شوق العثمان

مسارح امتلأت بالممثلين وتزاحمت أوراق النصوص المسرحية على طاولات الكتّاب ومرت بين أيادي ممثلين كثر، إلى أن استقرت في يد معجبها، كثيراً ما نسمع شكوى الممثلين المسرحين المبتدئين من المسرح وظروف المسرح في مملكة البحرين، وفي الغالب يرمى اللوم على الإدارة أو الميزانية، ولكن لم الجمهور البحريني العاشق للمسرح لا يتكلم؟

لماذا لا نسمع شكواه من إدارة المسارح ومطالبته بزيادة ميزانيتها؟ هل الجمهور البحريني لا يجذبه هذا الفن، أم هناك أسباب أخرى؟

بحثت كثيراً ووجدت، أن الجمهور البحريني متعطش للمسرح البحريني بشكل خاص وللمسارح كافة بشكل عام، فهو يملأ المقاعد خلال العروض ويجبر القائمين والمنظمين على تمديد مدة العرض ويحقق بحضوره العديد من الأهداف، منها التأكيد على زيادة وعي المجتمع بالفن والمحافظة عليه كمصدر لا يستهان به لطرح القضايا ومعالجتها والتأكيد على تطور الفن المسرحي البحريني والحرص على تشجيع الفنانين البحرينيين المبدعين.

الجمهور البحريني مثقف مسرحياً، فالمسرح انطلق من البحرين مدرسياً عام 1925 من مدرسة الهداية الخليفية، ولم يقتصر على مدارس البنين فقد انتقل إلى مدارس البنات ومن ثم النوادي الأهلية ليكبر ويرقى، فقد قدمت البحرين عديداً من المسرحيات الشعرية الراقية والتي كانت نقطة تحول بالنسبة للكثير من الكتّاب الذين استغلوا هذه الطفرة المسرحية لصالح إلهامهم.

المسرح البحريني، مسرح مميز ويطرح القضايا بطريقة خاصة وفريدة يعشقها البحريني ويعجب بها أي شخص آخر. نتمنى أن يعود المسرح البحريني كما عهدناه ببساطته دون التحجج بالميزانية وبأسلوبه المميز، الذي يجذب المشاهد للفنان لا للكماليات الموضوعة بجانبه، فالمسرح البحريني مسرح رسالة لا مسرح استعراض.