استضاف مجلس خليفة الكعبي في البسيتين الجمعة، الماضي مدير التدقيق الشرعي بالمصرف الخليجي التجاري وباحث في الاقتصاد الإسلامي نواف عبدالسلام الحوسني، لتقديم محاضرة بعنوان "أصول التعاملات المالية في الشريعة الإسلامية" والتي تفاعل معها الحضور نظراً لما احتوته من معلومات مهمه بخصوص التعاملات المالية في البنوك الإسلامية وتوافقاتها الشرعية.
وأكد الحوسني أهمية الموضوع لشمول التعاملات المالية جميع جوانب الحياة، سواء أكان ذلك على المستوى المؤسسي كأصحاب السجلات التجارية، أو على المستوى الفردي الشخصي. فلا تكاد تخلوا لحضة من لحضات الحياة إلا وبها عملية بيع أو إجارة أو عملية إيداع مالي "الوديعة" أو عملية تمويل وغيرها.
وأوضح بأن الإنسانية لم تعرف نظاماً مالياً أدق وأعم وأشمل وأكمل وأنقى من النظام المالي الإسلامي، حيث سمت الشريعة الإسلامية المال قياماً للمجتمع، قال تعالى "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً" أي قيام معيشتكم.
وأضاف أن هذا المال يجب أن يكتسب، وأن ينتج، وأن يستثمر، وأن يستهلك بالطرق المشروعة، ومن هنا تأتي الخطورة في الحرام، فقد قال النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند ابن حبان والترمذي "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه".
من أين اكتسبه، هل اكتسبه عن طريق الحلال والعقود الصحيحة المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، أو عن طريق الحرام كالربا والسرقة والغصب والتعامل بالمحرمات وأكل أموال الناس بالباطل أو عن طريق الغش والتزويل أو الرشوة.
وفيما أنفقه، هل أنفقه في الحلال الطيب أو أنفقه في الحرام أو المساعدة على الحرام كالإقراض والاقتراض بالربا أو المتاجرة في المحرمات من الخمور وغيرها.
وقال "من هنا يتبين لنا أهمية المال وفي نفس الوقت خطورته على المسلم إذا تعامل معه بغير الطريق المشروع، والآن عندنا ولله الحمد مؤسسات متخصصة تساعد على استثمار أموال الناس وتنميتها على الوجه المشروع: وهي المصارف الإسلامية وشركات الاستثمار الإسلامي وغيرها وفيها هيئات شرعية، وهذه الهيئات الشرعية فقهاء متخصصون تعرض عليهم العقود وعمليات التمويل والاستثمار وكيف يتم تنمية الأموال وبأي وجه من الوجوه".