زهراء الشيخ

وصلت ظهر الجمعة، الدفعة الثانية من المصابين بحادث الحافلة البحرينية المتوجهة إلى المدينة المنورة، حيث وصل 12 مصاباً بالإضافة إلى من تم استقبالهم أمس، فيما من المقرر أن يستقبل مطار البحرين الدولي الدفعة الثالثة مساء الجمعة 8 مصابين آخرين، فيما كان باستقبالهم أهالي المصابين، والقائمون على الحملة، ووكيل وزارة الصحة د. وليد المانع.

وأكد المانع أنه تم الترتيب مع جميع مرافق وزارة الصحة لاستقبال المرضى واستكمال علاجهم اللازم، حيث قام فريق الإصابات البليغة بالاستعداد لاستقبال الحالات التي تحتاج لاستكمال أي نوع من العلاج، ويضم الفريق التخصصات المختلفة مثل الجراحة والطوارئ والباطنية وجراحة الأعصاب، مشدداً على أن الحكومة ترعى جميع المواطنين سواء بالداخل أو الخارج، مشيراً إلى تفعيل وزارة الصحة خطة الطوارئ العاجلة بعد وقوع الحادث الأليم، لتقديم الدعم والمساندة لجميع المصابين ولضمان وصول كافة الخدمات الصحية من تشخيص وعلاج، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتقديم أفضل رعاية صحية، حتى وصولهم الديار سالمين بين أهلهم وذويهم.

واستقبل أهالي المصابين ذويهم، بالدموع والأحضان والورود، بعد انتظار دام 3 أيام تملأها مشاعر الخوف والترقب والوجل، بعد وصول أخبار وقوع الحادث الثلاثاء الماضي، فيما كانت سيارة الإسعاف في انتظار إحدى المصابات في عمودها الفقري، حيث تم نقلها مباشرة إلى مجمع السلمانية الطبي.

من جانبه، نفى صاحب حملة أهل الجود، الأخبار المتداولة حول سبب وقوع الحادث والتي تفيد بانفجار إطار الحافلة وعجز السائق المتوفى رحمه الله، عن السيطرة.

وأكد قائلاً "مازال سبب الحادث مجهولاً، وجميع إطارات الحافلة سليمة، وأوصلتها بنفسي إلى جسر الملك فهد، وربما يكون الصوت الذي سمعه الركاب متعلقاً بشيء آخر"، مضيفاً "ننتظر التقرير الرسمي من الجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية".

وقال صاحب الحملة "جميع أمورنا قانونية، والحافلة من طراز 2013، حديثة ومتطورة، ولا صحة لما يتحدث عنه الناس بأن الحافلة قديمة، ولا يجب أن يلقى اللوم علينا".

وبين أهالي أحد المصابين "عرفنا عن الحادث من مواقع التواصل الاجتماعي، وتواصلنا مع صاحب الحملة، الذي أبدى تعاوناً كبيراً معنا، وزودنا بأرقام المستشفيات التي تم نقل المصابين لها، وتم التواصل معهم للاطمئنان على أهالينا".

وكانت الدفعة الأولى من المصابين قد وصلت مساء الخميس، ومن بينهم والدة الشابة المتوفاة في الحادث، والتي تم تشييعها صباح الجمعة إلى مثواها الأخير في مقبرة كرزكان.

وعبر وكيل وزارة الصحة د. وليد المانع، عن شكره وتقديره لجميع الكوادر التي عملت بجد واجتهاد خلال اليومين السابقين من أجل إسعاف وعلاج المصابين، حيث عملوا لساعات متواصلة من أجل مساعدة المصابين في السعودية الشقيقة إلى وصولوهم الديار، مؤكداً أن هذا العمل النبيل ليس بغريب على شيم أهل البحرين ومواقفهم التي تتسم بالشهامة دوماً.

إلى ذلك عبر المرضى والمصابون وذووهم عن جزيل شكرهم للتسهيلات والمساعدة وكل الدعم الذي حصلوا عليه من وزارة الصحة سواء خارج أو داخل البحرين. كما عبروا عن شكرهم وتقديرهم لصاحب الجلالة ملك مملكة البحرين وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد على اهتمامهم وتوجيهاتهم لكافة الجهات للاهتمام بحالتهم.

وتصل الدفعة الرابعة والأخيرة السبت ليلاً، والتي تضم 9 مرضى برفقة الكادر الطبي البحريني المبتعث من وزارة الصحة، لمعاينة ومعالجة المصابين بالحادث والاطمئنان على وضعهم الصحي، حيث سيكون جميع المصابين قد عادوا إلى الوطن.

من جانبها، أجرت وزيرة الصحة فائقة الصالح زيارة تفقدية لمجمع السلمانية الطبي عصر الجمعة، للاطمئنان على صحة وسلامة المصابين الـ 8، والذين تم نقلهم من مطار البحرين الدولي ظهراً إلى السلمانية، في وحدة الإقامة القصيرة، والتقت بهم وبأهاليهم، فيما حثت الأطباء والممرضين على استمرار متابعتهم لحالاتهم وتوفير العناية اللازمة لهم والتأكد من توافر جميع احتياجاتهم الصحية، والوقوف على سير وخطة العلاج التي سوف تقدم لهم من قبل الكوادر الصحية والفرق التي جهزت لمباشرة هذه الحالات.

وخلال الزيارة التقت الصالح بجميع المرضى الذين أصيبوا في حادث الحافلة الأليم، وتمنت لهم سرعة الشفاء والتعافي، موضحة أن وزارة الصحة ستقوم بتوفير كافة الاحتياجات الصحية لهم إلى أن يتعافوا ويتماثلوا للشفاء، واستمعت للمرضى وحديثهم حول الحادث المروع، والعلاج الذي تلقوه بعد الحادث في مستشفيات السعودية الشقيقة.

إلى ذلك تفقدت وزيرة الصحة الوحدات والتجهيزات التي قامت الفرق بتجهيزها لاستقبال واستيعاب الحالات المصابة، وكذلك التقت بجميع الفرق الطبية والكوادر العاملة والمتمثلة بفريق الإصابات البليغة، وقسم شكاوى المرضى وإداريي السلمانية والمسؤولين عن رعاية مصابي حادث حافلة طريق المدينة المنورة.

وأثنت الصالح، على الجهود الجبارة التي قام بها منتسبو وزارة الصحة من موظفي السلمانية ولجنة العلاج بالخارج للحالات الطارئة وكبار المسؤولين والإداريين خلال هذا الحادث الأليم منذ وقوعه، وكافة التحهيزات والعمل مع الجهات المعنية سواء من داخل أو خارج مملكة البحرين، مؤكدة توجيهات الحكومة لتقديم أفضل الخدمات الصحية لرعايها أين ما كانوا، تأتي ضمن الأولويات، ويتم الالتزام بها وتوفيرها بالشكل المطلوب، لضمان وصول كافة الاحتياجات الصحية للمرضى والمصابين.