قال الفريق الطبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة إن التطبيق السريري يحتل المرتبة الأولى من اهتمام البرامج التعليمية في كلية العلوم الصحية بجامعة البحرين، باعتباره محور المهن التمريضية، لما يحتاجه طلبة التمريض من توجيه وإرشاد مستمرين، ومشاهدة عملية للممارسة التمريضية، مؤكداً دور المدرب الإكلينيكي الهام في هذه العملية.

وأضاف: "إن الممارسة السريرية للممرضين حديثي التخرج خاصة، أو الطلبة في كلية التمريض عموماً هي قلب عملية التدريس، حيث تعلمه كيف يكون متمكناً في أدائه ورعايته للمريض على قدر من المسؤولية في عمله وتصرفاته"، مشيرا إلى أن القطاع الصحي في مملكة البحرين يشهد ارتقاءً مستمراً منذ ما يزيد على قرن من الزمان، لافتاً إلى المعايير الدولية التي تضع مملكة البحرين في المراتب العالية في جميع الجوانب الصحية، ومؤكداً ما توليه الحكومة الرشيدة من عناية للإنسان على أرض هذا الوطن، بما يتماشى مع ما هو مأخوذ به في الدول المتقدمة.

ولفت الفريق الطبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة إلى أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها كافة الدول ومنها البحرين، لم تثن المملكة من الاهتمام بصحة الإنسان والتي اعتبرها من مؤشرات رقي مملكة البحرين. واصفاً تخريج الدفعة الأولى من طلبة برنامج المدرب الإكلينيكي، بالإضافة الحقيقية إلى المساعي الأكاديمية النيّرة لكلية العلوم الصحية منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعين عاماً. ومؤكداً عدم استغناء الخدمات الصحية في القطاعين العام والخاص عن الممرضين، رغم زيادة عدد المستشفيات والعيادات في جميع التخصصات. ومبدياً فخر مملكة البحرين كون كلية العلوم الصحية أول كلية من نوعها في دول مجلس التعاون، وكونها كلية خرجت ما يربو على خمسة آلاف ممرض وممرضة مذ كانت مدرسة للتمريض عام 1959م.

وكان الفريق الطبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة يتحدث في حفل تخريج الفوج الأول من برنامج المدرب الإكلينيكي بكلية العلوم الصحية، يوم الأثنين 14 مايو 2018م، بحضور كل من الرئيس التنفيذي بالهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة، ورئيس الأطباء واستشاري الجراحة بمجمع السلمانية الطبي الدكتور جاسم إبراهيم المهزع، ووكيل وزارة الصحة الدكتور وليد خليفة المانع، والوكيل المساعد للمستشفيات بوزارة الصحة الدكتور محمد أمين العوضي، والوكيل المساعد للموارد والخدمات بوزارة الصحة فاطمة عبدالواحد الأحمد، وقائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة، ومدير مركز التدريب والاحتراف بمستشفى الملك حمد الجامعي الدكتورة دلال حسن الحسن، ورئيس قسم التعليم الطبي بقوة دفاع البحرين المقدم طبيب نايف لوري، وقائدة الخدمات الطبية الملكية بقوة دفاع البحرين اللواء الأستاذ الدكتور الشيخ خالد بن علي آل خليفة، ومستشارة التخطيط الإستراتيجي بالمجلس الأعلى للصحة زهرة حبيب.

ومن جهته قال رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة في كلمة له خلال الحفل إن الممارسة الاكلينيكية للطلاب في كلية العلوم الصحية هو قلب عملية التدريس، لما لها من دور في تعليمهم كيف يكونوا متمكنين من أداء مهامهم التمريضية اتجاه مرضاهم، وأن يكونوا على قدر من المسئولية، مشيراً إلى أن التطبيق الاكلينيكي محور المهن التمريضية ويأتي في المرتبة الأولى من اهتمام البرامج التعليمية في كلية العلوم الصحية في جامعة البحرين.

ووصف أ.د حمزة هذا التخرج بالثمرة التي أتت بعد جهد تعاوني من قبل كل من طلبة التمريض، والممرضات الموظفات بوزارة الصحة ومستشفى الملك حمد الجامعي وكلية العلوم الصحية، مؤكداً تطوير أساليب الممارسات الأكاديمية للمحاضرين والتي تتفق مع المعايير الدولية في التدريس.

وقالت عميدة كلية العلوم الصحية الدكتورة آمال جوزيف عاقلة بأن برنامج المدرب الإكلينيكي يعتبر ثمرة من ثمار جهود رئيس جامعة البحرين الأستاذ دكتور رياض يوسف حمزة حيث دأب على تطوير برامج الجامعة، ورفع جودة التعليم والتدريب فيها، عبر الإهتمام بالجانبين النظري والعملي أو (الإكلينيكي).

وأكدت منسقة برنامج المدرب الاكلينيكي أمل سعد الصباغ تعاون ودعم دائرة التدريب بوزارة الصحة ومستشفى الملك حمد الجامعي، ومساندة الهيئة الوطنية لتنظيم المهن الصحية، والذي بحسبها ما ظهر هذا البرنامج إلى التطبيق العملي إلا بجهودهم.

وأشارت إلى تدريب خمسة وسبعين مدرباً إكلينيكياً من الجنسين، ومن جميع التخصصات بوزارة الصحة ومستشفى حمد الجامعي على كيفية نقل خبراتهم وتدريب طلبة بكالوريوس التمريض. من خلال برنامج اشتمل على محاضرات وورش عمل ومناقشات نظرية وتطبيقات عملية.

وفي كلمة للخريجين قال الطالب الممرض أيمن حسن إن معظم الدراسات العالمية الصحية أكدت على دور التدريب الإكلينيكي على مستوى الأداء العملي للممرضين، مثمناً دور كلية العلوم الصحية في تطوير أداء الممرضين ليرتقوا بمستوى مهنة التمريض في المملكة، وليقدموا أفضل الخدمات التمريضية للمرضى.

وتم اختيار المشاركين في برنامج المدرب الاكلينيكي على أسس أهمها: أن يكون للممرض الرغبة الحقيقية في القيام بهذه المهمة ليكون الدافع داخلياً ومستمراً، وأن يكون لديه القدرة على توفير البيئة والمكان والأدوات والعوامل المساعدة للفهم والتحصيل. وألا يكون متصلب الرأي ويتقبل ويؤمن بالمستجدات في عملية التمريض، وأن يتسم بطبيعة تشاورية مع باقي الفريق الطبي، وأن يكون لديه القدرة والموهبة على توصيل المعلومة للطالب، وأن يتميز كذلك بعقلية متفتحة والقدرة على التعامل مع الجميع مع اختلاف أفكارهم واتجاهاتهم.