شوق العثمان

بين الترانيم والألحان تجود نوتات ضائعة في سماء الثقافة الموسيقية البحرينية، لا تجد من يحتويها أو يساندها للوصول إلى أعلى درجة في السلم الموسيقى.. تُعزف بتأنٍ وهي تحن للعزف بصخب وسط جمهور يحييها ويقدر الفن الذي يناسب من بين أصابع فنانيها.

عديد من الفرق التي تشكل كل سنة، ولكن لا نسمع عنها ولا نراها على خشبات مسارحنا.. عديد من الأغاني التي تنتج من قبل الشباب ولكن لا تلاقى الصدى المرجو منها ليس لرداءتها بل بسبب عدم الترويج الكافي لها وقوة إظهارها.

وسط إعلان يجذب المتذوق والشخص الهاوي للموسيقى، فالشباب الموسيقى أصبح يضع كل أمواله على إنتاج الموسيقى أو الأغنية ولا يلاقى أي فائض ليقوم بحملة ترويجية لنفسه.

ضربات حظ تقتطفها بعض الفرق في الترويج عن نفسها من خلال المعارض أو الأمسيات الغنائية العامة ومبلغ زهيد، من أجل الانتشار فقط لا من أجل توفير مصروف شهري يعيل الفرقة ويحدث الأدوات الموسيقية التي عانت كثيراً مع معاناة الفرق الشبابية.

الثقافة الموسيقية ضرورية جداً للمجتمع، فهي تنمى حس الاستماع وشعل الإحساس وتغذي العقل بالفرح تارة، وتواسيه في حزنه تارة أخرى..الدعم البسيط لهذه الفرق الطموحة سيكون له أثر إيجابي كبير، فالفرق الشابة لا تلهث وراء النقود، إنما تلهث وراء إظهار فنها وموهبتها للجماهير التي تتعطش لسماع أغانٍ بحرينية، وتعيد إحياء ماضي الفرق البحرينية التي اندثرت بنفس سبب عدم انتشار أختها الحديثة.

رسالة مني تتعلق بها آمال الشباب الذي يقضي جل وقته في تطوير ذاته: "لنمسك بهذه النوتات الضائعة ولندلها على الطريق الصحيح، ولنصنع منها سلماً موسيقياً متناسقاً يصدح بأصوات راقية ومثقفة تفخر بها مملكة البحرين في المحافل الثقافية".