نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي مؤخرا محاضرة بعنوان "مهن تراثية: الحداد أنموذجا" قدمها أ.عبدالله عمران وأدار الحوار أ.علي النشابة.
واستهل عمران الحديث بأهمية المهن التراثية التي انتشرت منذ القدم وأحدها مهنة الحدادة التي عايشها المحاضر نسبة لمنطقة الحورة التي انتشرت فيها مهنة الحدادة في البحرين، كما عرض على الحضور عددا من الصور الموضحة للعيون التي انتشرت في البحرين في القدم وعددا من الصور الموضحة للفرجان القديمة في البحرين بمدينة المنامة وما كان يشغلها من مدارس ومنازل ومستشفيات.
وفي خضم حديثه وضح عمران أن مهنة الحدادة تعود إلى العصور القديمة، حيث استخدم الإنسان الأول الحديد من النيازك الساقطة من السماء، كما ذكر بعض أنواع الحديد ومنها حديد التمساح وتعود التسمية للطريقة الأولى التي اتبعت لصب الحديد في القوالب لتسمى القضبان الحديدية المتكونة بالتمساح للشبه الظاهر بينها، الحديد المطاوع سهل التشكيل النقي الذي لا يصدأ وهو مخلوط مع مادة أخرى تشبه الزجاج ويقاوم التآكل وأما خبث الحديد فهو ما ينتج من إحماء الحديد. وأما فيما يخص الفولاذ فقد ذكر عمران يعض أنواع الفولاذ ومنها الفولاذ الكربوني الذي يصنع منه أجسام السيارات ومعدات الطبخ، والفولاذ السبيكي وهو أقوى أنواع الحديد وهو ما ينتج بعد اتحاد الحديد مع مواد كيميائية أخرى ليتخذ خواصها ويستخدم لحفر آبار البترول.
كما عرف عمران الحداد بكونه الصانع الذي يحمي الحديد ويطرقه لتشكيله بحسب الشكل المطلوب ووضح أن الآلات المستخدمة تتكون من المطرقة والسندان الذي يوضع عليه الحديد المحمى ليطرق بالمطارق ليتم تشكيله حسب ما هو مطلوب والمدفع وهي قطعة حديدية إسطوانية أو مربعة الشكل في أغلب الأحيان تستخدم لصناعة رؤوس المسامير، والكور وهو موقد النار والمنفاخ المستخدم لزيادة إشعال النار في الكور، مبينا أن أهم منتجات الحداد في الزمن القديم كانت المسامير حيث كانت تستخدم في صناعة السفن قديما.
وفي الختام وضح عمران أن سوق الحدادة انتقل من منطقة المنامة إلى منطقة الحورة ليتم إغلاقه في عام 2011 بشكل نهائي في المملكة، ذاكرا العديد من المعتقدات الشعبية المرتبطة بمهنة الحداد منذ قديم الزمان.