- دور فاعل لوسائل الإعلام في حماية المجتمعات من الآفة

- تنمية الوعي الأسري بخطة إعلامية مدروسة

- التصدي للآثار السلبية لـ"التواصل" الداعمة لترويج المخدرات

- دراسة التدابير المناسبة لإساءة استخدام "التواصل" في الترويج للتعاطي

..

طالب مؤتمر "وسائل الإعلام بين الواقع والتطلعات في الوقاية من المخدرات"، بإنشاء كيان إداري فني متخصص -إدارة- قادر على متابعة ما يروج له في فضاء الشبكات الافتراضية والتدخل الفوري المتزامن للتصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة والتي تروج وتشجع أفكار تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.

وأكدت توصيات المؤتمر الذي اختتم أعماله، برعاية وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة على الدور الفاعل والبناء لوسائل الإعلام في حماية المجتمعات من آفة المخدرات.

وجاءت توصيات المؤتمر الذي أقيم للمرة الأولى في المملكة تزامناً الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات والذي يوافق 26 يونيو من كل عام، في إطار الجهود الهادفة لمكافحة الجريمة بشتى أنواعها وتحقيقاً للأمن والاستقرار، والتي تقوم في إحدى محاورها على الاهتمام بتوعية الإنسان بمخاطر الجريمة وأضرارها باعتباره محور العمل الأمني وأساسه، وذلك من خلال التنسيق والتعاون بين أجهزة وزارة الداخلية وأجهزة الإعلام المختلفة في دول المجلس.

ودعا، إلى بناء استراتيجية إعلامية جديدة تواكب المتغيرات المتسارعة في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة لاسيما وسائل التواصل الاجتماعي المستحدثة والأكثر انتشاراً وتأثيراً بين الشباب وأفراد المجتمع، بهدف نشر الثقافة التوعوية الرافضة لتعاطي المخدرات، مع الاستفادة من التجارب الناجحة للدول الأخرى في هذا المجال.

وحث المؤتمر، الأجهزة الإعلامية التابعة للجهات الوطنية المختلفة إلى توحيد المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في بث رسائلها التوعوية للجمهور بهدف توحيد نهج إعلامي مدروس وموجه للتصدي لمشكلات المخدرات وانعكاساتها على الفرد والأسرة والمجتمع.

كما أوصى، بالعمل على تنمية الوعي الأسري والمجتمعي من خلال خطة إعلامية مدروسة تمكن المجتمع من القيام بدوره المساند والمشارك لأجهزة مكافحة المخدرات في محاربتها لتلك الجرائم وحماية المجتمع من مخاطرها والوقاية منها.

وطالب، بالتصدي للآثار السلبية لشبكات التواصل الاجتماعي الداعمة لترويج المخدرات والتشجيع على تعاطيها بإقامة الفعاليات والندوات والمؤتمرات الثقافية والتوعوية للتنبيه من مخاطر تعاطي المخدرات وأضرارها وتحصين أفراد المجتمع وأبنائه.

ودعا المؤتمر، إلى زيادة المساحة الإعلامية الرامية لتحفيز التوعية بمفاهيم جودة الحياة لدى الشباب وزرع الأمل والقيم الفاضلة وتشجيع ممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية، في مواجهة رسائل الإعلام السلبية المحبطة والتي قد تشجع على تعاطى المخدرات كوسيلة للهروب من مشكلات الحياة وتحدياتها.

كما دعا، إلى دراسة سبل تنمية نهج التفكير النقدي لدى النشء لدعم قدراته على التمييز بين ما يبث من مواد ورسائل إعلامية مختلفة، سواء الإيجابية لتعظيم آثارها، أم السلبية منها بما يضمن تفادي آثارها المدمرة، أخذاً في الاعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعي قد باتت جزءاً أساسياً في حياة الفرد والأسرة والمجتمع.

وحث، على إعداد خطة تنموية شبابية تشارك فيها كافة مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني من خلال "اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات"، للنهوض بالشباب وتثقيفهم وتوعيتهم باعتبارهم الفئة الأكثر استهدافاً لتعاطي المخدرات، بجانب دعوة المشرع لدراسة تقرير العقوبات والتدابير المناسبة لإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.

ودعا أجهزة المكافحة المتخصصة، إلى تحويل الاتصال عبر وسائل التواصل الحديثة إلى صيغة المحادثة التفاعلية المباشرة، بإنشاء كيان إداري فني متخصص -إدارة- قادر على متابعة ما يروج له في فضاء الشبكات الافتراضية والتدخل الفوري المتزامن للتصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة والتي تروج وتشجع أفكار تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.

وناشد، القائمين على إعداد الرسائل الإعلامية والمناهج التعليمية لضرورة الاستعانة والاسترشاد بالخبراء والمتخصصين في مجالات الأمن والصحة وعلوم النفس والاجتماع لدى تناولهم لموضوعات المخدرات وأضرارها والوقاية منها، مع التأكيد على أهمية تسليط الضوء على الواقع المؤلم الذي يعيشه مدمن المخدرات وأسرته، وإبراز التجارب الناجحة في مجال العلاج من الإدمان.

وأوصى المجتمعون، بإيلاء عناية خاصة بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني في الحملات الإعلامية والجهود الرامية للتوعية بمخاطر المخدرات وسلبيات إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

ودعا إلى تشجيع مراكز الدراسات والبحوث والجامعات والأكاديميات على القيام بدراسات متخصصة عن موضوعات المعالجة الإعلامية لمشكلة المخدرات في وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، من خلال التحفيز المعنوي والمادي واعتماد تلك الموضوعات في رسائل الماجستير والدكتوراه وتوفير المراجع العلمية المتخصصة وإنشاء قواعد للمعلومات والبيانات عن حجم مشكلة المخدرات وتعاطيها.

وطالب المؤتمر، بتشجيع إنتاج الأفلام القصيرة المتميزة كأحد الأدوات الهامة في التوعية والوقاية من تعاطي المخدرات، وذلك لما تحدثه تلك الأفلام من تأثير مباشر وهام في المشاهد، مع ضرورة بث تلك الأفلام على كافة المواقع الإلكترونية فضلاً عن الوسائل الإعلامية الأخرى.

وأكد، أهمية الالتزام بميثاق الشرف المهني للإعلاميين لدى نشر ما يثار بوسائل التواصل الاجتماعي، والالتزام بالتدقيق فيما يروج له من إحصاءات أو تقديرات أو موضوعات قد تبث لأهداف مغرضة، ويشار في هذا الصدد إلى موضوع " المخدرات الرقمية" الذي أثار الكثير من الجدل، وانتهى الأمر فيه من خلال منظمة الصحة العالمية والأجهزة الدولية المتخصصة في مجال المخدرات والعديد من المؤتمرات -وبشكل حاسم- إلى أنها ليست من المخدرات الوارد ذكرها بالجداول المرفقة بالاتفاقات الدولية أو القوانين الوطنية، وأن الترويج لها بوسائل التواصل كان لأغراض مشبوهة.

ودعا إلى الاستفادة من تجارب وزارة الداخلية في البحرين المتمثلة في "برنامج معاً" الداعم للشراكة المجتمعية في التصدي لمشكلة المخدرات، والمعسكر الصيفي الذي تنظمه الأكاديمية الملكية للشرطة والذي يهدف إلى تثقيف النشء والشباب وتوعيتهم وتعزيز مشاعر الانتماء الوطني والولاء، وفتح قنوات جديدة معهم للحوار والتعرف على قضاياهم والاهتمام بها.

وأوضى، بدعم أجهزة الإعلام والباحثين في مجال المخدرات بالمعلومات الصحيحة والمتاحة من خلال قاعدة معلومات وتقارير رسمية أمنية وصحية وقضائية، تمثل مرجعية واقعية تتفادى اللجوء إلى التكهنات والتفسيرات غير الخبيرة، مع ضرورة تحسين إحصاءات المخدرات وزيادة توافرها بحيث تكون متوافقة مع خارطة الطريق الدولية التي تم اعتمادها من قبل اللجنة الإحصائية التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة.

وتناول المؤتمر، العديد من المحاور التي تحقق أهدافه على مدار 5 جلسات صباحية ومسائية تم خلالها عرض ومناقشة مجموعة من الأوراق العلمية من قبل نخبة من المشاركين والمتخصصين.

وتناولت تلك الأوراق الجهود الوطنية والخليجية والدولية في مكافحة المخدرات ودور الإعلام في توجيه وتوعية الشباب بأضرار المخدرات والوقاية منها، كما تم استعراض جهود وزارة الداخلية ووزارات الدولة المعنية في نشر الثقافة الأمنية والتوعية بمخاطر تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.

وأكد المشاركون، أهمية عقد هذا المؤتمر وموضوعاته التي تم تناولها وأهدافه وأثره الهام في تعزيز وتوثيق سبل التعاون بين أجهزة الدولة المختلفة المعنية ووزارة الداخلية وكذا المؤسسات الإقليمية والدولية.