ضمن الزيارة الرسمية التي تقوم بها بعثة الإغاثة الطبية البحرينية إلى كينيا والتي تأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للمياه في ٢٢ مارس من كل عام، زار الوفد الشبابي التطوعي دار قاريسيا للاطفال الأيتام.
وقد قضى أعضاء وفد البعثة الإغاثية الطبية البحرينية يوما كاملا مع الأطفال اليتامى، وقاموا بجولة ميدانية لمختلف أقسام واروقة الدار، بعدها التقوا بالإداريين و المشرفين على المركز الذين قدموا موجزا تعريفيا عن المكان منذ تأسيسه، والمراحل التي مر بها المركز، وإجمالي عدد الأطفال اليتامى الذي يضمه المركز، وأهم الخدمات وسبل الرعاية التي تقدم للأيتام .
كما قام الوفد الشبابي البحريني الذي يزور كينيا خلال الفترة بين ٢٥-٣٠ مارس الجاري بقيادة فاطمة المنصوري رئيس فريق الدعم الطبي بجمعية الإغاثة الطبية البحرينية و برعاية بيت السفر، المكون من عدد من المتطوعين الشباب من مختلف المجالات؛ الكوتش همسة سعيد، الإعلامية هيفاء عدوان، د.محمد شعبان، المصور حسين شهاب، ود.دانة عايد، بتقديم عدد من ورش العمل التدريبية التعريفية للأطفال الأيتام، و إجراء عدد من الفحوصات الطبية، مع شرح آلية الاهتمام والرعاية بالفم والأسنان، إلى جانب مشاركة الاطفال الأيتام في عدد من المسابقات والأنشطة التعليمية والثقافية و الرياضية و *اليوغا*، وتوزيع الهدايا التذكارية عليهم.
وسيواصل وفد بعثة الإغاثة الطبية البحرينية إلى كينيا، سلسلة زياراته حيث سيتضمن برنامج الزيارة الى منطقة تانا ريفر وذلك للوقوف على مشكلة عدم توفر مياه صالحة للشرب، مع التركيز على تسليط الضوء على المأساة المائية هناك وبحث سبل تطوير وتسهيل طرق الحصول على ماء نقي في احدى أفقر المناطق وأكثرها حاجة لمثل تلك الأعمال الإنسانية حيث يعد توفير المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي من بين الأسس الرئيسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما يسعى وفد بعثة الاغاثة الطبية البحرينية إلى نشر التوعية، والعمل على جذب أنظار المجتمع الدولي بشكل عام والمجتمع البحريني المعطاء بشكل خاص لمأساة هذا الشعب وصعوبة حصولهم على الماء الصالح للشرب، ونقل الصورة كاملة بجميع وقائعها مباشرة عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي، للمساهمة في إيصال الرسالة الإنسانية للجميع عما يعاني منه أطفال ومواطنو هذه المناطق، ونقل احتياجات المتضررين وطرق اغاثتهم و ايصال التبرعات المضمونة لهم.
يذكر أن الإغاثة الطبية البحرينية تعتبر الحصول على ماء نقي خال من الشوائب والميكروبات حق من حقوق كل إنسان وأولوية لا يجب التهاون والتفريط فيها ، وهي سبيل للحفاظ على الحياة وتجنب الأمراض مثل الكوليرا والملاريا وداء السالمونيلا وحمى التيفوئيد بالإضافة إلى التهاب الكبد الوبائي أ وشلل الأطفال و غيرها من الأمراض التي تنتقل للإنسان عن طريق استخدامه وشربه للماء الملوث، فبحسب منظمة الصحة العالمية فالمياه الجوفية الملوثة تتسبب في وفاة 1.8 مليون شخص كل عام بحسب اخر الإحصائيات ويقدر أن 88 % من هذه المشاكل يُعزى إلى اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه النقية أو الجوفية العذبة مما يؤدي إلى تلويثها ، وبالرغم من تضافر الجهود فمازال 884 مليون شخص على نطاق العالم لا يحصلون على مياه شرب مأمونة ويفتقر نحو 2.6 بليون شخص إلى خدمات الصرف الصحي الأساسية، من قبيل المراحيض العادية أو البدائية مما يؤدي إلى نتيجة مخيفة وهي وفاة 5000 طفل كل يوم في المتوسط نتيجة لأمراض مرتبطة بالمياه والصرف الصحي يمكن الوقاية منها.
تضم كينيا 46 مليون نسمة لا يزال 41 % منهم يعتمدون على وسائل بدائية للحصول على الماء مثل الآبار السطحية الضحلة ومياه الأنهار غير المنقاه بينما 59 % منهم يحصلون على مياه منقاة بأساليب غير متطورة وهو ما يتفاقم في المناطق البعيدة عن العاصمة والأقل حظا مما يزيد من حجم المأساة ويؤدي إلى وفيات في مختلف الفئات العمرية كان من الممكن تجنبها في حالة توفير مصادر موثوقة للمياه العذبة.
تم إنشاء جمعية الإغاثة الطبية البحرينية التي تضم مجموعة من الأطباء والمتطوعين في عام ٢٠١٣ ولها عدة مشاركات اغاثية دولية آخرها كان في شهر فبراير الماضي حيث انطلقت المنصوري رئيس فريق الدعم الطبي في رحلة استطلاعية طبية للاطلاع على وضع لاجئي الروهينغا في بنغلاديش كان من نتائجها إنشاء عيادة للفحص الطبي والعلاج تخدم ما يقارب 100 مريض يوميا بالتعاون مع منظمات طبية دولية و تدريب مجموعة من النساء العاملات في مجال الصحة النفسية في ورش عمل خاصه لتقديم خدمات العلاج التكميلي لتخفيف آثار الصدمات النفسية في محاولة للتخفيف من معاناة اللاجئين ورفع الضرر الواقع عليهم عن طريق تقديم الخدمات الطبية و التكميلية.
وقد ارتأت الجمعية أن إشراك الناشطين الاجتماعيين ومشاهير قنوات التواصل الإجتماعي في هذة المهمة في كينيا سيخدم القضية ويحقق الأهداف بقيادة فاطمة المنصوري التي تم تعيينها رئيس لفريق الدعم الطبي للجمعية منذ 2014 .
مما لا يخفى أن جمعية الإغاثة الطبية البحرينية تتعاون مع عدة منظمات إغاثية دوليه لها باع طويل في الإغاثة الطبية وسوف تقوم المنصوري بلقاؤها لبحث سبل التعاون ودراسة الحاجة واإكانية إشراك أطباء ومتطوعين من البحرين.