أكد وكيل الوزارة لشؤون البلديات د.نبيل أبوالفتح، أن "مشتل عذاري" وصل في السنوات الأخيرة لمرحلة الاكتفاء الذاتي بعد أن وصل إنتاجه إلى 3 ملايين شتلة من الزهور الموسمية لفصلي الصيف والشتاء، بعدما كان ينتج في السابق نصف مليون زهرة "بوتونيا" في السنة.

ومنذ أن تأسس المشتل في ثمانينات القرن الماضي عام 1982 أي من حوالي 36 عاماً بدأ اهتمامه بالتشجير وسعى إلى توسيع الرقعة الخضراء، فساهم في تجميل وتشجير العديد من المشروعات البلدية كالحدائق والمتنزهات والدوارات والشوارع والميادين المختلفة.

ويعتبر مشتل عذاري اليوم، والذي سمي بهذا الاسم أسوة بالمنطقة التي شيد فيها أحد المشاريع الاستراتيجية الهادفة لتجميل البحرين وزيادة الرقعة الخضراء، هو المغذي الأساسي للمتنزهات والحدائق والشوارع العامة في البحرين لما يزودها من مزروعات وأزهار.

ويعمل في المشتل الذي أنشئ على مساحة 30 ألف متر مربع بما يعادل 3 هكتارات، قرابة الخمسين عاملاً من مهندس زراعي ومشرفي الصيانة وفنيين زراعين وعدد من البستانيين. ويضم المشتل 20 حاضنة "محمية زراعية" تنتج الواحدة 5 آلاف شتلة خلال الموسم.

وكان المشتل قبل سنوات يستورد نحو مليوني زهرة لسد حاجة البحرين من أزهار الزينة. ويتم توزيع هذه الزهور والشتلات على عدد من الشوارع الرئيسة كشارع الشيخ عيسى بن سلمان ابتداء من ميناء سلمان وصولاً إلى تقاطع الجنبية، وشارع الشيخ خليفة بن سلمان من تقاطع السيف لغاية تقاطع الزلاق، وعلى البلديات الأربع والمباني التابعة لها وعلى عدد من الجهات الحكومية والمدارس.

وأشار وكيل الوزارة لشؤون البلديات، إلى أن "الوزارة قامت بتطوير المشتل ليتماشى مع حاجة البحرين للأزهار في مختلف المواسم، وأن هذا التطوير ساهم في تعزيز الإنتاج المحلي كما وفر الكلفة التشغيلية للمشتل".

وعاد أبوالفتح ليؤكد أن الوزارة تعمل على تطوير هذا المشتل مرة أخرى وفق رؤية كاملة يمكن من خلالها جعل هذا المشتل منطقة جذب سياحي ومنطقة ترفيهية وتعليمية مختبرية في آن واحد.

ويقول: "هناك رؤية لإدخال تطوير إضافي على المشتل الذي يقوم على مساحة 30 ألف متر مربع، يمكن من خلالها جعل هذا المشتل منطقة جذب ترفيهي وكذلك يمكن من خلاله تنظيم زيارات للمعنين من طلبة وعاملين في نفس المجال وكذلك يمكن جعله سوقاً أسبوعياً على غرار سوق المزارعين يستقطب المهتمين في مجال المشاتل".

وأكد الوكيل أن "تطوير المشتل يعود لاهتمام شؤون البلديات الكبير بزيادة رقعة التشجير في مختلف مناطق البحرين، حيث أصبح تطوير المشتل من الضرورات الحتمية التي فرضتها سرعة إيقاع نشر البساط الأخضر، ومن هذا المنطلق فقد جرت عمليات تطوير كبيرة للمشتل وأدخلت عليه العديد من الطرق والأساليب الحديثة في تجهيز الشتلات".

وأضاف: "كما تم تزويده بمجموعة كبيرة من الأدوات والتقنيات الحديثة التي من شأنها أن تحقق للمشتل الكفاءة المطلوبة، كما اهتمت الوزارة برفع جودة إنتاج الزهور والشجيرات والشتلات، مضيفاً أن "المشتل يواكب التكنولوجيا الحديثة والميكنة التي تغطي كافة مستويات التكنولوجيا الزراعية وتكنولوجيا التصنيع، من الأدوات اليدوية البسيطة والأساسية إلى المعدات الآلية والأكثر تطوراً".

وأكد أن "من شأن ذلك أن تخفف من حدة العمل وتقلل منه، وتخفف من نقص اليد العاملة، وتحسن الإنتاجية والتوقيت المناسب للعمليات الزراعية، وتحسن كفاءة استخدام الموارد، وتعزز الوصول إلى الأسواق، وتسهم في التخفيف من وطأة المخاطر المتصلة بالطقس".

وتابع: "تعمل هذه الأجهزة الحديثة على إكثار وإنتاج الزهور في مشاتل الوزارة تحقيقاً للاكتفاء الذاتي من هذه الزهور لمشاريع الوزارة، وإنتاج الزهور في مشاتل الوزارة يرفع من جودتها بالإضافة إلى تخفيض الكلفة مقارنة بالشراء، حيث أثبتت مخرجات مشاتل الوزارة جودتها على مر السنوات الماضية، وأن الوزارة تقوم برفع طاقتها الإنتاجية سنوياً لمواكبة متطلبات التنمية العمرانية والسكانية التي تشهدها المملكة".

من جهته، قال الوكيل المساعد للخدمات البلدية المشتركة وائل المبارك، إن الوزارة اهتمت بعملية التطوير من أجل تقديم أفضل الخدمات لعمليات التشجير الواسعة التي تشهدها المملكة، وأيضاً لنشر ثقافة التشجير وزيادة عدد الحدائق المنزلية من خلال تقديم المشورة الفنية لكافة زوار المشتل من طلبة المدارس والمهتمين بالزراعة والمواطنين والمقيمين ولكافة من لديه الرغبة في إنشاء حدائق بمنازلهم.

وأضاف: "تكمن أهمية مشتل عذاري في إنتاج أنواع مختلفة ومتنوعة من الزهور الموسمية للاستفادة منها في أعمال التشجير وإدخال أصناف من النباتات والأشجار تتلاءم مع ظروف المملكة وتقديم أفضل الخدمات لعمليات التشجير وفق الطرق والأساليب والتقنيات الحديثة، إضافة إلى تقديم المشورة الفنية للراغبين في إنشاء الحدائق المنزلية وطرق الحفاظ على الأشجار".

وأوضح المبارك، أن المشتل يعمل بطاقة إنتاجية تقدر بـ250 ألفاً من إنتاج مختلف أنواع الأشجار والشجيرات بأحجامها المختلفة، إضافة إلى إنتاج مختلف المسطحات الخضراء من الحشائش ومغطيات التربة والتي تنتج حسب الطلب بكميات وأنواع مختلفة.

وشدد المبارك على أهمية زيادة الرقعة الخضراء والواجهات الجمالية للشوارع الرئيسة والميادين والحدائق، مشيداً بالدور الذي يقوم به مشتل عذاري على مدار العام، وإنتاج النباتات لكل موسم حيث يعد المصنع المعني بإنتاج النباتات بالمملكة سواء للشوارع أو للحدائق والمتنزهات.

من جهته، أكد رئيس قسم تطوير المشاتل عباس عرفات "سعي الوزير عصام خلف إلى تحسين الخدمات وضمان الجودة وتميزها للوصول إلى الغاية المنشودة، وهي تجميل الشوارع والمرافق البلدية، بمزيد من العمل الشاق المبدع والمبتكر معاً، إذ تعد مساحات التخضير والبستنة في طرق وميادين المملكة والاهتمام بها وتطويرها من أبرز الاهتمامات".

ولفت إلى أن الزهور والشتلات، تعتبر الأرخص من حيث السعر والأجود من حيث النوعية والأكبر من حيث الكمية على صعيد البحرين، مضيفاً أن "آلية العمل ستتحول إلى معاملات إلكترونية في القريب العاجل حيث يستطيع الناس اختيار الزهور والشتلات المطلوبة وهم في منازلهم".