قال المطرب فيصل الأنصاري إنه "منذ كنت في الرابعة من عمري كان والدي حسن الأنصاري وعمي أحمد الأنصاري يقدمان الابتهالات الدينية في التلفزيون والإذاعة، لذلك تأثرت بصوتيهما وبدأ والدي يعلمني كيف أتهجى الغناء وبدأ عندي شغف الظهور على المسرح بمشاركات عديدة في مسابقات الأطفال منذ 4 سنوات وحتى كانت آخر مشاركة مدرسية لي في سن الثامنة عشر في مرحلة التوجيهي، حيث شاركت في حفل المواهب الأول الذي كانت تنظمه إدارة الخدمات الطلابية، ومنها بدأ مشواري الفني الحقيقي".

وأضاف أنه "بدأت بالتلحين في سن مبكرة أيضاً واستجمعت كل تجاربي الصغيرة في أن أبدأ بتلحين بعض الأغاني وأسجلها بنفسي في غرفتي باستخدام أجهزة متواضعة، وقمت بتسجيل أسطوانات بعدد كبير ووزعتها على محلات بيع الأشرطة في البحرين، وكذلك خارج البحرين بنفسي".

وأوضح أنه "من خلال تجاربي السابقة كنت أتميز بدمج أساليب غنائية مختلفة وبعيده عن بعضها البعض كغناء فن الصوت البحريني بأسلوب أوبرالي إيطالي والنهمة والمواويل بأسلوب الفلامينكو الإسباني والعرب الشرقية بلمسات تركية وبالعكس أيضاً، وأعتقد أن هذا الدمج قد يسبب التغيير في نوع الأداء واللحن ويضيف أساليب غنائية مهجنة وجديدة لأرشيف الأسلوب الغنائي التقليدي.

... وفيما يلي تفاصيل الحوار ...

= كيف بدأ فيصل في الوسط الفني؟

- منذ كنت في الرابعة من عمري كان والدي حسن الأنصاري وعمي أحمد الأنصاري يقدمان الابتهالات الدينية في التلفزيون والإذاعة، لذلك تأثرت بصوتيهما وبدأ والدي يعلمني كيف أتهجى الغناء، وبدأ عندي شغف الظهور على المسرح بمشاركات عديدة في مسابقات الأطفال منذ 4 سنوات وحتى كانت آخر مشاركة مدرسية لي في سن الثامنة عشر في مرحلة التوجيهي، حيث شاركت في حفل المواهب الأول الذي كانت تنظمه إدارة الخدمات الطلابية، ومنها بدأ مشواري الفني الحقيقي، وبدأت بالتلحين في سن مبكرة أيضاً، واستجمعت كل تجاربي الصغيرة في أن أبدأ بتلحين بعض الأغاني وأسجلها بنفسي في غرفتي باستخدام أجهزة متواضعة، وقمت بتسجيل أسطوانات بعدد كبير ووزعتها على محلات بيع الأشرطة في البحرين، وكذلك خارج البحرين بنفسي.

= ما هي الأسباب التي دفعتك للطموح في هذا المجال؟

- شجعني خالد عبدالله خليفة بإدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم، ونصحني بالتوجه لدراسة الموسيقى لما وجده من تميز في خامة صوتي وأدائي، وفعلاً بدأت بدراسة الموسيقى 5 سنوات بتخصص الأصوات وتخرجت بالمركز الأول على الدفعة، وعدت لأعمل كمدرس لمادة التربية الموسيقية بمدارس البحرين، وبعد ذلك وجدت نفسي أعمل في نفس الإدارة التي كانت تهتم بموهبتي كاختصاصي للأنشطة الفنية. كنت أشارك بالغناء بأنماط مختلفة ولغات متعددة تصل لحوالي 9 لغات مع فرق كثيرة: كفرقة البحرين الموسيقية، فرقة محمد بن فارس، فرقة الأوركسترا الطلابية بوزارة التربية والتعليم، فرقة الشموع وفرقة قرطبها وغيرها.. وأصدرت أغاني فردية مثل: أغنية بداية عشرتي، أغنية شلي خلاني ألوم، أغنية علامك وأغنية في غيابك.

= كيف يمكن للفنان أن يؤثر في المجتمع؟

- كما عرفنا من المقولة الشهيرة "الحاجة أم الاختراع"، أرى من وجهة نظري أن جميع الفنون باختلاف أنواعها لم تولد إلا بسبب الحاجة، فقد تكون هذه الحاجة هي حاجة التأمل والاستمتاع بجماليات الألوان كما في الفنون التشكيلية، أو بحاجة التعبير عن الرأي كما يعبر عنه المسرح والتمثيل، أو بغيره من الفنون، لذا يكون دور الصوت والنغم من أهم الأدوار التي تؤثر على المجتمع من خلال رسائل قد تكون تحميسية، فلولا النهام في السفينة لما كان الغيص والسيب بالحماس الذي كانوا يعملون به ولما استحملوا الجهد الذي كانوا يبذلونه.

= لكل فنان رسالة، ما هي رسالتك التي ترغب في إيصالها عن طريق الفن؟

- أحمل في أعماقي رسائل متعددة ولا أكتفي بواحدة، ومنها رسالة الكلمة الهادفة والرسالة المجتمعية، الفن يلعب دوراً كبيراً في توصيلها من خلال الألحان ورسالة البحث في التاريخ الموسيقي والمحافظة على استمراريته، فلولا هذا التاريخ لما كنا وصلنا لما عليه من إبداع فني، لذلك أحمل نفسي المسؤولية لأتوارث هذه الفنون وأحاول ترجمة ألحانها وتجميلها موسيقياً لتنتعش بالحياة مجدداً، ورسالة أسعى من خلالها بأن أكون السفير الموسيقي الذي يتناقل ثقافات متعددة وأنماطاً موسيقية مختلفة ويوحدها لتعود لأصلها الواحد وغيرها من الرسائل، ولكن جميع هذه الرسائل تحمل هدفاً واحداً وهو الارتقاء بالذائقة العامة والثقافة الموسيقية لتساهم بوجود جيل شبابي مثقف وواعٍ موسيقياً.. وهذا ليس حلماً بل حقيقة بدأت طريقها نحو النجاح.

= هل يمكن لفيصل تغيير ذائقة الخليجيين بتنوعه الفني؟

- من خلال تجاربي السابقة كنت أتميز بدمج أساليب غنائية مختلفة وبعيدة عن بعضها البعض، كغناء فن الصوت البحريني بأسلوب أوبرالي إيطالي والنهمة والمواويل بأسلوب الفلامينكو الإسباني والعرب الشرقية بلمسات تركية وبالعكس أيضاً، وأعتقد أن هذا الدمج قد يسبب التغيير في نوع الأداء واللحن ويضيف أساليب غنائية مهجنة وجديدة لأرشيف الأسلوب الغنائي التقليدي.

= بعد الصولات والجولات، ماذا حققت وماذا تطمح لتحقق؟

- حققت ما راهن الكثير بأنه لا يمكنني تحقيقه، رفعت راية الفن البحريني وأثبتت للعالم من يكون الفنان البحريني ثقافة وفناً، وأثبتت بأني قادر على التطوير والتغيير، وحققت لي ذاتاً ولوناً لم يكن موجوداً في الساحة. وفي كل عمل أديته كنت أضع بصمة لفيصل الأنصاري، وسأستمر بوضع بصمات فيصل الأنصاري في كل عمل أقدمه في المستقبل، وسأسعى للبحث عن أنواع غنائية جديدة، وأسافر لأبحث عن ثقافات جديدة أحاول ترويضها وأدخلها لمختبر الدمج الخاص فيّ.

= هل يمكن أن نزرع بذور الفن الجديد في البحرين؟

- يشهد التاريخ بخصوبة أرض البحرين، فزهرة الخلود لم تنبت إلا على أرض الخلود (البحرين)، وشجرة الحياة مازالت على قيد الحياة على هذه الأرض، إذ إن هذه الأرض تمتلك سحراً وقدرة عجيبة على زراعة أنواع مميزة ونادرة من الفنون، بل بانفراد وبتعبير آخر البحرين دائماً سباقة في جميع المجالات، وأرض البحرين هي أول من أنجبت الفنون الشعبية التي انتشرت إلى دول الخليج، وأصبحت تمثل الفنون الشعبية الخليجية. وأشبه الطاقات البحرينية بالوقود الذي يغذي الفنون في المنطقة ككل، ومازال الفن الخليجي يعتمد على طاقات بحرينية ليستمر وينتج، ودوري أنا في زراعة هذه الأرض هو أن أجلب بذور الزهور من كل بساتين العالم وأحاول زرعها في البحرين ليكون لدينا بستان كبير يحتوي على كل أنواع الزهور.

= ما جديدك للانطلاق بشكل احترافي في المجال؟

- سأسعى جاهداً بأن يكون جديدي هو جديد فعلياً ومختلف، ولكن أيضاً سأحاول أن يكون مناسباً للذائقة العامة، وقد يواجهني من يضع لي عقبات في تحقيق ذلك باستخدام المقولة الشهيرة في هذه الأيام (الناس ما تبي جذي) ولكن هذا تحدٍّ جديد ومجازفة جديدة صعبة سأتوجه إليها بكل استعداد وسأحققها بإذن الله.