في استمرارٍ للفعل الثّقافيّ وإثراءً لأجواء معرض البحرين الدّوليّ الثّامن عشر للكتاب، تتواصل الأحداث الثّقافيّة والفعاليّات التي تمنحُ للمعرض استثنائيّته، حيث كان الجمهور على موعدٍ الثلاثاء، مع مزيجٍ من النّتاجات الغنيّة التي تتنوّع ما بين جديد الإصدارات الكتابيّة، عروض السّينما، الشّعر، التّاريخ وغيرها.
الموروث الجميل بما يحملُ عن حكاياتِ البحرِ وأغنياته كان أولى تلك الفعاليّات الثّقافيّة، إذ استُدعِيَ مساء الثلاثاء برفقة زياد علي عبدالغفّار الذي دشّن كتابه "أنغام خليجيّة: رواية النّهّام بدر السّادة"، ضمن فعاليّات توقيع الكتب بجناح هيئة البحرين للثّقافة والآثار، بحضورِ العديد من المهتمّين بما يُروى عن البحر وبالتّاريخ البحرينيّ المرتبط بالغوص وذاكرة الزّمن القديم.
وقام زياد بجمع وتدقيق مضمون هذا الكتاب، الذي يتناول رواية الرّاوية والنّهّام البحرينيّ بدر محمّد السّادة، والذي يُعدّ أحد الرّواة البحرينيّين الذين اختزنت ذاكرتهم كمًّا هائلاً من القصائد الشّعبيّة، إلى جانب أدائه لفنّ الفجرّي، وهو فنّ فريد تتمازج فيه الألحان في الأغنية الواحدة، وتتنوّع فيه القصائد.
من صوتِ هذه الشّخصيّة البحرينيّة، تمكّن زياد من التقاط الأغنيات باعتبارها الذّاكرة والشّاهد على الألحان الخليجيّة العريقة، ليست فقط تلك التي حملَها السّادةَ في حنجرته، بل ووصولاً إلى إلحاق الكتاب برواية الحاجّ إبراهيم يتيم، الذي له هو الآخر العديد من المرويّات والحكايات والأنغام التي تفصحُ عن هويّة المنطقة وموسيقاها.
وواصلت المملكة العربيّة السّعوديّة ضيف شرف معرض الكتاب، استحضار جماليّات ثقافتها، إذ أقيمت اليوم ثاني أمسية سينمائيّة، جمعت المهتمّين بالتّجربة السّينمائيّة السّعوديّة، حيث تمّ عرض فيلم "المغادرون" للمخرج عبدالعزيز المطيريّ، ويتحدّث الفيلم عن الاختلافات العميقة التي تتكشّف أثناء اللّحظات المتوازية، كما حدث مع "سالم" و"وديع" اللّذين يتحوّل طريق المغادرة للسّفر إلى مكاشفةٍ مغايرة. فهذه الرّحلة العابرة جعلت من الغريبين يتقاطعان بحدّة في آرائهما، قناعاتهما، وما يظنّان عن العالم. الأوّل الذي أنهكته الحياة، والآخر الذي مندفعًا يخطّطُ لأمرٍ ما.
هذا التّوازي ما بينهما، ينكسرُ للحظةٍ، ويكشفُ عن صراعاتٍ فكريّة، تنحازُ فيها كلّ فكرةٍ إلى تطرّفها، ويحتمي هذا الصّراع باشتغالٍ كوميديّ، يفسّر فيه مخرج العمل منظوره عن تقاطع الأشياءِ التي لا تلتقي.
كذلك تمّ عرض فيلم (الصّرافة) للمخرجة السّعوديّة بشرى الأندجاني، والتي تمكّن المشاهدون معها من التّسلّل إلى ما خلف أعطال جهاز السّحب الآليّ (الصّرافة)، وذلك عندما تتّجه زينب إلى إحدى هذه الأجهزة، والتي بالصّدفة يعملُ فيها كلٌّ من (جاد) و(فرفور) كموظّفَيْن مبتدئَيْن.
وبدلاً من أن تكون العمليّة سلسة وسريعة، يتسبّب (فرفور) بشخصيّته المرحة والعفويّة بعدم استكمال عمليّة الصّرف، فيما يكثّف (جاد) محاولاته للسّيطرة على الموقف، الأمر الذي يتسبّب بحدوث ما هو ليس متوقّعًا. وقد شاركَ في هذه الأمسية الأستاذ ممدوح باعجاجة عبر تقديم رؤيته النّقديّة والفنّيّة.
وفي أولى الأمسيات الثّقافيّة التي تجمع هيئة البحرين للثّقافة والآثار بهيئة الشّارقة للكتاب، وثالث الأمسيات الشّعريّة ضمن البرنامج الثّقافيّ لمعرض البحرين الدّوليّ الثّامن عشر للكتاب، استدرج الشّاعر الإماراتيّ حبيب الصّايغ الجمهور إلى جماليّات قصائده ونتاجه الشّعريّ في أمسيته (شاطئ المعاني)، حيث استدعى الصّايغ الكثير من أشعاره التي تنتصر للحياةِ وللحُبِّ والإنسانيّة، بلغةٍ أنيقةٍ وشفّافة تفاعل معها الحضور، مراهنًا على الشّعر صوتًا للجمالِ واللّقاء، ومؤكّدًا أنّ الشّعر قادرٌ على منحِ وجهةٍ دقيقةٍ للمعاني والأحاسيس.
كذلك شهد المعرض الثلاثاء، إطلاق ثاني حلقات مشروع (التّراث الشّفهيّ) الذي يسعى لتأريخ وتوثيق الذّاكرة الجمعيّة السّماعيّة والإرث اللّاماديّ البحرينيّ، وذلك بتقديم حلقةٍ برفقةِ. يهتمّ المشروع بتوثيق وتسجيل ذلك التّراث من خلال العديد من الشّخوص الثّقافيّة أو تلك التي عايشت هذه المواضيع، ناقلةً بذلكَ الأبعاد التّاريخيّة والثّقافيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة في تقارير مصوّرة. إذ تسعى الثّقافة في وقتٍ لاحقٍ لتدشين المزيد من تلك العروض بهدف إنقاذ الإرث الشّعبيّ اللّاماديّ من النّسيان.
ويوم الأربعاء، لا يزال البرنامج الثّقافيّ لمعرض الكتاب يحملُ الكثير من التّفاصيل، إذ يطلق الباحث مبارك عمرو العمّاريّ إصداره الجديد (نوادر وقصص من البحرين)، من خلال حفل تدشين كتابه ضمن فعاليّات توقيع الكتب، وذلك في السّاعة السّادسة مساءً بجناح هيئة البحرين للثّقافة والآثار.
وفي هذا الإصدار يكشف العمّاري عن نهمه في تقفّي الحكايات والإصغاء إليها، حيث أنّه ومنذ أبريل 1970م كان ينشر حلقاتٍ عدّة حول (نوادر وقصص من بلدنا)، يسجّل فيها التّفاصيل الدّقيقة، ويتتبّع الأحداث للاستدلال على التّاريخ.
في هذا الكتاب، يعيدُ العمّاري جمع تلك الحلقات، وذلك توثيقًا لحقبة مهمّة من تاريخ الغوص على اللّؤلؤ في البحرين وفي المنطقة، وتحديدًا حقبة التّلاشي والاحتضار، وتحوّل مجتمعاتنا المحلّيّة من عصر الغوص الذي استمرّ كمهنة أساسيّة منذ آلاف السّنين إلى عصر النّفط والاقتصاد التّجاريّ، كما يسردُ في كتابه تلك الحوادث المرتبطة بالغوص وأهمّ شخوصه وقاماته خلال القرن العشرين المنصرم. كذلك تقوم المملكة العربيّة السّعوديّة بإعادة عرض فيلميّ (المغادرون) و(الصّرافة) لكلّ من فاتهم حضور الأمسية السّينمائيّة مساء اليوم.
وبمناسبة مرور ربع قرن على تأسيس مجلّة البحرين الثّقافيّة وإصدارها، يُشارك د. محمّد الخزاعيّ جمهور المعرض تفاصيل كثيرة تتعلّق بالمجلّة، التي لا زالت تواصل رهانها الثّقافيّ والفكريّ دون انقطاع، من خلال ندوة يوم غد (الموافق 4 أبريل) التي تحمل عنوان (مجلّة البحرين الثّقافيّة)، وذلك في السّاعة السّابعة مساءً بقاعة الفعاليّات في معرض البحرين الدّوليّ الثّامن عشر للكتاب.
ويطرحُ الخزاعيّ الأبعاد العميقة التي أسّست للمحتوى الفكريّ والتّوجّه المعرفيّ لهذه المجلّة الرّصينة. كما يتناول أثر هذا الإصدار في تعميق التّبادل الثّقافيّ مع العديد من الأقلام النّخبويّة سواء في البحرين أم في العالم العربيّ على نطاقٍ أوسع، شارحًا عن أسلوب المجلّة في الاحتفاء بالنّتاجات الإنسانيّة وتكوين سجلٍّ ثقافيٍّ ذي وزن.
على صعيدٍ آخر، تحيي فرقة محمّد بن فارس الموسيقيّة أمسيةً غنائيّة تُثري بها الأجواء الاحتفائيّة في معرض البحرين الدّوليّ للكتاب، إذ تستدعي في مسرح الفعاليّات بالقرب من قلعة عراد دفء الإيقاعات البحرينيّة وأجمل الأغنيات المحلّيّة، حيث سيكون الجمهور على موعدٍ في السّاعة الثّامنة مساءً مع ذاكرةِ الطّرب البحرينيّ الأصيل.
يُذكَر أنّ هذا الحفل هو الأمسية الغنائيّة البحرينيّة الأولى في معرض الكتاب، بعد أن رافقت فرقة نغم السّعوديّة جمهور الغناء في الأيّام الماضية، وستعود فرقة محمّد بن فارس لاحقًا بتاريخ 6 أبريل إلى ذات الموقع لتقديم ثاني حفلاتها. أمّا ركن الأطفال فيواصل تقديم فعاليّاته وأنشطته في الفترتين الصّباحيّة والمسائيّة، بالتّعاون مع مركز سلمان الثّقافيّ.
ومن ضمن الفعاليّات الاستثنائيّة التي يشهدها معرض الكتاب، وترسيخًا لمفهوم السّلام والخير، يوجّه كافّة أطياف المجتمع البحرينيّ والجاليّات المُقيمة تحيّة محبّة باتّجاه العالم، من خلال (وقفة سلام) التي تنظّمها جمعيّة البيارق البيضاء بالتّعاون مع هيئة البحرين للثّقافة والآثار وبرعايةٍ من الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة رئيسة الهيئة، مساء الأربعاء في السّاعة السّابعة مساءٍ بقلعة عراد، لتكون تلكَ التّلويحة مهداة للعالم من أرض المحرّق عاصمة الثّقافة الإسلاميّة 2018م،
يُذكَر أنّ النّسخة الثّامنة عشرة من معرض البحرين الدّوليّ للكتاب تأتي بالتّزامن مع مهرجان ربيع الثّقافة الثّالث عشر، إذ يستضيف المعرض في هذه النّسخة أكثر من 400 دارٍ ومؤسّسة ثقافيّة وفكريّة محلّيّة وعربيّة وعالميّة من 26 دولة مختلفة. ويتّخذ موقعه بالقرب من موقع قلعة عراد، وذلك في تصديرٍ للفعل الثّقافيّ من قلب المحرّق عاصمة الثّقافة الإسلاميّة 2018م. من جهتها، تتقدّم هيئة البحرين للثّقافة والآثار بالشّكر لكلّ المساهمين في هذا المحفل الثّقافيّ والحضاريّ، وتحديدًا شركة فيفا البحرين الرّاعي الذّهبيّ للمعرض، والرّعاة الفضّيّين وهم: شركة بابكو، وإي إي لتأجير السّيّارات. كما تتقدّم بالشّكر للرّعاة الإعلاميّين، وهم: وزارة شؤون الإعلام، وصحيفتيّ البلاد والوطن.
{{ article.visit_count }}
الموروث الجميل بما يحملُ عن حكاياتِ البحرِ وأغنياته كان أولى تلك الفعاليّات الثّقافيّة، إذ استُدعِيَ مساء الثلاثاء برفقة زياد علي عبدالغفّار الذي دشّن كتابه "أنغام خليجيّة: رواية النّهّام بدر السّادة"، ضمن فعاليّات توقيع الكتب بجناح هيئة البحرين للثّقافة والآثار، بحضورِ العديد من المهتمّين بما يُروى عن البحر وبالتّاريخ البحرينيّ المرتبط بالغوص وذاكرة الزّمن القديم.
وقام زياد بجمع وتدقيق مضمون هذا الكتاب، الذي يتناول رواية الرّاوية والنّهّام البحرينيّ بدر محمّد السّادة، والذي يُعدّ أحد الرّواة البحرينيّين الذين اختزنت ذاكرتهم كمًّا هائلاً من القصائد الشّعبيّة، إلى جانب أدائه لفنّ الفجرّي، وهو فنّ فريد تتمازج فيه الألحان في الأغنية الواحدة، وتتنوّع فيه القصائد.
من صوتِ هذه الشّخصيّة البحرينيّة، تمكّن زياد من التقاط الأغنيات باعتبارها الذّاكرة والشّاهد على الألحان الخليجيّة العريقة، ليست فقط تلك التي حملَها السّادةَ في حنجرته، بل ووصولاً إلى إلحاق الكتاب برواية الحاجّ إبراهيم يتيم، الذي له هو الآخر العديد من المرويّات والحكايات والأنغام التي تفصحُ عن هويّة المنطقة وموسيقاها.
وواصلت المملكة العربيّة السّعوديّة ضيف شرف معرض الكتاب، استحضار جماليّات ثقافتها، إذ أقيمت اليوم ثاني أمسية سينمائيّة، جمعت المهتمّين بالتّجربة السّينمائيّة السّعوديّة، حيث تمّ عرض فيلم "المغادرون" للمخرج عبدالعزيز المطيريّ، ويتحدّث الفيلم عن الاختلافات العميقة التي تتكشّف أثناء اللّحظات المتوازية، كما حدث مع "سالم" و"وديع" اللّذين يتحوّل طريق المغادرة للسّفر إلى مكاشفةٍ مغايرة. فهذه الرّحلة العابرة جعلت من الغريبين يتقاطعان بحدّة في آرائهما، قناعاتهما، وما يظنّان عن العالم. الأوّل الذي أنهكته الحياة، والآخر الذي مندفعًا يخطّطُ لأمرٍ ما.
هذا التّوازي ما بينهما، ينكسرُ للحظةٍ، ويكشفُ عن صراعاتٍ فكريّة، تنحازُ فيها كلّ فكرةٍ إلى تطرّفها، ويحتمي هذا الصّراع باشتغالٍ كوميديّ، يفسّر فيه مخرج العمل منظوره عن تقاطع الأشياءِ التي لا تلتقي.
كذلك تمّ عرض فيلم (الصّرافة) للمخرجة السّعوديّة بشرى الأندجاني، والتي تمكّن المشاهدون معها من التّسلّل إلى ما خلف أعطال جهاز السّحب الآليّ (الصّرافة)، وذلك عندما تتّجه زينب إلى إحدى هذه الأجهزة، والتي بالصّدفة يعملُ فيها كلٌّ من (جاد) و(فرفور) كموظّفَيْن مبتدئَيْن.
وبدلاً من أن تكون العمليّة سلسة وسريعة، يتسبّب (فرفور) بشخصيّته المرحة والعفويّة بعدم استكمال عمليّة الصّرف، فيما يكثّف (جاد) محاولاته للسّيطرة على الموقف، الأمر الذي يتسبّب بحدوث ما هو ليس متوقّعًا. وقد شاركَ في هذه الأمسية الأستاذ ممدوح باعجاجة عبر تقديم رؤيته النّقديّة والفنّيّة.
وفي أولى الأمسيات الثّقافيّة التي تجمع هيئة البحرين للثّقافة والآثار بهيئة الشّارقة للكتاب، وثالث الأمسيات الشّعريّة ضمن البرنامج الثّقافيّ لمعرض البحرين الدّوليّ الثّامن عشر للكتاب، استدرج الشّاعر الإماراتيّ حبيب الصّايغ الجمهور إلى جماليّات قصائده ونتاجه الشّعريّ في أمسيته (شاطئ المعاني)، حيث استدعى الصّايغ الكثير من أشعاره التي تنتصر للحياةِ وللحُبِّ والإنسانيّة، بلغةٍ أنيقةٍ وشفّافة تفاعل معها الحضور، مراهنًا على الشّعر صوتًا للجمالِ واللّقاء، ومؤكّدًا أنّ الشّعر قادرٌ على منحِ وجهةٍ دقيقةٍ للمعاني والأحاسيس.
كذلك شهد المعرض الثلاثاء، إطلاق ثاني حلقات مشروع (التّراث الشّفهيّ) الذي يسعى لتأريخ وتوثيق الذّاكرة الجمعيّة السّماعيّة والإرث اللّاماديّ البحرينيّ، وذلك بتقديم حلقةٍ برفقةِ. يهتمّ المشروع بتوثيق وتسجيل ذلك التّراث من خلال العديد من الشّخوص الثّقافيّة أو تلك التي عايشت هذه المواضيع، ناقلةً بذلكَ الأبعاد التّاريخيّة والثّقافيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة في تقارير مصوّرة. إذ تسعى الثّقافة في وقتٍ لاحقٍ لتدشين المزيد من تلك العروض بهدف إنقاذ الإرث الشّعبيّ اللّاماديّ من النّسيان.
ويوم الأربعاء، لا يزال البرنامج الثّقافيّ لمعرض الكتاب يحملُ الكثير من التّفاصيل، إذ يطلق الباحث مبارك عمرو العمّاريّ إصداره الجديد (نوادر وقصص من البحرين)، من خلال حفل تدشين كتابه ضمن فعاليّات توقيع الكتب، وذلك في السّاعة السّادسة مساءً بجناح هيئة البحرين للثّقافة والآثار.
وفي هذا الإصدار يكشف العمّاري عن نهمه في تقفّي الحكايات والإصغاء إليها، حيث أنّه ومنذ أبريل 1970م كان ينشر حلقاتٍ عدّة حول (نوادر وقصص من بلدنا)، يسجّل فيها التّفاصيل الدّقيقة، ويتتبّع الأحداث للاستدلال على التّاريخ.
في هذا الكتاب، يعيدُ العمّاري جمع تلك الحلقات، وذلك توثيقًا لحقبة مهمّة من تاريخ الغوص على اللّؤلؤ في البحرين وفي المنطقة، وتحديدًا حقبة التّلاشي والاحتضار، وتحوّل مجتمعاتنا المحلّيّة من عصر الغوص الذي استمرّ كمهنة أساسيّة منذ آلاف السّنين إلى عصر النّفط والاقتصاد التّجاريّ، كما يسردُ في كتابه تلك الحوادث المرتبطة بالغوص وأهمّ شخوصه وقاماته خلال القرن العشرين المنصرم. كذلك تقوم المملكة العربيّة السّعوديّة بإعادة عرض فيلميّ (المغادرون) و(الصّرافة) لكلّ من فاتهم حضور الأمسية السّينمائيّة مساء اليوم.
وبمناسبة مرور ربع قرن على تأسيس مجلّة البحرين الثّقافيّة وإصدارها، يُشارك د. محمّد الخزاعيّ جمهور المعرض تفاصيل كثيرة تتعلّق بالمجلّة، التي لا زالت تواصل رهانها الثّقافيّ والفكريّ دون انقطاع، من خلال ندوة يوم غد (الموافق 4 أبريل) التي تحمل عنوان (مجلّة البحرين الثّقافيّة)، وذلك في السّاعة السّابعة مساءً بقاعة الفعاليّات في معرض البحرين الدّوليّ الثّامن عشر للكتاب.
ويطرحُ الخزاعيّ الأبعاد العميقة التي أسّست للمحتوى الفكريّ والتّوجّه المعرفيّ لهذه المجلّة الرّصينة. كما يتناول أثر هذا الإصدار في تعميق التّبادل الثّقافيّ مع العديد من الأقلام النّخبويّة سواء في البحرين أم في العالم العربيّ على نطاقٍ أوسع، شارحًا عن أسلوب المجلّة في الاحتفاء بالنّتاجات الإنسانيّة وتكوين سجلٍّ ثقافيٍّ ذي وزن.
على صعيدٍ آخر، تحيي فرقة محمّد بن فارس الموسيقيّة أمسيةً غنائيّة تُثري بها الأجواء الاحتفائيّة في معرض البحرين الدّوليّ للكتاب، إذ تستدعي في مسرح الفعاليّات بالقرب من قلعة عراد دفء الإيقاعات البحرينيّة وأجمل الأغنيات المحلّيّة، حيث سيكون الجمهور على موعدٍ في السّاعة الثّامنة مساءً مع ذاكرةِ الطّرب البحرينيّ الأصيل.
يُذكَر أنّ هذا الحفل هو الأمسية الغنائيّة البحرينيّة الأولى في معرض الكتاب، بعد أن رافقت فرقة نغم السّعوديّة جمهور الغناء في الأيّام الماضية، وستعود فرقة محمّد بن فارس لاحقًا بتاريخ 6 أبريل إلى ذات الموقع لتقديم ثاني حفلاتها. أمّا ركن الأطفال فيواصل تقديم فعاليّاته وأنشطته في الفترتين الصّباحيّة والمسائيّة، بالتّعاون مع مركز سلمان الثّقافيّ.
ومن ضمن الفعاليّات الاستثنائيّة التي يشهدها معرض الكتاب، وترسيخًا لمفهوم السّلام والخير، يوجّه كافّة أطياف المجتمع البحرينيّ والجاليّات المُقيمة تحيّة محبّة باتّجاه العالم، من خلال (وقفة سلام) التي تنظّمها جمعيّة البيارق البيضاء بالتّعاون مع هيئة البحرين للثّقافة والآثار وبرعايةٍ من الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة رئيسة الهيئة، مساء الأربعاء في السّاعة السّابعة مساءٍ بقلعة عراد، لتكون تلكَ التّلويحة مهداة للعالم من أرض المحرّق عاصمة الثّقافة الإسلاميّة 2018م،
يُذكَر أنّ النّسخة الثّامنة عشرة من معرض البحرين الدّوليّ للكتاب تأتي بالتّزامن مع مهرجان ربيع الثّقافة الثّالث عشر، إذ يستضيف المعرض في هذه النّسخة أكثر من 400 دارٍ ومؤسّسة ثقافيّة وفكريّة محلّيّة وعربيّة وعالميّة من 26 دولة مختلفة. ويتّخذ موقعه بالقرب من موقع قلعة عراد، وذلك في تصديرٍ للفعل الثّقافيّ من قلب المحرّق عاصمة الثّقافة الإسلاميّة 2018م. من جهتها، تتقدّم هيئة البحرين للثّقافة والآثار بالشّكر لكلّ المساهمين في هذا المحفل الثّقافيّ والحضاريّ، وتحديدًا شركة فيفا البحرين الرّاعي الذّهبيّ للمعرض، والرّعاة الفضّيّين وهم: شركة بابكو، وإي إي لتأجير السّيّارات. كما تتقدّم بالشّكر للرّعاة الإعلاميّين، وهم: وزارة شؤون الإعلام، وصحيفتيّ البلاد والوطن.