تم الثلاثاء تدشين برنامج "اختر طبيبك"؛ والذي يتم تنفيذه بمركز عالي الصحي بشكل تجريبي، حيث أعلن رئيس المجلس الأعلى للصحة الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة "أننا اليوم نشهد انطلاقة أولى ثمرات مشروع الضمان الصحي الوطني".

وتسلم أهالي المنطقة ممن انهوا عملية اختيار الطبيب البطاقات الخاصة ببرنامج "اختر طبيبك" بالمركز، وتنطلق هذه الخطوة الرائدة من أهداف الخطة الوطنية للصحة؛ والتي تندرج تحت مظلة التسيير الذاتي، وتُعد من ضمن العناصر الأساسية الداعمة لنظام الضمان الصحي التي تسعى إلى خلق علاقة بين الطبيب والأسرة وتتماشى مع المعايير العالمية للعلاج لتحسين جودة الخدمات المقدمة.

وأعرب رئيس المجلس الأعلى للصحة، عن شكره إلى وزيرة الصحة فائقة الصالح ولكافة منتسبي الوزارة، للشراكة في العمل من أجل تطوير القطاع الصحي، والجهود التي يقومون بها للعمل على وضع الخطط وتطبيق الأنظمة والسياسات التي تتماشى مع تنفيذ أهداف الخطة الوطنية للصحة.

وقال رئيس المجلس الأعلى للصحة: "يعتبر مشروع "اختر طبيبك" أولى خطوات مشروع التسيير الذاتي الذي يقع تحت مظلة الضمان الصحي الوطني. وتأتي هذه الخطوة تماشيا مع القيم والمبادئ التي وضعتها الخطة الوطنية للصحة 2016-2025 والتي أقرها مجلس الوزراء العام الماضي، بهدف تطوير الهيكل المؤسسي الصحي ليمتاز بالتنافسية والجودة العالية".

وأكد أن "اختر طبيبك" سيسعى الى خلق علاقة وطيدة بين الطبيب والأسرة، تماشيا مع المعايير العالمية للعلاج في الصحة الأولية. وسيمكن هذا المشروع طبيب العائلة من متابعة مرضاه بشكل مباشر ومستمر وبتسليط الضوء على التثقيف الصحي خاصة فيما يتعلق بالأمراض الوراثية وغير السارية.

كما يكفل المشروع حرية اختيار مقدم الخدمة الصحية، فللمريض حرية اختيار طبيب العائلة، له ولأسرته، مما سيعزز روح التنافسية ويؤدي الى تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة.

ووجه رئيس المجلس الأعلى للصحة شكر إلى القائمين على هذا المشروع وعلى رأسهم وزيرة الصحة، ووكيل وزارة الصحة د.وليد المانع، والوكيل المساعد للصحة الأولية بوزارة الصحة د. منال العلوي، وكافة طاقم مركز عالي الصحي، لجهودهم المتواصلة في إنجاح هذه المبادرة التجريبية، وللجمعيات الخيرية التي ساهمت في نشر الوعي وتثقيف سكان المنطقة.

من جانبه، قال المانع، إن برنامج اختر طبيبك يعمل على زيادة الرضى عن الخدمة المقدمة بوجود طبيب مخصص لحالة المريض، ويهدف إلى اعطاء اهتمام كاف لجميع المرضى من خلال توزيع المرضى بشكل متساوي على الأطباء مما يجعل الطبيب محاسب على جودة الخدمة المقدمة إلى المرضى المدرجين عنده.

وسيتم لاحقا ربط العلاوات التشجيعية للطبيب بمدى رضى المرضى عن الخدمات الصحية المقدمة لهم وبمدى التزام الطبيب بتطبيق الادلة الارشادية للأمراض المزمنة والخدمات الوقائية المقدمة كما يمكن للمريض تغير الطبيب مره واحدة بالعام. وفي حالة عدم الاختيار لطبيب العائلة سيتم توزيع المرضى على حسب القوائم المتوفرة في المركز.

فيما قالت العلوي، إن اختيار طبيب العائلة يهدف لتحسين جودة الخدمات الصحية بالمراكز الصحية، حيث أنه في أكثر الأحيان سيتم زيارة نفس الطبيب وبالتالي يمكن للطبيب متابعة المريض بشكل متواصل والإلمام بالمشاكل الصحية والعائلية والاجتماعية له.

وأشارت إلى أن طبيب العائلة هو الطبيب المعني بصحة جميع أفراد العائلة. وتم وضع البرنامج الرائد اختر طبيبك بهدف إيجاد تواصل بين الطبيب والمريض لاستعراض النتائج الطبية مثل "الأشعة والمختبر" والتذكير بمواعيد الحالات المزمنة والفحوصات الوقائية وتقديم الارشادات.و

ستكون من مسئوليات طبيب العائلة الحرص على تحسين جودة الخدمة المقدمة للمرضى المدرجين في قائمته، وسيقدم طبيب العائلة من خلال البرنامج نوعان من الخدمات خدمات علاجية وهي علاج الحالات المزمنة،علاج الحالات العادية، علاج الحالات الطارئة والحادة، كذلك متابعة المريض الذي تتطلب حالته المتابعة أو التحويل للرعاية الثانوية عند الحاجة.

أما النوع الآخر سيكون الخدمات الوقائية والمتمثلة في تقديم الفحوصات الطبية المختلفة كفحص اللياقة للعمل، وفحص المدارس، وفحص قبل الزواج، وفحص ما بعد الولادة، والكشف المبكر عن الاورام السرطانية بالإضافة للفحوصات الخاصة بالأمراض المزمنة كفحص السكر وقياس ضغط الدم وفحص الكوليسترول وبعض الفحوصات التي لها علاقة بالعمر والحالة الصحية.

كما سيتم توفير العلاج لبقية أفراد العائلة في حالة وجود مرض معدٍ. ويقوم طبيب العائلة بتقديم جميع الخدمات المتوفرة في المركز الصحي ، كما تم تقسيم الأطباء إلى فرق تضم مجموعة من الأطباء والممرضين لتقديم الخدمة على أكمل وجه.

وسيعمل "اختر طبيبك" على تحسين الخدمات الوقائية من متابعة الطبيب للمريض تعريفه بالخدمات المقدمة له على حسب العمر كفحص البروستاتا للرجال فوق الخمسين وفحص الثدي "الماموجرام" للنساء فوق الأربعين..

وفي استطلاع لرأي المستفيدين من البرنامج من سكنة منطقة عالي أشاد علي العالي رئيس العلاقات العامة والإعلام بجمعية عالي الخيرية بالبرنامج وأهدافه المتماشية مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030 من أجل تحسين الخدمات الصحية بمملكة البحرين.

وأوضح أن البرنامج يفتح باب التواصل مع طبيب العائلة والذي سيكون ملم بجميع الأمور الصحية للعائلة، تعرف على المشروع من خلال الإعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بوزارة الصحة وبادر بالتسجيل بالمركز وعمل ضمن الفريق المتطوع بالتسجيل من جمعية عالي.

من جهته قال عبدالله عاشور عضو المجلس البلدي: "نشعر بالفخر لاختيار مركز عالي الصحي لتدشين برنامج طبيب العائلة وهي خطوه موفقة لوزارة الصحة لتحسين الخطة العلاجية في المملكة"

وأشار حسين منصور الحداد رئيس جمعية اسكان عالي إلى أن هذا البرنامج يُعتبر تجربة ممتازة جداً لأنها تشجع على التواصل المستمر مع طبيب العائلة وعدم نسيان المواعيد الصحية الهامة بأفراد الأسرة، لافتاً إلى أن اختيار طبيب العائلة لمتابعة الأمور الصحية المتعلقة بأفراد الأسرة يحسّن جوده الخدمات الصحية بالمملكة.

من جانب آخر، أكد جميل البيات وهو مواطن من منطقة عالي بأنه تعرّف على البرنامج من خلال قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بوزارة الصحة ومن المبادرين بالتسجيل من خلال الموقع الإلكتروني، موضحاً أن اختيار طبيب العائلة بشكل عام سيسهل الخدمة العلاجية بالمركز وسيحسن جودتها لكون الطبيب ملم بالتاريخ المرضي للعائلة.

فيما عبّرت زينب منصور زوجة و أم لثلاثة أطفال عن فرحتها بهذا المشروع لأن أبناءها يحتاجون رعاية خاصة واختيار طبيب العائلة ساعدها في متابعة وضعهم الصحي مع الطبيب وتسهيل الأمور العلاجية الخاصة بهم.