شاركت مملكة البحرين في الاجتماع الأممي للعهد الدولي للمهاجرين المنعقد من٤-٨ يونيو الجاري ٢٠١٨ ب‍مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وقدم وفد البحرين ممثلا في رئيس هيئة تنظيم سوق العمل أسامة بن عبدالله العبسي استعراضا لتقرير المشاورات الوطنيّة الذي يمثل رؤية المملكة لصياغة العهد الدولي.

وأوضح العبسي أنه تم استعراض توصيات رؤية مملكة البحرين حول العهد الدولي للمهاجرين الذي تعتزم الأمم المتحدة تبنيه خلال العام الجاري 2018، وهي مبادرة بحرينية رائدة للتشاور في ملف المهاجرين والمساهمة في منظومة النقاشات التي تغذي العهد الدولي.



وأكد العبسي أن الاجتماع الدولي أبدى اهتماما بتجربة مملكة البحرين على طريق إصلاح سوق العمل وحماية العمالة الوافدة دون الإخلال بحقوق بقية أطراف العمل الأخرى، مشيرًا إلى مجموعة من الخطوات ومنها تشريع حرية انتقال العامل إلى صاحب عمل جديد، وابتكار تصريح العمل المرن الذي يحظى باهتمام أممي.

ولفت العبسي أمام الاجتماع الدولي إلى أن البحرين أطلقت منذ العام 2004 مشروع إصلاح سوق العمل الذي تفرعت منه هيئتي سوق العمل وصندوق العمل "تمكين"، مشيرًا إلى أن الهيئة شرعت منذ تأسيسها إلى إعداد قاعدة معلومات متكاملة تتعلق بالعمالة الوافدة، لتكون بنكًا معلوماتيًا ومرتكزًا لأي تطوير يتعلق بالاقتصاد الوطني.

وأشار العبسي إلى أن المملكة قامت بمجموعة من الخطوات لحماية حقوق العمالة الوافدة دون الإخلال بحقوق أطراف العمل الأخرى، ومنها تشريع حرية انتقال العامل إلى صاحب عمل جديد، كما نظمت فترات سماح لتصحيح أوضاع المخالفين، منبها أن الهيئة أطلقت بعد دراسة سوق العمل واستناداً إلى قاعدتها المعلوماتية، مشروع تصريح العمل المرن لمعالجة مشكلة العمالة المخالفة والتي لم تكن سببًا في تحولها إلى عمالة غير نظامية، لافتا إلى أنّ الأهمية التي يكتسبها تصريح العمل المرن تتمثل في تقديمه حلًا مبتكرًا في طريق إصلاح سوق العمل، مع تحصين لبيئة التعامل مع العمالة الوافدة، بما يضمن حقوقها إلى جانب حقوق بقية أطراف العمل، كما أنه يقدم إضافة اقتصادية نوعية للاقتصاد الوطني من خلال توفير احتياجات السوق من العمالة المؤقتة دون الإخلال بالطبيعة التنافسية في السوق.

كما لفت إلى حرص المملكة على مراجعة وتطوير منظومتها التشريعية والقانونية بصورة مستمرة بما يتوافق مع المتطلبات الدولية لاسيما في صون حقوق وكرامة العمالة الوافدة من التعرض لأي محاولات للابتزاز والاستغلال أو الاتجار، مشيرًا إلى تأسيس مركز دعم وحماية العمالة الوافدة الدي يتضمن مركزا للإيواء، إلى جانب تدشين نظام الإحالة الوطني لمكافحة الاتجار بالأشخاص الذي ينظم ويوضح دور مختلف الجهات المعنية لمكافحة هذه الجريمة وآليات تعاملها مع أي حالة اتجار أو يشتبه في إمكانية تحولها إلى حالة إتجار.

يشار إلى أن الاجتماع يعد جزءًا من سلسلة من الاجتماعات التحضيرية الدولية والإقليمية التي شاركت فيها مملكة البحرين ممثلة في هيئة تنظيم سوق العمل، وهي اجتماع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت، واجتماع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ (إسكاب) بالعاصمة التايلاندية بانكوك، علاوة على المشاركة في اللقاءات والمشاورات في مقر الأمم المتحدة الأوربي بالعاصمة السويسرية جنيف.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت عزمها صياغة عهد دولي جديد للمهاجرين فيما كلفت الجمعية العامة للأمم المتحدة، المنظمة الدولية للهجرة، إجراء مجموعة من المشاورات واللقاءات الإقليمية والدولية والوطنية لوضع تصورات حول العهد الدولي الجديد وانطلقت في إعداده منذ فبراير 2018.