أكد متحدثون أن مؤتمر "وسائل الإعلام بين الواقع والتطلعات في الوقاية من المخدرات" جاء تأكيداً للشراكة المجتمعية لمواجهة آفة المخدرات. وأن وسائل التطور الحاصل في وسائل الإعلام أصبحت سلاحا ذا حدين، فهو يخدم تجار المخدرات وفي المقابل لابد من الجهات المعنية من مواكبة هذا التطور لحماية أفراد المجتمع.

فقد أكدت د. منى بنت حمزة الصواف من المملكة العربية السعودية أن إقامة مؤتمرات تتعلق بالوقاية من المخدرات إنما هو لتسليط الضوء على النقاط الخفية التي يجهلها الكثير حتى المختصين في هذا المجال، وتبني شبكة علاقات يتم على أساسها تبادل الخبرات في هذا المجال، ويقوي التجارب المنصبة في مجال الوقاية من المخدرات.

وأشارت الصواف إلى أن آفة المخدرات هي قضية شرسة لابد من التصدي لها، ولابد من مكافحتها بشتى الطرق، ومعرفة الطرق المختلفة التي يتم الترويج من خلالها للمخدرات. ونتيجة التطور المعرفي للمختصين أدى للقبض على العديد من مروجي المخدرات، موضحة أن عصابات الاتجار بالمخدرات تبذل المستحيل للاستمرارية في هذه التجارة، وأن المختصين في هذا المجال ومنهم المعالجين النفسين يواكبون التطور ويتعرفون على الجديد من المخدرات حتى يتم مكافحتها بشكل تقني محترف، ومكافحة المخدرات هي شراكة مجتمعية يتم التعاون فيها بين أفراد المجتمع لحماية الجميع وليس المراهقين بل جميع فئات المجتمع.

أما المقدم فيصل عيسى القاسم، مدير إدارة الإعلام الأمني بشرطة دبي من دولة الإمارات العربية المتحدة فقد أكد لوكالة أنباء البحرين "بنا" أن مشاركة المختصين في هذا المجال في مثل هذه المؤتمرات تأتي تأكيداً على محاربة المجتمع للمخدرات، موضحا أن المجتمعات أمام قوتين هي قوة المخدرات وقوة الإعلام، وترجح الكفة لأحدهما في الدول. ولابد من توعية المجتمع قبل أن نعالج ونعاقب. فالتوعية هي وقاية، وقد لا يجدي العقاب نفعاً في هذا الجانب. والإعلام له دور كبير لإيقاف هذه الآفة.

وأكد القاسم بأن تطور وسائل الإعلام الإجتماعي أعطى للإعلام قوة لتوعية المجتمع، ولابد أن يواجه مروجي المخدرات الذين يستغلون التطور الإعلامي في تقوية هذه التجارة، وخاصة أنها تستهدف فئة لا تمتلك ثقافة وتعليم كافيين، فيجب علينا أن نصل لهذه الفئة لحمايتها.

أما د.عبدالكريم الزياني أستاذ الإعلام في جامعة البحرين، فقد أكد أن إقامة هذا المؤتمر يركز على معرفة الخطط الاستراتيجية لمواجهة ظاهرة انتشار المخدرات خاصة مع تغير شكل وأصناف الاتجار والترويج للمخدرات، وتعد البحرين البلد الوحيد عربياً الذي يمتلك خطة استراتيجية لمكافحة المخدرات وهذا يدل على وعي الجميع بأهمية تحصين أفراد المجتمع من هذه الآفة.

وأوضح الزياني أن البحرين تعد بلداً سباقاً في تنظيم مثل هذه المؤتمرات وتسليط الضوء على القضايا المؤثرة. ولابد من التفكير بشكل علمي في تقديم العديد من التصورات ليس فقط لمعالجة قضية المخدرات بل للوقاية منها. وأن تطور وسائل الإعلام برأيه ساهم في تفاقم مشكلة المخدرات بظهور أصناف جديدة من المخدرات منها المخدرات الرقمية، ولابد من وضع قوانين وعقوبات رادعه حتى يتم تقليص هذه الآفة.

وبدورها أكدت د. أحلام القاسمي، أستاذ في جامعة البحرين، أن المعنيين في هذا المجال لابد أن يكونوا مواكبين للتطور الحاصل عالمياً حتى يتمكنوا من وضع استراتيجيات مستقبلية وقائية وعلاجية لخدمة القضايا الحالية مشيرة الى أن مكافحة المخدرات أنما هو مسؤولية العديد من الجهات منها وزارات التربية والتعليم، والداخلية، والمؤسسات المعنية بالشباب، والإعلام، والصحة وأولياء الأمور لحصر هذه المشكلة وعلاجها، ووضع إجراءات وقاية لها.

فيما أوضح الدكتور خالد جاسم بومطيع أستاذ الإعلام في جامعة البحرين، أن المؤسسات الإعلامية يقع على عاتقها تقديم نماذج إعلامية محنكة تقف رادعاً للمخدرات وتحمي أفراد المجتمع من هذه الآفة. ووضع طرق احصائية دقيقة لقياس تأثير الاستراتيجيات على المجتمع. وتشير العديد من الدراسات إلى ضرورة تحديد الجمهور المستهدف لوضع سياسة ناجحة.

وأكد بو مطيع أن الإعلام ورجاله تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في مواجهة هذه الآفة فلابد أن يكون رجل الإعلام واع ومثقف وعلى علم بكل ما هو جديد في هذا المجال. وعليهم أن يتعاونوا مع المعنيين في هذا المجال، ويضعون نموذج مثالي يقيم ويقيس الأثر. وعلينا جميعاً التعاون لحماية المجتمع من الانجرار وراء المخدرات.