تعاني مستشفيات رئيسة ومراكز صحية في البحرين من أزمة نقص أدوية منذ فترة، منها دواء التصلب اللويحي المتعدد، ودواء السرطان في صيدلية السلمانية، والبنج الذي تسبب في تأجيل العمليات غير المستعجلة، وغيرها من الأدوية. فيما أكد مصدر مطلع أن مخزون الأدوية ينفد خلال شهرين في بعض المستشفيات.
وقال مصدر في وزارة الصحة لـ"الوطن" إن الموازنات المخصصة لشراء الأدوية مرصودة، وأزمة نقص الأدوية لا علاقة لها بترشيد النفقات لأن هذه السياسة لا تمس الخدمات الصحية، مشيراً إلى أن سبب النقص سوء التنسيق بين الجهات المعنية بشراء الأدوية.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن مخزون الأدوية في بعض المستشفيات سينفد خلال شهرين على أقصى تقدير، وهناك عمليات تبادل للأدوية تتم بين المراكز الصحية لسد النقص. وكشف أن ميزانية صرف الأدوية في العام الماضي بلغت نحو 50 مليون ديناراً، تشمل أدوية الأمراض المزمنة كالقلب والسكر، وأدوية الأورام وغيرها من الأدوية التي توزع في المستشفيات والمراكز.
و أضاف أن "نظام وزارة الصحة رصد منذ شهرين انخفاضاً في مخزون 15 نوعاً من الأدوية. وأرجع المسؤولون في الوزارة الانخفاض إلى ارتفاع استهلاك الأفراد لهذه الأدوية، لكن يبدو أن المسألة لم تعالج مع اللجنة الوطنية للشراء الموحد للأدوية حتى الآن رغم مرور نحو الشهرين".
وكانت "الوطن" نشرت في مايو الماضي تقريراً حول أزمة نقص الأدوية، غير أن المسؤولين في وزارة الصحة اعتبروا التقرير "مبالغات".
وأعلنت وزارة الصحة في 21 أبريل الماضي أنها توفر الأدوية من خلال مناقصتين رئيستين؛ الأولى مناقصة الشراء الخليجي الموحد وتغطي 80% من احتياجات الأدوية، والثانية هي المناقصة المحلية التي تغطي 20% من الاحتياجات.
وأكد استشاري الطب النفسي د.حميد أحمد اختفاء المهدئات وبعض أدوية الاكتئاب من مستشفيات الطب النفسي الخاص، مشيراً إلى أن اختفاء هذه الادوية يتسبب في مشكلات كبيرة، فإذا توقف مريض الاكتئاب عن الأدوية قبل المدة المحددة فسيؤدي فهذا لانتكاسة المريض ويؤثر على إنتاجيته وأسرته، وقد يحتاج لدخول المستشفى إذا كانت الانتكاسة شديدة .
و أضاف د.حميد "في حال وصولنا إلى هذه المرحلة ستكون تكلفة العلاج عالية على الدولة. كما أن لجوء المريض للأدوية المشابهة قد تؤدي لانتكاسة".
وأوضح أن "الأدوية الجنيسة المضادة للاكتئاب لا تعطي بالضرورة نفس مفعول أو مضاعفات الدواء الأصلي. وحين نتحدث عن عدم توفر الأدويه المهدئة بشكل مستمر في جميع الصيدليات الخاصة مثل الفاليوم أو الزنكس أو الاتيفان، فهذا مشكلة كبيرة للأطباء النفسيين العاملين بالعيادات الخاصة. وليس من المعقول أن نتصل بكثير من الصيدليات الخاصة لمعرفة إن كان الدواء متوفراً أم لا كلما أردنا أن نصفه لمريض. هناك أدوية أخرى غير متوفرة أيضاً في الصيدليات الخاصة مثل الليثيوم ومضادات الكولونيرجك وبعض أدوية مضادات الذهان. وهذه الأدوية يمكن للمريض شراؤها من صيدلية السلمانية من الساعة الثانية حتى الخامسة بعد الظهر ويشتكي المرضى من الزحام الخانق هناك".
و أكد د.حميد أن توفر هذه الأدوية للطبيب النفسي ضروري جداً للحالات الشديدة من القلق وفي بداية علاج بعض حالات الاكتئاب والانفعال الشديد. أما المهدئات فتعميم منع بيعها من صيدلية السلمانية طامة كبرى تسبب مشكلات لا حدود لها".