رفع وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف فضيلة الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح خالص التعازي والمواساة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والعائلة المالكة الكريمة، في وفاة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد مسيرة إنجازات عظيمة وتاريخ حافل بالعطاءات الجليلة خدمةً للدين والوطن الغالي.



وتقدم المفتاح إلى أنجال وأحفاد سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة بأحر التعازي في وفاة فقيدهم، مستذكراً مناقب ومآثر الفقيد الراحل رحمه الله تعالى، حيث كان رحمه الله من كبار المؤسسين للصرح العدلي الشامخ، لافتاً إلى أن المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عبدالله بن خالد، كان رمزاً من رموز مملكة البحرين وثروة تاريخية وأدبية هائلة، محباً للخير وللعلم، نشأ مع القرآن والعلوم الشرعية، ومنذ تعيينه وزيراً للعدل في العام 1975، إلى أن أصبح رئيساً للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية كان رحمه الله مهتماً بكل ما يتعلق بالجوامع والمساجد، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، فضلاً عن عنايته بالعلم والعلماء والاهتمام بكل ما يتعلق بالجانب الشرعي.

وأضاف المفتاح قائلاً: في العام 1976 وجه الفقيد رحمه الله إلى إنشاء أول مركز لتحفيظ القرآن الكريم وهو مركز أبي بن كعب لتعليم القرآن الكريم وتدريس علومه، ومنه كانت الانطلاقة الحقيقية لمراكز تعليم القرآن الكريم في مملكة البحرين حتى وصل عددها حتى اليوم إلى 351 مركزاً وحلقة قرآنية تنضوي تحت مظلة وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وكان لجهوده رحمه الله وتوجيهاته بالغ الأثر في تطوير مسيرة العمل القرآني وتحسين مخرجاته، لافتاً إلى أنه في العام 1978 أصدر رحمه الله مجلة الهداية، وهي أول مجلة شهرية إسلامية ترأس تحريرها أثناء توليه منصب وزير العدل والشؤون الإسلامية، ولا زالت الوزارة تصدر المجلة حتى يومنا هذا، وفي نهايات القرن الماضي أسس رحمه الله عدداً من المعاهد الشرعية والحوزات العلمية، وفي العام 2013م أشرف المغفور له بإذن الله تعالى على مصحف البحرين، ووجه إلى تزويد الجوامع والمساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم بنسخ منه.

وأشار وكيل الشؤون الإسلامية إلى أن سمو الشيخ عبدالله بن خالد رحمه الله كان شديد الحرص على رعاية وحضور العديد من المحافل القرآنية والمناسبات الدينية التي تنظمها الشؤون الإسلامية، كما كان الداعم والمؤسس الأول لجائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم منذ انطلاقتها في العام 1996 في عهد المغفور له سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وكان لحضوره في هذه الفعاليات شأنٌ كبير، فهو الداعم الأكبر للأنشطة القرآنية المتميزة في مملكة البحرين.

والمتأمل في سيرة حياة سمو الشيخ عبدالله بن خالد يدرك مدى ما كان يتمتع به رحمه الله من صدق وحرص على خدمة الدين والوطن والمجتمع، وتشهد آثاره الخيرة بما قدمه من إنجازات ملأت صفحات حياته العامرة بالعطاء، فلقد ترك رحمه الله تعالى بصماته في العمل العدلي والإسلامي والاجتماعي والخيري في كل بقعة من أرض البحرين.

وتابع المفتاح: لقد لمس فيه رحمه الله كل من عرفه دماثة خلقه وطيب منطقه وبعد نظره، فلقد كان تواضعه رحمه الله يكسو مهابته بحلة من الخلق والتعامل الراقي، ويشهد أهل البحرين بما قدمه رحمه الله من أعمال جليلة للم الشمل وجمع الكلمة، حيث تعامل بكل مصداقية وحيادية مع أبناء البحرين دون تمييز أو طائفية. وكان شديد الحرص على نشر الألفة والمودة بين أبناء البحرين، كما كان يدعو دائماً إلى وحدة وطنية تنطلق بالبحرين إلى مصاف الدول المتقدمة، معتبرا أن الراحل أسهم رحمه الله تعالى في تأسيس عدد من المؤسسات العلمية والتاريخية التي تُعد اليوم معالم حضارية لمملكة البحرين.

واختتم المفتاح قائلا: عزاؤنا في الفقيد الغالي رحمه الله ما ورثه لأبنائه وأحفاده الكرام من علم وخبرة وحسن خلق، وما قدمه لوطنه ودينه وأمته في المجالات كافة سيبقى شاهداً لسموه على إخلاصه لدينه ووطنه. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون.