- زيارة ولي العهد للولايات المتحدة رفعت العلاقات بين البلدين إلى مستوى أعلى- البحرين مكاناً جيداً للشركات الأمريكية ومركزاً لعملياتها التجارية- المملكة واحدة من دول قليلة ترتبط باتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة- البحرين شريكاً ثابتاً في مكافحة الإرهاب وهي نفسها ضحية للإرهاب الموجه من الخارج- مسؤوليتي الأولى البناء على قاعدة الدعم القوية للعلاقات بين البحرين والولايات المتحدة- نتطلع للعمل مع المسؤولين بالحكومة البحرينية لزيادة عدد الشركات الأمريكية بالبحرين- العلاقات الثنائية بين البحرين والولايات المتحدة مستمرة في الازدهار..أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى البحرين جاستين هيكس سيبيريل أن البحرين لطالما شريكاً ثابتاً في مكافحة الإرهاب، وهي نفسها ضحية للإرهاب الموجه من الخارج. وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع البحرين والشركاء في دول مجلس التعاون الخليجي على مجموعة واسعة من التحديات والتي تتمثل في مكافحة الإرهاب والتطرف، ومكافحة تمويل الإرهابيين، ومعالجة التهديدات التي تواجه حرية الملاحة والأمن البحري.وشدد، في حديث لـ"بنا"، على أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، للولايات المتحدة رفعت العلاقات بين البلدين إلى مستوى أعلى، مشيراً إلى أن الزيارات الأخيرة فتحت فرصاً جديدة لتوسيع التجارة بين البلدين، خاصة وأن التوسع في مصنع موندليز، فضلًا عن وصول خدمات أمازون ويب إلى البحرين، يدل على أن البحرين لا تزال مكاناً جيداً للشركات الأمريكية وجعلها مركزاً لعملياتها التجارية والاستثمار فيها.وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بين البحرين والولايات المتحدة مستمرة في الازدهار، لاسيما في ظل التعاون المتبادل في كثير من المجالات والقطاعات بما يعود بالنفع على البلدين.ولفت إلى أنه منذ إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين تضاعف حجم التجارة، لافتاً إلى أن البحرين هي واحدة من الدول القليلة التي ترتبط باتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.وذكر أن البحرين تستضيف بكرم القيادة المركزية للبحرية الأمريكية والأسطول الخامس. وجود هذه القوات هنا يتيح للولايات المتحدة والبحرين العمل جنباً إلى جنب لمواجهة التهديدات التي تواجه الاستقرار الإقليمي. إن التمرينات المشتركة، والتدريب، وحصول البحرين على قدرات الدفاع الأمريكية المتقدمة، جميعها مهمة لضمان مواصلة العمل معاً في المستقبل دفاعاً عن المصالح الأمنية المشتركة.................وفيما يلي نص الحوار ......................- تمخضت الزيارة الأخيرة التي قام بها صاحب السمو الملكي ولي العهد للولايات المتحدة عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم... كيف ترون هذه الزيارة وتأثيرها في تعزيز العلاقات المشتركة؟ وهل ستنتج المزيد من الاتفاقيات في المستقبل القريب؟كانت الزيارة الأخيرة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة للولايات المتحدة تأكيداً هاماً على الشراكة الاستراتيجية التي تتمتع بها الولايات المتحدة ومملكة البحرين. وأظهرت لقاءاته مع الرئيس دونالد ترامب، ونائب الرئيس بنس، ووزير الدفاع ماتيس، ووزير الدولة تيلرسون، وقادة كل من مجلسي الكونغرس، بالإضافة إلى لقائه مع بعض المواطنين الأمريكيين وممثلي قطاع الأعمال، عمق الالتزام في الولايات المتحدة بالشراكة مع البحرين وخلال زيارته، أبرم ولي العهد العديد من الاتفاقيات الهامة، وشمل ذلك تمديد اتفاق التعاون الدفاعي بين البحرين والولايات المتحدة وشراء طائرات مقاتلة من طرازF-16 وطائرات بوينغ 787 التجارية، إلى جانب الاتفاقيات مع شركات أمريكية لتحديث مصفاة شركة البحرين للنفط "بابكو" وتوسيع مصهر شركة البحرين للألمنيوم "ألبا" مما يمهد الطريق لمزيد من النمو في شراكتنا طويلة الأمد. ولا شك في أن زيارة ولي العهد للولايات المتحدة رفعت العلاقات بين البلدين إلى مستوى أعلى، مما يدل على أن الصداقة النشيطة والحيوية بين البحرين والولايات المتحدة أصبحت أقوى من أي وقت مضى.- علاقة البحرين مع الولايات المتحدة قوية وتشمل العديد من المجالات، بدء من السياسة إلى الاقتصاد. من وجهة نظرك، كيف يمكن زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، خاصة وأن البعض يرى أن النسبة حالياً لا تحقق التطلعات؟- البحرين واحدة من الدول القليلة التي ترتبط باتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية. ومنذ دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ في عام 2006، تضاعف حجم التجارة بين بلدينا. وأعتقد أنه بإمكاننا أن نفعل ما هو أفضل. سوف أعمل مع منظمات مثل غرفة التجارة الأمريكية في البحرين لاستكشاف فرص للشركات الأمريكية للتصدير إلى البحرين، فضلاً عن العمل على ضمان فهم الشركات البحرينية لكيفية الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة لإيجاد فرص لتوسيع التجارة مع الولايات المتحدة، وإن وزير الصناعة والتجارة والسياحة زايد بن راشد الزياني يعمل جاهداً على هذا الأمر، وقد فتحت الزيارات الأخيرة للولايات المتحدة فرصاً جديدة لتوسيع التجارة بين البلدين. إن التوسع في مصنع "موندليز"، فضلًا عن وصول خدمات "أمازون ويب" إلى البحرين، يدل على أن البحرين لا تزال مكاناً جيداً للشركات الأمريكية وجعلها مركزاً لعملياتها التجارية والاستثمار فيها.وعلى رأس أعمال ترويج التجارة التي نقوم بها، تشترك الحكومة الأمريكية مع حكومة البحرين لمساعدة البحرين على تطوير مناخ أعمال أفضل لرواد الأعمال والمشاريع الناشئة. ومن خلال برامج مثل برنامجنا لتطوير القانون التجاري وعمل مركز المشاريع الدولية الخاصة، نتقاسم خبراتنا مع المتخصصين في مجلس التنمية الاقتصادية ومؤسسة تمكين الذين يشجعون روح المبادرة في البحرين. وأعتقد أن البحرين في وضع جيد لتكون مركزاً لريادة الأعمال في هذه المنطقة، وستواصل السفارة الأمريكية العمل مع شركائنا لمساعدة البحرين على النجاح في هذه المهمة.- لا تزال البحرين تواجه محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية من جانب الأطراف الإقليمية ذات الخطط التوسعية. كيف يمكن للإدارة الأمريكية أن تقدم الدعم اللازم للمملكة لمواجهة هذا التدخل؟- تستضيف البحرين بكرم القيادة المركزية للبحرية الأمريكية والأسطول الخامس. وجود هذه القوات هنا يتيح للولايات المتحدة والبحرين العمل جنباً إلى جنب لمواجهة التهديدات التي تواجه الاستقرار الإقليمي. إن التمرينات المشتركة، والتدريب، وحصول البحرين على قدرات الدفاع الأمريكية المتقدمة، جميعها مهمة لضمان مواصلة العمل معاً في المستقبل دفاعاً عن المصالح الأمنية المشتركة.- إن البحرين هي أحد الأركان لحماية أمن واستقرار الخليج، ما الذي يمكن أن تفعله الولايات المتحدة للتصدي للتحديات الأمنية العديدة في المنطقة، ولا سيما في سياق الحرب ضد الإرهاب؟- لطالما كانت البحرين شريكاً ثابتاً في مكافحة الإرهاب، وهي نفسها ضحية للإرهاب الموجه من الخارج. وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع البحرين والشركاء في دول مجلس التعاون الخليجي على مجموعة واسعة من التحديات الأمنية والتي تتمثل في مكافحة الإرهاب والتطرف، ومكافحة تمويل الإرهابيين، ومعالجة التهديدات التي تواجه حرية الملاحة والأمن البحري.كما سنواصل العمل مع البحرين في مكافحة "داعش"، ونهنئ الشعب السوري والقوى الديمقراطية السورية، بما في ذلك الائتلاف العربي السوري، على تحرير الرقة مؤخراً. وتفخر الولايات المتحدة بقيادة التحالف الدولي المكون من 73 عضواً والذي دعم هذا الجهد الذي شهد انهيار ما يسمى بمناطق خلافة داعش في العراق وسوريا. كما نشيد بقيادة رئيس الوزراء العبادي على إعلانه التحرير الكامل للأراضي العراقية من سيطرة داعش، ونقدم تهانينا الصادقة للشعب العراقي وقوات الأمن العراقية الشجاعة التي فقد الكثير منهم أرواحهم ببطولة في قتال داعش.ولا يزال عملنا مستمراً، ولكن هذا تقدم باهر في الحرب العالمية ضد داعش، وتؤكد على نجاح الجهود الدولية الجارية لهزيمة هؤلاء الإرهابيين. وباعتبار البحرين عضواً هاماً في هذا التحالف المكون من 73 عضواً، فإن دعم البحرين في هذا الجهد لا يقدر بثمن.- ماهي أبرز الملفات التي ستعملون عليها في الفترة القادمة ؟- جاء تعييني سفيراً للبحرين عقب زيارة الرئيس ترامب التاريخية للرياض في مايو 2017، والتي عقد خلالها اجتماعاً مثمراً للغاية مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين. بعد فترة وجيزة من وصولي إلى المنامة لتحمل مسؤولياتي، كنت محظوظاً جداً لكي أتمكن من المشاركة في زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد إلى واشنطن العاصمة. وستكون مسؤوليتي الأولى دائماً هي البناء على قاعدة الدعم القوية للعلاقات بين الولايات المتحدة والبحرين التي كونها قادتنا في البلدين.وكما أن العلاقة بين بلدينا اليوم وطيدة، هناك دائماً فرص لإقامة روابط أوثق. أحد جوانب علاقتنا التي أود أن أركز عليها هي الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة لجعلها أكثر فعالية.وبقدر - الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بالنسبة للبحرين وأمريكا، أشعر أنه لا يزال هناك قدر كبير من الإمكانات غير المستغلة في الاتفاقية. كما إن البحرين هي بوابة لسوق إقليمية أوسع بكثير للمصدرين الأمريكيين، تفتح اتفاقية التجارة الحرة سوقاً أمريكياً كبيراً لأكثر من 300 مليون مستهلك لمصدرين بحرينيين قادرين على الاستفادة منه. إنني ملتزم بالعمل مع المسؤولين البحرينيين، إلى جانب مجتمع الأعمال البحريني والأمريكي على انتهاز كل فرصة حتى تحقق اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين وأمريكا كامل إمكاناتها.- هل يمكن أن تخبرنا عن أهم التغييرات والتطورات في القيم والمصالح الأمريكية في العالم بعد مرور حوالي عام واحد على الإدارة الجديدة، ومدى تأثر السياسة الخارجية الأمريكية نتيجة لذلك؟- تواجه الولايات المتحدة بيئة عالمية في القرن الحادي والعشرين - تهديدات غير تقليدية من جهات غير حكومية، فضلاً عن التحديات التي تواجه أمننا الاقتصادي والوطني من الجهات الفاعلة التقليدية في الدولة. وأعلن الرئيس ترامب مؤخراً عن استراتيجية جديدة للأمن القومي تحمل جميع عناصر القوة الأمريكية لحماية شعبنا وتوليد فرص اقتصادية جديدة وتعزيز مصالحنا ومبادئنا الديمقراطية.هذه الاستراتيجية تقدم أربع مصالح وطنية حيوية: حماية الشعب الأمريكي؛ تعزيز الرخاء الأمريكي؛ والحفاظ على السلام من خلال القوة؛ والنهوض بالنفوذ الأمريكي في العالم.وكما قال الرئيس ترامب في تصريحاته أثناء إطلاق استراتيجية الأمن القومي " نريد تحالفات وشراكات قوية تقوم على التعاون والمعاملة بالمثل"، وأنا أتطلع إلى العمل مع نظرائنا في الحكومة البحرينية لتنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال تعزيز شراكتنا والتي تدعم الأمن في جميع أنحاء المنطقة وتوعد بالسلام والازدهار لشعبينا.- كم يبلغ عدد الشركات الأمريكية في البحرين ؟ وكيف تتطلعون إلى تعزيز التعاون في هذا المجال ?- اليوم توجد أكثر من 200 شركة أمريكية في البحرين، تقدم معها للبحرين بعض العلامات التجارية الأكثر شهرة في العالم، جنباً إلى جنب مع السلع والخدمات عالية الجودة وبأسعار تنافسية. فالشركات الأمريكية لا توفر للمستهلكين البحرينيين منتجات وخدمات جيدة فحسب، وإنما تخلق أيضاً فرص عمل جيدة. وتتيح اتفاقية التجارة الحرة للبحرين ميزة لجذب الشركات الأمريكية، وإنني أتطلع إلى العمل مع المسؤولين في الحكومة البحرينية لزيادة عدد الشركات الأمريكية في البحرين خلال فترة خدمتي كسفير.- يعد مستشفى الإرسالية الأمريكية من أقدم المستشفيات في البحرين، هل هناك مشروع بدعم المراكز الطبية من خلال توفير الخبرات الأمريكية أو على سبيل المثال مشروع للتبادل في القطاع الطبي ؟- لقد أتيحت لي مؤخراً فرصة زيارة مستشفى الإرسالية الأمريكية، الذي يشكل حجر الزاوية في العلاقات بين البحرين والولايات المتحدة لأكثر من مائة سنة. العديد من البحرينيين الذين قابلتهم يسألونني إذا كنت أعرف تاريخ مستشفى الإرسالية الأمريكية والرعاية الطبية الممتازة المقدمة لسكان البحرين منذ ما قبل فترة السيارات! نحن فخورون جداً بتاريخ طويل من الخدمة والرحمة التي شكلت وجود مستشفى الإرسالية الأمريكية في البحرين.كما ترعى السفارة الأمريكية في البحرين برامج التبادل وفرص التدريب في عدد من المجالات. ونحن على استعداد للعمل مع شركائنا في حكومة البحرين ومع المؤسسات الطبية البحرينية لتحديد الاحتياجات، ووضع برامج تبادل الخبرات في المجال الطبي، أو تسهيل الشراكات مع المؤسسات الأمريكية.- هل هناك أي خطط للتوسع في برامج التبادل الثقافي أو كما يعرف ببرنامج الزائر الدولي القيادي؟- شكراً لكم على هذ السؤال حول برامج التبادل لدينا. وسواء كانت برامج الدراسة الأكاديمية أو برامج التبادل الثقافي أو حتى برامج الدراسات العسكرية الأكاديمية المتقدمة، فإن برامج التبادل الرسمية بين الشعبين الأمريكي والبحريني تعمل على تعزيز التفاهم بين بلدينا، وكان لها أثراً إيجابياً للغاية على مر السنين في تعزيز العلاقات الأمريكية - البحرينية.نحن نرعى عدداً من برامج التبادل التي تسمح للطلاب والمهنيين البحرينيين للسفر إلى الولايات المتحدة. ومن أبرز البرامج المعروفة لدينا برنامج "فولبرايت" الذي يتيح للطلاب البحرينيين فرصة الحصول على درجة الماجستير في إحدى الجامعات الأمريكية وبرنامج الزائر الدولي القيادي الذي يرسل المهنيين البحرينيين الشباب إلى الولايات المتحدة لتبادل أفضل الممارسات مع زملائهم الأمريكيين بالإضافة إلى ذلك، لدينا عدداً من البرامج الأخرى، بما في ذلك برنامج YES لطلاب المدارس الثانوية وبرنامج UGRAD لطلاب الجامعات. هذه البرامج تشكل جزءاً غاية في الأهمية من علاقاتنا الثنائية وهي برامج تمنح الطلبة البحرينيين فرصاً رائعة - وأنا أشجع أي بحريني مهتم بهذه البرامج على التواصل مع السفارة الأمريكية للتعرف أكثر على البرامج المتوفرة. ونأمل أن تتاح لنا الفرصة لتوسيع برامج التبادل في المستقبل.