شهد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي صباح الأحد، انطلاقة ورشة العمل الخاصة بالحفاظ على التراث الثقافي في جزيرة سقطرى اليمنية بحضور السفير اليمني لدى المملكة حسن الأحمدي. وينظم كل من المركز الإقليمي والحديقة الملكية النباتية ورشة العمل ضمن برنامج يهدف إلى دمج التراث الثقافي السقطري في عملية حفظ وصون الجزيرة المسجلة على قائمة التراث العالمي الإنساني لمنظمة اليونيسكو كموقع تراث طبيعي، وذلك بدعم من المجلس الثقافي البريطاني. وتعد الورشة، انطلاقة للبرنامج الذي سيستمر لسنتين، حضرها 6 مشاركين من المهتمين بالتراث والعاملين في مجال تنمية المجتمع المحلي في سقطرى بينهم امرأتان. وتهدف ورشة العمل إلى تأهيل المشاركين فيها وتطوير قدراتهم في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، وهو جانب لم يتم التركيز عليه في خطط التنمية والحفاظ في الجزيرة التي تتمتع بخصائص طبيعية استثنائية غير موجودة في غيرها من الجزر حول العالم. وقال مدير مكتب الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة أرخبيل سقطرى أحمد العقربي، إن مشروع حفظ وتوثيق التراث الثقافي في الجزيرة حلم أصبح حقيقة، مشيراً إلى أن سقطرى تتمتع بتراث ثقافي لا يقل أهمية عن تراثها الطبيعي. وأوضح أن الجزيرة شكلت في الماضي موقعاً تجارياً استراتيجياً ربط ما بين حضارات اليمن ومصر والصين والهند، هذا إضافة إلى منتجاتها النباتية التي سعت شعوب كثيرة وراءها لاستخدامات ثقافية وطبية. وقال: "أهمية التراث الثقافي في سقطرى مرتبط ارتباطاً مباشراً بأهميتها الطبيعية، حيث تأسست الكثير من العادات والتقاليد والمهن وازدهرت المدن في الأرخبيل كونه مصدر رئيسي لمنتجات كاللبان السقطري والتوابل والعسل وغيره". وتضم سقطرى العديد من الآثار التي تعود إلى حقب مختلفة من التاريخ بداية من الرسوم البدائية فيما يزيد عن 40 كهفاً حول الجزيرة ومواقع أثرية تعود إلى حقب حضارة حضرموت وسبأ ومبانٍ تاريخية تعود إلى العهد الإسلامي كقلعة المهريّين. أما شيخة عمر وأهداب العامري، فهما عاملتان في مجال تنمية المجتمع المحلي، وخصوصاً المرأة. وتعمل شيخة متطوعة في جمعية تنمية المرأة السقطرية فيما ترأس أهداب جميعة قلنسيا التابعة لجزيرتي سمحة وعبد الكوري. وعبّرت الناشطتان عن سعادتهما للمشاركة في مشروع توثيق وحفظ التراث الثقافي السقطري، حيث ستساهم هذه المشاركة في دعم أعمال الجمعيتين في تعزيز وضع المرأة الاجتماعي والاقتصادي في الجزيرة. وتعمل الكثير من النساء في سقطرى في مجال الحرف اليدوية الكثيرة كصناعة الفخار، سعف النخيل وغزل الصوف المحلي. وفي اليوم الأول من البرنامج التدريبي الذي يستمر حتى 1 مارس، حضر المشاركون مجموعة جلسات مكثفة فيها تعرفوا على ماهية التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، التراث العالمي والقيمة العالمية الاستثنائية، إضافة على إعطائهم مقدمة حول حماية التراث وتوثيقه واطلاعهم على الاتفاقيات العالمية المعنية بالتراث كاتفاقية عام 1972، اتفاقية حماية التراث في أوقات النزاع، اتفاقية حماية التراث من التجارة غير المشروعة وغيرها. كما وتدرّب المشاركون على توثيق التراث باستخدام التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو. وخلال الأيام القادمة، سيشهد البرنامج التدريبي جلسات نقاشية، حوارات علمية من تقديم خبراء ومتخصصين في مجالات حفظ التراث الطبيعي والثقافي وزيارات ميدانية إلى مناطق مختلفة من البحرين، سيتعلم فيها المشاركون بشكل عملي توثيق التراث بالطرق المتنوعة كالمقابلات، التصوير الفوتوغرافي وتقنيات أخرى. ويهتم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالحفاظ على موقع أرخبيل سقطرى اليمني الذي يضم أعداداً كبيرة من الأنواع النباتية والزواحف والطيور والحيوانات البحرية التي لا توجد بأي مكان آخر في العالم والتي تميزه عن غيره من المواقع الطبيعية. وخلال عام 2016 استضاف المركز الإقليمي فعاليتين من أجل إغاثة سقطري أولها كان لقاءً دولياً لوضع خطة الاستجابة الطارئة لإغاثة التراث العالمي في أرخبيل سقطرى بعد تعرضها لسلسلة من الأعاصير ثم نظم المركز فعالية خيرية لجمع تبرعات لإغاثة الجزيرة وموقع التراث العالمي فيها.