ما شعور فتاة تنسى فستان زفافها معلّقاً عشرين عاماً، لتجده يسقط فجأة في حضنها؟ هذه الثيمة التي اشتغلت عليها الكاتبة البحرينية سارة سالم العثمان في روايتها الجديدة "ورد الحجاز" التي صدرت مؤخّراً في البحرين، بعد سنوات على إصدار روايتها الأولى "قلوب في أحضان باردة". الكاتبة سارة وإن ظلت متمسكة بالبحرين كمكان لروايتها الجديدة ولكنها اختارت زمناً مختلفاً عن روايتها الأولى، لتخوض تحدّياً جديداً تمثل في الكتابة في زمن لم تعشه، وإنما كوّنت صورة عامة عنه من خلال روايات الأكبر سناً.. التقينا بالكاتبة سارة سالم العثمان للحديث عن روايتها الجديدة، وكان هذا الحوار:

- أصدرت مؤخراً روايتك الثانية "ورد الحجاز"، وهي تتحدث عن قصة جرت أحداثها في البحرين خلال فترتي الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم. ما ملخص القصة؟



تدور أحداث هذه الرواية في إحدى قرى البحرين المطلة على البحر في الفترة الزمنية ما بين نهاية الستينات وبداية السبيعنات، وتتمركز أحداث الرواية حول بطلتها " ظبية " . تبدأ الرواية بيوم العيد حيث تتفاجأ بفستان زواجها الذي نسيته منذ عشرين عاما في الخزانة يسقط في حضنها ليثير في نفسها تساؤلا هل ظهوره في هذا الوقت مجرد صدفة أم هي إشارة. ولكن زيارة الخالة صالحة وهي جارة مقربة جدا لظبية وإخبارها برجوع خطيبها جابر للديار بعد وفاة زوجته كان دليلا على أن ظهوره كان إشارة .

تخرج ظبية مع أختها نجية المتخلفة عقليا إلى المقبرة لزيارة قبري الأم والأب ثم تختفى نجية فجأة وتخرج ظبية من المقبرة بحثا عنها ليكون لقاؤها الأول مع سيف الذي ينقذ أختها من الغرق، هو شاب عمانى هاجر إلى البحرين بسبب الحرب ويعمل مزارعا في أحد البساتين ، يرمى الحب شباكه في قلبه منذ النظرة الأولى لظبية ولكن ظبية لا تشعر بأي شيء تجاهه فقلبها معلق بجابر.



يبتسم الحظ أخيرا لها وتتجهز من أجل عقد قرانها ولكن زواجها بجابر ثانية يتعرقل فأبوه يمرض ويتوفى بعد عودته من الحج إلى جانب نشوب خلاف شديد بين أخيها "سلطان" و زوجته التي تخرج إلى بيت أهلها غضبانة فيسافر الأخ إلى الإمارات بحثا عن فرصة أفضل للعمل ويترك بناته الثلاث " هاجر، فوزية ومنيرة " في عهدة ظبية .

خلال مكوث البنات عند عمتهن تحدث الكثير من المفارقات من أهمها تعلق خطيب ظبية جابر بالابنة الكبرى هاجر وتأجيله للزواج منها بححج واهية. يعود سلطان إلى البحرين مجددا ويلتقى صدفة بسيف في شركة البترول بعد أن ترك عمله في البستان بسبب هدمه واستغلال أرضه لبناء الدكانين والبيوت و تنشأ بين الاثنين صداقة متينة .



يطرد سيف من داره التى في البستان ويقترح سلطان على سيف استئجار القسم المنفصل من بيتهم الذي يضم حظائر الحيوانات مع غرفة مهملة فيوافق ليفاجأ بعدها أنه سيسكن نفس البيت الذي تعيش فيه ظبية وسيكون قريبا منها .

يتقدم سيف لطلب الزواج من ظبية لكنها ترفض فيخرج من عندهم يائسا ويعود إلى بلده في حين يتصالح سلطان مع زوجته ويرجعها إلى بيت الزوجية، تشعر ظبية بالوحدة والضياع خاصة بعد أن تتفاجأ بجابر يطلب يد ابنة أخيها هاجر وتشعر بالندم لرفضها سيف ولكن في النهاية يرجع سيف ويطلبها للزواج.

- المكان في روايتي سارة سالم "قلوب في أحضان باردة" و"ورد الحجاز" حضوره طاغٍ ومؤثر. ما الذي يعنيه المكان بالنسبة لسارة سالم العثمان؟ وما أهمية المكان من وجهة نظرك في الرواية بشكل عام، وفي روايتك بشكل خاص؟



المكان يمثل لي الرابط الذي بدونه أفقد هويتى أما في الرواية فهو بشكل عام القلب النابض الذي يضمن بقاء باقي عناصر القصة، في روايتي "قلوب في أحضان باردة" و"ورد الحجاز" تعمدت أن أسترسل في وصف البيت التراثي القديم والبحر والبساتين لأني أريد لفت انتباه القارئ إلى أهمية إرثنا وبيئتا وضرورة الحفاظ عليهما.

- الروايتان اللتان أصدرتهما تدور أحداثهما في البحرين. ما أهمية أن يقوم الروائي البحريني باختيار البحرين مسرحاً لأحداث رواياته؟



الأهمية أن يكتب الراوي بصدق حتى يصل إلى قلب القارئ ولا يكون ذلك إلا بالمعايشة الحقيقية للمكان الذي تحدث فيه الرواية فعلى سبيل المثال لو أني عشت حياتي كلها خارج البلاد ربما لن أكتب عن البحرين لأني شخصيا لا أحب الكتابة عن شيء لا أعرفه.

- كيف ترين الرواية في البحرين اليوم؟ هل الشباب البحريني مهتمّ بتأليف الروايات في عصر الإنترنت والثورة الرقمية؟

تتبلور أكثر وأكثر لتصبح أكثر صدقا وقربا لقلب القارئ ،أظن أن تزايد عدد الكتاب البحرينيين الشباب هو أكبر دليل على أن الرواية مازالت صامدة أمام هذه الثورة الرقمية.

- ما هي مشاريعك الكتابية القادمة؟



- بما أن التاريخ عادة يعيد نفسه فأفكر في كتابة رواية تدور فصولها بين الحاضر والماضي وبرغم الفجوة الزمنية التي تفصل الشخوص إلا أن الصراع الذي يعيشونه يشهد تقاربا في عدة أوجه وجوانب.