عقد مركز عيسى الثقافي اللقاء السابع من منتدى البحرين للكتاب، حيث جرى خلاله مناقشة كتاب "الديمقراطية العصية في الخليج العربي" للباحث البحريني د. باقر النجار، وقد أعد الورقة د. عبدالمالك التميمي، وقدمها زكريا رضي وأدارتها بثينة خليفة قاسم، بحضور جمهور من المثقفين والمهتمين.
وقد استهل رضي نقلا عن التميمي بتقديم حول مجال الكتاب بأن موضوع الكتاب يدور في نطاق التاريخ الاجتماعي والسياسي والثقافة الاجتماعية، إذ جاء هدف النجار من تأليفه الكتاب هو معالجة قضية "الديمقراطية" وأبعادها التطبيقية لدى دول ومجتمعات المنطقة.
كما ذكر في ورقته مساعي تعريف الديمقراطية، بسبب اختلاف مفهومها من عصر لآخر، وأن من أهم شروطها هي وجود الدستور الدائم والقوانين المتعلقة به مع توفر ضمانات الحريات العامة ووجود الأحزاب والجمعيات المعبرة عن التيارات السياسية والإجتماعية في المجتمع وتوفر الديمقراطية وتطورها.
وأشار إلى أن الكتاب تطرق إلى ظهور مشروعات الديمقراطية في منطقة الخليج العربي نتيجة مطالبات النخب المتعلمة والمثقفة من ابناء البحرين والكويت منذ ثلاثينات القرن العشرين، وان الوضع الاجتماعي تضمن عوامل كالموروثات الإثنية والعصبية والقبلية والطائفية ساهمت، سلبا وإيجابا، في تشكيل وجه الديمقراطية ودساتير المنطقة في الفترة الماضية.
وتطرق الكتاب للتجربة الديمقراطية في المنطقة بالتركيز على دور المجتمع المدني ونفوذ مؤسساته وعلاقتها بالدولة وأدائها، على اعتبار ان مؤسسات المجتمع المدني أحد أسس الديمقراطية إلى جانب مؤسسات الدولة.
ويرى التميمي بأن الكتاب يعاني من غياب لفهم دور التيارات الدينية والليبرالية وغيرها، في حين أشاد بأسلوب المعالجة العلمية والدقيقة، والإشارة الى دور التجار في الحركات الإصلاحية في البحرين والكويت ودبي منذ ثلاثينات القرن الماضي، خصوصا في عملية التحديث والحداثة في المنطقة، كما استعرض مقارنات الكاتب بين المجتمع المدني في الخليج وفي أوروبا والمراحل التي مر بها المجتمعين، كما لم يغفل دور الصحافة المحلية في معالجة القضايا التي تهم الطبقة الوسطى وحل مشكلاتها.
وأشار التميمي في ورقته إلى أن الكتاب قد خصص فصلاً كاملا عن المرأة والمنظمات النسائية برؤية نقدية واسعة، حيث استعرض تجربتها موضحا جوانب التقصير في المطالبة بحقوق المرأة في السابق، في حين أنه ثمن دور المرأة في التعليم وبناء المجتمع.
وأوضح التميمي بأن الكتاب بحث في جوانب المجتمع التقليدي الذي يقوم اساسه على الدين والتراث والموروث المشترك ثم علاقة ذلك بالحداثة والتجديد التي تعتمد أساساً على العقلانية. وقد بين التميمي في ورقته بأن أن مصطلح "الديمقراطية العصية" الذي ورد في الكتاب وعنوانه هو مصطلح استحدثه الكاتب للوصول إلى أن الديمقراطية تشكو من صعوبات وتحديات قد يرى البعض أنها طبيعية بينما يرى الآخرون عكس ذلك.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن الكتاب يتمتع بمنهجية علمية مبنية على إشكالية واضحة أدت إلى نتائج وافية، وقد ساهمت في إثراء الساحة العلمية محليا وخليجيا، كما أكد التميمي بأن الكتاب متميز ويتمتع بقدر من الشجاعة والصراحة ويحمل في طياته رؤية استراتيجية تخدم المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية في المجتمع.