أحمد خالد

أكد الأستاذ المساعد في التاريخ الحديث في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة البحرين د.حمد إبراهيم، أن ظهور النفط أسهم في تمدد آل ثاني على ممتلكات آل خليفة.

جاء ذلك، خلال ورقة عمل قدمها خلال في مؤتمر حكم آل خليفة في شبه جزيرة قطر، بعنوان "دور النفط كمحرك أساس في دفع آل ثاني إلى الرغبة بالتمديد إقليمياً على حساب البحرين وممتلكات أسرة آل خليفة في الثلاثينات من القرن العشرين الميلادي".

وقال إبراهيم: "أدى ظهور النفط خليجياً في مطلع ثلاثينات القرن العشرين ميلادي إلى احتدام المنافسة بين البريطانيين والأمريكيين للحصول على امتيازات نفطية في المنطقة، فقد تم اكتشاف النفط بكميات تجارية في البحرين في 1 يونيو 1932 وأعيد تأسيس شركة نفط البحرين بابكو 1929، والتي أسستها شركة ستاندرد أويل أوف كالفورنيا الأمريكية وحصلت في سنة 1933 على امتيازات النفطية في المملكة العربية السعودية وفي شبه جزيرة قطر".

وأضاف قائلاً: "خلال الاجتماع ضبط قضية رسم الحدود بشكل مباشر مع مسألة الامتيازات النفطية في شبه جزيرة قطر استعرض المجتمع مجموعة من الاستنتاجات التي تقدمت بها اللجنة الفرعية لرؤساء الأركان البريطانية بهدف تقديم الحماية البريطانية لعبدالله بن قاسم آل ثاني واقترحت اللجنة ربط مسألة ضمان الحرية باستكشاف النفط والحصول على امتيازات النفطية، وبعد محادثات مطولة مع عبدالله بن قاسم وافق على منحهم امتيازات النفط في 17 مايو 1935".

وتابع: "أما الزبارة فكان يقطنها الشيخ سلمان بن خالد آل خليفة ومحمد بن عبدالرزاق آل خليفة، ومن أبرز شخصيات النعيمي التي كانت تقطن هذه المنطقة الشيخ راشد بن محمد الجبر، ومن المعروف أن قبيلة النعيم تدين بولائها التام لآل خليفة، عندما بين الشيخ راشد في رسالة وجهها إلى المعتمد السياسي في البحرين وبسبب احتمالية الحصول على النفط بالزبارة في تلك الفترة شد انتباه آل ثاني للإقليم".

وواصل: "بعد أن تم اشتداد انتباههم حاول آل ثاني استيطان الزبارة بطلب الولاء لهم.. استغل آل ثاني خلاف في عائلة النعيم، حينما قام أحد أطراف الخلاف بالتحالف مع آل ثاني نكاية بقبيلة النعيم هذه الحادثة قدمت عذراً لقاسم آل ثاني لزيارة منطقة الزبارة وقام بتهديد القاطنين فيها بفرض الضرائب عليها".

وتابع إبراهيم: "قام الشيخ راشد الجبر بإرسال رسالة إلى الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة يحذره من آل ثاني ونواياهم المشبوهة، ونبه الشيخ راشد الشيخ حمد أن بن ثاني أظهر عداوتهم لكم بقبض الزبارة أو غيرها".

وأشار إلى أن الحكومة البريطانية لم تتدخل في حال تم تهديد قبيلة النعيم وقال: "إن المقيم السياسي أكد أنه يجب منع شيخ البحرين من إرسال تعزيزات إلى النعيم". وبين أن المقيم السياسي قال إن المطالبة البحرينية بالزبارة يجب أن تتكلل بالنجاح بحجة المحافظة على المصالح النفطية في ايد بريطانية.

وبين، أن هناك اجتماعاً أقيم في البحرين لعمل مفاوضات ما بين قطر والبحرين، ولاحظ الطرف البحريني أن ممثلي قطر يتلقيان نصائحهما من مدير شركة امتيازات النفط المحدودة البريطانية، حيث شعر المعتمد السياسي في البحرين، أن ممثلي قطر لا نية صادقة لهما للوصول إلى حل.

وتابع قائلاً: "أرسل بلغريف عريضة إلى دار الاعتماد 536 موقعاً وعريضة أخرى شهدت 200 توقيع من المتوقع وصولها قريباً من أهالي الزبارة أبدوا فيها أن ولاءهم لآل خليفة".

وأشار إلى أن الشيخ عبدالله بن عيسى بن علي آل خليفة والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، حينما ذهبا إلى شبه جزيرة قطر للتشاور وفي عودتهم على قاربهم أرادو الإرساء بالبحر لتناول الطعام فيقول: "فجأة هاج جميع من كانوا بالقارب وأخذوا بالاطلاع على مناظرهم وكان سبب الهجيان اضطراب شوهد على الشاطئ، وبعد لحظات معدودة من مغادرتهم قام رجال آل ثاني بالزحف على الزبارة ومهاجمة قبيلة النعيم".