وعما إذا كانت عملية ملاحقة النظم والمعايير التي تضعها مؤسسات التصنيف قد تضر بالعملية التعليمية التي تحتاج إلى مساحة من الحركة للإبداع والابتكار قال: " قد تشعر مؤسسة التعليم العالي في البداية بأن تلك الأطر، والمعايير تقيد حركتها لكن بمجرد التعود عليها ستجني ثمارها، وستساعدها على إنجاز أهدافها بطريقة سلسة، لأن معايير مؤسسات التصنيف ترتكز على أسس علمية".
وعن تقييمه للنظم التي تحكم منظومة التعليم الجامعي في البحرين بحسب الأوراق التي استعرضها المشاركون قال: "أعتقد أن جامعة البحرين، والجامعة الأهلية الشريكين للمنظمة في هذا المؤتمر بإمكانهما التنافس على مستوى عالمي"، معرباً عن سعادته بتنظيم المؤتمر السنوي في البحرين التي تولي اهتماماً متزايداً بجودة التعليم.
في الوقت نفسه، أكد خبراء في التعليم الجامعي في ختام مؤتمر "المؤتمر الاستراتيجي السنوي الثامن للشرق الأوسط وإفريقيا لتعزيز التميز الجامعي بجميع أشكاله" أن التميز في التعليم الجامعي لا يكون إلا من خلال أطر منهجية للجودة، وتنشيط البحث والنشر الدوليين.
وشدد الخبراء على ضرورة المراجعة وتطوير النظم والآليات، ومواطبة متطلبات العمل خصوصاً في ظل الاتجاه نحو اقتصاد المعرفة الذي يتطلب كوادر عالية التأهيل من الناحية التقنية.
واختتم المؤتمر الثامن للناشرين المعتمدين لتصنيف الجامعات العالمي "كيو إس ميبل"، أعماله الثلاثاء (6 مارس 2018) بمناقشة ثلاثين ورقة علمية، واستعراض تجربتي إمارة دبي وماليزيا في تعزيز التعليم العالي، وناقش المشاركون موضوعات ومحاور عدة من بينها: الاعتماد الأكاديمي والاعتراف العالمي، وتدويل التعليم ،وضمان الجودة، والتخطيط الاستراتيجي في التعليم، وريادة الأعمال.
ومن ناحيته، قال مدير مركز الجودة والاعتماد الأكاديمي في جامعة البحرين الدكتور بسام الحمد إن من أهم الأمور في طريق تحقيق التميز الجامعة أن تضع الجامعات أجندة واضحة للنهوض بالبحث العلمي من خلال تحسين نظم إنتاجه من جهة، والاهتمام بالبحث العلمي الدولي من جهة أخرى.
ولفت إلى أن معظم الجامعات التي تسعى إلى الوصول لدرجات مرتفعة من التميز تركز على تطوير أساليب التعليم والتعلم، وتحديث البرامج الأكاديمية، والارتقاء بمهارات الخريجين التي يطلبها سوق العمل.
وقال: "في الوقت نفسه هنالك توافق على أهمية البحث العلمي الذي يعد حجرة الزاوية في التميز العلمي غير أننا في غمرة تطوير البحث لابد أن نضع نظم فعالية تساعد على إنتاج بحث علمي نوعي".
وأكدّ الحمد أن "جامعة البحرين حريصة على الارتقاء بالجودة، وتحقيق التميز في التعليم الجامعي من خلال عدة تدابير من أهمها، الالتزام بالمعايير الممتاز في التعليم الممتاز الذي يعتمد على التفاعل في بيئة تعليمية مثالية"، مشيراً إلى أن "الجامعة وضعت معايير دقيقة للعملية الأكاديمية من خلال المقارنة بمرجعيات ومقاييس لدى الجامعات العالمية المرموقة".
وأشاد مدير مركز الجودة والاعتماد الأكاديمي بالمؤتمر الذي أتاح للمشاركين تبادل الخبرات، والتعرف إلى المعايير المعتمدة في الجامعات العالمية المشاركة، والاتجاهات الحديثة في هذا المجال.
وعرضت الأستاذ المساعد في عمادة البحث العلمي والدراسات العليا في جامعة البحرين الدكتورة ندى مجاهد عبدالعاطي، ورقة علمية بعنوان: "بناء الريادة الاستراتيجية في التعليم العالي من خلال نموذج الكفاءة المتخصصة".
وأوضحت أن التوقعات والأرقام تشير إلى أن عدد الزيادة في الطلبة سيلتحقون ببرامج الدراسات العليا في العالم سوف يزداد بنسبة 56% في العام 2030 في ظل انكماش الاقتصاد الذي يعتمد على الإنتاج الصناعي، ونمو مضطرد في الاقتصاد المعرفي.
وقالت د. عبدالعاطي: "في الوقت نفسه أشار تقرير حديث للبنك الدولي إلى أن العالم يعاني من فجوة كبيرة فيما بين معارف الطلبة الخريجين ومهاراتهم، ومتطلبات سوق العمل خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وأضافت "أمام هذه الحقائق لابد لمؤسسات التعليم العالي التحرك لمواءمة مخرجاتها مع متطلبات السوق، وفق أسس الاقتصاد الحديث والاتجاهات المعرفية الجديدة".
واقترحت الورقة العمل في مسارين، هما: وضع استراتيجية لتوظيف كادر أكاديمي في الجامعات بخصائص معينة تتناسب مع اقتصاد المعرفة ومتطلبات السوق، وتطوير كفاءات في العملية التعليمية تضمن تخريج طلبة ذوي مهارات عالية.
وحدة التميز في التعليم ومهارات القيادة بجامعة البحرين شاركت بورقة علمية عنوانها: "توظيف البحث الإجرائي كوسيلة للتطوير المهني في التدريس الجامعي: شواهد من واقع الممارسة الأكاديمية لأعضاء من هيئة التدريس بجامعة البحرين"، وهي من إعداد الدكتور حسن الوادي، كباحث رئيس، ومشاركة كل من الدكتورة زينب علي محمد، والدكتورة حياة محمد علي.
وتبحث هذه الورقة اتجاهات وآراء أعضاء من هيئة التدريس بجامعة البحرين ممن التحقوا ببرنامج شهادة الدراسات العليا في الممارسات الاكاديمية المطروح عبر وحدة التميز في التعليم ومهارات القيادة بجامعة البحرين نحو فاعلية ممارستهم للبحث الإجرائي أثناء انتسابهم لهذا البرنامج في تطوير ممارساتهم التدريسية في التعليم الجامعي، وانعكاس ذلك على تطورهم المهني في ممارساتهم الأكاديمية في السياق الجامعي. وقد تم تبني منهجية مختلطة للبحث من حيث الجمع بين المنحى النوعي والكمي في الدراسة لاستقصاء آراء واتجاهات العينة في هذه الدراسة باستخدام الاستبانة والمقابلة المنظمتين.
وكانت الجلسة الأولى في اليوم الختامي عرضت ورقتين علميتين إحداهما عن تجربة هيئة دبي للمعرفة والتنمية البشرية، ودورها في الارتقاء بمنظومة الدراسات العليا، كما استعرض تجربة الجامعات الماليزية ف في التصنيف العالمي والسياسات والاستراتيجات المتبعة للتطوير والابتكار والبحوث العلمية بالإضافة إلى تحسين جودة التعليم، والتوسع في تجربة استقطاب الطلبة الدوليين في الجامعات الماليزية.