وأثناء مزاولة العمل، فقد كانت تعمل حتى آخر لحظة في حياتها".
وجع فقد الأخت
د.نادية الغريب.. أخت الدكتورة سمية تنعى أختها بكلمات قليلة ودموع كثيرة لم تجف بعد قائلة: "مصابي في أختي الحبيبة الدكتورة سمية الغريب أليم جداً.. ولكن ما يخفف عنا هو دعاء الناس لها والترحم عليها وخصوصاً عندما تكون من مرضى كانت تعالجهم وتخفف عنهم معاناتهم.. اللهم أسكنها في روضة من رياض الجنة مع الشهداء والصديقين.. وارحمها برحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين".
ومن جانبها تقول د.شريفة بوجيري زوجة أخ المرحومة: "لم تكن زميلة مهنة ولم تكن زوجة أخي فقط، كانت أختاً محبة لي.. هي إنسانة ليس لها مثيل، تعمل كثيراً وبهدوء... كانت تعمل في صمت، هي إنسانة صاحبة أثر كبير جداً... كان لها خطط وعطاء متفانٍ... لم يكن هناك مريض ليس لديه رقمها الخاص، كانت تتابع حالات مرضاها في كل وقت".
تصمت قليلاً ثم تضيف: "حب د.سمية لا يعكسه أهلها فقط، بل ترجمه الناس البسطاء، ترجمه من شيع جثمانها الطاهر، ومن عمل معها، فعطاؤها لم يكن مقتصراً على البحرين فقط بل في من السعودية ومناطق إقليمية مختلفة أيضاً.. كانت طيبة.. كانت مختلفة.. كانت فريدة.. لا كلمات تعبر عن قدرها.. رحمها الله وجعل عملها في ميزان حساناتها، وجزاها خيراً على عملها الإنساني، وأسأل الله أن يبدلها أهلاً خيراً من أهلها وداراً خيراً من دارها".
شخصية معطاءة
الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية د.مريم الجلاهمة تتحدث عن الفقيدة قائلة: "أتقدم في البداية إلى أهلها بالتعازي الحارة وأسأل الله أن يلهم ذويها الصبر والسلوان.. عرفتها زميلة عزيزة، حسنة التعامل مع الأطباء والمرضى، كانت رحمها الله من الشخصيات المتفانية المعطاءة، تقدم كل ما تستطيع تقديمه للمرضى، وإن كان خارج أوقات العمل".
تسكت قليلاً ثم تزيد: "كانت د.سمية متفانية في عملها من أجل مرضى الكلي، وحدثتني في آخر لقاء بيني وبينها عن سعيها من أجل تكوين وإشهار جمعية لمرضى الكلى.. وقد طرحت الموضوع على الجهات المعنية.. كانت طوال سنوات عملها داعمة لبرنامج زراعة الكلى في مستشفى الكلى".
وتختم د.مريم حديثها قائلة: "هي شخصية متواضعة... متفانية في خدمة الناس على حساب بيتها وصحتها وحياتها.. رحم الله فقيدتنا برحمته الواسعة وألهم ذويها الصبر والسلوان".
زمالة الدراسة والمهنة
د.خيرية موسى.. عرفت د.سمية منذ فترة الدراسة وعنها تقول: "عرفتها من فترة الدراسة في القاهرة، كنا نسكن معاً في سكن الطالبات البحرينيات.. لقد كان خبر وفاتها صدمة في الحقل الطبي، فقد كان الخبر مفاجئاً، وكانت شخصية محبوبة ومبتسمة على الدوام".
وتضيف د.خيرية قائلة: "شخصية سمية شخصية محبوبة، تأخذ الأمور ببساطة، تعامل المحيطين بها بحب وهدوء واحترام كبير.. كانت تحول مرضاها لي لتلقي النصائح التغذوية.. كانت تهتم بتكامل الأدوار بين الأطباء.. فعلاقتها بالمرضى علاقة قوية، وكانت تتابع أوضاعهم باستمرار".
المعلمة صاحبة الصدر الرحب
د.كوثر العيد.. طبيبة نشرت تعزية عن الفقيدة بنصائح قدمتها لمرضى الكلى.. وعنها قالت: "(عسى أن تكون صدقة جارية في ميزان حسناتها).. عرفتها وأنا طبيبة أتخصص في برنامج طب العائلة، كانت أستاذة في الباطنية.. كنا نأخذ مقرراً في تخصص الكلى وكانت من ضمن الأساتذة الذين دروسنا في هذا القسم.. كانت محبة.. تعلم بصدر رحب.. كانت تستقبل الأسئلة بقلب محب، تعلم بإخلاص وتفانٍ... كانت دائماً تكلمنا بحكم.. لم تفرق بين أحد.. وكانت بشوشة.. لا تبين ضيقها... محترمة.. ومعطاءة..".
عملت المرحومة على نشر التوعية لمرضى الكلى للوقاية من الإصابة بأمراض الكلى وأيضاً الوقاية من المضاعفات.. أسأل الله أن يكون علمها صدقة جارية لها.. فعلمها يجب أن ينشر للوقاية من الأمراض غير السارية ومن ضمنها أمراض الكلى... أذكر أنني تلقيت منها دعوة لحضور ورشة عن الغسيل البيريتوني.. فقد كانت أحد الداعمين لهذا النوع من الغسيل في حالات الفشل الكلوي.. فقد كانت حريصة على نشر العلاجات الجديدة".
هذا غيض من فيض مشاعر التقدير والحب الكبير لابنة البحرين د.سمية الغريب التي عملت من أجل مجتمعها، وتفانت من أجل مرضاها.. رحم الله فقيدة عائلة الغريب وغفر لها وأسكنها فسيح جناته وألهم ذويها الصبر والسلوان.
-- - - - - -- - -- -
موت مفاجئ أثناء مزاولة العمل
غيب الموت الثلاثاء الماضي الدكتورة سمية الغريب المدير الإقليمي للمنطقة الشرقية إثر حادث مروري مروع تعرضت له أثناء رحلة عمل لها في المملكة العربية السعودية.
ونعت عائلة الغريب والمرزوق فقيدتهم سمية محمد الغريب (أم عمار)، زوجة الأستاذ الجامعي عبدالقادر المرزوقي وشقيقة جاسم والطبيب عبدالرحمن وخالد والطبية نادية الغريب.
عرفت الفقيدة في وزارة الصحة في البحرين منذ سنوات برئاستها لوحدة علاج وزراعة الكلى في البحرين منذ عدة سنوات.
والطبيبة سميّة الغريب بحرينية المولد وسعودية الهوى، فقد عاشت سنواتها الأخيرة متنقلة بين المملكتين ضمن اتفاق تعاون بين مجمع السلمانية الطبي في مملكة البحرين بصفتها رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام.
وكانت الغريب ضمن فريق طبي متخصص لمعاينة بعض الأشخاص المصابين بأمراض الكلى، إلا أنها خلال الجولة الأخيرة أصيبت برفقة 5 أشخاص وهم في طريقهم لزيارة مرضى في حفر الباطن، وكان الموت أسرع من وصولها إلى المرضى لمتابعة حالاتهم الصحية.
من أقوال د.سمية الغريب:
تبرع بأعضائك بعد موتك؛ لتهب الحياة للآخرين
يستطيع الشخص الواحد أن يهب 9 من أعضاء جسمه بعد الموت وينقذ بها حياة 9 أشخاص
أمراض الكلى أمراض صامتة لا تنطق.. ومطلوب الحذر من أعراضه الاعتيادية
لا للتكسب المادي من آلام الناس ومعاناتهم
بيع الكلى أو أي عضو بشري آخر، عمل غير أخلاقي يرفضه الوجدان العام مهما كانت دوافعه
مطلوب سن قوانين تنظم عملية التبرع بالأعضاء
- د.عبدالرحمن: نفخر بأختنا سمية كسبت حب الناس بتفانيها في العمل
- د.نادية: دعاء الناس ومحبتهم خفف عنا ألم فقد أختنا
- د.بوجيري: د.سمية متفردة في عطائها ولا كلمات توفيها حقها
- د.الجلاهمة: الفقيدة اشتهرت بقربها من المرضى وتفانيها في العمل
- د.موسى: عرفتها زميلة دراسة مجتهدة ودكتورة فريدة في تخصصها
- د.العيد: كانت أستاذة مخلصة لا تبخل بعلمها على طلبتها
...
سماح علام:
صاحبة عطاء إنساني متفرد يترجم تحويل مهنة الطب إلى خدمة إنسانية راقية.. لتعبر عن رسالة سامية تمحورت حول التخفيف من معاناة مرضى الكلى.. لم تسلط الأضواء عليها بالقدر الذي تستحق.. فهي من أولئك الذين يعملون في صمت، ليتحدث عنهم العمل وليبقى الأثر مخلداً في الذاكرة المجتمعية.. د.سمية الغريب.. طبيبة بحرينية حملت رسالتها الطبية وتنقلت بين البحرين والمملكة العربية السعودية، لتنشر علمها وتباشر مرضاها.. وبين تنقلاتها أثناء العمل.. جاءت نهايتها الأليمة بقضاء الله وقدرة في حادث مروع في حفر الباطن، لتترجل الحياة أثناء تنقلها لمعاينة المرضى ومتابعة حالتهم.. "الوطن" تشارك أهلها وزملاءها وجع الفقد.. وألم الفراق.. بشهادات عن إنسانة معطاءة سيخلد اسمها في ذاكرة الوطن بحروف من نور..
بصوت حزين وبقلب أخ محب ينعى د.عبدالرحمن الغريب شقيقته د.سمية التي يعتبرها أمه الثانية، وعنها يقول: "كان خبر وفاتها كالصاعقة، فلقد وافتها المنية وهي في قمة عطائها، فقد كانت في زيارة ميدانية للمملكة العربية السعودية، وتفاجأنا في المنزل باتصالات من نساء كريمات من المملكة العربية السعودية يبينون رغبتهن في غسل جثماناها الطاهر.. نساء لا نعرفهم (يتعنون) من السعودية لغسل فقيدتنا الغالية، وهذا إن دل فإنما يدل على قيمة الدكتورة لديهم. ومدى تقدريهم لعطائها وعملها".
يصمت قليلاً وسط غمرة مشاعر الحزن ثم يضيف: "نفخر كعائلة بابنتنا.. ويكفي وجود آلاف المشيعين من مختلف مناطق البحرين ومختلف المستويات أثناء دفنها.. فهذا الحب وهذا الأثر هو ثمرة عمل الفقيدة لسنوات.. فقد قضت حياتها من أجل مرضى الكلى".
وعن ملامح شخصيتها داخل عائلتها يقول د.عبدالرحمن: "كانت أكثر الإخوة حرصاً على تنظيم الأسرة وجمع أفرادها في لقاءات أسرية حميمية، كان بيتها مفتوحاً لنا ولأبنائنا، كانت كالأم الثانية تهتم بالأشخاص فرداً فرداً، تسأل عن الغائب، وتتابع الكبير والصغير.. كانت تهتم بديكورات البيت وتفاصيله دائماً.. بعد وفاتها وقفت أمام جدارية كبيرة صفت فيها بيدها صوراً لأفراد أسرتنا في مراحل عمرية مختلفة، هي لمساتها التي ستظل خالدة في بيتنا وفي قلوبنا".
ويزيد قائلاً: "د.سمية هي زوجة د.عبدالقادر المرزوقي، لديها ولدان الأكبر عمار تخرج من كندا حيث درس الاقتصاد والمحاسبة، أما ابنها الثاني حازم فقد درس الاقتصاد ويعمل في المملكة المتحدة.. هذه عائلتها الصغيرة التي عشقتها.. كانت المرحومة تحب الحياة.. تعشق الموسيقى الهادئة، كانت ترسل تحياتها الصباحية في قروب العائلة مصحوبة بمقاطع موسيقى عالمية... عيادتها ومركزها يمتازان بالموسيقى والألوان الهادئة.. هي صاحبة مشاعر عالية... عنيدة في العمل، وصاحبة إصرار كبير.. انشغالاتها كثيرة ولكنها صاحبة عطاء لا مثيل له".
طريق الكفاح والعمل
يسترسل د.عبدالرحمن في حديثه معبراً عن حب أخته وتقديره لها قائلاً: "احتلت صدارة المشهد الاجتماعي الآن بعد رحيلها.. ولكن كل هذا جاء كثمرة ونتيجة لعملها ولكفاحها.. استحقت تقدير زملائها ومحبة مرضاها عن جدارة، لم يكن طريقها مفروشاً بالورود، فقد عملت ودرست ونجحت بكفاحها ونالت ما نالته بجدارتها وكفاءتها".
ويختم قائلاً: "هي مفخرة للعائلة.. كانت إنسانة دقيقة في تنظيم أبسط شؤون بيتها.. تحرص على الكمال، تهتم بالتفاصيل.. ذات لمسات فنية.. تذكرنا بعيد ميلاد بعضنا البعض نحن وأبناؤنا... تقاعدت قبل 6 أشهر فقط والتحقت بمؤسسة طبية عالمية تقدم خدمات غسيل الكلى في الشرق الأوسط، وكانت مديراً إقليمياً لهذه المؤسسة، كانت تشرف على مراكز في السعودية، وقد وافتها المنية أثناء انتقالها في لحظة العطاء وأثناء مزاولة العمل، فقد كانت تعمل حتى آخر لحظة في حياتها".
وجع فقد الأخت
د.نادية الغريب.. أخت الدكتورة سمية تنعى أختها بكلمات قليلة ودموع كثيرة لم تجف بعد قائلة: "مصابي في أختي الحبيبة الدكتورة سمية الغريب أليم جداً.. ولكن ما يخفف عنا هو دعاء الناس لها والترحم عليها وخصوصاً عندما تكون من مرضى كانت تعالجهم وتخفف عنهم معاناتهم.. اللهم أسكنها في روضة من رياض الجنة مع الشهداء والصديقين.. وارحمها برحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين".
ومن جانبها تقول د.شريفة بوجيري زوجة أخ المرحومة: "لم تكن زميلة مهنة ولم تكن زوجة أخي فقط، كانت أختاً محبة لي.. هي إنسانة ليس لها مثيل، تعمل كثيراً وبهدوء... كانت تعمل في صمت، هي إنسانة صاحبة أثر كبير جداً... كان لها خطط وعطاء متفانٍ... لم يكن هناك مريض ليس لديه رقمها الخاص، كانت تتابع حالات مرضاها في كل وقت".
تصمت قليلاً ثم تضيف: "حب د.سمية لا يعكسه أهلها فقط، بل ترجمه الناس البسطاء، ترجمه من شيع جثمانها الطاهر، ومن عمل معها، فعطاؤها لم يكن مقتصراً على البحرين فقط بل في من السعودية ومناطق إقليمية مختلفة أيضاً.. كانت طيبة.. كانت مختلفة.. كانت فريدة.. لا كلمات تعبر عن قدرها.. رحمها الله وجعل عملها في ميزان حساناتها، وجزاها خيراً على عملها الإنساني، وأسأل الله أن يبدلها أهلاً خيراً من أهلها وداراً خيراً من دارها".
شخصية معطاءة
الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية د.مريم الجلاهمة تتحدث عن الفقيدة قائلة: "أتقدم في البداية إلى أهلها بالتعازي الحارة وأسأل الله أن يلهم ذويها الصبر والسلوان.. عرفتها زميلة عزيزة، حسنة التعامل مع الأطباء والمرضى، كانت رحمها الله من الشخصيات المتفانية المعطاءة، تقدم كل ما تستطيع تقديمه للمرضى، وإن كان خارج أوقات العمل".
تسكت قليلاً ثم تزيد: "كانت د.سمية متفانية في عملها من أجل مرضى الكلي، وحدثتني في آخر لقاء بيني وبينها عن سعيها من أجل تكوين وإشهار جمعية لمرضى الكلى.. وقد طرحت الموضوع على الجهات المعنية.. كانت طوال سنوات عملها داعمة لبرنامج زراعة الكلى في مستشفى الكلى".
وتختم د.مريم حديثها قائلة: "هي شخصية متواضعة... متفانية في خدمة الناس على حساب بيتها وصحتها وحياتها.. رحم الله فقيدتنا برحمته الواسعة وألهم ذويها الصبر والسلوان".
زمالة الدراسة والمهنة
د.خيرية موسى.. عرفت د.سمية منذ فترة الدراسة وعنها تقول: "عرفتها من فترة الدراسة في القاهرة، كنا نسكن معاً في سكن الطالبات البحرينيات.. لقد كان خبر وفاتها صدمة في الحقل الطبي، فقد كان الخبر مفاجئاً، وكانت شخصية محبوبة ومبتسمة على الدوام".
وتضيف د.خيرية قائلة: "شخصية سمية شخصية محبوبة، تأخذ الأمور ببساطة، تعامل المحيطين بها بحب وهدوء واحترام كبير.. كانت تحول مرضاها لي لتلقي النصائح التغذوية.. كانت تهتم بتكامل الأدوار بين الأطباء.. فعلاقتها بالمرضى علاقة قوية، وكانت تتابع أوضاعهم باستمرار".
المعلمة صاحبة الصدر الرحب
د.كوثر العيد.. طبيبة نشرت تعزية عن الفقيدة بنصائح قدمتها لمرضى الكلى.. وعنها قالت: "(عسى أن تكون صدقة جارية في ميزان حسناتها).. عرفتها وأنا طبيبة أتخصص في برنامج طب العائلة، كانت أستاذة في الباطنية.. كنا نأخذ مقرراً في تخصص الكلى وكانت من ضمن الأساتذة الذين دروسنا في هذا القسم.. كانت محبة.. تعلم بصدر رحب.. كانت تستقبل الأسئلة بقلب محب، تعلم بإخلاص وتفانٍ... كانت دائماً تكلمنا بحكم.. لم تفرق بين أحد.. وكانت بشوشة.. لا تبين ضيقها... محترمة.. ومعطاءة..".
عملت المرحومة على نشر التوعية لمرضى الكلى للوقاية من الإصابة بأمراض الكلى وأيضاً الوقاية من المضاعفات.. أسأل الله أن يكون علمها صدقة جارية لها.. فعلمها يجب أن ينشر للوقاية من الأمراض غير السارية ومن ضمنها أمراض الكلى... أذكر أنني تلقيت منها دعوة لحضور ورشة عن الغسيل البيريتوني.. فقد كانت أحد الداعمين لهذا النوع من الغسيل في حالات الفشل الكلوي.. فقد كانت حريصة على نشر العلاجات الجديدة".
هذا غيض من فيض مشاعر التقدير والحب الكبير لابنة البحرين د.سمية الغريب التي عملت من أجل مجتمعها، وتفانت من أجل مرضاها.. رحم الله فقيدة عائلة الغريب وغفر لها وأسكنها فسيح جناته وألهم ذويها الصبر والسلوان.
-- - - - - -- - -- -
موت مفاجئ أثناء مزاولة العمل
غيب الموت الثلاثاء الماضي الدكتورة سمية الغريب المدير الإقليمي للمنطقة الشرقية إثر حادث مروري مروع تعرضت له أثناء رحلة عمل لها في المملكة العربية السعودية.
ونعت عائلة الغريب والمرزوق فقيدتهم سمية محمد الغريب (أم عمار)، زوجة الأستاذ الجامعي عبدالقادر المرزوقي وشقيقة جاسم والطبيب عبدالرحمن وخالد والطبية نادية الغريب.
عرفت الفقيدة في وزارة الصحة في البحرين منذ سنوات برئاستها لوحدة علاج وزراعة الكلى في البحرين منذ عدة سنوات.
والطبيبة سميّة الغريب بحرينية المولد وسعودية الهوى، فقد عاشت سنواتها الأخيرة متنقلة بين المملكتين ضمن اتفاق تعاون بين مجمع السلمانية الطبي في مملكة البحرين بصفتها رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام.
وكانت الغريب ضمن فريق طبي متخصص لمعاينة بعض الأشخاص المصابين بأمراض الكلى، إلا أنها خلال الجولة الأخيرة أصيبت برفقة 5 أشخاص وهم في طريقهم لزيارة مرضى في حفر الباطن، وكان الموت أسرع من وصولها إلى المرضى لمتابعة حالاتهم الصحية.
من أقوال د.سمية الغريب:
تبرع بأعضائك بعد موتك؛ لتهب الحياة للآخرين
يستطيع الشخص الواحد أن يهب 9 من أعضاء جسمه بعد الموت وينقذ بها حياة 9 أشخاص
أمراض الكلى أمراض صامتة لا تنطق.. ومطلوب الحذر من أعراضه الاعتيادية
لا للتكسب المادي من آلام الناس ومعاناتهم
بيع الكلى أو أي عضو بشري آخر، عمل غير أخلاقي يرفضه الوجدان العام مهما كانت دوافعه
مطلوب سن قوانين تنظم عملية التبرع بالأعضاء