استعرضت الجلسة الثالثة والأخيرة في مؤتمر "حكم آل خليفة في شبه جزيرة قطر: التاريخ والسيادة" والتي أدارها رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة الشيخ د.عبدالله بن أحمد آل خليفة تفاصيل ووقائع "العدوان القطري على الديبل العام 1986".

وقدم خلال الجلسة المستشار في مركز البحرين للدارسات استراتيجية والدولية والطاقة محمد الهاجري ورقة بعنوان "قراءة في العدوان العسكري على الديبل"، تناول فيها أحداث ووقائع العدوان القطري على ضحال الديبل عام 1986، وهي من الوقائع التي تكشف سلوك النظام القطري تجاه جيرانه، ورغبته المستمرة في انتهاج سلوكيات وممارسات لا تؤدي إلا إلى النزاع والفرقة.

كما تناولت الورقة التداعيات التي ترتب عليها هذا العدوان، والذي هدف بشكل رئيس إلى تحجيم حدود البحرين، من خلال تغيير جغرافية ضحال الديبل وقطعة جرادة.

كما أن ظروف منطقة الخليج العربي خلال الفترة التي حدث فيها العدوان القطري على الديبل تطرح تساؤلات ومدلولات حول تحالفات ضمنية تضر ببنية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تشهد تهديدات كبيرة ومتجددة وأطماعاً مستمرة من قبل العديد من المتربصين.

واعتبر الهاجري أن ما تعاني منه اليوم البحرين خصوصاً والمنطقة بشكل عام لا يمكن تفسيره إلا من خلال التاريخ الذي يحمل الكثير من الأحداث التي تفسر لنا واقعنا اليوم.

وقال: "إن عملية استدعاء التاريخ إجراءٌ ضروري، لفهم الاتجاه العام للأحداث في الحاضر والمستقبل، والعدوان القطري على ضحال الديبل، التي تسلط عليه هذه الورقة الضوء بكل تجرد وموضوعية، يأتي ضمن منطلق توثيق التاريخ الذي تعد مجرياته وأحداثه المفصلية محركاً أساساً لفهم الحقائق واستنباط التفاعلات التي تشكل واقع اليوم وملامح الغد".

فيما قدم الباحث التاريخي يوسف إسحاق ورقة بعنوان "دوافع العدوان العسكري على الديبل" والذي اعتبر تاريخ يوم السبت 26 أبريل من عام 1986 هو علامة فارقة في تاريخ النزاعات الحدودية في منطقة الخليج العربي، بعد أن قامت قطر بالعدوان المسلح على البحرين وغزوها للديبل، فشكلت حالة من الصدمة لدى أبناء الخليج العربي، عندما قامت قطر بتحويل الخلاف الحدودي إلى نزاع مسلح، والذي وصفه المراقبون حينها بأنها أخطر أزمة داخلية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ تأسيسه في مايو من عام 1981.

في حين قدم الكاتب والباحث السياسي عبدالله الجنيد ورقة حملت عنوان "البعد الاستراتيجي لنتائج العدوان على الديبل"، حيث استعرض من خلالها البعد الاستراتيجي للعدوان العسكري القطري على ضحال الديبل البحريني في 26 أبريل عام 1986، من خلال مناقشة الدوافع الحقيقية والنتائج المترتبة على قيام دولة قطر بهذا الاحتلال، وإصرارها على تغيير العلامات المحددة للحدود البحرية بينها وبين البحرين، على الرغم من أن هذه الحدود تم اعتمادها من المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي، وتم إخطار قطر بذلك عبر رسالة رسمية بعث بها المعتمد البريطاني سي جي بيلي في 23 ديسمبر من عام 1947 إلى حاكم قطر آنذاك الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني.

ورأى الباحث، أنه من الإجحاف تناول التاريخ السياسي لأي منطقة أو الأحداث التاريخية المفصلية ذات التأثير على خصائص جغرافيتها السياسية دون تناول الدوافع الحقيقية من وراء هذه الأحداث.