أجرت الحوار - سيرين عصفور
أكدت الكاتبة دلال يوسف أن الكاتب يسوّق لإصداراته حسب أهدافه والقلم الجيّد هو الذي يسوّق لنفسه، أن كانت الأهداف مادية بحته فهي قصيرة المدى وإن كانت معنوية فهي طويلة المدى، ولكن الكتاب بمحتواه هو الذي يؤثر بالقارئ ويشدّه نحوه، والدليل الكتب التي نقرأها ونغرم بها ونتأثر بأفكارها ونود لو أننا لم ننته منها بعد مثلاً نجيب محفوظ أو نزار قباني هل قابلناهم يوماً حتى نشتري مؤلفاتهم؟ بالطبع لا ولكن قوة أقلامهم دفعتنا لذلك وأبقتنا في دائرة الشغف والانتظار لكل ما كان جديداً لهم.
وأشارت إلى أنه "منذ طفولتي وأنا كنت أتفاعل مع الأحداث المحيطة بي بالكتابة والانطلاق في عنان خيالي الواسع، لكن بدأتها فعلياً عندما كنت في المرحلة الابتدائية، كنت أحب حصة اللغة العربية والتعبير بشكل كبير، منذ تلك الأيام شعرت والدتي بأن ابنتها الوحيدة تمتلك موهبة الكتابة فعلمتني على القراءة وحفّزتني على الكتابة، بهذا الشكل دعمتني منذ تلك اللحظة حتى يومنا هذا، ولم أنسَ الفضل لوالدي المرحوم أيضاً الذي دعمني بتعليقاته السلبية التي كانت نتيجة تخوفه من إهمالي لمستقبلي العملي".
... وفيما يلي تفاصيل الحوار...
- حصلت على شهادة الدراسات المصرفية والمالية فكيف اجتمعت تلك الدراسة مع موهبة الكتابة؟
الموهبة هي هوية الإنسان الحقيقية في عالم الإبداع، وموهبتي في الكتابة ولدت معي واجتهدت لصقلها وربيتها حتى كبرت وأوصلتني لأكبر شريحة من الناس بجميع أنحاء الوطن العربي، وستبقى معي لآخر لحظة من الزمن، أما دراستي فهي الواقع الذي لا مهرب منه أو كما نستطيع أن نسميه قفص الحياة، لكن ما أجمل من أن يخوض الإنسان مغامراته الحياتية بين تيارين متضادين، هذا هو التحدي الأكبر لنيل التفوق والتميز والنجاح.
متى بدأت الكتابة وكيف اكتشفتِ هذه الموهبة ومن أخذ بيدكِ حينها؟
منذ طفولتي وأنا كنت أتفاعل مع الأحداث المحيطة بي بالكتابة والانطلاق في عنان خيالي الواسع، لكن بدأتها فعلياً عندما كنت في المرحلة الابتدائية، كنت أحب حصة اللغة العربية والتعبير بشكل كبير، منذ تلك الأيام شعرت والدتي بأن ابنتها الوحيدة تمتلك موهبة الكتابة فعلمتني على القراءة وحفّزتني على الكتابة، بهذا الشكل دعمتني منذ تلك اللحظة حتى يومنا هذا، ولم أنسَ الفضل لوالدي المرحوم أيضاً الذي دعمني بتعليقاته السلبية التي كانت نتيجة تخوفه من إهمالي لمستقبلي العملي.
كيف اتخذتِ أول قرار لك بإصدار كتابك الأول، ما الصعوبات التي واجهتك، وبنظرك ما هي الرسالة الثقافية والأدبية التي حملها الكتاب الأول لكِ؟
في مرحلة النشر كنت متخوفة نوعاً ما، وكانت وجهتي شبه تائهة، ولم تكن لدي أدنى فكرة أو خبرة بمواضيع النشر والطباعة، ولكن الإنسان الطموح يسخر له من يضيء له عتمة دروبه، لذلك أول شخص لجأت إليه وفتح لي باب مساعداته قبل أن أطرقه وقدم لي دعماً كبيراً والذي اعتبره الداعم الدائم لي "أ.حسن علي"، وهو رئيس قسم المعارض والمكتبات بصحيفة الأيام البحرينية، نصائحه وتوجيهاته كانت البوصلة التي صححت مساراتي في بداية انطلاقتي بمجال النشر بسنة 2012 وحتى هذه اللحظة، رسالتي في كتاب دلال المشاعر كانت عبارة عن نسمات وخواطر حاولت أن أعبر من خلالها إلى وجدان الكثيرين من حولي ممن يعيشون قصصاً سعيدة وأخرى قد تكون مأساوية.
زخم الكتاب في الساحة الأدبية والثقافية بات مخيفاً.. الأقلام كثُرت والمحتوى ركيك.. ما تفسيركِ لهذه الظاهرة؟ وإلى أين ستأخذنا؟
انتقادي لهذا الوضوع قد يفسره البعض بأنه هدّام، ولكن نحن الآن نعيش في طفرة السوشال ميديا التي ولّدت أفكاراً سيئة لدى البعض كحُب الظهور وهوس الشهرة اللذين يدفعانهم لزجّ أنفسهم في الحلبة الثقافية دون امتلاكهم للأسلحة (كالقلم والإلهام والثقافة) التي تمكنهم من النجاح، وبذلك يسعى كل منهم باستعراض ما بجعبته ظناً منه بأنه سيدخل إلى جنّة الشهرة من أوسع أبوابها وهذه فكرة خاطئة تماماً.
في الحقيقة والواقع هو أن القيمة الجوهرية للكاتب تكمن في إلهامه، لذلك دائماً أقول بأن جودة الكاتب ليس في كمية إصداراته أو مبيعات مؤلفاته، بل في جودة وندرة ما سيضيفه قلمه للعالم الثقافي، لأن القراء هم الحكم الرئيس لأنهم أشخاص يمتلكون ذائقة وفكراً نيّراً ويبحثون دوماً عما يفيدهم وينمي ثقافتهم وجعبتهم المعرفية.
متى تكتب دلال ومن يقف خلف كتاباتها ومن يدعمها؟
من يدلل الدلال هو من يقف وراء نشاطاتها وكتاباتها ويزوّدها بالطاقة الإبداعية ويدعمها، أما الإلهام يزورني بلا مواعيد أو استئذان، وفي أي لحظة ممكن أكتب بالأخص عندما أحزن أو أغضب أو تستفزني قضية ما أقوم بتفريغ طاقتي وفيضان مشاعري على ورق فاتح لي ذراعيه على مصراعيها ولا يملُ من قلمي الحُرّ والصريح، بالنسبة للدعم، الدعم نحظى به من الطرفين (المحب أو الحاقد)، فالاثنان يدعمانك وكل منهما بطريقته الاحترافية.
مواقع قراءة الكتب إلكترونيا انتشرت بشكل كبير.. ووسائل التواصل الاجتماعي بان النشر فيها أسرع بكثير وأوفر بأكثر.. ماذا تفضلين لو كنتِ قارئة وماذا تتمنين كشاعرة وأديبة؟
بما أننا في العصر الفكري والتكنولوجي المتطور والسريع والذي أصبح فيه التجمع البشري أضخم بكثير أصبحت لغة التواصل من خلاله أقوى للأسف، هي طفرة تكنولوجية ستنتهي يوماً ما، ولكن ستبقى الكتب معمّرة لآلاف السنين تعاصرها أجيال مختلفة، بالإضافة إلى أن للورق رائحة مميزة أشهى من القهوة حتى.
وبرغم التطورات التكنولوجية والوسائل العديدة المتاحة للقراءة الإلكترونية إلا أن هناك شريحة كبير مازالو يفضلونها ورقياً (وأنا منهم) والدليل معارض الكتاب التي تكتظ بالقراء ومستوى الحضور الذي شهدناه خلال السنوات الماضية.
إنتاجات دلال الأدبية .. ما هو العمل الأقرب لقلبكِ؟
دلاليات مجموعة مقالات اجتماعية وواقعية، كانت تجربتي الأولى في كتابة المقالات بعيداً عن الخواطر، وترانيم دلال خواطر لها مزيج خاص من الحزن والفرح والخذلان والنسيان، أما مسرحية قفص مريم المشتّقة من إصداري دلال المشاعر والتي شاركت بها في مهرجان الصواري قصة واقعية تركت أثرها العميق في قلوب الناس والبنات خاصةً وتفاعلوا معها بشكل جميل، ولكن الإصدار الأقرب لي هو أول إصداراتي دلال المشاعر، والذي أصبح كثير من الناس ينادونني باسمه أحياناً، لأنه نقطة انطلاقتي وهو الباب الكبير الذي عبرت من خلاله قلوب القراء وحققت حلم الطفولة، ولا أنسى طبعاً بأن دلال المشاعر قادني إلى قدر أجمل مما توقعت وتمنيت.
أين قلم دلال من المشهد السياسي وكيف تخدم دلال مملكة البحرين بالكتابة؟
التاريخ والسياسة أخوض فيهما فكرياً وليس فعلياً وأحرص على تغذية نفسي ثقافياً من خلال القراءة ومتابعة الأخبار على الساحة فقط لا أكثر.
أما بالنسبة لي كيف أخدم وطني، أنا مؤمنة بأن الكلمة كالرصاصة تخترق عقل القارئ وقلبه وأن قلمي الحُرّ والجريء وكل نجاح تحققه إصداراتي إصدار لي، وكل جملة أكتبها تفيد مجتمعي خاصة تلك التي تفيض بالوطنية والانتماء ويتأثر بها الوطنيون وتؤثر بالشارع الأدبي، هي أمور تدعم وطني الذي ينبع بالعراقة والأصالة الثقافية المتنوعة.
حدثينا عن تجربتك في معارض الكتاب وكيف تخدم معارض المؤلفين؟
من أعمق التجارب التي خضتها في حياتي عندما شاركت على سنتين متتاليتين في اللجنة المنظمة لمهرجان الأيام الثقافي، وسنة بعد سنة يشهد هذا الحدث الضخم إقبالاً كثيفاً.
بالنسبة لمعارض الكتاب تقدم دعماً كبيراً للمؤلفين والقراء في آن واحدٍ، وتتيح لهم فرصة اللقاء بشرائح متنوعة من القراء وحضور حفلات التواقيع والتخيّر بين آلاف من العناوين في مجالات واسعة، وأيضا يمكن للمؤلفين أن يلتقوا بالمثقفين ومؤسسي دور النشر والاستفادة من خبراتهم.
كيف يمكن للكاتب أن يسوّق لإصداراته؟
الكاتب يسوّق لإصداراته حسب أهدافه، والقلم الجيّد هو الذي يسوّق لنفسه، إن كانت الأهداف مادية بحته فهي قصيرة المدى وإن كانت معنوية فهي طويلة المدى، ولكن الكتاب بمحتواه هو الذي يؤثر بالقارئ ويشدّه نحوه، والدليل الكتب التي نقرؤها ونغرم بها ونتأثر بأفكارها ونود لو أننا لم ننتهِ منها بعد، مثلاً نجيب محفوظ أو نزار قباني هل قابلناهم يوماً حتى نشتري مؤلفاتهم؟ بالطبع لا. ولكن قوة أقلامهم دفعتنا لذلك وأبقتنا في دائرة الشغف والانتظار لكل ما كان جديداً لهم.
أين موقع دلال من الأضواء والشهرة؟
شهرتي الحقيقية هي ثبات موقعي بأعماق كل شخص محب لكلماتي وينتظر أعمالي بشغف، وخاصة أولئك الذين ينتظرون قراءة تغريداتي ومنشوراتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً مقالاتي التي تنشر في عمود دلاليات بصحيفة الأيام البحرينية.
دلال.. ما جديدكِ؟
السؤال الذي أصبحَ أكثر تشويقاً ورعباً بالنسبة لي، لأن حينما تسألونني ما هو جديدي أشعر بأنني أمام مسؤولية ضخمة جداً ترغم قلمي على المواصلة والاستمرارية، أعتقد بأن سماء الكاتب واسعة وشاسعة تعجّ بمشاريعه الأدبية، لذلك هو لا يختار أعماله الجديدة بل إلهامه يقوده إلى حيث تسكن قلوب القراء وما تشتهيه ذائقتهم.
{{ article.visit_count }}
أكدت الكاتبة دلال يوسف أن الكاتب يسوّق لإصداراته حسب أهدافه والقلم الجيّد هو الذي يسوّق لنفسه، أن كانت الأهداف مادية بحته فهي قصيرة المدى وإن كانت معنوية فهي طويلة المدى، ولكن الكتاب بمحتواه هو الذي يؤثر بالقارئ ويشدّه نحوه، والدليل الكتب التي نقرأها ونغرم بها ونتأثر بأفكارها ونود لو أننا لم ننته منها بعد مثلاً نجيب محفوظ أو نزار قباني هل قابلناهم يوماً حتى نشتري مؤلفاتهم؟ بالطبع لا ولكن قوة أقلامهم دفعتنا لذلك وأبقتنا في دائرة الشغف والانتظار لكل ما كان جديداً لهم.
وأشارت إلى أنه "منذ طفولتي وأنا كنت أتفاعل مع الأحداث المحيطة بي بالكتابة والانطلاق في عنان خيالي الواسع، لكن بدأتها فعلياً عندما كنت في المرحلة الابتدائية، كنت أحب حصة اللغة العربية والتعبير بشكل كبير، منذ تلك الأيام شعرت والدتي بأن ابنتها الوحيدة تمتلك موهبة الكتابة فعلمتني على القراءة وحفّزتني على الكتابة، بهذا الشكل دعمتني منذ تلك اللحظة حتى يومنا هذا، ولم أنسَ الفضل لوالدي المرحوم أيضاً الذي دعمني بتعليقاته السلبية التي كانت نتيجة تخوفه من إهمالي لمستقبلي العملي".
... وفيما يلي تفاصيل الحوار...
- حصلت على شهادة الدراسات المصرفية والمالية فكيف اجتمعت تلك الدراسة مع موهبة الكتابة؟
الموهبة هي هوية الإنسان الحقيقية في عالم الإبداع، وموهبتي في الكتابة ولدت معي واجتهدت لصقلها وربيتها حتى كبرت وأوصلتني لأكبر شريحة من الناس بجميع أنحاء الوطن العربي، وستبقى معي لآخر لحظة من الزمن، أما دراستي فهي الواقع الذي لا مهرب منه أو كما نستطيع أن نسميه قفص الحياة، لكن ما أجمل من أن يخوض الإنسان مغامراته الحياتية بين تيارين متضادين، هذا هو التحدي الأكبر لنيل التفوق والتميز والنجاح.
متى بدأت الكتابة وكيف اكتشفتِ هذه الموهبة ومن أخذ بيدكِ حينها؟
منذ طفولتي وأنا كنت أتفاعل مع الأحداث المحيطة بي بالكتابة والانطلاق في عنان خيالي الواسع، لكن بدأتها فعلياً عندما كنت في المرحلة الابتدائية، كنت أحب حصة اللغة العربية والتعبير بشكل كبير، منذ تلك الأيام شعرت والدتي بأن ابنتها الوحيدة تمتلك موهبة الكتابة فعلمتني على القراءة وحفّزتني على الكتابة، بهذا الشكل دعمتني منذ تلك اللحظة حتى يومنا هذا، ولم أنسَ الفضل لوالدي المرحوم أيضاً الذي دعمني بتعليقاته السلبية التي كانت نتيجة تخوفه من إهمالي لمستقبلي العملي.
كيف اتخذتِ أول قرار لك بإصدار كتابك الأول، ما الصعوبات التي واجهتك، وبنظرك ما هي الرسالة الثقافية والأدبية التي حملها الكتاب الأول لكِ؟
في مرحلة النشر كنت متخوفة نوعاً ما، وكانت وجهتي شبه تائهة، ولم تكن لدي أدنى فكرة أو خبرة بمواضيع النشر والطباعة، ولكن الإنسان الطموح يسخر له من يضيء له عتمة دروبه، لذلك أول شخص لجأت إليه وفتح لي باب مساعداته قبل أن أطرقه وقدم لي دعماً كبيراً والذي اعتبره الداعم الدائم لي "أ.حسن علي"، وهو رئيس قسم المعارض والمكتبات بصحيفة الأيام البحرينية، نصائحه وتوجيهاته كانت البوصلة التي صححت مساراتي في بداية انطلاقتي بمجال النشر بسنة 2012 وحتى هذه اللحظة، رسالتي في كتاب دلال المشاعر كانت عبارة عن نسمات وخواطر حاولت أن أعبر من خلالها إلى وجدان الكثيرين من حولي ممن يعيشون قصصاً سعيدة وأخرى قد تكون مأساوية.
زخم الكتاب في الساحة الأدبية والثقافية بات مخيفاً.. الأقلام كثُرت والمحتوى ركيك.. ما تفسيركِ لهذه الظاهرة؟ وإلى أين ستأخذنا؟
انتقادي لهذا الوضوع قد يفسره البعض بأنه هدّام، ولكن نحن الآن نعيش في طفرة السوشال ميديا التي ولّدت أفكاراً سيئة لدى البعض كحُب الظهور وهوس الشهرة اللذين يدفعانهم لزجّ أنفسهم في الحلبة الثقافية دون امتلاكهم للأسلحة (كالقلم والإلهام والثقافة) التي تمكنهم من النجاح، وبذلك يسعى كل منهم باستعراض ما بجعبته ظناً منه بأنه سيدخل إلى جنّة الشهرة من أوسع أبوابها وهذه فكرة خاطئة تماماً.
في الحقيقة والواقع هو أن القيمة الجوهرية للكاتب تكمن في إلهامه، لذلك دائماً أقول بأن جودة الكاتب ليس في كمية إصداراته أو مبيعات مؤلفاته، بل في جودة وندرة ما سيضيفه قلمه للعالم الثقافي، لأن القراء هم الحكم الرئيس لأنهم أشخاص يمتلكون ذائقة وفكراً نيّراً ويبحثون دوماً عما يفيدهم وينمي ثقافتهم وجعبتهم المعرفية.
متى تكتب دلال ومن يقف خلف كتاباتها ومن يدعمها؟
من يدلل الدلال هو من يقف وراء نشاطاتها وكتاباتها ويزوّدها بالطاقة الإبداعية ويدعمها، أما الإلهام يزورني بلا مواعيد أو استئذان، وفي أي لحظة ممكن أكتب بالأخص عندما أحزن أو أغضب أو تستفزني قضية ما أقوم بتفريغ طاقتي وفيضان مشاعري على ورق فاتح لي ذراعيه على مصراعيها ولا يملُ من قلمي الحُرّ والصريح، بالنسبة للدعم، الدعم نحظى به من الطرفين (المحب أو الحاقد)، فالاثنان يدعمانك وكل منهما بطريقته الاحترافية.
مواقع قراءة الكتب إلكترونيا انتشرت بشكل كبير.. ووسائل التواصل الاجتماعي بان النشر فيها أسرع بكثير وأوفر بأكثر.. ماذا تفضلين لو كنتِ قارئة وماذا تتمنين كشاعرة وأديبة؟
بما أننا في العصر الفكري والتكنولوجي المتطور والسريع والذي أصبح فيه التجمع البشري أضخم بكثير أصبحت لغة التواصل من خلاله أقوى للأسف، هي طفرة تكنولوجية ستنتهي يوماً ما، ولكن ستبقى الكتب معمّرة لآلاف السنين تعاصرها أجيال مختلفة، بالإضافة إلى أن للورق رائحة مميزة أشهى من القهوة حتى.
وبرغم التطورات التكنولوجية والوسائل العديدة المتاحة للقراءة الإلكترونية إلا أن هناك شريحة كبير مازالو يفضلونها ورقياً (وأنا منهم) والدليل معارض الكتاب التي تكتظ بالقراء ومستوى الحضور الذي شهدناه خلال السنوات الماضية.
إنتاجات دلال الأدبية .. ما هو العمل الأقرب لقلبكِ؟
دلاليات مجموعة مقالات اجتماعية وواقعية، كانت تجربتي الأولى في كتابة المقالات بعيداً عن الخواطر، وترانيم دلال خواطر لها مزيج خاص من الحزن والفرح والخذلان والنسيان، أما مسرحية قفص مريم المشتّقة من إصداري دلال المشاعر والتي شاركت بها في مهرجان الصواري قصة واقعية تركت أثرها العميق في قلوب الناس والبنات خاصةً وتفاعلوا معها بشكل جميل، ولكن الإصدار الأقرب لي هو أول إصداراتي دلال المشاعر، والذي أصبح كثير من الناس ينادونني باسمه أحياناً، لأنه نقطة انطلاقتي وهو الباب الكبير الذي عبرت من خلاله قلوب القراء وحققت حلم الطفولة، ولا أنسى طبعاً بأن دلال المشاعر قادني إلى قدر أجمل مما توقعت وتمنيت.
أين قلم دلال من المشهد السياسي وكيف تخدم دلال مملكة البحرين بالكتابة؟
التاريخ والسياسة أخوض فيهما فكرياً وليس فعلياً وأحرص على تغذية نفسي ثقافياً من خلال القراءة ومتابعة الأخبار على الساحة فقط لا أكثر.
أما بالنسبة لي كيف أخدم وطني، أنا مؤمنة بأن الكلمة كالرصاصة تخترق عقل القارئ وقلبه وأن قلمي الحُرّ والجريء وكل نجاح تحققه إصداراتي إصدار لي، وكل جملة أكتبها تفيد مجتمعي خاصة تلك التي تفيض بالوطنية والانتماء ويتأثر بها الوطنيون وتؤثر بالشارع الأدبي، هي أمور تدعم وطني الذي ينبع بالعراقة والأصالة الثقافية المتنوعة.
حدثينا عن تجربتك في معارض الكتاب وكيف تخدم معارض المؤلفين؟
من أعمق التجارب التي خضتها في حياتي عندما شاركت على سنتين متتاليتين في اللجنة المنظمة لمهرجان الأيام الثقافي، وسنة بعد سنة يشهد هذا الحدث الضخم إقبالاً كثيفاً.
بالنسبة لمعارض الكتاب تقدم دعماً كبيراً للمؤلفين والقراء في آن واحدٍ، وتتيح لهم فرصة اللقاء بشرائح متنوعة من القراء وحضور حفلات التواقيع والتخيّر بين آلاف من العناوين في مجالات واسعة، وأيضا يمكن للمؤلفين أن يلتقوا بالمثقفين ومؤسسي دور النشر والاستفادة من خبراتهم.
كيف يمكن للكاتب أن يسوّق لإصداراته؟
الكاتب يسوّق لإصداراته حسب أهدافه، والقلم الجيّد هو الذي يسوّق لنفسه، إن كانت الأهداف مادية بحته فهي قصيرة المدى وإن كانت معنوية فهي طويلة المدى، ولكن الكتاب بمحتواه هو الذي يؤثر بالقارئ ويشدّه نحوه، والدليل الكتب التي نقرؤها ونغرم بها ونتأثر بأفكارها ونود لو أننا لم ننتهِ منها بعد، مثلاً نجيب محفوظ أو نزار قباني هل قابلناهم يوماً حتى نشتري مؤلفاتهم؟ بالطبع لا. ولكن قوة أقلامهم دفعتنا لذلك وأبقتنا في دائرة الشغف والانتظار لكل ما كان جديداً لهم.
أين موقع دلال من الأضواء والشهرة؟
شهرتي الحقيقية هي ثبات موقعي بأعماق كل شخص محب لكلماتي وينتظر أعمالي بشغف، وخاصة أولئك الذين ينتظرون قراءة تغريداتي ومنشوراتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً مقالاتي التي تنشر في عمود دلاليات بصحيفة الأيام البحرينية.
دلال.. ما جديدكِ؟
السؤال الذي أصبحَ أكثر تشويقاً ورعباً بالنسبة لي، لأن حينما تسألونني ما هو جديدي أشعر بأنني أمام مسؤولية ضخمة جداً ترغم قلمي على المواصلة والاستمرارية، أعتقد بأن سماء الكاتب واسعة وشاسعة تعجّ بمشاريعه الأدبية، لذلك هو لا يختار أعماله الجديدة بل إلهامه يقوده إلى حيث تسكن قلوب القراء وما تشتهيه ذائقتهم.