نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي الثلاثاء الماضي محاضرة بعنوان "شعر المرأة العربية السعودية من الإتباع إلى الإبداع " للباحثة السعودية الدكتورة مريم سعود أبوبشيت وأدار الحوار الأستاذ علي عبدالله خليفة.
واستهلت الشاعرة مريم أبو بشيت الأمسية بطرح رؤيتها حول المراحل التي عاشتها وعاصرتها الشاعرة العربية السعودية حيث أوضحت أن الأنثى كانسان يسكنها القلق والتوتر والهواجس والصراع والحلم الذي يدفعها للبحث عن ذاتها وإنسانيتها، فالشاعرة العربية السعودية مارست كتابة الشعر والمقال واستطاعت أن تصل وأن تكتب الكثير من المؤلفات وأصبحت كاتبة في الصحف والمجلات واعتلت المنابر وأصبحت سيدة حسب الظروف التي تعيشها. وبينت الدكتورة أبوبشيت أن ورقة البحث تناقش ثلاثة محاور تتدرج من النظرة العامة، نماذج من ملامح شعر المرأة العربية السعودية وأخرها الصورة والموسيقى والجسد.
وفي خضم شرحها للمحور الأول طرحت الدكتورة أبو بشيت وضع المرأة وتعليمها في جزيرة العرب قبل التوحيد وقيام الدولة السعودية حيث كان موضع صراع وبين مؤيد ومعارض نتيجة لانتشار الجهل والتخلف والفقر وتدهور الأوضاع فضلاً عن الطبيعة الصحراوية الجافة. وتدرجت المرأة من التعلم في المطوعة إلى المدارس الأهلية في المناطق المحدودة قبل تأسيس المملكة العربية السعودية لتنتقل المرحلة الثانية في العام 1931 على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود الذي أدرك بحكمته أن التعليم هو الأساس لدفع عجلة النهضة وليكون في هذه الدولة الفتية موقعها المميز. وعلى الرغم من تأخر انطلاق تعليم المرأة بواقع 35 عاماً إلا أن المرأة السعودية استطاعت أن تجتهد وتصل إلى ما وصلت إليه اليوم.
ثم انتقلت الدكتور أبو بشيت إلى المحور الثاني المتمثل في عرض نماذج من ملامح شعر المرأة العربية السعودية من خلال توضيح محوري الأتباع والإبداع وبينت أن ثريا قابل تعتبر أول شاعرة سعودية تنتمي إلى مرحلة التجديد بالإضافة الى الشاعرة سلطانة السديري والشاعرة مريم ناصر والشاعرة رقية بغداد، كما أضافت بأن هذه المرحلة غير مختصة بالشعر السعودي فحسب أنما هي مرحلة من مراحل الشعر العربي بما يسمى مرحلة الأتباع وعرضت أبو بشيت عدد من النماذج الشعرية للشاعرات المجددات على الحضور. وفي الختام تطرقت لنماذج شعرية للمرحلة الأخيرة وهي مرحلة التحديث التي تميزت بتجاوز البدايات الأولى والقفز إلى عالم شعري جديد جربت تقنياته وأساليبه كما تميزت بجرأة القول والصدام مع الأعراف والتقاليد البالية.