كما حضر الاحتفال د. ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم، وأودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، وكبار المسؤولين بالمنظمة الدولية، وممثلو السفارات، وجمع من الإعلاميين، وحضور واسع من الباحثين والمختصين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وطلبة مملكة البحرين الدارسين في الجامعات الفرنسية.
الإشادة بمبادرة الملك
وفي كلمتها بمناسبة تسليم الجائزة، أشادت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو بمبادرة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بإطلاق هذه الجائزة الدولية الهامة، والتي تتلاقى مع أهداف اليونسكو في نشر التعليم للجميع، مشيدةً بوزارة التربية والتعليم لدورها في تعزيز الروابط والتعاون مع المنظمة في مختلف المجالات، مؤكدةً أن مبادرة ملك مملكة البحرين التي مضى عليها عدة سنوات قد أصبح لها صيت دولي كبير من خلال مكافأتها للمبادرات المتميزة على الصعيد الدولي في مجال استخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم، بما ينسجم مع أهداف منظمة اليونسكو في نشر التعليم للجميع في العالم، حيث تكرست هذه الجائزة بشكل ممتاز، وزاد الإقبال عليها بشكل كبير هذا العام.
كلمة مملكة البحرين
ثم ألقى د.ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم كلمة مملكة البحرين، نقل فيها تحيات وتهاني حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى إلى الفائزين، مشيراً إلى إنجازات مملكة البحرين في مجال التعليم الإلكتروني والنتائج المثمرة التي عادت على الطلبة، موضحاً أن الجائزة لهذا العام شهدت اهتماماً دولياً، حيث بلغ عدد المشاريع المقدمة للتنافس على الجائزة 700 مشروع، وصل منها 143 مشروعاً إلى المرحلة النهائية، وقد اختارت لجنة التحكيم المكونة من عدد من الخبراء الدوليين مشروعين فائزين بالجائزة بعد عقد سلسلة من الاجتماعات في مقر المنظمة، موضحاً الوزير البعد التعليمي لجائزة اليونسكو- الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم، ودورها في نقل التجارب المتميزة دولياً، ودعم وتشجيع المشاريع الرائدة في مجال استخدام هذه المنظومة التعليمية المتطورة.
تقديم المشروعين الفائزين
ثم قدمت د. لوسيا ديانللو عرضاً موجزاً عن العملين الفائزين بالجائزة اللذين تم اختيارهما من بين عشرات المشروعات الأخرى الممتازة، مؤكدةً زيادة حجم ونوع التنافس على هذه الجائزة لما أصبح لها من أهمية دولية ومصداقية كبيرة.
الفائزان بالجائزة
بعدها قام جواد بن سالم العريض نائب رئيس الوزراء نائب راعي الحفل، والمديرة العامة لليونسكو، ووزير التربية والتعليم بتسليم الجائزة للفائزين بها، وهما:
أولا "البرنامج الوطني لتعميم تكنولوجيا المعلومات والاتصال من أجل التعليم"من المملكة المغربية، وهو برنامج أطلق في عام 2005 ويمثل سياسة ومبادرة وطنية واسعة النطاق وطويلة الأجل وضعتها ونفذتها وزارة التعليم الوطني والتدريب المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المغرب، ويهدف إلى إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين فرص الحصول على التعليم وتجويده في المدارس الابتدائية والثانوية، وهو يشتمل على دعائم أساسية لسياسة وطنية فعالة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، مثل الهياكل الأساسية، وتدريب المعلمين، وتطوير الموارد الرقمية، وتحويل ممارسات التعليم والتعلم.
وقد تم توفير البنية التحتية والأجهزة الرقمية والاتصال بشبكة الإنترنت لأكثر من 10 آلاف مدرسة، وتشجيع الابتكارات التربوية عن طريق تدريب أكثر من 300 ألف من المعلمين ومدراء المدارس أثناء الخدمة، حيث أن هذا المشروع يعزز الاستخدام الإبداعي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لضمان الوصول الشامل إلى التعليم الجيد في كل المدارس، ويغطي اللغات الرئيسية الأربع المستخدمة في المدارس (الفرنسية والعربية والإنجليزية والأمازيغية). وقد ساهم في زيادة نسبة التعليم إلى 95٪، وعمل على خفض 53٪ من معدل التسرب من المدارس.
وثانيا "مبادرة التعلم المتصل" من جمهورية الهند: وهذا المشروع الذي وضعه معهد تاتا للعلوم الاجتماعية، يهدف إلى توفير خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين فرص الطلاب في المجتمعات الفقيرة للحصول على التعليم الثانوي والعالي في الهند، ويغطي المشروع 478 مدرسة ثانوية حكومية و1767 معلماً و42046 طالباً وطالبة في أربع ولايات هندية.
ويجمع البرنامج بين الجامعات والمؤسسات والحكومات المحلية لمواجهة التحدي المتمثل في تحسين نوعية التعليم، ولا سيما في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وقد صممت عملية التدريس والتعلم بشكل يمكّن مستخدمها من الوصول إليها عن طريق الأجهزة الرقمية الأساسية، حيث تم تقديم أكثر من 15 وحدة للتعلم في الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية ومحو الأمية الرقمية في ثلاث لغات.
كما تمت معالجة البيانات المتعلقة بالتعلم عبر الإنترنت لتقييم نتائج المشروع وتشجيع اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة للحكومات الوطنية والمحلية، حيث يعطي البرنامج الأولوية لإشراك المعلمين وتطويرهم مهنياً مع توفير آلية الحوافز المناسبة.
تنويه بمبادرة الملك
وبهذه المناسبة نوه نائب رئيس الوزراء، ممثل جلالة الملك، بالجائزة وبما باتت تحظى به من صيت دولي، مؤكدا أنها مبادرة إنسانية علمية من جلالة الملك المفدى للعالم لمكافأة المبادرات والمشاريع التي تخدم التربية والتعليم من خلال استخدام وتوظيف التكنولوجيا، خدمة للإنسانية، بما يجعل التعليم في متناول الجميع، ومشيراً إلى أن هذا الجمع الكبير الذي ضمته قاعة الاحتفال اليوم، من كبار المسؤولين والخبراء ولجنة التحكيم الدولية والمكرمين يعكس هذا التقدير الكبير لجلالته ولمملكة البحرين.
كما أشاد العريض بجهود وزارة التربية والتعليم في حسن التنظيم والتنسيق مع منظمة اليونسكو، سواء بالنسبة للحفل أو بالنسبة للمعرض الذي يعكس التطور الحاصل في المسيرة التعليمية المباركة في بلدنا العزيز في ظل قيادتنا الحكيمة.
ومن جانبهما أشاد الفائزان بالجائزة من المملكة المغربية وجمهورية الهند بالمبادرة الملكية الكريمة وبالصيت الذي أصبح لهذه الجائزة الدولية، مؤكدين أنهما يشعران بقدر كبير من الفخر والاعتزاز بالحصول على الجائزة تثميناً لجهودهما في تطوير المنظومات التقنية لصالح التربية والتعليم في بلديهما، معبرين في ذات الوقت عن الاعتزاز بالتطور الحاصل في مملكة البحرين من خلال مشروع التمكين الرقمي في التعليم والذي يعبر اليوم مدخلا ضروريا للتطوير النوعي.
كما قدّم وزير التربية الوطنية المغربية الشقيقة سعيد أمزازي شكره وتقديره الكبيرين لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين على إطلاق هذه الجائزة الدولية، معبراً عن سعادته بفوز وزارة التربية الوطنية المغربية بهذه الجائزة تقديراً من العالم لجهود وتجربة المملكة المغربية في مجال دمقرطة استخدام تقنيات المعلومات والاتصال في التعليم، وأن هذا التكريم يعني الكثير للملكة المغربية وهو محل الاعتزاز والتقدير، مشيدا بالعلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين.
ومن جانبها عبّرت البروفيسورة بارما ساركاباني، مدير مشروع تاتا الفائز من جمهورية الهند الصديقة بهذه الجائزة التي تشرف المعهد بالفوز بها، تقديراً لجهوده في نشر التعليم بالاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصال، مشيرةً إلى أن مثل هذا التكريم العالمي الكبير يشرّف المعهد ويزيده قناعة بأهمية الدور الذي يقوم به خدمة للتعليم.
وأكد البروفيسور رياض حمزة رئيسة جامعة البحرين، عضو لجنة التحكيم العالمية عن سعادته الغامرة بالنجاح المتنامي للجائزة التي جاءت بمبادرة من جلالة الملك المفدى، وأصبحت ذات طابع دولي، وتلقى اهتماماً من مختلف دول العالم، حيث بلغ عدد الدول المتنافسة على نيل شرف الحصول على الجائزة هذا العام 77 دولة، وتضاعف عدد المشروعات المتنافسة، وارتقى مستوى هذه الاعمال والمشروعات، مشيداً بمبادرة اليونسكو هذا العام بدعوة المشاريع العشرة الأوائل لتقديم عروضهم على هامش الاحتفال بالجائزة، لأن مستوى الاعمال رفيع المستوى والاستفادة منها على صعيد العالم أصبحت اكيدة.
افتتاح معرض "التربية"
على هامش هذا الاحتفال، قام نائب رئيس الوزراء نائب راعي الحفل، برفقة المديرة العامة للمنظمة ووزير التربية والتعليم بافتتاح المعرض الذي نظَّمته وزارة التربية والتعليم، والذي تضمَّن إضاءات على المسيرة التعليمية في المملكة ومظاهر التقدم الحضاري في المجال التعليمي، مع إلقاء الضوء على مشروع التمكين الرقمي في التعليم، والذي يعد امتداداً لمشروع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لمدارس المستقبل، كما شارك عدد من طلبة مملكة البحرين الدارسين في الجامعات الفرنسية في تنظيم الحفل واستقبال الضيوف والتعريف بحضارة مملكة البحرين وتاريخها التعليمي، وشاركت الأوركسترا الطلابية في عزف عدد من المقطوعات الموسيقية التي نالت إعجاب الحاضرين الذين أشادوا بالمستوى الرفيع لأداء الطلبة، بفضل ما يلقونه من عناية ورعاية لمواهبهم من قبل وزارة التربية والتعليم.