كتبت- زهراء حبيب:
أيدت محكمة الاستئناف العليا الجنائية الأولى عقوبة السجن المؤبد بحق نيجيري ثلاثيني قتل بحريني بمستشفى الطب النفسي، واعتداء بالضرب على ممرضة، وإبعاده نهائياً عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة.
وارتكب المستأنف جريمة قتل المجني عليه فجر يوم 17 يونيو 2016 ، بأن غافله وهو منفرد به داخل إحدى غرف مستشفى الطب النفسي، وقام بضربه على وجهه، وقيد يديه من الخلف بقطعة قماش لشل حركته ومقاومته، وأطبق بشدة بكلتا يديه على عنقه وفمه لكتم أنفاسه ومنعه من الاستغاثة، قاصدا من ذلك إزهاق روحه، فأحدث به الإصابات الموصوفة في تقرير الطب الشرعي.
ووقع القتل مقترنا بجريمة أخرى وهي أن المتهم في ذات الزمان والمكان، اعتدى على سلامة جسم موظفة بالمستشفى أثناء وبسبب تأديتها لمهام وظيفتها، بأن قام بلكمها على وجهها من الناحية اليمنى، وأثنى ذراعها الأيسر خلف ظهرها لمنعها من الاستغاثة، حال مشاهدتها له أثناء ارتكابه الجريمة.
ونقل المستأنف إلى المستشفى قبل أربعة أيام من الواقعة من سجن جو، وكان يقضى عقوبة الحبس لمدة سنة عن تهمة سرقة هواتف من مقر علمه الذي يعمل به حارس أمن.
ونقل للمسشتفى كونه يعاني من ضغط نفسي، ولا يأكل ولا ينام، ومنعزلاً ، ولديه عدة محاولات للانتحار، فتم وضعه مع مريض آخر في جناح مختص بالمرضى النفسين الجنائين.
وتحسنت حالة المتهم وبدأ يتناول أدويته والتدخين، ويتقبل الطعام وعلى أثره نقل إلى غرفة الملاحظة برفقة المجني عليه الذي أودع فيها وبعد فترة بدأت حالته تتحسن وبدأ يتناول الطعام والدواء المنصرف له ويدخن، وبعدها تم نقله إلى غرفة الملاحظة التي كان بها المجني عليه وهو مودع بالمستشفى بأمر من المحكمة لمعرفة مسئوليته عن أفعاله من عدمه.
وخلد المجني عليه للنوم في يوم الواقعة بعد تناول أدويته المنصرفة له، فيما ظل المستأنف حتى الساعة 5 والنصف فجراً وكان يتردد على دورة المياة كل فترة، وبالصدفة طلت الممرضة الآسيوية من النافذة الزجاجية على المرضى، ففوجئت بالمتهم يجثو على المجني عليه الملقى على الأرض، فدخلت لتصرخ فيه فلكمها على وجهها.
وخرجت الممرضة من الغرفة وهي في حالة من البكاء والصياح لطلب الاستغاثة، فحضر لها الممرض لكنه لم يستوعب كلامها من قوة بكائها، فدخل للغرفة لمعرفة ماذا يجري، فشاهد المجني عليه مرمي على الأرض، وبسؤال المتهم عما حدث أخبره بأنه وقع على الأرض.
وأخذ الممرض يعاين المجني عليه، فوجده مقيد اليدين بفانيلة، ففك قيده وتحسس نبضه ونفسه،وحاول إسعافة بالتنفس الصناعي لمدة 25 دقيقة لكن محاولاته بأت بالفشل.
وأكد تقرير الطبيب الشرعي بأن سبب الوفاة إرتطامه بإداة صلبة، وعرض المتهم على لجنة من ثلاثة من استشاري الطب النفسي، والتي أجزمت في تقريرها بأن المتهم لا يعاني من أمراض نفسية رئيسية، وهناك اضطراب في الشخصية غير المستقرة انفعاليا وحالته النفسية تعتبر مستقرة، وهو مدرك لكينونة أفعاله وعواقبها، وهو يعي مايدور حوله، ويستطيع التمييز بين الخطأ والصواب، ولا يواجه أي اضطراب في الحكم على الأمور، وهو مسئول مسئولية كاملة تجاه الواقعة.
يذكر بأن المدان كرر فعلته أثناء توقيفة بعيادة القلعه بنفس الطريقة بمحاولة خنق شرطي، بيد أن زملائه الشرطيين استطاعوا أن يخلصوا المجني عليه من قبضه يده.