تستضيف جامعة البحرين ، كشريك استراتيجي، واحداً من أكبر وأهم المؤتمرات التي تتناول التميّز في التعليم الجامعي، في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهو المؤتمر الثامن للناشرين المعتمدين لتصنيف الجامعات العالمي كيو إس، المعروف بـ QS Maple، والذي يأتي تحت عنوان "المؤتمر الاستراتيجي السنوي الثامن للشرق الأوسط وإفريقيا لتعزيز التميز الجامعي بجميع أشكاله"، والذي سيقام في فندق الخليج في الفترة من 4 إلى 6 مارس المقبل، برعاية وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء جامعة البحرين د. ماجد بن علي النعيمي.
وتؤكد جامعة البحرين، من خلال تواجد حوالي 200 مسؤول جامعي رفيع ممثلين عن أكثر من 70 جامعة في 40 دولة إقليمية وآسيوية وإفريقية؛ المكانة العالية لمملكة البحرين بوصفها مركزاً مهمّاً من مراكز المؤتمرات العالمية، خصوصاً في المجالات التي ترسم المستقبل الأكاديمي لهذه الدول، من أجل تبادل الخبرات، والنهوض بالتعليم الجامعي، والأخذ بأفضل التجارب والممارسات، خصوصاً وأن المؤتمر يطرح حوالي 50 ورقة علمية ستتم مناقشتها من قبل متخذي القرار في المؤسسات الأكاديمية التي ستتوافد على مملكة البحرين اعتباراً من الثاني من شهر مارس المقبل.
وتسعى جامعة البحرين، من خلال استضافتها لهذا المؤتمر، لأن تطور تجربتها الأكاديمية الغنية التي زادت عن الثلاثين عاماً، وذلك بعرض ثلاث أوراق عمل نابعة من التجارب العملية التي خرجت بها وحدة التميّز في التعليم ومهارات القيادة بجامعة البحرين، والتي يقع على عاتقها تطوير الكوادر الأكاديمية في جامعة البحرين والجامعات الأخرى، وذلك بمنحهم شهادة الدراسات العليا في الممارسات الأكاديمية.
في هذا الشأن يقول رئيس جامعة البحرين أ. د. رياض يوسف حمزة: "تعتبر جامعة البحرين واحدة من أكبر جامعات دول مجلس التعاون، وذلك بفضل الدعم المتواصل من القيادة الرشيدة، إذ تضم جامعة البحرين اليوم في كلياتها العشر حوالي 27 ألف طالب وطالبة، وقد آلت الجامعة على نفسها أن تُكسب هؤلاء الطلبة المعارف والمهارات ليكونوا أفراداً لائقين بعالم الغد المتحوّل والسريع التغير، عبر الممارسات الجديدة في التعلم والتعليم الجامعيين".
يشير أ.د. حمزة إلى أن 25% على الأقل من حركة التوظيف في البحرين تأتي عبر مخرجات طلبة الجامعة الوطنية التي لها أثر ملموس في الاقتصاد البحريني، وهو أثر يأتي عبر إنتاج مخرجاتها في سوق العمل، أو في مشاريعها الإنشائية "حيث سيجري ضخّ حوالي 50 مليون دولار في أعمال البنية التحتية في المملكة من خلال إنشاء كلية الهندسة في مقر الجامعة في الصخير، وهذا من شأنه أن يسهم في تنشيط الحراك العمراني في المملكة".
تجتذب جامعة البحرين ما متوسّطه 67% من مخرجات الثانوية العامة سنوياً، وذلك لتكامل بنيتها الأساسية، وتجهيزات فصولها الدراسية، ومختبراتها المتعددة التي تفوق الخمسين مختبراً في جميع كلياتها، وللاعتماديات الدولية التي نالتها في كثير من برامجها، من مثل حصول برامج كلية تقنية المعلومات والعدد الأكبر من برامج كلية الهندسة على اعتمادية مجلس الاعتماد الأمريكي للهندسة والتكنولوجيا (ABET)، وحصول برامج هندسية أخرى على اعتمادية المجلس الوطني للاعتماد المعماري (NAAB)، الولايات المتحدة الأمريكية، وتسيير برامج أكاديمية التعليم العالي البريطانية (HEC)، ونال برنامج البكالوريوس في الكيمياء الاعتماد الأكاديمي للفترة من 2016-2022 من قبل الجمعية الكندية للكيمياء (CSC)، وأصبحت كلية إدارة الأعمال، أكبر كليات الجامعة، واحدة من بين 5% من الكليات الشبيهة في العالم التي تحصل على الاعتمادية الدولية لبرامج كلية ادارة الأعمال من المنظمة العالمية لاعتماد كليات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة (AACSB)، كما جرى تصنيف كلية البحرين للمعلمين في المركز الخامس عالمياً من دائرة التعليم البريطانية في تدريب المعلمين، فيما تعمل بقية الكليات ببرامجها المختلفة لنيل الاعتماديات الدولية التي تضع جامعة البحرين وجميع برامجها على المستوى الأرفع من البرامج العالمية المقدمة من قبل جامعة الصفّ الأول في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد أن نالت أكثر هذه البرامج تقدير "جدير بالثقة" من قبل "هيئة جودة التعليم والتدريب" الوطنية.
وخلال العامين الماضيين، عززت الجامعة الوطنية نشاطها البحثي بالكثير من الاتفاقات التي فتحت لها أبواباً للارتباط البحثي بعدد من أفضل الجامعات على مستوى العالم، متلمسة حاجات مملكة البحرين في المجالات الحيوية كالغذاء والمياه والطاقة المتجددة، فعقدت اتفاقات، وباشرت بإجراء الدراسات والبحوث مع كل من جامعة أوكسفورد، وجامعة أستون، وجامعة لافبرة، وعدد من الجامعات البارزة حول العالم.
هذا ما جعل خريجي جامعة البحرين يحظون بالقبول في سوق العمل محلياً وإقليمياً، وذلك من خلال المتابعة الحثيثة التي تقوم بها الجامعة لخريجيها. فعلى سبيل المثال، بيّنت الإحصاءات أنه في العام 2017 جرى تعيين ما نسبته 95% من خريجي كلية تقنية المعلومات في الجامعة في وظائف مرتبطة مباشرة بتخصصاتهم العلمية، وأن ما بين 6 إلى 8 من كل عشرة مهندسين في مختلف التخصصات هم من مخرجات جامعة البحرين، وأنّ القطاع القانوني والحقوقي يستقبل خريجي كلية الحقوق في جميع الوظائف ذات العلاقة مع شهادات متعددة بجودة مستوى أدائهم الوظيفي استناداً إلى متانة تأسيسهم الأكاديمي والمعرفي، وخصوصاً وأن كلية الحقوق تضم "العيادة القانونية" وهي واحدة من 15 عيادة فقط في كليات الحقوق على امتداد الوطن العربي، إضافة إلى تغذية كلية إدارة الأعمال للقطاع المالي والمصرفي والإداري والمحاسبي بالمخرجات المتجددة سنوياً بما يرفد الحركة التجارية والاقتصاد الوطني عامة للمملكة، في الوقت الذي يشكل فيه خريجو قسم الإعلام وكلية العلوم الصحية أساس العاملين في هذين القطاعين الحيويين في البحرين، هذا جانب من الجوانب التي أدّت إلى أن يمنح الناشرون المعتمدون لتصنيف الجامعات العالمي (كيو إس)، جامعة البحرين المرتبة 15 على مستوى منطقة الشرق الأوسط في مجال "سمعة صاحب العمل" في العام 2018.
ومنذ أن بدأت مؤسسة ويبومتركس الدولية في تصنيف جودة المواقع الإلكترونية لأكثر من 22 ألف جامعة عالمياً في العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين؛ وجامعة البحرين هي الجامعة الوحيدة في البحرين ضمن أفضل 100 جامعة عربية، وتتقدم بصورة حثيثة سنوياً من خلال الاهتمام بجودة موقعها الإلكتروني وسهولة التعامل معه، ومدى احتوائه على المواد والملفات والمعلومات وما يقدمه من خدمات.
وإلى جانب التحصيل العلمي، فإن جامعة البحرين تحرص على أن يعيش طلبتها تجربة حياتية وجامعية غنية بالتجارب والاعتماد على النفس، وتسيير النشاطات، إذ وفّرت أجواء لممارسة الهوايات، والتعبير عن المواهب الفنية والرياضية، وذلك عبر الأنشطة اللاصفية، والتي أثبتت هذه التجربة نجاحها الكبير، وأخرجت الكثير من القيادات الطلابية الذين غدوا بارزين في نطاق أعمالهم، وغالباً ما يرجعون جانباً مهماً من تكوين شخصياتهم القيادية إلى ممارسة الأنشطة الطلابية التي لها اليوم 14 ناديا وجمعية مختلفة في الجامعة.
ولأن البحرين عرفت منذ القدم بأنها "ميناء العالم" حيث يأتيها الناس من كل حدب وصوب، كذلك تضم جامعة البحرين مزيجاً أكاديمياً وطلابياً عالمياً رائعاً يشكل صورة زاهية الألوان في الحياة الجامعية، حيث يدرس في الجامعة أكثر من 2400 طالب وطالبة من مختلفة الجنسيات العربية وغير العربية، وتضم الهيئة الأكاديمية 385 عضو هيئة تدريس آتون من أكثر من 80 بلداً، وهذا ما يمنح الجامعة ثروة ثقافية ومعرفية، ويجعل جميع الطلاب في حالة من التلاقي الفكري والثقافي والمعرفي، والانفتاح على الثقافات من أجل تكوين طالب عالمي الآفاق.
تدرك جامعة البحرين أن اللغة واحدة من أهم جسور الثقافة، فتعلّم اللغات في هذا العصر بات من الشروط المهمة للانطلاق نحو العالمية، إذ أن اللغة ليست أصواتاً وكلمات، بل تختزن داخلها ثقافات ضاربة بجذورها في التاريخ الإنساني العميق. لهذا قامت الجامعة بافتتاح المراكز التي تعلم اللغات الأجنبية والثقافات المختلفة المرتبطة بها، مع تأكيد الجامعة على الجذور العربية الإسلامية الآتية منها. فأسست، على مرّ السنوات، مركز اللغة الفرنسية، ومركز الدراسات الأمريكية، ومركز اللغة الألمانية، ومركز كونفوشيوس للغة والثقافة الصينية، وافتتحت أخيراً معهد الملك سيجونج للغة الكورية، ومعهد يونس إميري للغة التركية، وكان الإقبال الطلابي على جميع المراكز كبيراً ما يثبت تعطش الطالب في جامعة البحرين لخوض التجارب الثقافية الجديدة والجديرة بفتح أبواب العالم لهم.
بهذا، فإنّ جامعة البحرين تعتبر مؤسسة التعليم الجامعي الأهم، والأولى على المستوى الوطني، وواحدة من أهم وأعرق الجامعات في المنطقة، وهذا ما يجعلها في سعي دؤوب متواصل من أجل أن تفي برسالتها الوطنية في مواصلة التميز الجامعي بكل أشكاله.